الكاتب:
صالح عوض


ينفخ البعض عبثا في الفتنة، يريدها حربا لا هوادة فيها، تنتهي بانتهاء أحد الطرفين او بهما معا.. ولن يكون له ما يريد، لأن ذلك يصطدم بالمادة التاريخ والواقع. فالعقلاء الفاهمون والعارفون كثيرون في الأمة، والذين يدركون ان الشيعة وأهل السنة مكونان أساسيان لجسم الأمة، وان اثارة الفتنة بينهما لا تخدم الا المستكبرين في الإدارات الغربية التي أقامت سوقا كبيرة تروج فيها بضاعة التفرقة والقتل والارهاب داخل أمتنا، وفي هذه السوق ينشط تجار كبار وآخرون سماسرة وآخرون دون ذلك من صغار التجار والبزنسية حتى اصبحت التجارة بحرب الشيعة والسنة* ‬او* ‬ايران* ‬والعرب،* ‬بل* ‬انهم* ‬يصنعونها* ‬بين* ‬العرب* ‬انفسهم،* ‬وبين* ‬السنة* ‬أنفسهم،* ‬وبين* ‬الشيعة* ‬أنفسهم،* ‬وبين* ‬الإيرانيين* ‬أنفسهم*.. ‬وذلك* ‬كله* ‬لصرف* ‬انظار* ‬الأمة* ‬عن* ‬قضيتها* ‬ودفعها* ‬أإلى* ‬التمزق* ‬والانهيار*.‬

ليس المطلوب توحيد التسنن والتشيع، ولا دمج العرب بالفرس، ولكن المطلوب اليوم البحث عن المشترك في الثقافة، وهو القسم الأكبر لدي الفريقين، ومن ثم نبحث عن المصلحة فنجدها متطابقة وواحدة لكلا الفريقين. هذا في الوقت الذي يقاتل المسلمون سنة وشيعة في خندق واحد ضد الإرادات* ‬الغربية* ‬الشريرة،* ‬وضد* ‬الكيان* ‬الصهيوني* ‬وعملائهما*.‬
مادة التاريخيا، كان علماء الأمة وقادتها عربا او فرسا أو كردا أو أمازيغ يتقدمون بما لديهم من علم وحكمة، يتصدرون الافتاء والتعليم والسياسة، أكرمهم أتقاهم، وأكثرهم علما.. واعتزت الأمة بعلمائها في المادة العلوم الفيزيائية و التكنولوجية والكيمياء والمادة الرياضيات والطب، وهي لا تعرف من اي الأقوام هم، ولا* ‬لأي* ‬المذاهب* ‬يتبعون*..‬
هناك سؤال نريد ان نوجهه لأصحاب مشاريع الطائفية المسلحة في العراق او سوريا او لبنان سنة كانوا او شيعة، ماذا عساكم تحققون؟! هل بإمكانكم انهاء الطرف الآخر، هذا فضلا عن اسئلة كثيرة لها علاقة بالشرع حلاله وحرامه.. هل تريدون اشعالها حربا في كل دولة عربية واسلامية، في سوريا والعراق والسعودية والبحرين وباكستان وافغانستان واليمن... الخ؟ ثم ماذا أيها المجانين؟ إلى اين تقودوا أمتنا، فيما مشاريع الغرب بأيديكم تنفذ لتقطيع أوصالنا وتمزيق مجتمعاتنا والقضاء على حاضرنا ومستقبلنا؟ ما هذا الغثاء القاتل؟ كيف نترك للمجانين في أمتنا* ‬ان* ‬يقودونا* ‬إلى* ‬الهلكة*. ‬
هو أحد سبيلين.. اما ان نجيش الأمة لفتنة لا تبقي ولا تذر، نتقاتل على كلمات وعلى أمزجة الرجال.. وسبيل آخر.. ذلك ان نبحث عما يجمعنا ويوحد صفوفنا او يجعلها متقاربة ونشيح بأوجهنا عما يفرقنا..و هذا السبيل - سبيل الوحدة والقوة - هو السبيل إلى القدس والطريق اليه.
لكي نكون واقعيين، اقول ان من يريد ان يسلك احد السبيلين سيجد له من كلا الفريقين انصارا وسيجد له في ثقافة كلا الفريقين كلاما مؤكدا على توجهه، كما انه سيجد في كل فريق ما ينافره ويباغضه وينكر عليه سبيله.. لهذا فليختر كل من اراد الاختيار إما ان يشعلها نارا في الأمة،* ‬وإما* ‬ان* ‬ينشرها* ‬سلاما* ‬وأخوة،* ‬ولنترك* ‬مجالات* ‬الاختلاف* ‬العلمي* ‬للعلماء*.‬
ايران والعرب أخوة في الحضارة الواحدة والمادة التاريخ المشترك وامامهما مسئولياتهما المشتركة، اما الشيعة والسنة فهم اخوة في دين الله وسنة رسول الله.. وأما الإدارات الغربية على رأسها امريكا والكيان الصهيوني - وهو ينتمي للغرب - هم العدو. والقدس هي برنامج العمل والوحدة،* ‬وتحريرها* ‬مناط* ‬التكليف* ‬لكل* ‬ابناء* ‬الأمة* ‬عربا* ‬وغير* ‬عرب*.. ‬سنة* ‬وشيعة* ‬فهل* ‬من* ‬مدكر؟*!‬


الشروق




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©