بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما مزيدا أما بعد:
فهذه بعض درر من كلام العلامة المصلح المفسر الأصولي عبد الحميد ابن باديس أردت عرضها ليعلم أنه كان داعيا لمنهج السلف علما وعملا وكتاب كاملته خير شاهد عليه ولكي ينزع القناع عن الذين يلفلفون بذكر اسمه في المواسم وانه علامة وانهم يحترمونه ولو كان هو رحمه الله حيا لحاربهم وحذر منهم لانهم هم الآن يحاربون منهجه فهم في الحقيقة متمسحة باسمه لا غير فالى الله المشتكى ورحمه الله رحمة واسعة
ثم إن الله جلا وعلى ابى ان تكون العصمة إلا لكتاب كامله الكريم ولنبيه الأمين صلى الله عليه وسلم وقديما قيل لكل حصان كبوة فمن راى او قرا للشيخ وغيره من العلماء المقررين لمنهج السلف مثل هذه الأمور فلا يجعلها له راية يسقطه بها فإننا معشر السلفيين لم ولما نعرف بهذا ولله الحمد والمنة
قال رحمه الله
ميزان صحة العمل
كل الأقوال والأعمال توزن بأقواله وأفعاله وكل الأحوال والسير توزن بسيرته وحاله .فما وافقها فهو الحق والخير والهدى وهو الذي يقبل من كائن من كان .وما خالفها فهو الباطل والشر والضلال ،وهو الذي يرد على صاحبه كائنا من كان وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أنه صلى الله عليه وسلم قال من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) .ا
آثار ابن باديس ج1\373

ميزان للدعاة
عندما يختلف عليك الدعاة اللذين يدعي كل منهم أنه يدعوك إلى الله تعالى ،فانظر من يدعوك بالقرآن إلى القرآن ومثله ما صح من السنةلأنها تفسيره وبيانه فاتبعه لانه هوالمتبع للنبي صلى الله عليه وسلم في دعوته وجهاده بالقرآن ...آثار ابن باديس ج1\429
نصيحة جامعة


«اعلموا جعلكم الله من وعاة العلم، ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم، وجملكم بعزة الاتباع، وجنبكم ذلة الابتداع، أنّ الواجب على كلّ مسلم في كلّ مكان وزمان أن يعتقد عقدا يتشربه قلبه وتسكن له نفسه وينشرح مفصل له صدره، ويلهج به لسانه، وتنبني عليه أعماله، أنّ دين الله تعالى من عقائد الإيمان، وقواعد الإسلام، وطرائق الإحسان إنّما هو في القرآن والسنة الثابتة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين وأنّ كلّ ما خرج عن هذه الأصول ولم يحظ لديها بالقبولء قولا كان أو عملا أو عقدا أو احتمالا فإنّه باطل من أصله ءمردود على صاحبه كائنا من كان في كلّ زمان ومكانء فاحفظوها واعملوا بها تهتدوا وترشدوا إن شاء الله تعالى، فقد تضافرت عليها الأدلة ءمن الكتاب كامل والسنةء، وأقوال أساطين الملة ءمن علماء الأمصارء وأئمة الأقطار ءوشيوخ الزهد الأخيارء وهي لعمر الحق لا يقبلها إلاّ أهل الدين والإيمانء ولا يردها إلاّ أهل الزيغ والبهتان»

«آثار الإمام ابن باديس» (3/ 222)

التعليم السني السلفي

«وقال الإمام ابن حزم في كتاب كامل الإحكام ءوهو يتحدث عن السلف الصالح كيف كانوا يتعلمون الدينء: «كان أهل هذه القرون الفاضلة المحمودة ءيعني القرون الثلاثةء يطلبون حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم والفقه في القرآن، ويرحلون في ذلك إلى البلاد، فإن وجدوا حديثا عنه عليه السلام عملوا به واعتقدوه»، ومن راجع كتاب كامل العلم من صحيح البخاري ووقف على كتاب كامل جامع العلم للإمام ابن عبد البر ءعصري ابن حزم وبلديه وصديقهء عرف من الشواهد على سيرتهم تلك شيئا كثيرا.

هذا هو التعليم الديني السني السلفي، فأين منه تعليمنا نحن اليوم وقبل اليوم منذ قرون وقرون؟»

[«آثار الإمام ابن باديس» ابن باديس (4/ 78)]

كيف يكون الإصلاح

«لن يصلح المسلمون حتى يصلح علماؤهم، فإنّما العلماء من الأمّة بمثابة القلب، إذا صلح صلح الجسد كلّه، وإذا فسد فسد الجسد كلّه، وصلاح المسلمين إنّما هو بفقههم الإسلام وعملهم به، وإنّما يصل إليهم هذا على يد علمائهم، فإذا كان علماؤهم أهل جمود في العلم وابتداع في العمل فكذلك المسلمون يكونون، فإذا أردنا إصلاح المسلمين فلنصلح علماءهم.

ولن يصلح العلماء إلاّ إذا صلح تعليمهم، فالتعليم هو الذي يطبع المتعلم بالطابع الذي يكون عليه في مستقبل حياته وما يستقبل من علمه لنفسه وغيره فإذا أردنا أن نصلح العلماء فلنصلح التعليم، ونعني بالتعليم التعليم الذي يكون به المسلم عالما من علماء الإسلام يأخذ عنه الناس دينهم ويقتدون به فيه.

ولن يصلح هذا التعليم إلاّ إذا رجعنا به للتعليم النبوي في شكله وموضوعه في مادته وصورته فيما كان يعلم صلى الله عليه وآله وسلم وفي صورة تعليمه»

[«آثار الإمام ابن باديس» ابن باديس (4/ 78)]

التزام منهج السلف منجاةٌ من الفُرقة

«ولا يقف بالجميع عند حدٍّ واحد إلاّ دليلٌ واحد، وهو التزام الصحيح الصريح مما كان عليه النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وكان عليه أصحابه، فكلّ قول يراد به إثبات معنى ديني لم نجده في كلام أهل ذلك العصر نكون في سعة من رده وطرحه وإماتته وإعدامه، كما وسعهم عدمه، ولا وسَّع الله على من لم يسعه ما وسعهم، وكذلك كلّ عقيدة، فلا نقول في ديننا إلاّ ما قالوا، ولا نعتقد فيه إلاّ ما اعتقدوا ولا نعمل فيه إلاّ ما عملوا، ونسكت عمّا سكتوا فيه... ونرى كلّ فتنة كانت بين الفرق الإسلامية ناشئةً عن مخالفة هذا الأصل»

[عبد الحميد بن باديس «مجلة الشهاب»: (5/ 570)]. تضييع الحق بفوت الأدب

«وينبغي إذا دارت المباحثة بين الكتّاب أن تكون في دائرة الموضوع، وفي حدودِ الأدب، وبروح الإنصاف، وخيرٌ أن تقيم الدليلَ على ضلالِ خصمك، أو على غلطه، أو على جهله، من أن تقول له: يا ضال، أو يا جاهل، أو يا غالط، فبالأول تحجّه فيعترف لك، أو يكفيك اعتراف قرائك، وبالثاني تهيِّجه فيعاند، ويضيعُ ما قد يكون معك من حقٍ بما فاتك معه من أدبٍ»

[عبد الحميد بن باديس «مجلة الشهاب»: ( 4/ 244)].

القائد الحقيقي

«فإنَّ ممَّا نعلمُه، ولا يخفَى على غيرِنا أنَّ القَائدَ الَّذي يقول للأمَّة: (إنَّكِ مظلومَةٌ في حقوقِكِ، وإنَّني أريدُ إيصالَكِ إليها)، يجدُ منها ما لا يجدُ مَنْ يقول لها: (إنّكِ ضالَّةٌ عن أصولِ دينِك، وإنَّني أريدُ هِدايَتَك)، فذلك تُلبِّيه كلُّها، وهذا يقاومُه مُعظمُها أو شطرُها»

[عبد الحميد بن باديس «الصِّراط السَّوي»: (العدد 15، 08 رمضان 1352هـ/ 25ء12ء1933م)]من نصائح الشيخ ابن باديس

«وَاحْذَرْ كُلّ "مُتَرَيْبِطٍ" يُرِيدُ أَنْ يَقِفَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ رَبِّكَ، وَيُسَيْطِرُ عَلَى عَقْلِكَ وَقَلْبِكَ وَجِسْمِكَ وَمَالِكَ بِقُوَّةٍ يَزْعُمُ التَّصَرُّفَ بها في الكَوْنِ، فَرَبُّكَ يَقُولُ لَكَ إِذَا سَأَلْتَ عَنْهُ: ﴿فَإِنِّي قَرِيبٌ﴾ الآية. وَيَقُولُ لَكَ: ﴿أَلاَ لَهُ الخلْقُ وَالأَمْرُ﴾. وَأَنَّ أَوْلِيَاءَ الله الصَّالِحِينَ بَعِيدُونَ عَنْ كُلِّ تَظَاهُرٍ وَدَعْوَى، مُتَحَلَّوْنَ بِالزُّهْدِ وَالتَّوَاضُعِ وَالتَّقْوَى، يَعْرِفُهُم المؤْمِنُ بِنُورِ الإيمانِ، وَبِهَذَا الميزَانِ، وَاحْذَرْ كُلَّ دَجَالٍ يُتَاجِرُ بِالرُّقَى وَالطَّلاَسِمِ، وَيَتَّخِذُ آيَاتِ القٌرْآنِ وَأَسْمَاءَ الرَّحْمَن هُزُؤًا، يَسْتَعْمِلُونَهَا في التَّمْوِيهِ وَالتَّضْلِيلِ، وَ"القِيَادَةِ" وَ"التَفْرِيقِ" وَيُرْفِقُونَهَا بِعَقَاقِيرَ سميَّةٍ فَيَهْلِكُونَ العُقُولَ وَالأَبْدَانَ».


[عبد الحميد بن باديس «الشهاب»: (2/ 240ء241)].ل
ضرر البدع وخطرها وكيف يعامل أهلها

«مِن أبين المخالفة عن أمره وأقبحها، الزيادةُ في العبادة التي تعبَّد لله بها على ما مضى من سنَّته فيها، وإحداثُ محدثاتٍ على وجه العبادة في مواطنَ مرَّت عليه ولم يتعبَّد بمثل ذلك المحدَث فيها، وكلا هذين زيادةٌ وإحداثٌ وابتداعٌ مذمومٌ، يكون مرتكبُه كمن يرى أنه اهتدى إلى طاعةٍ لم يهتدِ إليها رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، وسبقَ إلى فضيلةٍ قَصُر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم عنها، وكفى بهذا وحده فتنةً وبلاءً، دع ما يجرُّ إليه من بلايا أُخرىوقد طبق الإمام مالك رضي الله عنه هذه الآية الكريمة على هؤلاء المتزيدينأحسن تطبيق وأبلغه وأردعه لمن كان له فهم وإيمان.
روى الإمام ابن العربي رحمه الله بسنده المتصل الى سفيان ابن عيينة رحمه الله قال :سمعت مالك بن أنس وأتاه رجل فقال :يا أبا عبد الله من أين أحرم ؟قال: من ذي الحليفة من حيث أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :أني أريد أنأحرم من المسجد ،فقال:لا تفعل .قال :أريد ان أحرم من المسجد من عند القبر ،قال :لا تفعل فإني أخشى عليك الفتنة.قال :وأي فتنة في هذا؟إنما هي أميال أزيدها .قال :وأي فتنة من أن ترى أنك سبقت غلى فضيلة قصر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .إني سمعت الله يقول فليحذر الذين يخالفون عن امره أن تصيبهم فتنة او يصيبهم عذاب أليم ).
فليتأمل المسلمون وخصوصا المنتسبين إلى مذهب مالك فقه هذا الإمام العظيم ووقوفه عند حدود الله وليحذروا من عاقبة المتزيدين المتغافلبن
بوارق أمل
لقد شعر المسلمون عموما بالبلايا والمحنالتي لحقتهم وفي أولها سيف الجور المنصب على ررؤوسهم وأدرك المصلحون منهم أن سبب ذلك هو مخالفتهم عن أمر نبيهم صلى الله عليه وسلم فأخذت صيحات الإصلاح ترتفع من جوانب العالم الإسلامي في جميع جهات المعمورة. تدعوا الناس الى معالجة أدوائهم بقطع سببها وإجتثات أصلها
وما ذلك إلا بالرجوع إلى ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم وما مضت عليه القرون الثلاثة لها منه بالخير في الإسلام وقد حفظ الله علينا ذلك بما إن تمسكنا به لن نضل أبدا كما في الحديث الصحيح الكتاب كامل والسنة وذلك هو الإسلام الصحيح الذي أنقذ الله به العالم أولا ،ولا نجاة للعالم مما هو فيه اليوم إلا إذا أنقذه الله به ثانيا.
[«آثار ابن باديس» (1/ 376_375)].


ذم علم الكلام
«نحن معشر المسلمين قد كان مِنَّا للقرآن العظيم هجرٌ كثيرٌ في الزّمان الطّويل، وإن كنَّا به مؤمنين، بَسَط القرآن عقائد الإيمان كلّها بأدلّتها العقليّة القريبة القاطعة، فهجرْناها وقلنا تلك أدلَّةٌ سمعيّةٌ لا تحصِّل اليقين، فأخذْنا في الطّرائق الكلاميّة المعقَّدة، وإشكالاتها المتعدِّدة، واصطلاحاتها المحدثة، مِمَّا يصعب أمْرَها على الطلبة فضلاً عن العامّة».

[«مجالس التّذكير من كلام الحكيم الخبير» ابن باديس (250)]
التحذير من تشكيكات الفلاسفة
قلوبنا معرضة لخطرات الوساوسبل لأوهام الشكوك .فالذي يثبتها ويدفع عنها الإضطراب ويربطها باليقين هو القرآن العظيم .ولقد ذهب قوم مع تشكيكات الفلاسفة وفروض رسميةهم ومماحكات المتكلمين ومناقضاتهم فما ازدادوا إلا شكا وما ازدادت قلوبهم إلا مرضا حتى رجع كثير منهم في أواخر أيامهم إلى عقائد القرآن وأدلة القرآن فشفوا بعد ما كادوا ،كإمام الحرمين والفخر الرازي
آثار ابن باديس ج1\417
سبيل النجاة
لا نجاةَ لنا من هذا التّيه الذي نحن فيه، والعذاب المنوَّع الذي نذوقه ونقاسيه، إلاَّ بالرّجوع إلى القرآن: إلى علمه وهديه، وبناء العقائد والأحكام والآداب عليه، والتّفقُّه فيه، وفي السُّنَّة النّبويّة شرح مفصلُه وبيانُه، والاستعانة على ذلك بإخلاص القصد وصحَّة الفهم والاعتضاد بأنظار العلماء الرّاسخين والاهتداء بهديهم في الفهم عن ربّ العالمين
آثار ابن باديس ج1\410».
الحكومة السنية
وأما الحكومة السنية فهي الحكومة السعودية القائمة على تنفيذ الالشريعة الاسلامية الإسلامية بعقائدهاوآدابها وأحكامها الشخصية والعمومية حتى ضرب الأمن أطنابه ومد العدل سرادقه على جميع تلك المملكة مادة اللغة العربية العظيمة_الى ان قال رحمه الله _وقبل الحكومة السعودية كان قد كان علماء الاسلامالمصلحون يقبلون طريقة الحق وينكرون طرق الباطل وقد ذكرنا جمعا منهم من القرن الخامس إلى القرن السالف في عدد مضى وهم قدوتنا أنعم بهم من قدوة وقبل الحكومة المصرية وعلمائها قد كان من يقر ما أقرت دون بينة ولا برهان وسيبقى كذلك على الدهر من ينصر السنة ويؤيدهاويدافع عنها .ومن ينشر البدعة وينفخ في بوقها وينقر على طبلها ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز
هذا وإن كلام العلامة كثير في الحث على التمسك بالقرآن والسنة وفهم السلف فرحمه الله رحمة واسعة وغفرله
وعلينا معشر السلفيين أن نسعى في نشر سير العلماء المعروفين بتمسكهم بمنهج السلف والدعوة اليه لربط سابق الأمة بلاحقها نسأل الله الكريم أن يثبتنا على الحق حتى نلقاه إن ربنا سميع مجيب





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©