السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:


ظاهرة تلاوة الفتيات في الشاشة وأمام للاسف من يفتون لهم لقد تعجبت لحال يوما هذا عندما ذهبت لقريبة لي ووجدتها قابعة أمام الشاشة تبكي وتتمعن وتسمع لترتيل فتاة في قناة الجزائر تجلس أمام الرجال وتختبر صوتها الذي هو أصله عورة
فشاهدتها جيدا تعجبت والله فتاة لايجب ان تري حتى وجهها فكيف تسمع صوتها كل شئ فيها مغري لاحول ولاقوة الا بالله ...ماذا وصل اليه حالنا من دعاة على ابواب جهنم والعياذ بالله ..
فأردت أن استفسر وارجع لكلام العلماء حول هذه المسألة



ما حكم الشرع في قراءة المرأة القرآن الكريم بحضرة الرجال الأجانب؟ وفقكم الله.

الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

لا يجوز لها قراءة القرآن أمام الرجال الأجانب لما يحصل عند قراءة القرآن من ترقيق للصوت وتزيين للصوت وتحسينه عند القراءة؛ وهذا ينافي قوله تعالى: (فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض)

ففي ترتيلها للقرآن خضوع بالقول بسبب تزيينها للصوت وتحسينها للقراءة لحاجتها لترتيل القرآن فيحصل به الفتنة للرجال: ويطمع بها من في قلبه مرض: والشيطان حريص على تهييج الشهوات، فإذا كان الشيطان يُطمع قلوب المرضى في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وهن أمهات المؤمنين فمن باب أولى أن يطمع الناس في غير أمهات المؤمنين.

ب؛ وفتنة الرجال بالنساء خصوصاً الشابات منهن أمر معلوم، لا يقدر أحد على إنكاره، قال صلى الله عليه وسلم: (ما تركت فتنة أضر على الرجال من النساء)

وقال أيضا: (أول فتنة بني إسرائيل في النساء ...)

وسلامة القلب لا يعادلها شيء، ومن يأمن على قلبه من الفتنة والانحراف عندما يسمع لصوت المرأة المرقق المزّيَّن عملاً منها.

وأيضاً أُمرت المرأة إذا كانت في الصلاة خلف الرجال ونابها شيء في صلاتها أن تصفق، ولا تقول: سبحان الله. كالرجال، وذلك خشية أن يحصل للرجال فتنة ومفسدة عند سماع صوتها، فكيف بترتيلها للقرآن أمام الرجال غير المحارم.

والمرأة تلبي في الحج كما يُلبى الرجال، ولكنها مأمورة أن تخفض صوتها عند حضور الرجال بإجماع العلماء. والسبب واضح: حتى لا يفتن الرجال بأصواتهن.

ولا شك أن الافتتان والتلذذ بصوتها للسامع عند قراءة القرآن لهو أشد وأعظم.

ومن فتاوى أهل العلم في منع قراءتها للقرآن بحضرة الرجال ما جاء في (المغني) لابن قدامة في إمامة المرأة للنساء ، قال: فصل: وتجهر في صلاة الجهر، وإن كان هنالك رجال فلا تجهر، إلا أن يكونوا من محارمها فلا بأس.

وقال الشيخ منصور البهوتي رحمه الله في (شرح مفصل منتهى الإرادات): صوت الأجنبية ليس بعورة، ويحرم التلذذ بسماعه، ولو كان صوتها بقراءتها، لأنه يدعو إلى الفتنة بها.

وفي كتاب كامل (الإنصاف) للإمام المرداوي: ذكر عن أحمد روايتين في صوت المرأة هل هو عورة. ثم قال: وعلى كلا الروايتين يحرم التلذذ بسماع صوتها ولو بقراءة. ونقله عن جماعة من العلماء.

وسئل ابن عثيمين في طالبة تقرأ القرآن بمكبر الصوت في المدرسة. فقال: لا ينبغي ذلك؛ لأن المرأة مأمورة بالتستر والاختفاء عن الرجال، وكونها تُعلن صوتها بمكبر الصوت ينافي ذلك. كما في أسئلة (نور على الدرب)

وسئل الشيخ الألباني عن قراءة المرأة للقرآن أمام الرجال الأجانب فقال: لا يجوز. كما في (فتاوى المرأة المسلمة) التي جُمعت له.
لشيخ العلامة / محمد بن عبد الله الإمام
يتبع ان شاء الله





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©