السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


نريدها سنية أثرية سلفية لا شائبة و لا شبهة فيها.....

و بعد:

قد ثبت و استقر عند أهل السنة و الجماعة أن الإيمان قول عمل، قول القلب و اللسان و عمل القلب و الجوارح، فقول القلب تصديقه و اقراره و أما عمله فحبه بغضه و نيته و إخلاصه. و قول اللسان تلفظه بالشهادين و عمل الجوارح عبادتها و طاعتها. و العمل عندهم جزء من الإيمان.

و ثبت استقر كذلك عندهم أن الكفر كفران: كفر أكبر و كفر أصغر و كل واحد منها اعتقادي و عملي. فقالوا: كما أن الإيمان قول و عمل فذلك الكفر فهو قول و عمل. و من قسم منهم الكفر إلى اعتقادي و عملي فإنه لم يرد أن يحصر الكفر الأكبر في كفر القلب و اعتقاده ذلك لأنه قد شاع عنهم التكفير ببعض الأعمال الكفر الأكبر.


فالإيمان حقيقة ذو شعب كذلك الكفر شعب فهذا في الجملة هو مذهب السنة و أهلها.

و الذي عليه أهل السنة و الجماعة لزوم ما لزمه السلف الصالح في هذا الباب فلا يزيدون عليهم إلا إذا تكلم أهل الكلام بما هو من قبيل المجمل و المشتبه فكان لزاما عليهم أن يبينوا الحق فأظهروا في الكلام المجمل ما يحتمل الصحة مما يحتمل الخطأ كما هو الحال في لفظة (الجهة و المكان و الذات)فقد وسع أهل السنة و الجماعة ما وسع سلفهم.

و لكن قد طلع علينا أقواما في هذه العصور يدعون السنة و ينتسبون إليها قد أطلقوا عبارات في باب الإيمان لم تكن معروفة عند السلف و تلك العبارات ظاهرها فيه الباطل و من ذلك قولهم (( العمل شرط في الإيمان، و العمل ثمرة للإيمان و العمل من مقتضى الإيمان و غير ذلك )) فأطلقوا مثل هذه العبارات التي جمعت أمرين: (أحدهما) أنها لم تكن معروفة عند السلف الصالح و إنما هي عبارات مستحدثة و كان حري بهم إذ انتسبوا للسنة أن يسعهم ما وسع سلفهم.( ثانيا) أن مثل هذه الإطلاقات قد استعملها المرجئة.

فأولئك الذين أطلقوا مثل تلك العبارات لو أنهم أطلقوها من باب أن غيرهم قد قالها و الواجب التفصيل فيها و بيان الصحة من الخطأ فيها لهان الأمر و لكن أن تجعل مثل تلك الإطلاقات مذهبا لهم يعرفون به و عليه يدافعون و يرافعون ثم ينسب للسلف فهذا الذي لا يقبله سني سار على ما سار عليه سلفه الصالح.

و قد مكر بعض القوم في نشر عقيدة الإرجاء فقالوا: أن الإيمان قول و عمل ثم حصروا الكفر في كفر القلب و قالوا العمل شرط كمال و قد لبسوا بذلك فاغتر بهم الكثيرون و حسبوهم من أهل السنة لأنهم يقولون أن الإيمان قول و عمل.


و الحق أنهم مرجئة مدلسون ملبسون لهذا حري بمن طلب هذا الباب أن يمتحن بمسائل الكفر كما يمتحن بمسائل الإيمان فمن حصر الكفر في كفر القلب فهو مرجئ مثله مثل الذي أخرج العمل عن مسمى الإيمان......

فعجيب ممن قال أن الإيمان قول و عمل ثم يقول لا يكفر تارك الصلاة و لو رفع السيف على رقبته إلا إذا استحل ذلك بقلبه، و عجيب قولهم أنه لا يكفر من بدل شرع الله تبديلا تاما كليا و تحاكم للقوانين الوضعية تحاكما تاما كليا عن تبديل إلا اذا استحل ذلك بقلبه و عجيب قولهم أنه لا يكفر تارك (جنس العمل ) إلا اذا استحل ذلك بقلبه و عجيب قولهم أنه لا يكفر ساب الله و رسوله إلا إذا استحل ذلك بقلبه و عجيب قولهم أن من سجد لصنم أو داس مصحفا فإنه لا يكفر إلا إذا استحل ذلك بقلبه. فهم قد وافقوا المرجئة جهارا ثم يلبسون علينا بقولهم أن الإيمان قول و عمل.

فما فائدة أن تقول أن الإيمان قول و عمل ثم تحصر الكفر في كفر القلب إلا أن تريد بالعمل أنه شرط كمال و نفهم من الشرط أنه خلاف المشروط و لا يفهم غير ذلك و لا يصرف إلى غيره لأن قرينة صارفة ما دام حصرهم للكفر في كفر القلب قائم.




و قد كتب هذا صالح القسنطيني نصيحة ..................





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©