الحمدُ لله وحده، والصلاةُ والسلام على من لا نبيَّ بعده وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:

فمِن ميزات أهل الأهواء التهجُّمُ على الحقِّ هجومًا ظالمًا والاعتداءُ على أعلامه والداعين إليه اعتداءً فاضحًا، سالكين في ذلك مسلكَ من تقدَّمهم زمنًا ومادة التاريخًا، ووافقهم عدوانًا واعتداءً تجسيدًا لقاعدة: «إذا أردتَ أن تُسْقِطَ فكرةً أسقِطْ زعماءَها»

يقول ابنُ تيمية -رحمه الله-: «والمجادلة المحمودة إنما هي بإبداء المدارك وإظهار الحجج التي هي مستند الأقوال والأعمال، وأمَّا إظهار الاعتماد على ما ليس هو المعتمدَ في القول والعمل فنوعٌ من النفاق في العلم والجدل والكلام والعمل»(1).


اتِّهام السلفية بالتقيَّة:
مبنى هذا الاتِّهام على إلحاق أصول الدعوة السلفية بمعتقدات المنافقين واليهود والشيعة الروافض الضالِّين وأصلهم الكاسد في جعل التقيَّة ركنًا من أركان الدين ينعدم الإيمان بانعدامها، وصيَّروها مبدأً أساسيًّا دالاًّ على علوِّ المنزلة عند الله وقوَّة التديُّن.
وقد فارق المنهجُ السلفيُّ المعتقدَ الباطل لكونه مؤسَّسًا على الصدق والإخلاص، الأمرُ الذي أغناه عن الظهور على خلاف الواقع والحقيقة، ومصدرُ تلقِّيه مأمونٌ ومنهجُ استدلاله موثوقٌ مباينٌ بذلك لمنهج مَن كان معتقده مبنيًّا على الغشِّ والتدليس، متفرِّعًا عن الكذب والخديعة. قال ابن تيمية -رحمه الله-: «وأمَّا الرافضة فأصل بدعتهم عن زندقةٍ وإلحادٍ، وتعمُّدُ الكذب كثيرٌ فيهم، وهم يُقِرُّون بذلك حيث يقولون: ديننا التقيَّة، وهو أن يقول أحدُهم بلسانه خلافَ ما في قلبه، وهذا هو الكذب والنفاق، ويدَّعون مع هذا أنهم هم المؤمنون دون غيرهم مِن أهل الملَّة، ويصفون السابقين الأوَّلين بالردَّة والنفاق»(2).



اتِّهام السلفية بالنهج الحزبيِّ:


اتِّهام السلفية بالهدم والتخريب:
، يقول محمَّد البشير الإبراهيميُّ -رحمه الله-: «إنَّنا علمنا حقَّ العلم -بعد التروِّي والتثبُّت ودراسة أحوال الأمَّة ومناشئ أمراضها- أنَّ هذه الطرق المبتدعة في الإسلام هي سبب تفرُّق المسلمين، لا يستطيع عاقلٌ سَلِمَ منها ولم يُبْتَلَ بأهوائها أن يكابر في هذا أو يدفعه... ونعلم أنَّنا حين نقاومها نقاوم كلَّ شرٍّ، وأنَّنا حين نقضي عليها -إن شاء الله- نقضي على كلِّ باطلٍ ومنكرٍ وضلالٍ، ونعلم -زيادةً على ذلك- أنه لا يتمُّ في الأمَّة الجزائرية إصلاحٌ في أيِّ فرعٍ من فروع الحياة مع وجود هذه الطرقية المشؤومة، ومع ما لها من سلطانٍ على الأرواح والأبدان، ومع ما فيها من إفسادٍ للعقول وقتلٍ للمواهب»(4)
http://www.ferkous.com/site/rep/R20.php





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©