بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله


فهذه مناقشة بديعة للشيخ محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله - مع شخص يفرق بين المسائل الظاهرة والخفية في مسألة إقامة الحجة وبيان أنه أمر نسبي. وتُتبع بحول الله بأقوال جمع من العلماء -جزاهم الله خيرًا- في مسألة إقامـة الحُجَّة. أسأل الله أن ينفع بها ..

بسم الله الرحمن الرحيم
السائل : فضيلة الشيخ : السلام عليكم ورحمة الله .

الشيخ : وعليكم السلام ورحمة الله .

السائل : ما رأي فضيلتكم بمن يقول : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، ثم يرتكب منكراً وهو الذبح لغير الله ، فهل يكون هذا مسلم ؟ مع العلم أنه نشأ في بلاد الإسلام ؟ .

الشيخ : يذبح لغير الله ( واشلون [كيف]) يذبح لغير الله ؟

السائل : يذبح لغير الله ، يقول أنا إن ترك هذا الأمر فسوف يضرني أو يضر أهلي .

الشيخ : لا ، أنا أقول (واشلون) يذبح لغير الله ، كيف ؟

السائل : يذبح لغير الله .

الشيخ : يعني ، يتقرب إلى هذا الغير بالذبح له ؟

السائل : اي ، نعم .

الشيخ : هذا الذي يتقرب إلى غير الله بالذبح له : (أي لهذا الغير) مشرك شركاً أكبر ، ولا ينفعه قول " لا إله إلا الله " ، ولا صلاة ، ولا غيرها ، اللهم إلا إذا كان ناشئاً في بلاد بعيدة ، لا يدرون عن هذا الحكم ، فهذا معذور بالجهل ، لكن يعلَّم .

السائل : كيف يكون في بلاد بعيدة ؟
الشيخ : يعني ، مثلاً ، أفرض رائع أنه عاش في بلاد بعيدة ليس بالمملكة [ السعودية] في بلاد يذبحون لغير الله ، ويذبحون للقبور ، ويذبحون للأولياء ، وليس عندهم في هذا بأس ، ولا علموا أن هذا شرك أو حرام : فهذا يُعذر بالجهل ، أما إنسان يقال له : هذا كفر ، فيقول : لا ، ما يمكن أترك الذبح للولي : فهذا قامت عليه الحجة، فيكون كافراً .

السائل : فإذا نُصح وقيل له : إن هذا شرك ، فهل أُطلق عليه إنه " مشرك " " كافر " ؟

الشيخ : نعم ، مشرك ، كافر ، مرتد ، يستتاب ، فإن تاب وإلا قتل.

السائل : وهل هناك فرق بين
المسائل الظاهرة والمسائل الخفية ؟

الشيخ : الخفية تُبيَّن .

السائل : مثل ايش ؟

الشيخ : مثل هذه المسألة ، لو فرض رائعنا أنه يقول : أنا أعيش في قوم يذبحون للأولياء ، ولا أعلم أن هذا حرام , فهمت ؟ هذه تكون خفية ؛ لأن الخفاء والظهور أمر نسبي ، قد يكون ظاهراً عندي ما هو خفيٌ عليك ، وظاهرٌ عندك ما هو خفيٌّ عليَّ .

السائل : وكيف أقيم الحجة عليه ؟ وما هي الحجة التي أقيمها عليه ؟ .

الشيخ : الحجة عليه ، أن الله تعالى قال: ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ ) ، وقال تعالى : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ . فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ) ، فهذا دليل على أن النحر للتقرب والتعظيم عبادة ، ومن صرف عبادة لغير الله : فهو مشرك .

السائل : زين , بالنسبة لمن فرق ، فقال لا يعذر بالجهل لانها من
المسائل الظاهرة وأما المسائل الخفية مما تنازع فيه الناس؟

الشيخ : أنا قلت لك الآن وأنت تعرف الظهور والخفاء ، هل يستوي الناس فيه ؟ هل يستوي الناس فيه أو لا ؟

السائل : لا ، ما يستون .
الشيخ : ما يستون ، قد يكون هذا الشيء عندي ظاهر، ما فيه إشكال وعند الآخر خفي ، حتى في الإستدلال بالأدلة بعض العلماء يرى أن هذا الدليل واضح في الحكم والآخر يخفى عليه . الكلام بس على بلوغه للإنسان .

السائل : بلوغ الحجة .

الشيخ : الحجة .

السائل : يعني أن القران وصل ؟

الشيخ : فإذا بلغته الحجة وقيل له : هذا الفعل الذي تفعله شرك ، فَفَعَلَه : ما بقي عذر .

السائل : يعني يعرَّف ؟ .

الشيخ : اي، لازم ، لازم أن يُعرَّف . نعم.

السائل : هذه
مسألة، وهناك وردت شبهة وهي أنه يقال : إن فعله شرك وهو ليس بمشرك ! فكيف نرد ؟ .

الشيخ : هذا صحيح ، ليس بمشرك إذا لم تقم عليه الحجة .

السائل : ألم تقم عليه الحجة؟ يعني بلغه القران .

الشيخ : أليس الذي قال : ( اللهم أنت عبدي وأنا ربك ) ، مو قال بالكفر ؟

السائل : نعم .

الشيخ : ولم يكفر ؛ لأنه أخطأ من شدة الفرح ، وأليس المُكره يُكره على الكفر فيكفر ظاهراً لكن قلبه مطمئن بالإيمان ؟

والعلماء الذين يقولون : " كلمة كفر دون صاحبها " ، هذا إذا لم تقم عليه الحجة ، ولم نعلم عن حاله ، أما إذا علمنا عن حاله : وش يبقى ؟! نقول : ما يكفر! معناه : ما أحد كافر! ، ما يبقى أحد يكفر ! ، حتى المصلي الذي ما يصلي نقول : ما يمكن أن يكفر ؟

السائل : لا ، شيخ بالنسبة لكلام ابن تيمية ؟

الشيخ : حتى ابن تيمية ، حتى ابن تيمية يقول : إذا بلغته الحجة : قامت عليه الحجة .

السائل : إذا بلغته الحجة ، لا يُعَّرَف ، بلغته الحجة القران والرسول صلى الله عليه وسلم؟.

الشيخ : ما يكفي ، ما يكفي .

السائل : كيف يعني ؟

الشيخ : أفرض رائع أنه أعجمي ، ما يفهم القران أيش معناه ؟

السائل : يعني ما بلغته ؟

الشيخ : لا بلغته ، وصل ، سمع ، لكن لا بد أن يفهم المعنى .

السائل : كيف شيخ ؟

الشيخ : يعني أقول لا بد أن يفهم المعنى ، بارك الله فيك .

السائل : يقول لا يُعَّرف كافر [ يقصد السائل ابن تيمية -رحمه الله - ].

الشيخ : لا ، ما قال هذا .

السائل : في رسالة للشيخ اسحاق بن عبد الرحمن .

الشيخ : المهم ، شيخ الإسلام كتبه معروفة وهو من أبعد الناس عن التكفير .

السائل: لا ، ما هو تكفير ، نقول هذه المسألة يعني ما يحتاج
إقامة الحجة ، ولكن لا يلزم أن يُعَّرَف؟

الشيخ : لازم يُعََّرَف ؟

السائل : لانها مسائل ظاهرة .

الشيخ : ما هي بظاهرة .

السائل : الذي يَصِلُ الأعجميّ ، أنا قلت لك مثل الأعجميّ يمكن العربي إذا تلوت هذا القران عَرَف . ممكن يا شيخ ؟.

الشيخ : لا ، اصبر ، المسألة ما هي مناظرة في هذا المكان ، هذا المكان سؤال جواب ، والمناظرة بيني وبينك . إنما الآن الفائدة للجميع .

إنه لا يكفي بمجرد البلوغ حتى يفهمها . لأنه لو فرض رائعنا أنه إنسان أعجميّ ونقرأ عليه القرآن صباحا ومساء لكن لا يدري ايش معناها : هل قامت عليه الحجة ؟

{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ }. انتهى كلام الشيخ رحمه الله

" لقاء الباب المفتوح شريط رقم 48 الوجه ب "

حمل المقطع الصوتي من هنا





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©