هذه قصيدة نظمها أبو الحسن الكرجي محمد بن عبد الملك بن محمد بن عمر الفقيه الشافعي شيخ الكرج وعالمها ومفتيها الذي قال عنه ابن السمعاني إمام ورع فقيه مفت محدث أديب أفنى عمره في طلب العلم ونشره و قد حاول ابن السبكي جاهدا أن ينفي صحة نسبتها له لكن جميع محاولاته سقطت أمام سلفية أبي الحسن -رحمه الله-الذي قال:
لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون و يستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري و يتبرءون مما بنى الأشعري مذهبه عليه و ينهون أصحابهم و أحبابهم عن الحوم حواليه قال رحمه الله :

محاسن جسمي بدلت بالمعائب=وشيب فودي شوب وصل الحبائب

وأفضل زاد للمعاد عقيدة=على منهج في الصدق والصبر لاجب

عقيدة أصحاب الحديث فقد سمت=بأرباب دين الله أسنى المراتب

عقائدهم أن الإله بذاته=على عرشه مع علمه بالغوائب

وأن إستواء الرب يعقل كونه=ويجهل فيه الكيف جهل الشهارب

ففي كرج الله من خوف أهلها =يذوب بها البدعي يا شر ذائب

يموت ولا يقوى لإظهار بدعة =مخافة حز الرأس من كل جانب

طرائق تجسيم وطرق تجهم =وسبل اعتزال مثل نسج العناكب

وفي قدر والرفض طرق عمية =وما قيل في الإرجاء من نعب ناعب

وخبث مقال الأشعري تخنث =يضاهي تلويه تلوي الشغازب

يزين هذا الأشعري مقاله =ويقشبه بالسم ياشر قاشب

فينفي تفاصيلا ويثبت جملة =كناقضه من بعد شد الذوائب

ويجزم بالتأويل من سنن الهدى=فجرأته في الدين جرأة خارب

ولم يك ذا علم ودين وإنما =بضاعته كانت مخوق مداعب

وكان كلاميا بالاحساء موته =بأسوأ موت ماته ذو السوائب

كذا كل رأس للضلالة قد مضى =بقتل وصلب باللحى والشوارب

معايبهم توفي على مدح غيرهم =وذا المبتلى المفتون عيب المعايب





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©