من أكثر أسباب الوقوع في البدع ومخالفة منهج أهل السنة :-


أولاً: الجهل ، فهو آفة خطيرة، قال الله عز وجل: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (الإسراء: 36.)

فتجد كثيرا ممن جمع وألف بعض الكتب في بعض العلوم ، وجمع بعض البحوث وعنده بعض البلاغة وحسن الكلام ، تراه يتصدر للإفتاء والخوض كبار النوازل وإصدار الفتاوى والتزكية لبعض دعاة الضلال ، وهوعنده جهل في أصول العقيدة وأصول الفقه .

ثانياً: إتباع الهوى، من الأسباب الخطيرة التي توقع الناس في البدع، والأهواء .

قال الله عز وجل: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ). ومن نظر اليوم في حال كثير من الناس ممن اتبع هواه كيف أصبح يدافع عن أهل البدع ويحارب أهل السنة وهو يدعي الحق .



ثالثاً: التعلق بالشبهات: فإن المبتدعة يتعلقون بالشبهات فيقعون في البدع،

قال الله عز وجل: {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} [آل عمران: 7]. ،

نعم إن أكثر أهل البدع أو ممن وقع في البدع تراه يستدل بالمتشابه لكي يدافع عن نفسه حتى لو كان مخطأ ، المهم أن لا يفضح أمره ، فتجده يبحث عن الشبه ويأخذ من هذا ما يريد ومن هذا ما يوافق قوله لكي يدافع عن باطله.


رابعاً: الاعتماد على العقل المجرد، فإن من اعتمد على عقله وترك النص من القرآن والسنة أو من أحدهما ضل، والله عز وجل يقول: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الحشر: 7]


خامساً: التقليد والتعصب: فإن أكثر أهل البدع يقلدون آباءهم ومشايخهم، ويتعصبون لمذاهبهم، ويدافعون عن شيوخهم حتى لو كانوا على ضلال ، حتى لو تبين لهم وثبت عندهم وضوح ضلال شيوخهم وانتشرت البراهين على ما عندهم من مخالفات .

قال الله عز وجل: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} [البقرة: 170]، وقال عز وجل: {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ} [الزخرف: 22]،



سادساً: مخالطة أهل الشر وأهل البدع ومجالستهم والدفاع عنهم ، من الأسباب المؤدية إلى الوقوع في البدع وانتشارها بين الناس، وقد بين الله عز وجل أن المجالس لأهل السوء يندم.

قال سبحانه وتعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً، يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلاً، لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً} [الفرقان: 27-29].

سابعاً: سكوت أهل العلم عن البدع وكتم العلم عن العامة:- من أسباب انتشار البدع والفساد بين الناس،
قال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ الَّلاعِنُونَ، إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَـئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 159-160]،

ثامناً: التشبه بالكفار وتقليدهم من أعظم ما يحدث البدع بين المسلمين، ومما يدل على ذلك حديث أبي واقد الليثي رضي الله عنه قال:-

( خرجنا مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى حنين، ونحن حديثو عهدٍ بكفر، وكانوا أسلموا يوم الفتح، قال: فمررنا بشجرة فقلنا يا رسول الله، اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط؟ وكان للكفار سدرة يعكفون حولها، ويعلقون بها أسلحتهم يدعونها ذات أنواط،

فلما قلنا ذلك للنبي صلّى الله عليه وسلّم قال: ”الله أكبر وقلتم، والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اجْعَل لَّنَا إِلَـهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} ، لتركبن سنن من كان قبلكم“..)


تاسعاً: الاعتماد على الأحاديث الضعيفة والموضوعة، من الأسباب التي تؤدي إلى البدع وانتشارها؛

فإن كثيراً من أهل البدع اعتمدوا على الأحاديث الواهية الضعيفة، والمكذوبة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، والتي لا يقبلها أهل صناعة الحديث في البناء عليها، وردوا الأحاديث الصحيحة التي تخالف ما هم عليه من البدع، فوقعوا بذلك في المهالك والعطب، والخسارة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

عاشراً: الغلو أعظم أسباب انتشار البدع، وظهورها، وهو سبب شرك البشر؛ لأن الناس بعد آدم عليه الصلاة والسلام كانوا على التوحيد عشرة قرون، وبعد ذلك تعلق الناس بالصالحين، وغلوا فيهم حتى عبدوهم من دون الله عز وجل؛ فأرسل الله تعالى نوحاً صلّى الله عليه وسلّم يدعو إلى التوحيد، ثم تتابع الرسل عليهم الصلاة والسلام.

الحادي عشر :- طلب الشُهرة وحب الظهور أمام الناس ، فهذا السبب والعياذ بالله من أخطر أسباب الوقوع في البدع ، لأن حب الظهور يجعله يفتي ويتكلم على حسب ما يرغب به الناس وحسب ما يردونه ولو كان مخالفا للحق وللكتاب كامل والسنة ، فقط لأجل أرضاء الناس لكي يثنون عليه ويعضمونه ، ويقول هذا عالم وهذا علامة وهذا إمام زمانه .

الثاني عشر :- التمادي في الباطل والإصرار عليه والعناد والتكبر عن الرجوع للحق والاعتراف بالخطأ ، ورفض النصيحة من الآخرين ، والطعن بمن خالفه أو بين له الخطأ ،
وطلب المعونة من أهل البدع للدفاع عنه والطعن بمن خالفه من أهل السنة ، فقط ليبين للناس والعامة أنه على حق.

الثالث عشر :- حب الدنيا وخاصة حب المال والحصول عليه بأي وسيلة ، حتى لو كانت مخالفة للحق ، حتى لوكانت فيها شبهات ، حتى لوكانت من أهل البدع والضلال ، حتى لوكانت من سرقة الآخرين أو أموال الصدقات أو أموال الجمعيات الخيرية أو سرقة الكتب والأبحاث.

فتجد من كانت هذه حالة ، يدعي الأمانة والعلم والخوف من الله وهو من أكثر الناس سرقة للأموال بالبراهين والأدلة وقد شاعت وانتشرت بين الناس سرقاته ، اللهم عافنا من الكذب وأغننا بحلالك عن حرامك .




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©