نداءُ الشّيخ صالح السّحيميّ إلى أهل الكنانة (مصر)
السّؤال:
عندنا –الله المُستعان-، ما زالت السّياسة
الشّيخ: السّياسة انتهينا منها.
يقول: انتشار السِّلاح وكثرة القتل والهرج والمرج.
الشّيخ: هذا من علامات السّاعة، ما يجري الآن في بلاد المُسلِمين خاصّة وفي بلاد العالم هذا من علامات السّاعة كثرة الهرج أخبر عنه النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم-، يعني: أحيانًا القاتل لا يدري لماذا يقتُل! يرى النّاس يفعلون شيئًا فيرمي يُطلق رصاصا كما هو حال أهل الصّقيع العربيّ يُصايحون ويتناهقون –والعياذ بالله- كتناهق الحيوانات، ويضرب بعضهم بعضًا ليش؟ من أجل الثّورة! من أجل الخبز! من أجل الجوع! من أجل فلان! نفدي فلان! وقد يكون المَفديّ الذي يُريد أن يفدِيَه طاغوتًا من الطّواغيت، والجميع شهيد حتّى لو كان نصرانيّا أو يهوديّا أو مشركًا عابدًا للقبور!! الكلّ شهيدٌ عنده!! -حاشا لله-.
ممّا يُؤسَف له أن يكون أحد علماء الفضائيّات وهو عود كبير بلغ من الكِبر عتيّا يتشدّق بأنّ هؤلاء شهداء! ويسأل الشهادة! أنا ما سمعت سؤال الشهادة، أمّا كونه يُفتي بأنّهم شهداء سمعتُهُ، لكن يُقال أنّه قال: اللهم اجعلني شهيدًا مثلهم! وهذا والعياذُ باللهِ زيغٌ وضلالٌ، ارحَم نفسك يا أخي، اُعبُد ربّك، اِلجأ إلى الله عزّ وجلّ وأنت في سنّ التِّسعين ولاّ أكثر، والجميع مُعرّض للموت الكبير والصّغير، لكن تأتي وتُزيِّن للنّاس الباطل وتتجرّأ على مثل هذه الأعمال احذَروا يا إخوان، ادعُوا الله للبلاد الإسلاميّة التي تنتشر فيها هذه الفِتَن وادعُوا الله أن يحمِيَ بلاد المُسلِمين جميعًا من هذه الفِتَن التي لا يدري فيها القاتل لما قَتَل ولا المقتول لما قُتِل إلاّ أنّه سيقف بين يدي الله ويحمل رأسه ويقول للقاتل: لم قتلتني؟! يحمل رأسه بِيَدَيه ويلقى الله عزّ وجلّ ويقول للقاتل: لم قتلتني؟
ثُمّ: لماذا تُشارك في هذه الغوغائية؟ ملايين! ملايين! أين الدِّين؟! أين الإسلام؟! أين عقلك؟!
يا أخي: لمّا قُتلت سُميّة قتلةً بشعة ما تظاهر المُسلمون وراحوا يصيحُون في الطّرقات، لمّا حاول اليهود قتل النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- ما سوّوا مُظاهرات إنّما هبّوا إلى الجهاد في سبيل الله وأخرجوا اليهود من المدينة بأمر رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-.
القضيّة ماهي قضيّة مظاهرات ولاّ..، تملؤون الميادين والرّجل مع المرأة والمرأة مع الرّجل! ويحصل اغتصابات وانتهاك أعراض وَزِنَى وخُمور وقِلّة حياء وغناء واختلاط بين الرّجال والنّساء؛ هل هذا من دين الله؟! والله إنّ الغرب يُزيِّنونه لكم يا أيّها الشّعوب الميِّتَة التي تتناهق في هذه الميادين، تتناهق كما تتناهق الحُمُر، اتّقوا الله وعودوا إلى بيتوكم، انقلوا هذه الرّسالة إليهم، قل لهم يتقوا الله ويعودوا إلى بيوتهم ويلزموا بيوتهم بدلاً من هذا الصِّياح والنّهيق والنّباح، اتّقوا الله عزّ وجلّ في أرض الكنانة التي والله إنّها تعزُّ علينا، لكنّ كثيرا من أهلها هي ليست عزيزة عليهم! وإلاّ لما فعلوا بها هذه الفِعْلة، أسأل الله أن يَقِيَهُم شرّ هذه الفتنة وأن يُعيدهم إلى صوابهم وأن يُبعد عنهم هؤلاء المُندسِّين الذين يندسّون بينهم ويُثيرون هذه النّعرات الطّائفيّة الخطيرة.
الآن الغرب يُلوِّح: وإحنا بنصلح بين الأحزاب الإسلامية؛ بين الأحزاب هناك أمريكا وغير أمريكا، أنتم الذين جرّأتموهم، الآن يبي يتدخّلون! ما شاء الله، حتّى اليهود المُحتلّين فلسطين يقولون: ندّخّل نُصلح بين المتناحرين في تلك البلاد!
يا ناس: اتّقوا الله عودوا إلى بيوتِكُم وتنتهي هذه المشكلة، واصبروا على حُكّامكم، صحيح نحنُ نُنكِر عليهم ثورتهم الأولى عندما ثاروا على الأوّل عملهم هذا باطل، لكن بعد أن تغلّبوا يجبُ وجوبًا أن نسكُت وأن –يعني- نعترف نُطالب -نعم- بالطّرق الشّرعيّة لا بالتّجمّع والقتل واقتحام المقرّات.
هي الأحزاب في حدِّ ذاتها هذه التّحزّبات كلّها باطلة كلّها تقليد لليهود والنّصارى ولو سمّت نفسها أحزابا إسلاميّة! لكن أقول: ليس أمامهم الآن إلاّ أن يتّقوا الله عزّ وجلّ، ثُمّ على حدِّ طريقتِهِم وإن كُنت لا أُومنُ بالانتخابات يصبرون حتّى تأتي انتخابات أخرى وينتخبوا غيره، مع أن هذه الانتخابات في حدِّ ذاتها طاغوت كلّها لا أُؤمن بها.
لكن يا إخوان: انقلوا إليهم لِيتّقوا الله في دماء إخوانهم، لِيتّقوا الله في بلدهم المُدمَّر، لِيتّقوا الله في أرض الكنانة، انقلوا إليهم هذه الرِّسالة، عودوا إلى رُشدِكم، والله لا يفعل هذا لا أطفال ولا مجانين ولا سفهاء ولا ولا ولا ولا ..، أبدًا، هذه المظاهرات عملُ السُّفهاء عملُ المجانين عملُ الذين لا عقول عندهم تمامًا، وكلّ واحد يصيح بفلان! يعيش فلان! يسقط فلان! -نسأل الله العافية والسلامة-.
والدِّين انتهى! ما أحد يدعو إلى دين الله عزّ وجلّ! إخواننا الذين تجنّبوا هذه الفتنة –ولله الحمد- يدعون إلى دين الله يدعون إلى السُّنّة وهُم سالمون إلى الآن من الولوغ في هذه الفتن ومن المشاركة في قتل المُسلِمين وغير المُسلِمين.
أسأل الله الكريم أن يلطُفَ ببلاد المُسلِمين وأن يرحمَهُم وأن يجمع كلِمَتَهُم على التّوحيد، عودوا إلى السُّنّة يا أهل الكنانة، عودوا إلى التّوحيد، انبذوا الأضرحة التي تُعبد من دون الله، انبذوا الحزبيّة والأحزاب، ارجعوا إلى ربكم سبحانه وتعالى، واجتمعوا على تحقيق "لا إله إلا الله، محمد رسول الله"، بالله عليكُم انقلوا إليهم هذا النّداء، ولو عبر بعض المواقع، أسأل الله أن يَلْطُف بالمُسلمين في كلّ مكان.
وصلّى الله وسلّم وبارك على نبيِّنا مُحمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.اهـ (1)
وفرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
11 / رمضان / 1434هـ
(للتحميل)

منقول من اجل الحالة التي تعيشها مصرا اليوم





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©