[size="4"][font="amiri"][b][right]العلاَّمة المُجاهد مُحِبّ الدِّين الخطيب وجهودُهُ في فَضْحِ الشِّيعَةِ الرَّافضة

للشيخ سمير سمراد


هذه سطورٌ تُبرزُ جهودَ علمٍ من أعلام الجهادِ العلميِّ الدَّعويِّ في العصر الأخير، في فضحِ طائفةٍ من طوائفِ الضَّلال.

وهذا العلَمُ هو: العلاّمة محبّ الدّين الخطيب (1303هـ ـ 1389هـ)( 1886م ـ 1969م) الّذي ذاعت شهرته في الأقطار الإسلاميَّة، ومنها القطر الجزائريُّ الذي عَرَفَ جهاده، ولا زال أهلُ الإصلاح منهم يُنوِّهون بعلمه ودعوته ومواقفه العظيمة في نصرة الحقِّ وتأييده ودَحْرِ الباطلِ وتزييفِهِ.

من جلائل أعماله:

ومن جلائل الأعمال الّتي اضطّلع بها محبّ الدّين([1]):

1ـ تأسيسُ المكتبة السّلفيّة الكبرى ومطبعتها، وقد جعلها كبرى وسائله في جهاده الطّويل المدى وكفاحه الطّويل النَّفَس، وجعل ينشر فيها من كنوز التّراث الإسلاميّ عشرات الكتب، ويطبع فيها رسائل من تأليفه وتأليف كبار العلماء من إخوانه، ثمّ أصدر منها:

2ـ مجلّته الأولى «الزّهراء»، والّتي استمرّت عدّة سنوات. ثمّ أصدر:

3ـ مجلّته الأسبوعية «الفتح»، وقد أسّسها في29ذي القعدة1344هـ/مايو1926 إلى آخر سنة1362(نوفمبر1948) ([2]).



من تقاريظ المصلحين الجزائريِّين لمجلّة «الفتح» وثنائهم على صاحبِها:

ـ قال الشّيخ ابن باديس تحت عنوان: «الأستاذ محبّ الدِّين»: «يَعرِفُ قرّاء العربيّة كلّهم أنّه بطلُ الدِّفاع عن دين الإسلام ومدنيّته، وعن مادة التاريخ العرب وآدابهم ومدنيّتهم، وأنّه قد جاهد ولا يزال يجاهد في هذا السّبيل بمجلَّتَيْهِ«الفتح» ومجلّة «الزّهراء» جهادًا كبيرًا... » ([3]).

وبعد جهادِ تلكمُ السِّنِين اضطرَّ محبّ الدّين إلى إيقاف«الفتح». ثمّ:

4 ـ تولَّى رئاسة تحرير مجلّة «الأزهر» لمدّة ستّ سنوات من 1952 إلى 1958م.

5 ـ إلى جانب التّحقيق والتّعليق وكتاب كاملة الرّسائل والإشراف على ما يُطبع في مطبعته الكبيرة([4]).



من آثار محبّ الدّين الكتاب كامليّة:

«لقد ترك رحمه الله ثروةً فكريّة كبيرة وتتمثّل في مجموعة الكتب والرّسائل والتّعليقات، والتّحقيقات الّتي كتبها في مراحل عمره المختلفة، وجميعُ كتاب كاملاته تتميَّز بالأسلوب الأدبيِّ الرّفيع والبيان البديع والحرارة الصّادقة في العاطفة والفكرة العلميّة المحقّقة»([5])، ومن أهمّ تلكم الآثار الّتي خلّفها رحمه الله:

1- كتاب كامل «توضيح الصّحيح»، وهو شرح مفصلٌ لصحيح البخاري بقلمه، في ثمانية أجزاء كبار.

2-كتاب كامل «الحديقة»، وهو مختارات في الأدب الإسلامي في مختلف العصور وفي مختلف الموضوعات، وهو في أربعة أجزاء.

3- كتاب كامل «مع الرَّعيل الأول».

4- «حَمَلَةُ رسالة الإسلام الأوَّلُون».

5- «الجيل المثالي».

6 - «الخطوط العريضة للدِّيانة الاثني عشرية الإمامية».

وله تعليقات قيّمة على كتبٍ عديدة منها:

1- تعليقاته الرّائعة على كتاب كامل «العواصم من القواصم» لابن العربي المالكي.

2- تعليقاته على كتاب كامل «المنتقى من منهاج الاعتدال» للذّهبي.

3- تعليقاته على «مختصر التّحفة الاثني عشرية» للألوسي([6]).



الخَطِيبُ يُعْلِنُها:...التّشيُّع واحدٌ من جملةِ الأخطار المُحْدِقةِ بالأمّة:

ـ يقول محبّ الدِّين الخطيب في التّصريح الّذي خَصَّ به الدّكتور صالح الخرفي الجزائريّ بعد سنينَ من جهاده المستمرّ واختبار رائعِه حالَ الأُمّة الإسلاميّة([7]): «إنّ الاستعمار على اختلاف دُوَلِهِ حاول أن يحارب الإسلام بالطّرق الصّوفية بشمال إفريقيا، وبالقاديانيّة والبهائيّة في الهند، وأقطار كثيرة أخرى، فكان من وسائل الدّفاع عن الإسلام التّنبيه على أضرار الطّرق المنحرفة الّتي كان يُسمّيها النّبيّ ﷺ بُنَيَّات الطَّريق، وأنّ مجلّة«الفتح» قامت بنصيبٍ كبير من الجهود في مقاومة الطّرق ومقاومة القاديانيّة، وحتّى بعد احتجاب الفتح كنتُ أنتهزُ الفرص في مجلّة «الأزهر» لمواصلةِ هذا الجهاد الّذي أرجو الله أن يؤدّي ثمراتٍ طيِّبةً في الجزائر وفي جميع البلاد الإسلامية الّتي زال عن آفاقها شَبَحُ الاستعمار...» ([8])، ثمّ يقولُ: «وكما كنتُ أرى ضرر الطّرق الصّوفية فيما مضى، فقد اتَّسَعَ في هذه السّنوات مجالُ الدّعوة الشِّيعيَّة بكُتُبٍ تصدرُ عن النَّجَف في العراق ومن جبل عامل في لبنان ومن إيران والهند، وفيها الطَّعنُ على الصّحابة من الصّدّيق الأكبر إلى مَن هو دونه من أصحاب الرّسول ﷺ، فرأيتُ من أكبر الجهاد في الدِّفاع عن مذهب السّنّة وأهلِها أن أُنبِّهَ على مواطن الباطل من هذه الكتب الشِّيعيَّة، فنشرتُ تعليقًا على كتاب كامل«العواصم من القواصم» للقاضي ابن العربي الّذي سبق الشّيخ ابن باديس رحمه الله إلى نشره ولكن بغير تعليق، وكذلك نشرتُ تعليقًا على مختصر«الحافظ الذّهبي» لكتاب كامل«منهاج السّنّة» للشّيخ «ابن تيميّة» وتعليقًا على مختصر«التّحفة الإثني عشرية» لابن شاه وليّ الله الدّهلوي، ورسالة «الخطوط العريضة» في حقيقة الشِّيعة إلخ..»([9]).



دعوتُهُ إلى تصحيح نمذجي مفصل مادة التاريخ الصّحابة وتطهيره من التّشويه ليتمَّ بهم الاقتداء:

دعا محبّ الدّين إلى التّأسّي بأصحاب رسول الله ﷺ، ورأى لزامًا أن يُنفَى عنهم وعن سيرتهم ومادة التاريخهم تلكم الدّسائس، فقال في مقالته «الجيل المثالي»: «إنّ المسلمين ـ بل الإنسانيّة كلّها ـ أشدُّ ما كانوا اليوم حاجةً إلى معرفة فضائل أصحاب رسول الله ﷺ وكرم مَعْدنهم وأثر تربيةِ رسول الله ﷺ فيهم، وما كانوا عليه من علوِّ المنزلة الّتي صاروا بها الجيل المثالي الفذّ في مادة التاريخ البشر. وشباب الإسلام معذورٌ إذا لم يحسن التّأسّي بالجيل المثالي في الإسلام لأنّ أخبار أولئك الأخيار قد طَرَأَ عليها من التّحريف والأغراض والبَتْر والزّيادة وسُوء التّأويل في قلوبٍ شُحِنَتْ بالغِلِّ على المؤمنين الأوَّلين فأَنْكَرَتْ عليهم حتّى نِعْمَةَ الإيمان! وقد أصبح من الفَرْضِ الدِّيني...على كلِّ من يستطيع تصحيح نمذجي مفصل مادة التاريخ صدر الإسلام أن يَعتبر ذلك من أفضل العبادات، وأن يبادر له ويجتهد فيه ما استطاع، إلى أن يكون أمامَ شباب المسلمين مثال صالح من سلفهم يقتدون به، ويجدّدون عهده، ويصلحون سيرتهم بصلاح سيرته»[«الجيل المثالي»، في خاتمة «المنتقى من منهاج الاعتدال» (ص607)].

وقال في موضعٍ آخر: «في المنتسبين إلى الإسلام حتّى يومنا هذا طوائف امتلأت قلوبهم بالضّغن حتّى على أبي بكر وعمر، فضلاً عمّن استعان بهم أبو بكر وعمر من أهل الفضل والإحسان، فصنعوا لهم من الأخبار الكاذبة شخصيّات أخرى غير شخصيّاتهم الّتي كانوا عليها في نفس الأمر، ليقنعوا أنفسهم بأنّهم إنّما أبغضوا أُناسًا يستحقّون منهم هذه البغضاء، ولهذا امتلأ التّاريخ الإسلامي بالأكاذيب، ولن تتجدّد للمسلمين نهضة إلاّ إذا عرفوا سلفهم على حقيقته واتّخذوا منه قدوةً لهم، ولن يعرفوا سلفهم على حقيقته إلاّ بتطهير التّاريخ الإسلاميّ ممّا أُلصق به»[التعليق على «العواصم من القواصم»(ص52)].



كشفُهُ لحقيقةِ «التّقيَّة» عند الشِّيعة:

بعد أن عرض محبّ الدّين لإبطال فكرة التقريب بين أهل السّنّة والشِّيعة، وعدَّها مؤامرةً، الغرضُ منها نشرُ دين الشِّيعة في بلاد السّنّة، قالَ في سياق ذِكْرِ موانع التّقريب المزعوم!: «وأوّلُ موانع التّجاوب الصّادق بيننا وبينهم ما يسمّونه «التّقيّة»، فإنّها: عقيدة دينيّة تُبيح لهم التّظاهر لنا بغير ما يُبطنون، فينخدع سليمُ القلب منّا بما يتظاهرون له به مِن رغبتهم في التّفاهم والتّقارب، وهم لا يُريدون ذلك، ولا يَرْضَوْنَ به، ولا يعملون له، إلَّا على أن يبقى من الطَّرف الواحد، مع بقاء الطرف الآخر في عُزلته لا يتزحزح عنها قيد شعرة، ولو توصَّل ممثِّلُو دَوْرِ التّقيّة منهم إلى إقناعنا بأنّهم خَطَوْا نحونا بعض الخطوات، فإنّ جمهور الشّيعة كلّهم من خاصّة وعامّة يبقى منفصلًا عن ممثّلي هذه المهزلة، ولا يُسَلِّمُ للّذين يتكلّمون باسمه بأنّ لهم حقّ التّكلّم باسمه»[«الخطوط العريضة»(ص15-16)].



كَشْفُهُ عن طعن الشِّيعة في القرآن الكريم:

ـ يقول: «وقد ألّف أحد طواغيتهم واسمه النوري الطبرسي كتاب كاملًا في ذلك سمّاه «فصل الخطاب»، وفيه مئات النّصوص والنّقول عن كبار طواغيتهم بدعوى أنّ القرآن محرّف...وإنّ المنافقين منهم يتظاهرون بالبراءة من هذا الكتاب كامل تقيّة، ولكن هذه البراءة لا تنفعهم لأنّهم يحملون منذ ألف سنة إلى الآن أوزار النّصوص والنّقول الموجودة في كتبهم بهذا المعنى وقد جُمعت كلّها في هذا الكتاب كامل» [مقدمة الخطيب لكتاب كامل «التّحفة الاثني عشريّة»(هامش ص: 33) ـ بتصرّف ـ].



كشفُهُ عن تحريف الشِّيعة لمقاصد القرآن:

وبعد أن كشف محبّ الدّين عن دعوى الشِّيعة في تحريف نَظْمِ القرآن، تعرَّضّ لتحريفاتهم لمقاصده ومعانيه فقال: «وحتّى القرآن الّذي كان ينبغي أن يكون المرجع الجامع لنا ولهم على التّقارب نحو الوِحدة، فإنّ أصول الدِّين عندهم قائمة من جذورها على تأويل آياته، وصرف معانيها إلى غير ما فهمه منها الصّحابة عن النّبيّ ﷺ، وإلى غير ما فهِمَهُ منها أئمّة الإسلام عن الجيل الّذي نزل عليه القرآن....»[«الخطوط العريضة»(ص16-17)].

وقال: «أمّا تحريفهم لمقاصده ومعانيه فمذهبُهُم كلّهُ مبنيٌّ على هذا التّحريف، ولو رجعوا عن ذلك إلى فهم القرآن كما يفهمه عليٌّ كرّم الله وجهه([10]) لَزَالَ التّشيُّعُ واضمحلَّ»[التعليق على مختصر التحفة(ص328)].



إبطالُهُ أكذوبة تراجع الشّيعة عن تلكم العقائد!:

يقول: «ومن عقائدهم الأساسيّة أنه عندما يقوم المهدي(وهو إمامهم الثاني عشر) الذي هو حيٌّ الآن، وينتظرون خروجه-أي ثَوْرَتَهُ ليَثُورُوا معه-وإذا ذكروه في كتبهم يكتبون في جانب اسمه، أو لقبه، أو كنيته حرفي(عج) أي(عجّل الله فرجه) عندما يقوم هذا المهدي من نومته الطويلة التي زادت على ألف ومائة سنة، وسيُحيي الله له ولآبائه جميع حكام المسلمين السابقين مع الحكام المعاصرين لقيامه-وعلى رأس الجميع الجبت والطاغوت أبو بكر وعمر فمن بعدهما-فيحاكمهم على اغتصاب الحُكْمِ منه، ومن آبائه الأحد عشر إمامًا؛ لأنّ الحكم في الإسلام حقٌّ لهم وحدهم من الله منذ توفيّ رسول الله ﷺ إلى أن تقوم الساعة...ثمّ بعد موت من يموت وإعدام من يُعدم يكون البعث الأكبر للمحشر، ثمّ إلى الجنّة أو النّار، الجنّة لآل البيت والّذين يعتقدون فيهم هذه العقائد، والنّار لكلِّ مَن ليس بشيعيّ. والشّيعة يُسمُّون هذا الإحياء والمحاكمة والقِصاص باسم(الرّجعة)، وهي من عقائدهم الأساسيّة الّتي لا يرتاب فيها شيعيّ واحد، وقد رأيتُ من طيِّبِي القلب من يزعم أنّ أمثال هذه العقيدة قد عَدَلَ عنها الشّيعة في العصور الأخيرة، وهذا خطأٌ كبيرٌ مخالفٌ للواقع»، ليقول: «والشِّيعة من أيّام الدّولة الصَّفَوِيَّة إلى الآن متمسِّكون بهذه العقائد أكثر ممّا كانوا قبل ذلك...إلّا من يتظاهر بالتّقيّة لمآرب مذهبيّة، أو دبلوماسيّة، أو حزبيّة، أو شخصيّة، ويُضمِرُ غير الّذي يتظاهر به»[«الخطوط العريضة»(ص32-34)].

ـ ويقول تحت عنوان: «تفكيرُهم لم يتغيَّر»: «إنّ أعلام الشِّيعة وأحبارهم في جميع العصور واقفون هذا الموقف المخزِي من صاحبَيْ رسول الله ووَزِيرَيْه أبي بكر وعمر، ومن سائر أعلام الإسلام وخلفائه، وحكامه، وقادته، ومجاهديه، وحفظته، وقد سمعنا داعيتَهُم الّذي كان قائمًا على دار التّقريب، ويُنفق عليها، يزعمُ لمن لم يتّسع وقتُهُ لدراسة هذه الأمور أنّ هذه العقائد كانت في الأزمان السَّالفة، وأنّ الحالة تغيَّرت الآن، وهذا الزّعم كذبٌ وغشٌّ، فالكتب الّتي تُدرس في جميع معاهدهم العلمية تُدَرِّسُ هذا كلَّه، وتعتبرُه من ضروريات المذهب، وعناصره الأولى، والكتب الّتي ينشرها علماء النّجف وإيران وجبل عامل في زماننا هذا شرٌّ من مؤلَّفاتهم القديمة، وأكثرُها هدمًا لأُمنيَّة التّقريب والتّفاهم»[«الخطوط العريضة»(ص40-41)].



تأكيده على أنّ الشّيعة اليوم على عقيدة الغلوّ:

يقول: «نبّه المامقاني في غير موضع من كتاب كامله «تنقيح المقال في أحوال الرّجال» وهو أعظم كتب الشّيعة في الجرح والتعديل على أنّ الّذين كان قدماء الشّيعة ينعتونهم بأنّهم من غلاة الشيعة ويجرحون رواياتهم بسبب ذلك صاروا يعدّون الآن عند الشيعة المتأخرين بأنّهم غير غلاة، لأنّ ما كان يسمّيه قدماء الشيعة غلوًّا في التّشيّع هو الآن من أصول العقيدة الإماميّة، والشّيعة في العصور المتأخّرة كلّهم على عقيدة الغلوّ، وليس لهم عقيدة غيرها. لذلك ذهب المامقاني إلى ضرورة العدول عن جرح روايات الّذين كانوا يعدّون غلاة، وأفتى بوجوب تعديلهم، لأنّ التّشيّع نفسه تطوّر وصار أهله الآن كلّهم على مذهب الغلاة القدماء»[ تعليق الخطيب على «مختصر التحفة الاثني عشريّة» (ص: 210)][التّعليق على المنتقى(ص419)].



الشّيعة بين تَأْلِيهِ وتقديس أئمّتهم والطّعن في دينِ وعِرْضِ أئمَّة المسلمين:

يقول رحمه الله: «وقد تقدّم...ما قاله النّجفي مؤلّف كتاب كامل «الزّهراء» عن عمر بن الخطاب[وهو قولُهُ: «إنّه كان مبتلًى بداءٍ لا يشفيه منه إلّا ماء الرّجال(!) وقد رأى ذلك الأستاذ البشير الإبراهيمي شيخ علماء الجزائر، عند زيارته الأولى للعراق»] .....فأيّ أملٍ يرجوه أمثالنا في التّفاهم والتّجاوب للتّقريب بين المذاهب، وهل هؤلاء كلّهم إلّا طابور خامس في قلعة المسلمين؟[والطّابور الخامس: تعبير يدلّ على الجواسيس الّذين يعملون لحساب الأعداء] وحينما ينزلون بأصحاب رسول الله ﷺ والتّابعين لهم بإحسان، وجميع حكام المسلمين بعدهم، إلى هذه الدَّرَكة المخزِية، مع أنّ هؤلاء هم الّذين أقاموا صرح الإسلام وأَوْجَدوا هذا العالم الإسلامي؛ فإنّهم يزعمون لأئمّتهم ما يتبرّأ منه أولئك الأئمّة، وقد سجّل الكليني في كتاب كامل «الكافي»...نعوتًا وأوصافًا للأئمّة الاثنى عشر، ترفعُهم من منزلة البشر إلى منازل معبودات اليونان في العصور الوثنيّة، ولو شئنا أن ننقل ذلك عن «الكافي» وكتبهم الأخرى المعتبَرة عندهم في الدّرجة الأولى لملأ ذلك مجلّدًا ضخمًا، لذلك نكتفي بنقل عناوين الأبواب فقط بنصِّها وبالحرف عن كتاب كامل«الكافي»:

منها: «باب أنّ الأئمّة يعلمون جميع العلوم الّتي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل»، وباب«أنّ الأئمّة يعلمون متى يموتون؟! وأنّهم لا يموتون إلّا باختيارهم»، وباب«أنّ الأئمّة يعلمون علم ما كان وما يكون، وأنّه لا يخفى عليهم شيء»، باب«أنّ الأئمة عندهم جميع الكتب يعرفونها على اختلاف ألسنتها»، باب«أنّه لم يجمع القرآن كلّه إلّا الأئمّة، وأنّهم يعلمون علمه كله»...إلخ[«الخطوط العريضة»(ص42-45)].

الشِّيعةُ وَصْمَةُ عَارٍ على آل البيت:

فيما يتّهم الشِّيعةُ المسلمين بـ«النَّصب»، «أي: بغض أهل البيت ومعاداتهم»، ويُطلقون عليهم بأنّهم «ناصبة»، تمويهًا وتضليلاً! عَمَدَ محبّ الدّين إلى تبيين حقيقة البُغض لآل البيت، وأنّ الشّيعةَ أَوْلَى بذلكم الوصف وأحقُّ بِهِ، فقال: «وأعظمُ البغض لأهل البيت الكذبُ عليهم، واختراعُ مذهبٍ في الدِّين يُخالف رسالة جدِّهم ﷺ، ثمّ القذف الظّالم الفاجر في خيار أمّة محمّد ﷺ وصفوة أصحابه الذين كانوا إخوانًا لعليّ ومحلّ الحرمة والإجلال من بنيه، وهذا النّوع من البغض الأثيم لأهل البيت هو ما عليه الرّوافض من أقدم الزمان، وكلّما امتدّ بهم الزّمان ازدادوا ضلالاً كما رأيت وسترى»[التعليق على المنتقى(ص122)].

نموذج مقترحٌ من تَزْوِيرِ مُؤرِّخي الشِّيعة ومن يفتخرون به من أدبائهم!:

يقول رحمه الله في مقالته «حملة رسالة الإسلام الأولون وما كانوا عليه من المحبّة والتّعاون على الحقّ والخير وكيف شوَّه المُغرضون جمال سيرتهم»: «ومن أحطِّ أكاذيب التّاريخ زعم الزّاعمين أنّ أصحاب رسول الله ﷺ كان يُضمِرُ العداوةَ بعضُهم لبعضٍ، بل هم كما قال الله سبحانه عنهم في سورة الفتح: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ﴾[الفتح:29]. وكما خاطبهم ربنا في سورة الحديد: ﴿وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى﴾[الحديد:10]. ولا يُخلف الله وعده، وهل بعد قول الله عزّ وجل في سورة آل عمران: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾[آل عمران:110] يبقى مسلمًا من يُكذِّب ربَّهُ في هذا، ثمّ يُكذِّب رسوله في قوله: «خير أمتي قرني، ثمّ الّذين يلونهم...»؟!»[ «حملة الرّسالة الأوّلون»، في خاتمة تحقيق مختصر التحفة الاثني عشرية(ص339)]. ويقول في موضعٍ آخر: «ومن غربة الإسلام بعد البطون الثلاثة الأولى ظهور مؤلّفين شوَّهوا التَّاريخ تقرُّبًا للشّيطان أو الحكّام؛ فزعموا أنّ أصحاب رسول الله ﷺ لم يكونوا إخوانًا في الله، ولم يكونوا رحماء بينهم، وإنّما كانوا أعداء يلعن بعضهم بعضًا، ويمكُرُ بعضهم ببعضٍ، ويُنافق بعضهم لبعض، ويتآمر بعضهم على بعض، بغيًا وعدوانًا، لقد كذبوا.وكان أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ أسمى من ذلك وأنبل»، ليقول: «حدَّثني بعضُ الّذين لقيتهم في ثغر البصرة لمّا كنت معتقَلاً في سجن الانكليز سنة (1332هـ) أنّ رجلاً من العرب يعرفونه كان يتنقّل بين بعض قرى إيران فقتلَهُ القَرَويّون لمّا علموا أنّ اسمه (عمر). قلتُ: وأيُّ بأسٍ يرونه باسم (عمر)؟ قالوا: حبًّا بأمير المؤمنين عليّ. قلتُ: وكيف يكونون من شيعة عليّ وهم يجهلون أنّ عليًّا سمَّى أبناءه بعد الحسن والحسين ومحمّد بن الحنفيّة بأسماءِ أصدقائه وإخوانه في الله(أبي بكر) و(عمر) و(عثمان) رضوان الله عليهم جميعًا، وأمّ كلثوم الكبرى بنت عليّ بن أبي طالب كانت زوجةً لعمر بن الخطّاب ولدت له زيدًا ورقيّة... » وساق أمثلةً كثيرةً(ص32 إلى ص36)، ثمّ قال: «فهل يُعقل أنّ هؤلاء الأقارب المتلاحمين المتراحمين الّذين يتخيّرون مثل هذه الأمّهات لأَنْسَالِهِمْ، ومثل هذه الأسماء لفلذات أكبادهم، كانوا على غير ما أراده الله لهم من الأُخوَّة في الإسلام، والمحبَّة في الله، والتّعاون على البرّ والتّقوى؟!»[«حملة رسالة الإسلام الأولون»(ص29-36/ط. السلمي)(ص339-341/خاتمة تحقيق مختصر التحفة)].

ما الّذي تُريدُهُ الشِّيعة؟!:

يقول ـ وهو معرض إقامة الدّليل على أحقّيّة خلافة أبي بكر وشرعيّتها بإقرار عليٍّ نفسِهِ ـ: «لو كان الشِّيعةُ طلاّب حقٍّ وغيرَ مشاغبين بقصد الفتنة لاكْتَفَوْا بهذا الدّليل ومئاتٍ غيره من الأدلّة، ولكنّهم قومٌ يرون مهمّتهم في المجتمع الإسلاميّ الشَّغَب على المسلمين، وبلبلة أفكارهم بالأباطيل، وتشويه سمعة الكيان الإسلاميّ، وتغيير دينه من أُسُسِه، واختراع مراجعَ في تشريعه غير مرجعه، ومن ثَمَّ كانت مصيبةُ الإنسانيّة فيهم فادحة لولا أنّ باطلهم داحض، وكلّ ما قام على الكذب والافتراء فهو هُرَاء»[التّعليق على المنتقى(ص224)].

إبطالُهُ مقولة أنّ الشّيعة تُخالفنا في الفروع وليست في الأصول:

يقول رحمه الله تحت عنوان: «الشِّيعة تخالف المسلمين في الأصول وليس فقط في الفروع»: «يستحيل هذا التّفاهم مع الشِّيعة الإماميّة؛ لأنّها تخالف جميع المسلمين في أصولهم، ولا ترضى من المسلمين إلّا بأن يلعنوا (الجبت والطاغوت) أبا بكر وعمر، فمَن دونهم إلى اليوم، وبأن يتبرَّؤوا من كلّ مَن ليس شيعيًّا، حتّى آل البيت، الّذين لم يَنْضَوُوا تحت لواء الرّافضة في عقائدهم الملتوِية الّتي منها ادِّعاء أنّ القرآن محرَّف، وقد زعموا ذلك في جميع عصورهم وطبقاتهم، على ما نقله عنهم وسجَّله لهم نابغتهم العزيز عليهم، الحبيب إلى قلوبهم: النّوري الطبرسي» [«الخطوط العريضة»(ص54-55) ـ بتصرّف ـ].

وذكر محبّ الدّين ما نقله الخونساري مؤرِّخ أعلام الشِّيعة في كتاب كامل «روضات الجنّات» الطبعة الثانية بطهران سنة1367هـ، عن نعمة الله الموسوي في تحرير عبارة النّصير الطوسي، وهي: «هذه الفرقة الإمامية، فهم مجمعون على أن النّجاة لا تكون إلّا بولاية أهل البيت إلى الإمام الثّاني عشر، والبراءة من أعدائهم-أي من أبي بكر وعمر، إلى آخر من ينتمي إلى الإسلام من غير الشِّيعة»، ثمّ يقول محبّ الدّين معلّقًا: «إنّ الولاية والبراءة الّتي قام على أساسها الدِّين الشِّيعيّ على ما قرّره النّصير الطّوسي...لا معنى لها إلّا تغيير دين الإسلام، وإلّا العداوة لمن قام على أكتافهم بنيان الإسلام»[«الخطوط العريضة»(ص64)].

وقال: «ومن شروط ولايتهم عند الشّيعة تسمية أبي بكر وعمر (الجبت) و(الطاغوت)، وتكفير من لا يَكْفُرُ بإمامتهما»[ التعليق على المنتقى(ص69)].

محبّ الدِّين يُبيِّن أهمّ الفوارق بيننا وبين الشِّيعة:

وهو بِصَدَدِ التّقديم لكتاب كامل «منهاج السّنّة» لشيخ الإسلام والمسلمين ابن تيميّة في ردِّه على كتاب كامل «منهاج الكرامة» الّذي ألّفه (الجاهل الزّنديق ابن المطهر)، يؤكّد محبّ الدّين على أنّه: «ليس الغرض منهما المناظرة في اختلافات مذهبيّة يطمع منها ابن المطهّر في أن يجعل المسلمين روافض، أو يطمع منها شيخ الإسلام ابن تيمية في أن يَرُدَّ الرّوافضَ إلى الإسلام، فإنّ هذا وهذا من المستحيلات؛ لأنّ الأُسُس الّتي يقوم عليها بنيان الدِّينَيْن مختلفة أصولها والعميق العميق من جذورها...»[ مقدّمة «المنتقى من منهاج الاعتدال»(ص: 9)].

ثمّ جعل يُعدّد تلكم الفوارق ويذكر منها، فقال:

1 ـ «فنحن نقول بمُشرِّعٍ واحد ومعصومٍ واحد وهو النّبيّ محمّد ﷺ، وأنّه لا معصوم بعده ولا مشرِّع غيره»[مقدمة «المنتقى من منهاج الاعتدال»(ص:9)]، «أمَّا الشِّيعة الإثنا عشرية فيدَّعون العصمة لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وأحد عشر رجلًا من سلالته، وإن لم يدَّعِها عليٌّ لنفسه، أو أحدٌ من بنيه له ولهم، ويرى الشّيعة أن هؤلاء الإثنى عشر مصدر تشريعٍ على خلاف ما كان ُيؤمن به هؤلاء الصالحون رحمهم الله»[مقدّمة كتاب كامل «مؤتمر النّجف»، مطبوع مع «الخطوط العريضة»(ص89)].

2 ـ ويقول: «وأساسٌ آخر افترق فيه ديننا ودينهم: وهو أنّ القرآن الذي في أيدي المسلمين منذ بضعة عشر قرنًا إنّما قام بأمر جمعه في هذه المصاحف وأشرف على ذلك أبو بكر وعمر وعثمان ورجال آخرون من علماء الصّحابة، وأنّ الأحاديث الّتي بني عليها التّشريع في الإسلام إنّما رواها هؤلاء الصّحابة»[مقدمة المنتقى(ص: 10)]، «وقد نقله عنهم العدول الصّادقون الحافظون من التّابعين ومن جاء بعدهم، فالصّحابة هم حملة أمانة التّشريع عن النّبيّ ﷺ، وهم ﴿خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾[آل عمران: 110]، كما قال الله عزّ وجلّ فيهم....وكلُّ ما نحن فيه الآن من نعمة الإسلام وقيام الدّول الإسلامية، ووجود الأمم المحمّدية هو من ثمرات جهاد الصّحابة ونتائج أعمالهم»[مقدمة كتاب كامل «مؤتمر النّجف»، مطبوع مع «الخطوط العريضة»(ص89-90)]، «لولاهم لكنّا نحنُ وأهل أوطاننا جميعًا لا نزالُ كفرةً ضالّين»[«حملة رسالة الإسلام الأوّلون»(ص84)]، وقال: «وأمّا ابن المطهّر وسائر الشّيعة الإماميّة الذين سمّاهم الإمام زيد بن علي بن الحسين رافضة فإنّ حكمهم على أصحاب رسول الله ﷺ يُخالف حكمنا عليهم»[مقدّمة المنتقى(ص: 11)]، وفي موضعٍ آخر قال: «أمّا اعتقاد الشِّيعة بأنّ الصّحابة كَفَرُوا إلّا خمسة ....فهو الكفرُ وهو الباطل، وأمّا اعتقاد الشِّيعة بعصمةِ عليٍّ وأحدَ عشر شخصًا من بنيه، وأنّ الشّريعة هي الّتي يرويها عنهم المتعصِّبون لهم، وإن عُرِفُوا بالكذب والفساد- فهو الكذبُ على الله، وهو الفساد»»[مقدّمة كتاب كامل «مؤتمر النّجف»، مطبوع مع «الخطوط العريضة»(ص91)].

3 ـ ويقول: «ومن الأُسُس الّتي يفترق فيها دينُنا عن دينهم وشرعُنا عن شرعهم أنّ الأحاديث النّبويّة الّتي هي ـ بعد كتاب كامل الله ـ عماد التّشريع في الإسلام نتحرَّى نحن أخذها عن العدول الأمناء الضّابطين الذين راقب نُقّاد هذا الفنّ سيرتهم وأطوارهم ودقّتهم في التّلقّي والتّلقين.......أمّا الشِّيعة فلا يعبؤُون ـ في الحديث وروايته ـ بشيءٍ من أمر الأمانة والعدالة والحفظ، ويروُون ـ في الكافي وأمثاله من كتبهم المعتبرة عندهم ـ عن أكذب النّاس، لأنّ مدار التّوثيق عندهم على العصبيّة والتّشيّع والحبّ والبغض»[ مقدّمة المنتقى(ص:11)]، ووضحّ ذلك في موضعٍ آخر فقال: «فالّذي يكون أكثر بغضًا لأصحاب رسول الله ﷺ، يكون في مرويّاته أوثق من الّذي يُتَّهَمُ عندهم بأنّه يتهاود في أمر الصّحابة، ولا يلعن أمّ المؤمنين عائشة وسيِّدَنا معاويةَ وسائر الصّحابة وأئمّة التّابعين وصفوة المسلمين»[التعليق على المنتقى(ص: 21)].
ليقول آخِرًا:

«وبعد وضوح هذه الفروق الأساسيّة بين طريقة أهل السّنّة وطريقة الشِّيعة في النَّظر إلى الإسلام وتعيين الأُسُس الّتي يقوم تشريعُهُ عليها-نُحِبُّ أن يعلمَ القارئ أنّ أهلَ السّنّة يجتمعون مع الشِّيعة عليها في اسم الإسلام، وفي الولاية له بالجُملة»[مقدّمة كتاب كامل «مؤتمر النّجف»، مطبوع مع «الخطوط العريضة»(ص94)].

دينُ الشِّيعة! ...أو دينُ أبي بكرٍ وعمر؟:

قال تعليقًا على تسميتهم لأبي بكر وعمر بالجبت والطّاغوت: «إنّكم لا تَشْنَأُون أبا بكر وعمر، بل تَشْنَأُون الإسلام الّذي يُمثّله أبو بكر وعمر»[التعليق على المنتقى(ص76)]، وقال: «إنّهم لا يَشْنَأُون أبا بكر وعمر، وإنّما يَشْنَأُونَ الإسلام اّلذي قام على كاهليهما ولذلك اخترعوا إسلامًا آخر غير الّذي كان يعرفه أبو بكر وعمر وعثمان وعليّ والحسن والحسين وبنوهما»[التعليق على المنتقى(ص78)]، وقال: «إنّ الّذي يكره أبا بكر وعمر لا يجد فيهما ما يكرهما لأجله إلاّ دينهما الّذي رفعهما إلى منزلة الكمال الإنسانيّ، فهو يكرههما كرهًا في الدِّين الّذي اتّبعاه وحملا أعباءه وأماناته، فكانا خيرَ أُمناء الله على الأرض، ومع ذلك فإنّنا لا ندَّعي لهما العصمة، فالعصمة لا تكون إلاّ لنبيّ، ولكن ندّعي لهما أنّهما أكمل خلق الله بعد رسول الله ﷺ»[التعليق على المنتقى(ص197)].

وقال: «الحقيقةُ الّتي لم يبق مجالٌ للمكابرة فيها ومحاولةُ سترها هي أنّ أبا بكرٍ وعمر وجميع الصّحابة مرتدُّون عن دين الرّافضة، والرّافضة مرتدُّون ـ باعترافهم ـ عن دين أبي بكر وعمر وسائر الصّحابة، ومن يُغَالِطُ نفسه في هذه الحقيقة بحُجَّةِ توحيد الكلمة، فهو رجلٌ إمّا جاهلٌ بما تَفْتَرِقُ بهِ الرَّافضة عن دين أبي بكر وعمر، أو يتعاملُ مع الرّافضة بسياسةِ التّقيّة الّتي أفسدت على النّاس أخلاقهم كما أفسدت عليهم دينهم»[التّعليق على المنتقى(ص248)].

فضحُهُ لمواقف الشِّيعةِ المُخزِيَةِ من الخليفةِ الثّاني عمر وتمجيدهم لقاتلهِِ المجوسيِّ!:

يقول محبّ الدّين: «واختار أحمد بن إسحاق القمي وأتباعه أن يكونوا هم أيضًا إخوةً للمجوس واتّخذوا أبا لؤلؤة أبًا لهم وسمّوه بابا شجاع الدّين»[التعليق على مختصر التحفة(ص232)]، وهذا القمِّي!قد ابتدع لهم عيدَ مقتل عمر، أمّا منزلتُهُ عند الشِّيعة فيقول محبّ الدّين: «أحمد بن إسحاق بن عبد الله بن سعد القمي الأحوص شيخ الشِّيعة القمّيّين ووافدهم، زعموا أنّه لقي من الأئمّة أبا جعفر الثّاني وأبا الحسن وكان من خاصّة أبي محمد، وزعموا أنّه حصل على الشرف الأعظم برؤية صاحب الزّمان الذي يدعون له بأن يعجّل الله فرجه، فهو موضع الثّقة من الشِّيعة بل فوق ذلك»[التعليق على مختصر التحفة(ص231)].
ويقول: «إنّهم يُعَيِّدُون لمقتل عمر ويسمّون قاتله وهو أبو لؤلؤة (بابا شجاع الدّين)...اللهمّ احشرهم معه، واحشرنا مع عمر، فإنّ المرء يُحشر مع من أحبّ»[التعليق على مختصر التّحفة(ص292)].
ويقول معلّقًا على ما ترويه الشّيعة كذبًا على عليٍّ، أنّه قال لعمر: إنّك تحكم على عبدٍ جورًا فيقتلك فيدخل بذلك الجنان على رغمٍ منك!: «ولكن قاتل عمر مجوسيّ، فهل كان عمر أَعْرَق في الكفر من المجوس حتّى يكافأ هذا المجوسيّ بالجنّة على إعدامه الحياة؟! الآن عَلِمَ النّاس أنّ رواة هذا الخبر كافرون بما آمن به عمر، ومؤمنون بما آمن به أبو لؤلؤة»[التعليق على مختصر التّحفة(ص323)].

ويقول: «إذا كان عمر بزعمهم كافرًا، وقاتلُهُ المجوسيّ يدخل الجنّة جزاءَ قتله، فمَن مِن المسلمين غيرُ كافرٍ بما كفر به عمر؟»[التعليق على مختصر التّحفة(ص326)].

ويقول: «ولكن عسكر الخليفة الثاني لهم ذنبٌ عظيم، وهو أنّهم أطفؤُوا نار المجوسيّة وأدخلوا إيران في ملّة الإسلام، وقد استحقّ الخليفة الثاني القتل على ذلك في حياته، والسّبّ واللّعن من ذلك اليوم إلى الآن، فكيف يعتبر عندهم جهاده في سبيل الله؟ إنّ ذنبهم وذنب خليفتهم لا يغتفره بعض النّاس، والله المنتقم الجبّار سيحكم بينهم وبينه»[التعليق على مختصر التّحفة(ص246)].

عليُّ بن أبي طالب بريءٌ من دينِ الشِّيعة ومُفتَرَيَاتِهم عليه:

ـ يقول محبّ الدّين مبرِّئًا عليَّ بن أبي طالب من أن يكون في قلبه غلٌّ لأحدٍ من إخوانه من الصّحابة: «كا




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©