بسم الله الرحمان الرحيم لقد شدني هذا الموضوع كثيرا خاصة بعدما درسنا العام الماضي الكتب السماوية وما كان من استاذة الالشريعة الاسلامية الاسلامية هداها الله وايانا الاان احضرت الانجيل لنقراه فراعني الامر ورفضت بشدة وكنت اعلم انها ستقبل على هذا الامر لانها حاولت ذلك مع الاقسام الاخرى فبحثت في النت عن الحكم لمشايخنا الكبار كالشيخ العثيمين والوادعي وصالح ال الشيخ ولله الحمد فقد اقتنع الكل بالامر بعد نقاش طويل الا هي واحدهم رغم انها ذذاتها لم تجد لنفسها حجة ولا برهانا نسال الله السلامة ونساله ان يردنا جميعا الى الحق ردا عزيزا ثم ناقشت العديد من الفتيات حول الموضوع فوجدت الكثير لا يرى في قراءءة كتب النصارى بدا وبما ان عالم النت الوعر الذي احيانا يدخل الكثير في متاهات تجعله لرب يصادف في احد المواقع هذه الكتب فيسعى لاشباع فضوله بعد ان يضع الشيطان على قلبه غشاوة فيزين له الامر وكم هم كثيرون من قرؤوا هذه الكتب للاطلاع فارتدوا والله المستعان لذا احببت ان انقل لكم اخوتي فتوى الشيخ فركوس حفظه الله في هذا الامر حتى لا نقع في المحظوروالله الموفق
في حكم قراءةِ الإنجيل والتوراة

السؤال: ما حكمُ قراءةِ الإنجيلِ والتوراةِ؟ وما شبهةُ ثبوتِ قراءتها عن شيخ الإسلام؟



الجواب: الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:

فلا يجوزُ قراءةُ الكتب التي امتزج بها حقٌّ وباطلٌ دَرْءًا للمفسدة الحاصلة بقراءتها على دين المسلمين، والمبتغي للحقِّ يجده في مَصْدَرَيِ الثِّقة والائتمان وهما: الكتاب كامل والسُّنَّة إذ لا يخرج الحقُّ عنهما، ولذلك حذّر النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّمَ من كُتُبِ أهلِ الكتاب كاملِ كما في قِصَّة عُمَرَ بنِ الخطَّاب رضي الله عنه الذي أتى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بكتاب كاملٍ أصابه من بعضِ أهلِ الكتاب كامل فَغَضِبَ، وقال: «أَمُتَهَوِّكُونَ يَا ابْنَ الخَطَّابِ؟! وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لاَ تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتُكَذِّبُوا بِهِ أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلاَّ أَنْ يَتْبَعَنِي»(١).

هذا، ومن كان محصَّنًا بعلمِ الكتاب كاملِ والسُّنَّة واحتاجَ إلى نُصرة الدين وإعلاءِ كلمةِ الحقِّ بدراسة كُتُبِ أهلِ الأهواء والبدع والمتكلِّمين دراسةً نقديةً معمَّقةً لإيضاح عَوَارِهَا وبيانِ تناقُضِها، جاز ذلك للعالِمِ المتمكِّن كما هو صنيعُ شيخِ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- مع كتب المناطقة وردِّه على المنطقيِّين والفلاسفة، كما درس كُتُب الرافضةِ من أهل الشيعة وردَّ عليهم في كتاب كامل: «منهاج السنة النبوية»، كما بيَّن -رحمه الله- التناقضَ الحاصلَ بين الأناجيل المختلفة وضلال النصارى في معتقدهم.

والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.



الجزائر في: 14 ربيع الأول 1426ﻫ
الموافق ﻟ: 23 أفريل 2014م
---------------------------------------------------------

١- أخرجه أحمد: (15546)، والدارمي: (1/115)، من حديث جابر رضي الله عنهما، والحديث حسَّنه الألباني في «ظلال الجنة»: (1/27)، وقال: «إسناده ثقات غير مجالد، وهو ابن سعيد فإنّه ضعيف لكن الحديث حَسَنٌ له طُرُقٌ أشرتُ إليها في «المشكاة»: (177) ثمّ خرَّجت بعضها في «الإرواء»: (1589)».





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©