الإرشاد في كشف المبطلين الذين يستترون خلف رسالة الشيخ العبَّاد
كتبه
رائد آل طاهر

الاثنين الموافق: 21 من شهر الله المحرم 1432ﻫ
27/12/2014

حمل المقال من
archive.org/download/alirshad-abad/alishad.pdf


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَنْ سار على نهجه إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فإنَّ الشيخ عبدالمحسن العبَّاد - حفظه الله تعالى - عالم من العلماء السلفيين المعروفين، وله جهود كبيرة في نشر السنة وبيان العلم وفي ردِّ أباطيل أهل الأهواء، وقد شهد بعلمه ومكانته العلماء الأكابر، نسأل الله تعالى أن يحفظه للأمة معلماً ومربياً، وأن يزيده من فضله، وأن يختم له بالحسنى.
والشيخ العباد حفظه الله تعالى له موقف معروف في قضية النزاع مع أبي الحسن المأربي وأتباعه، حيث كان يرفض الخوض فيه، ويعتبره فتنة بين المنتسبين لأهل السنة، وينصح السلفيين بالانشغال بالعلم والتعليم والدعوة، وينصحهم أن يتركوا الكلام في فلان أو فلان.
وقد كتب الشيخ العباد حفظه الله تعالى رسالته [رفقاً أهل السنة بأهل السنة] مدوناً فيها ما يتبناه من موقف من النزاع المتقدِّم.
واليوم يجدد الشيخ العباد حفظه الله تعالى موقفه، لكن هذه المرة في أثناء النزاع مع علي الحلبي وأصحابه وأتباعه ومَنْ يوافقه ويدافع عنه، ويعيد التأكيد على هذا الموقف في رسالته الوجيزة [مرة أخرى: رفقاً أهل السنة بأهل السنة].
وهذا الموقف من الشيخ العباد - حفظه الله تعالى - استغله بعضُ أهل الأهواء مع اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم في الطعن بأهل العلم السلفيين الذين يقومون بواجب النصيحة والتحذير من المبتدعة ومن أتباعهم والمدافعين عنهم، ونصبوا كلمة الشيخ العباد هذه لتكميم أفواه أهل السنة في بيان تجريح أهل الأهواء والتحذير من انحرافاتهم، حتى جعلوا الجاهل المغرر به يظنُّ أنَّ الشيخ العباد حفظه الله تعالى يقف مع أهل الأهواء هؤلاء ضد علماء السنة الراسخين الذين يحذَّرون منهم، فتستَّر المبتدعة وأفراخهم خلف الشيخ العباد، ورفعوا اسم الشيخ العباد ورسالته شعاراً لنشر انحرافاتهم، وصاحوا بها في وجه كل ناصح غيور على دينه.
ولكي نكشف وجه هؤلاء الذين تستروا خلف الشيخ العباد حفظه الله تعالى؛ كان لنا هذه الوقفات:

الوقفة الأولى: أنَّ الشيخ أحمد النجمي رحمه الله تعالى ردَّ على رسالة الشيخ العباد حفظه الله تعالى، ونصحه، وبيَّن ما في الرسالة من ملاحظات بأسلوب علمي وأدب رفيع واحترام لمكانة العباد وتقدير، وهذا الرد مدوَّن في كتاب كامله [الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية/ الطبعة الثانية 1/220-235].
فالسلفي الذي يتحرى الحق عليه أن يقرأ هذا الرد، وينظر في أدلته، ثم تكون الحجة والبراهين هما المقياس لمعرفة المحق منهما. وهذا ما لم يفعله مَنْ ينسب نفسه للسلفية من المخالفين، بل سارعوا إلى نشر رسالة الشيخ العباد!، وغفلوا أنهم بنشرها هكذا يساعدون غيرهم من المبتدعة أن يتسلَّطوا عليهم ويرفضوا أحكامهم!؛ فضلاً عن أحكام أهل الحق من السلفيين فيهم وفي غيرهم!.

باقي الوقفات تجدوها في رابط المقال اعلاه

وأخيراً:
أختم بما قاله الشيخ ربيع حفظه الله تعالى؛ لما سُئل بعد ما ألقى محاضرة عبر الهاتف لأهل دار الحديث السلفية بالشحر في اليمن عصر يوم السبت12 جمادى الأولى1424 هجري، والســؤال هو:هنا أمر أوراق انتشرت - وهي المشهورة المعروفة عندكم – [رفقاًأهل السنَّة بأهل السنَّة]، ويثيرها وينشرها بعض أهل الفتن، وتوَّزع مجاناً، ويستغلها أهل السوء، فهل من نصيحة لجميع الأطراف فيما يتعلق بهذه الورقة حفظكم الله؟!
فكان جواب الشيخ ربيع: ((بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، أما بعد:
فإنَّ البشر يخطئون ويصيبون مهما بلغوا من العلم والفضل، وإنَّ هذه الرسالة أنا أعتبرها في الأصل نصيحة؛ وإنْ كان عليها بعض الملاحظات.
لكن الطرف الذي فرح بها ووزَّعها في الحقيقة هو الـمَدين، وهو الظالم، وهو المعتدي، وهو البادئ بالفتن والمستمر فيها.
والطرف الآخر - الذين يوزِّعون هذه الأوراق ضده - هم المظلومون والمعتدى عليهم؛ لكنّ هؤلاء على طريقة الحزبيين المكرة، يقلِّبون الأمور، ويجعلون ما عليهم من المآخذ يجعلونها على الآخرين.
الحقيقة أنَّ الشيخ العبَّاد يريد أن يُطفئ الفتنة، ولكنهم ألهبوها من جديد بهذا التصرف، كان ينبغي أن يستفيدوا من ملاحظاته التي لا تنصب إلا على رؤوسهم، والمآخذ التي لم تصدر إلا منهم، ومنها الطعن في العلماء ومحاولة إسقاطهم، وكلما قال عالمٌ حقّـاً يـُدين به ظلماً وباطلاً بادروا إلى إسقاطه؛ فهذه جريمتهم.
أما السلفيون فهم والله حُمَاة، وذابُّون عن العلماء وأعراضهم، وهذه كتبهم - وبحمد الله - شاهدةٌ بذلك، وأشرطتهم ومواقفهم شاهدةٌ بذلك، [كلمة غير واضحة] الذي ذكر فيه: أنَّ الشباب يطعنون في العلماء!، هذا السلفيون شيبهم وشبابهم برآء منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
هم الطاعنون في العلماء، هم المعتدون على العلماء، هم المعتدون على أهل السنَّة، هم المفترون عليهم؛ والذي قاله الشيخ العبَّاد قليلٌ من كثير، فكان تكفيهم هذه الإشارة، كان تكفيهم هذه الإشارة.
الشيخ العبَّاد لا يعتقد في ربيع ومَنْ معه أنهم يطعنون في العلماء لا كباراً ولا صغاراً، لا يعتقد فيهم، وإنما - والله أعلم - هذه إشارة منه إلى هؤلاء الظلمة الحزبيين الهالكين؛ إشارةً إليهم لكن لم يستفيدوا!.
أَفهِمُوا الناس أنهم هم الذين يطعنون في العلماء!، وأنهم هم الذين بدؤوا بالظلم!، وأكثر الناس عندكم يعرفون هذه الحقائق فزيدوهم بصيرة بهذا، وأحبطوا كيدهم ومكرهم؛ فإنَّ هذا من مكائد الحزبيين.
وقد أصدر الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى نصيحة إلى الشباب - نصيحة عامَّة - فهبّ الحزبيون إلى تفسيرها بغير ما يريد الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى، فوجَّه لهم ضربة قاصمة ونفى الظنون عن أهل المدينة ومدحهم وأثنى عليهم، وطعن في هؤلاء الحزبيين الظالمين الذين يجعلون الحق باطلاً والباطل حقاً، أثنى على أهل المدينة خيراً، ثم قال عن هؤلاء الذين فسَّروا بيانه بالكذب والغش واللبس والتلبيس، قال: "أما دعاة الباطل وأهل الصيد في الماء العكر فهم الذين يشوشون على الناس ويقولون المقصود بالكلام كذا وكذا".
فأنا الآن أطلبُ من الشيخ العبَّاد أن يضرب هؤلاء مثل ضربة الشيخ ابن باز، يُبــيِّن أنَّ أهل المدينة هم أهل السنَّة، وكذلك إخوانهم أهل اليمن. وأما هؤلاء فهم دعاة الباطل وأهل الصيد في الماء العكر؛ فلقد – والله - اصطادوا في الماء العكر بعد دعوتهم الطويلة المديدة إلى الباطل، الدعوة المؤصَّلة والمؤصِّلةِ للباطل التي قامت على أصول فاسدة تهدف إلى هدم المنهج السلفي، وإلى إيذاء أهله.
وأذكِّر العبَّاد بأنَّ هؤلاء هم الذين ابتدءوا بالحرب والفتن، وبدؤوا بالكذب والظلم والطغيان، ولم ينتهوا بعد. ثم إنهم يتوجون هذه الأعمال الرديئة بتوزيع هذا الكتاب كامل كأنه لهم!!، وكأن العبَّاد ما كتبه إلا لنصرتهم!!!، ونسوا ما ارتكبوه من الفضائح والظلم والاعتداء؛ بارك الله فيكم.
فبيّـنوا للناس أنَّ هذا الكتاب كامل في حقيقته ضدهم - إن شاء الله - سواءً قصد هذا الشيخ العبَّـاد أو لم يقصد!، وأنا أرجو أن يكون قاصداً ذلك، إنه ضدهم بأنهم هم المعتدون على أصول المنهج السلفي وعلى شيوخه!، هم الذين جاؤوا بالأصول الهدّامة الفاسدة الكاسدة للمحاماة عن أهل البدع والضلال، وارتكبوا ما ارتكبوه من أشياء قد بيّنتها وبيّـنها غيري.
وهذه اللفتة تكفي، وانشروها ليتبصَّرَ الناس، وأكدّوها بما تجدون فيه من المطاعن التي لا تنطبق إلاّ عليهم من الجرح والتعديل بالباطل!، ومن الطعن في العلماء!، ومما هو شرٌ من التبديع من رمي الناس بالغـــثائية، وأنهم أراذل، وأنهم أقزام، وأنهم خلاصة ما يقولونه في هذه المواقع، وبيِّنوا للناس هذا الأمر - بارك الله فيكم - حتى يُحبط الله كيدهم ومكرهم، وانشروا هذا الشريط في كل مكان؛ وفقكم الله لما يُحبه ويرضاه)).
وأسأل الله تعالى أن يوفِّق الجميع لما يحب ويرضى، وأن يرزقنا الإخلاص والسداد في الأقوال والأعمال والأحوال والأحكام، إنه ولي المؤمنين.





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©