علموا رحمكم الله أن عقيدة كل المسلمين أن الله لا يشبه شيئا من خلقه ولا يوصف بأوصاف المخلوقين كالجلوس والاستقرار والحركة والسكون والشكل والهيئة والجهة والمكان لقوله تعالى {ليس كمثله شئ}. وأما ما ورد قرءاناً وصف الله بأنه مستو على العرش فيجب الإيمان بذلك بلا كيف فليس بمعنى الجلوس أو الاستقرار أو المحاذاة للعرش لأن ذلك كيف والله منزه عن الاستواء بالكيف لأنه من صفات الأجسامِ بل نقول استوى على العرش استواء يليق به هو اعلم بذلك الاستواء - ليس بمعنى استواء الأجسام كالجلوس والاستقرار والكون في جهة ومكان - وثبت عن الإمام مالك ما رواه الحافظ البيهقي بإسنادٍ جيد – كتاب كامل الأسماء والصفات ص 408 - من طريق عبد الله بن وهبٍ قال [كنا عند مالك فدخل رجل فقال: يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى؟ فأطرق مالك رأسه فأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال : الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه ولا يقال كيف والكيف عنه مرفوعٌ وما أراك إلا صاحب بدعة أخرجوه] اهـ. فلا معنى لقول المشبهة الاستواء معلومٌ والكيفية مجهولةٌ ! هذا اللفظ لم يثبت عن مالك وهم يقصدون بذلك أن الاستواء جلوس لكن كيفية جلوسه غير معلومة ! لكن الجلوس كيفما كان لا يكون إلا بأعضاء ، هؤلاء يوهمون الناس أن هذا هو مراد مالك فلا تغتر بتمويهاتهم.




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©