الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه اما بعد
فالله عز وجل خلق ابليس الذي هو مادة الفساد والتي تمد كل فساد في هذه الدنيا ,في الأديان والاعتقادات ,والشهوات والشبهات,وهو سبب لشقاوة العباد ,وعملهم ما يغضب الله عز وجل وهو مع ذلك وسيلة الى محاب كثيرة وحكم عظيمة وقبل الحديث عن تلكم الحكم يجدر بنا أن ننتبه الى أمر مهم وهو أنه لا يلزم من أثبت تعليل أفعال الله بالحكم والمصالح أن يعلم علة كل فعل وأمر ,بل عليه أن يعتقد أن لله تعالى في جميع أفعاله حكما جليلة ظهرت لنا او خفيت ,فالله عز وجل لم يطلع خلقه على جميع حكمه ,بل أعلمهم بما شاء ,وما خفي عليهم أكثر مما علموه ,فيجب على المسلم أن يعتقد أن أفعال الله وأوامره لا تخلو من الحكم الباهرة العظيمة التي تحير العقول -وان كان لا يعلمها على وجه التفصيل -لأن عدم العلم بالشيء ليس دليلا على عدمه , فالطب مثلا واجراء العمليات الجراحية لا يعلمها الا المتخصصون ,وكذلك الهندسة وغيرها ,وليس عدم علم غيرهم بها تقتضي عدمها ونفيها اذا تقرر هذا فإليك بعض الحكم التي تلمسها العلماء من خلق ابليس
1-أن يظهر للعباد قدرة الرب تعالى على خلق المتضادات والمتقابلات .
2-أن يكمل الله لأوليائه مراتب العبودية
3-حصول الابتلاء
4-ظهور أسمائه -تعالى-ومقتضياتها ومتعلقاتها
5-استخراج ما في طبائع البشر من الخير والشر
6-ظهور كثير من آيات الله وعجائب صنعه
أما كونه سبحانه وتعالى انظر ابليس الى يوم القيامة فليس ذلك اكراما له بل اهانة له ليزداد اثما ,فتعظم عقوبته ويتضاعف عذابه اضافة الى ذلك جعله الله محكا ليميز به الخبيث من الطيب -كما سبق- وما دام أن الخلق مستمرا الى يوم القيامة فان هذا يقتضي بقاءه ببقاء الخلق والله تعالى اعلم





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©