العقيدة الإسلامية - الدرس: عالم الغيب والشهادة
سم الله الرحمن الرحيم
مصادر المعرفة في العقيدة الإسلامية:
1- التفريق بين عالم الشهادة وعالم الغيب:
الموضوع الثاني من مواضيع مقترحة و رسمية العقيدة أن العالم الذي خلقه الله عز وجل يقسـم قسمين:
1- عالم غيبي.
2- وعالم مشهود.
فكل شيء يقع تحت حواسنا فهو عالم مشهود، كالمرئيات، والمسموعات، و المشمومات، وكل شيء يقع تحت حواسنا الخمس أو تدركه حواسنا فهو عالم مشهود.
لكن هناك عالماً لا تدركه حواسنا ولكننا نستطيع أن نتبيّن أثره، الكهرباء لا نستـطيع أن نـرى الكـهرباء بـالعين، لكن دوران المروحة وإضاءة المصباح أثر من آثار الكهرباء، كذلك حرارة المدفأة الكهربائية أثر من آثار الكهرباء، وكذلك المذياع والتلفاز، فالكهرباء تبدو على شكل صوت أو حرارة أو تبريد، فتقول: إن الكهرباء لا تستطيع حواسنا أن تدركها ولكننا ندرك آثارها، وما دمنا قد أدركنا آثارها فإننا نحكم بوجودها، وهناك أشياء موجودة لا تستطيع حواسنا إدراكها لكن آثارها دالة عليها, وهذا عالم آخر غابت عنا ماهيته، وظهرت لنا آثاره، فنحن نحكمُ بوجوده.

الاستشهاد بأمثلة على آثار علم الغيب:
قطعتان من الحديد بقياس واحد، وحجم واحد، ووزن ولون وتشكيل واحد، هذه العين لن تستطيع التفريق بينهما، إحداهما مشحونة بقوة مغناطيسية والثانية غير مشحونة، فإذا قربنا قطعة معدن صغيرة من القطعة المشحونة تجذبها، إذاً نحكم بوجود قوة في القطعة الأولى، ونحن بحواسنا الخمس لا نستطيع أن ندرك هذه القوة، ولكن بجذب المعدن الصغير لها, نستنتج أن في هذه القطعة قوة قطعية الثبوت ولكننا لا نستطيع بحواسنا الخمس أن ندركها، إذاً فالعالَم عالَم مشهود، وعالَم غيبي، ووجود العالم الغيبي ليس أقل من وجود العالم المشهود، بل ربما كان العام الغيبي أكثر وجوداً من العالم المشهود، فالحيوانات تتعامل مع العالم المشهود، لكن الإنسان بما أُوتي من فكر يستطيع أن يتعامل مع العالم الغيبي، وقد قال ربنا عز وجل في كتاب كامله العزيز:
﴿ الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ﴾
(سورة البقرة الآية: 1-3)
وذلك يعني أن الشيء الذي غاب عنهم يؤمنون به إيماناً يقينياً، إذا رأيت غديراً، فالماء يدل على الغدير، والأقدام تدل على المسير، أفسماءٌ ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، ألا تدُلاَّنِ على الحكيم الخبير ؟!.
لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©