بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والعقبة للمتقين والصلاة والسلام على إمام المتقين وسيد الخلق أجمعين وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
هذه بعض الأحاديث الضعيفة والموضوعة التي يكثر ترويجها في شهر رمضان من كثير من الأئمة والمدرسين والوعاظ والقصاص الذين يكثرون في هذا الشهر ويكثرون من الوعظ والترغيب والترهيب بمثل هذه الأحاديث الباطلة التي ينسبونها للنبي صلى الله عليه وسلم دون وعي بالمسؤولية والعواقب التي تترتب على انتشار مثل هذه الموضوعات والأحاديث الواهية الضعيفة، من اعتقاد باطل وكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ، ونسبة للدين ما ليس منه ، لذلك أحببت أن أبين بعضا منها على كثرتها ولعل بعض إخواننا طلاب العلم يساهمون في إثراء هذا المشروع المهم، وقد ذكر محدث العصر جملة طيبة في السلسلة الضعيفة وضعيف الترغيب والترهيب وضعيف الجامع وغيرها ..
1 - الحديث الأول :
جاء في المسند للشاشي (ح 1224)قال : حَدَّثَنَا الصَّغَانِيُّ، نا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، نا مَرْوَانُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي قَيْسٍ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَيٍّ، عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَوْمًا، وَحَضَرَ رَمَضَانُ: << أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرُ بَرَكَةٍ , فِيهِ خَيْرٌ يَغْشَاكُمُ اللَّهُ فَيُنْزِلُ الرَّحْمَةَ وَيَحُطُّ فِيهَا الْخَطَايَا، وَيُسْتَحَبُّ فِيهَا الدَّعْوَةُ، يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَى تَنَافُسِكُمْ وَيُبَاهِيكُمْ بِمَلَائِكَةٍ، فَأَرُوا اللَّهَ مِنْ أَنْفُسَكُمْ خَيْرًا، فَإِنَّ الشَّقِيَّ كُلَّ الشَّقِيِّ مَنْ حُرِمَ فِيهِ رَحْمَةَ اللَّهِ>>
مسند الشاميين (2238) والمجالس العشرة الأمالي لأبي الحسن الخلال برقم (66) وأمالي الشجري (1/ 264)
وقال في المجمع (3/ 142): رواه الطبراني في الكبير وفيه محمد بن أبي قيس ولم أجد من ترجمه.
وقال الشيخ الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب(592) (موضوع).
2-الحديث الثاني : في المصنف لا بن أبي شيبة (02/270) (ح8871) قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنِ الْفَضْلِ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ عَمِّهِ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: << هَذَا رَمَضَانُ قَدْ جَاءَ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجِنَانِ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ النَّارِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، بُعْدًا لِمَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ فِيهِ إِذَا لَمْ يُغْفَرْ لَهُ فِيهِ فَمَتَى>> والطبراني في الأوسط (7627) وقال : لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ إِلَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَغْرَاءَ . وقال في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد 03/143)رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ : وَفِيهِ الْفَضْلُ بْنُ عِيسَى الرَّقَاشِيُّ، وَهُوَ ضَعِيفٌ. والمنذري في الترغيب والترهيب . وقال الشيخ الألباني في ضعيفه (ح 593) (ضعيف).
3- الحديث الثالث : ففي سنن ابن ماجة (3117 ) قال حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْعَدَنِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: << مَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ بِمَكَّةَ، فَصَامَهُ، وَقَامَ مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ لَهُ، كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِائَةَ أَلْفِ شَهْرِ رَمَضَانَ، فِيمَا سِوَاهَا، وَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ، بِكُلِّ يَوْمٍ عِتْقَ رَقَبَةٍ، وَكُلِّ لَيْلَةٍ عِتْقَ رَقَبَةٍ، وَكُلِّ يَوْمٍ حُمْلَانَ فَرَسٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَفِي كُلِّ يَوْمٍ حَسَنَةً، وَفِي كُلِّ لَيْلَةٍ حَسَنَةً .
وأخرجه الأزرقي في أخبار مكة (2/24- 25) ، والفاكهي في أخبار مكة (1574) ، وابن شاهين في فضائل شهر رمضان (36) ، وأبو نعيم في مادة التاريخ أصبهان (2/196) ، والبيهقي في شعب الإيمان (3455) من طريق عبد الرحيم بن زيد العمي، به. وقال تفرد به عبد الرحيم بن زيد، وليس بالقوي وقال تحت حديث(3853) عَبْدُ الرَّحْيمِ بْنُ زَيْدٍ الْعَمِّيُّ ضَعِيفٌ يَأْتِي بِمَا لَا يُتَابِعُهُ الثِّقَاتُ عَلَيْهِ وَاللهُ أَعْلَمُ.
قال ابن أبي حاتم في العلل 03/113)( 735) وسألتُ أَبِي عَنْ حديثٍ رَوَاهُ عبدُ الرَّحيمِ بنُ زَيْدٍ العَمِّي عن حدثنا هذا... قَالَ أَبِي: هذا حديثٌ مُنكَرٌ، وعبدُ الرَّحيم ابن زَيْدٍ متروكُ الْحَدِيثِ.
والحديث ذكره الشيخ الألباني في الضعيفة (832) وقال: وهذا موضوع، ولوائح الوضع عليه ظاهرة، وآفته عبد الرحيم هذا .
5- الحديث الخامس : وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :<< إن الجنة لتبخر وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها المثيرة فتصفق ورق أشجار الجنان وحلق المصاريع فيسمع لذلك طنين لم يسمع السامعون أحسن منه فتبرز الحور العين حتى يقفن بين شرف الجنة فينادين هل من خاطب إلى الله فيزوجه ثم يقلن الحور العين يا رضوان الجنة ما هذه الليلة فيجيبهن بالتلبية ثم يقول هذه أول ليلة من شهر رمضان فتحت أبواب الجنة للصائمين من أمة محمد صلى الله عليه وسلم قال ويقول الله عز وجل يا رضوان افتح أبواب الجنان ويا مالك أغلق أبواب الجحيم عن الصائمين من أمة أحمد صلى الله عليه وسلم ويا جبرائيل اهبط إلى الأرض فاصفد مردة الشياطين وغلهم بالأغلال ثم اقذفهم في البحار حتى لا يفسدوا على أمة محمد حبيبي صلى الله عليه وسلم صيامهم
قال ويقول الله عز وجل في كل ليلة من شهر رمضان لمناد ينادي ثلاث مرات هل من سائل فأعطيه سؤله هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له من يقرض المليء غير العدوم والوفي غير الظلوم
قال ولله عز وجل في كل يوم من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا النار فإذا كان آخر يوم من شهر رمضان أعتق الله في ذلك اليوم بقدر ما أعتق من أول الشهر إلى آخره وإذا كانت ليلة القدر يأمر الله عز وجل جبرائيل عليه السلام فيهبط في كبكبة من الملائكة ومعهم لواء أخضر فيركزوا اللواء على ظهر الكعبة وله مائة جناح منها جناحان لا ينشرهما إلا في تلك الليلة فينشرهما في تلك الليلة فيجاوزان المشرق إلى المغرب فيحث
جبرائيل عليه السلام الملائكة في هذه الليلة فيسلمون على كل قائم وقاعد ومصل وذاكر ويصافحونهم ويؤمنون على دعائهم حتى يطلع الفجر فإذا طلع الفجر ينادي جبرائيل عليه السلام معاشر الملائكة الرحيل الرحيل فيقولون يا جبرائيل فما صنع الله في حوائج المؤمنين من أمة أحمد صلى الله عليه وسلم فيقول نظر الله إليهم في هذه الليلة فعفا عنهم وغفر لهم إلا أربعة فقلنا يا رسول الله من هم قال رجل مدمن خمر وعاق لوالديه وقاطع رحم ومشاحن .
قلنا يا رسول الله ما المشاحن قال هو المصارم فإذا كانت ليلة الفطر سميت تلك الليلة ليلة الجائزة فإذا كانت غداة الفطر بعث الله عز وجل الملائكة في كل بلاد فيهبطون إلى الأرض فيقومون على أفواه السكك فينادون بصوت يسمع من خلق الله عز وجل إلا الجن والإنس فيقولون يا أمة محمد اخرجوا إلى رب كريم يعطي الجزيل ويعفو عن العظيم فإذا برزوا إلى مصلاهم يقول الله عز وجل
للملائكة ما جزاء الأجير إذا عمل عمله قال فتقول الملائكة إلهنا وسيدنا جزاؤه أن توفيه أجره .
قال فيقول فإني أشهدكم يا ملائكتي أني قد جعلت ثوابهم من صيامهم شهر رمضان وقيامهم رضاي ومغفرتي ويقول يا عبادي سلوني فوعزتي وجلالي لا تسألوني اليوم شيئا في جمعكم لآخرتكم إلا أعطيتكم ولا لدنياكم إلا نظرت لكم فوعزتي لأسترن عليكم عثراتكم ما راقبتموني وعزتي وجلالي لا أخزيكم ولا أفضحكم بين أصحاب الحدود وانصرفوا مغفورا لكم قد أرضيتموني ورضيت عنكم فتفرح الملائكة وتستبشر بما يعطي الله عز وجل هذه الأمة إذا أفطروا من شهر رمضان .
قال الشيخ الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب ( 594) (موضوع).





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©