إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ ولا تَمُوتُنَّ إلاَّ وأَنتُم مُّسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ واحِدَةٍ وخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً ونِسَاءً واتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ والأَرْحَامَ إنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً
يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ويَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ومَن يُطِعِ اللَّهَ ورَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أما بعد
فيسعدني في هذه الليلة ليلة الأربعاء في العشرين من شهر ذي الحجة من ألف وأربعمائة وسبعة وعشرين أن ألتقي بإخواني طلاب العلم من المغرب من بلدة أغادير لكي أتحدث في محاضرة سريعة إن شاء الله عن السلفية وأهم قواعدها وضوابطها وقد رأيت أن تكون هذه المحاضرة في أربعة عناصر


العنصر الأول في معنى السلفية
العنصر الثاني في فضل السلفية وحكم من أخذ بها
العنصر الثالث ذكر بعض أتباعها وأئمتها
العنصر الرابع قواعد عامة وضوابط تتعلق بالسلفية


العنصر الأول في معنى السلفية

فأقول مستعينا بالله معنى السلفية :

السلفية مأخوذة من السلف الصالح والمراد بالسلف الصحابة عليهم رضوان الله والتابعين وأتباعهم ومعنى السلفية هي الأخذ بما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وفهم الدين على طريقتهم إذن نقول معنى السلفية الأخذ لما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وفهم الدين على طريقتهم هذه هي السلفية وهذا التعريف مأخوذ من

قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قيل من هي يا رسول الله قال من كان على ما أنا عليه وأصحابي

وجاء في الحديث الآخر من حديث العرباض ابن سارية لما قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون فقلنا يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور

فمن هذا الحديث ومن الحديث الذي قلبه جاء تعريف السلفية إذا معناها الأخذ بما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وفهم الدين على طريقتهم رضوان الله عليهم هذه هي السلفية

ولذلك نستطيع أن نقول أن السلفية تمثل الإسلام الصحيح والإسلام المصفى والإسلام الذي هو طريقة أهل السنة والجماعة والذي هو طريقة السلف الصالح والذي هو لا اسم له إلا ذلك لما تسمع الرجل يقول أنا على طريقة أهل السنة والجماعة أو يقول أنا مسلم إسلام سالم من البدع أو حينما يقول أنا على طريقة أهل الحديث فهو يعني أن منهجه مبني على الأخذ بما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وفهم الدين على طريقتهم هذه هي السلفية وهذا معناها

أما العنصر الثاني وهو فضلها وحكم من الأخذ بها : أقول إذا تبين أن السلفية هي الإسلام الصحيح وهي ما عليه أهل السنة والجماعة وهي طريقة أهل الحديث إذا نقول من فضل السلفية أن من أخذها وسار عليها سار على الإسلام الصحيح وسلم من طرق أهل الابتداع ومن طرق أهل الافتراق وطرق أهل الاختلاف وكان إسلامه على طريقة صحيحة هي ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن فضل هذه الطريقة أنها تمتثل ما أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم به فقد قال عليه الصلاة والسلام كما في الحديث السابق ومن يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور

فمن فضلها أنها امتثال لأمر الرسول كما تقدم وفي الحديث الآخر كما قال تركت فيكم ما إن أخذتم فلن تضلوا أبدا كتاب كامل الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض هذا الحديث الذي علقه الإمام مالك في الموطأ وأخرجه الحاكم وغيره وهو حديث حسن أقول هذا الحديث يفيد أن من فضل إتباع طريقة السلف الصالح السلامة من الضلال والغنيمة من الهداية على ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ومن فضلها أن فيها السلامة من النار فقد جاء في الحديث الذي أخرجه أحمد وأصحاب السنن عن ابن مسعود رضي الله عنه خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا ثم خط على جانب الخط خطوطا قصيرة وأشار إلى الخط الطويل المستقيم وقال « هذا سبيل الله وهذه السبل على كل سبيل منها شيطان يدعو إليه ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ، ولا تتبعوا السبل ، فتفرق بكم عن سبيله

فمن فضل السلفية أنها طريق النار من النار وأن من لم يسلكها داخل تحت قول الرسول صلى الله عليه وسلم كلها في النار إلا واحدة ومعلوم أن قول الرسول صلى الله عليه وسلم كلها في النار أن هذا من نصوص الوعيد أي هذا عذاب هؤلاء الذين لم يسيروا في فهم الدين على كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم ,أصحابه فهذا عذابهم وهم في مشيئة الله إن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم ما لم يأتوا بالشرك كما قال تعالى إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ

ومن فضل السلفية ما جاء في قوله سبحانه وتعالى وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا

فإن من يشاقق الرسول يعني يمشي في الإسلام على غير طريق الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى غير سبيل المؤمنين الذي يصدق أول ما يصدق على صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم فإن من يشاقق الرسول ويخالف سبيل المؤمنين فإنه يكون معرضا لدخول جهنم وساءت مصيرا ومن النصوص السابقة تعلمون ما هو حكم الأخذ بالسلفية إذا حكمها هو الوجوب فلا يصح لمسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله لا يصح منه إسلامه إسلاما صحيحا سالما من البدع إلا باتباع طريقة السلف الصالح فإذا خالف طريقة السلف الصالح فهو من أهل الابتداع ومن أهل التطرف وداخل في الوعيد السابق فالأخذ بالسلفية واجب على المسلم إذا أراد أن يكون على طريقة أهل السنة والجماعة على طريقة الطائفة المنصورة التي لا يضرها من خالفها ومن حاربها حتى يأتي أمر الله كما جاء في الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لا تزال طائفة من أمتي على الحق منصورة ظاهرة لا يضرها من خالفها حتى يأتي أمر الله


ومن خالف طريقة السلفية فهو آثم ومبتدع بأسلوب أو بطريقة في الإسلام طريقة مبتدعة لا تمثل الإسلام الصحيح الذي كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه


أما بالنسبة لأتباع هذه السلفية وأئمتها فإنني أقول أتباع السلفية أول من يذكر فيهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم التابعين لهم بإحسان من أئمة التابعين ثم أتباعهم كالأئمة الأربعة كأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد والثوري وغيرهم من أئمة الدين الأئمة المشهود لهم بالفضل وهكذا من بعدهم ومن بعدهم ممن عرفوا بأنهم على طريقة أهل السنة والجماعة وعلى ما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه وجميع أهل الحديث الذين شعارهم طريقة أهل الحديث هم أهل السنة وهم أتباع هذه الطريقة ،


الطريقة السلفية التي تتميز بهذا الأمر وهو باتباعها منهج السلف الصالح وتمسكها به وأخذها به







©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©