((الصوفي الجاهل مصدرُ الابتداع. فكلّ ما جاء في التّحذير من البدعة وصاحبها تحذيرٌ من تصوُّف هذا الزمان وشيوخه))

مبارك الميلي، الشرك ومظاهره ص295.





حكايات عن العامّة
أو
جناية الطُرُق الصوفية على الأمّة الجزائرية




للعلامة السلفي
مبارك بن محمّد الميلي الجزائري
أمين مال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
رحمه الله تعالى



الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء وإمام المتقين وعلى آله وصحبه والتابعين وبعد:


فهذا جمع مبارك مفيد-إن شاء الله- لكلام الشيخ الإمام العَلَم مؤرّخُ الجزائر العلامة مبارك بن محمّد الميلي -رحمه الله وقدّس ثراه- حول سوء أثر الطرق الصوفية على الشعب الجزائري الأبي انتقيتُها من كتاب كامله الموسوعة ((رسالة الشرك ومظاهره)) وهو كتاب كامل جدّ جدّ نافع بل هو من الكُتُب التي يرجعُ إليها العلماءُ قبل طلبة العلم، وقد قام مؤخرا الشيخ العلامة سعد الحُصين حفظه الله بتهذيبه فأخرجه في خير حلّة فجزاه الله خيرا.


ولكن ما يُلاحظ على تهذيب الشيخ سعد للكتاب كامل هو عدم إيراده للحكايات التي ذكرها المؤلّف في ثنايا حديثه عن الشرك ومظاهره في الأمّة الجزائرية.


ولعلمي أنّ كثيرا من طلبة العلم لم يتسنّى لهم اقتناء النسخة الأصلية للكتاب كامل فقد قُمتُ بجمع ما رأيتُهُ مفيداً من كلام الشيخ مبارك رحمه الله تعالى حول الطُرُق الصوفية وسوء أثرها على العامّة من خلال الحكايات والقصص التي عايش أحداثها الشيخُ أو سمع عنها فذكرها في كتاب كامله.



ولا يخفى عليك أخي القارئ تلك الحملة الشرسة التي يتزعّمُها الهيتي المدعو بن بريكة لمُحاولة نشر دينه الصوفي في وسط المُجتمع الجزائري المسلم مُستغلا طيبة الشعب الجزائري وحُسن ظنّه بكل من تكلّم باسم الدّين خاصّة إذا ظهر على التلفاز أو أُخذت لهُ صوَرٌ في الجرائد والمجلّات !!



ولا يخفى عليك أيضا أخي القارئ سيطرة الطرق الصوفية على أغلب المؤسسات الدّينية ففي القرن التاسع عشر بلغ عدد الزوايا في الجزائر 349 زاوية، وعدد المريدين أو الإخوان 295.000 مريدًا.. (انظر: ابن باديس حياته وآثاره، جمع ودراسة الدكتور عمار الطالبي، ص18).


أمّا اليوم فهم أضعاف هذا العدد !! حتى أصبحنا نسمعُ من بعض .. النّاطقين (الرسميين!) باسم الدّين في الجزائر يتكلّمُ عن مشروع إنشاء المدينة التيجانية !!



هذا والله أسأل أن يرحم الشيخ مبارك الميلي وأن يُسكنهُ فسيح جنّاته وأن يرحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه. كما أسأله تعالى أن ينفعنا بهذه الحكايات وأن يجعلنا من عباده الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنهُ وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا.



قال الإمام الشيخ العلامة مبارك بن محمّد الميلي رحمه الله تعالى:

مكايد المعارضين:


لقد ثقل على من خفّت موازينه من الطرقيين والقبوريين والمرابطين نصح المشفقين وساءهم تحذير العلماء النّاصحين فكادوا لهم مع الحكومة (1) كي يوقعوهم في قبضتها.
فسامت الحكومة العلماء بالترغيب والترهيب وعاملتهم بالشدّة العملية واللين القولي، فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا ثمّ حاول أولائك المستاءون صرف العامّة عن علمائها فلم ينقبضوا عن لإرشاد. وأشدّ ما كانوا يثيرون عليهم الضجّات عند تفسير الآيات.
ضجّات للصدّ عن التفسير:
وأوّل ما شهدتُ من ذلك ضجّة مدرّس دولي بجامع سيدي عقبة قرب بسكرة. (2)
فقد حضرتُ سنة أربع وأربعين درسا للأستاذ عبد الحميد ابن باديس بذلك الجامع ونحن سفرٌ في تفسير أوائل سورة الأعراف فقام ذلك المدرّس رافعا صوته بعدم الفائدة في التفسير طالباً درساً في ((مختصر خليل)) (3) ولكن لم يجن من مصادمته للحقّ إلا المقتَ من الحاضرين.

ثمّ وقعت لي أمثالها مع أصحاب زاوية الهامل لمّا كنت آتي من الأغواط إلى أبي سعادة للوعظ ببعض مساجدها.
وحكاياتهم في هذا الباب مع بقية الأصحاب أكثر من أن يستوفيها كتاب كامل.
وتلك عادة المعاندين لكلام ربّ العالمين: ((وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون)). اهـ ((رسالة الشرك ومظاهره للإمام مبارك الميلي الجزائري رحمه الله تعالى، ص 37-38 شركة الشهاب/ الجزائر)

(1) أي الحكومة المادة الفرنسية.
(2) إحدى ولايات الجنوب الشرقي الجزائري.
(3) من كتب الفقه المالكي.









©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©