ان التصور الإلهى عند اليهود فكر أسطورى ووثنى إلى حد بعيد. فهم ينسبون إليه الكثير من الصفات البشرية، بل ربما رآيناه كثيراً فى العهد القديم (التوراة) أقل من الإنسان فى صفاته.
فهم ينسبون إليه ما يلى:
1 - التعب والإجهاد: جاء فى سفر التكوين الإصحاح 2 الآيات من 1-3:
[ وهكذا أكملت السموات والأرض وجميع قواتها * وانتهى الله فى اليوم السابع من عمله الذى عمله، واستراح فى اليوم السابع من كل عمله الذى عمله * وبارك الله اليوم السابع وقدسه لأنه فيه استراح من كل عمله الذى عمله خالقاً].
2 - أفعاله جزافية: صورة الإله عند اليهود صورة الحاكم المطلق لقبيلة، فقد خلق الإنسان وفق هواه، ويستطيع أن يحطمه تبعاً لمشيئته، بعد أن يندم على أنه خلقه.
جاء فى سفر التكوين الإصحاح 6 الآيات من 5-8: [ إن شر الإنسان قد كثر على الأرض وإن كل تصور أفكار قلبه إنما هو شرير كل يوم، فحزن الرب أنه عمل الإنسان فى الأرض وتأسف فى قلبه، فقال الرب: أمحو عن وجه الأرض الإنسان الذى خلقته، الإنسان مع بهائم ودبابات وطيور السماء لأنى حزنت أنى عملتهم ].
وبعد أن أفناهم الله فى طوفان نوح، أعطى ميثاقه وعهده لنوح ألا يهلك الإنسان بعد ذلك بطوفان.
3 - ضعف الذاكرة: لكى لا ينسى الإله عهده مع نوح، قام بوضع علامة قوس قزح فى السماء حتى يتذكر فعلته السابقة كلما رآه، فيتنبه ويعتدل فى إرسال المياه حتى لا تكون طوفاناً.
جاء فى سفر التكوين الإصحاح 9 الآيات من 13-16: [وضعت قوسى فى السحاب فتكون علامة ميثاق بينى وبين الأرض فيكون متى أنشر سحاباً على الأرض وتظهر القوس فى السحاب، أنى أذكر ميثاقى الذى بينى وبين كل نفس حية فى كل جسد، فلا تكون أيضاً المياه طوفاناً لتهلك كل ذى جسد، فمتى كان القوس فى السحاب أبصرها لأذكر ميثاقاً أبدياً بين الله وبين كل نفس حية فى كل جسد على الأرض].
4 - الإله يوجهه الإنسان: يخبرنا العهد القديم بأنه عندما غضب الرب على بنى إسرائيل لعبادتهم العجل، قال لموسى: [ فالآن اتركنى ليحمى غضبى عليهم وأفنيهم] (سفر الخروج الإصحاح 32 الآية 10).
فيهدئ سيدنا موسى من غضب الرب، وينبهه بأن عليه أن يرجع عن مثل هذا الانفعال!! حتى لا يتكلم عنه المصريون ويقولون إنه أخرجهم- يعنى بنى إسرائيل- بخبث من مصر ليفنيهم بالجبال.. ويتنبه الرب فعلاً إلى لمراجعة شاملة موسى له، ويستجيب الرب لنصيحة موسى، ويندم على نيته الشريرة هذه.
جاء فى سفر الخروج الإصحاح 32 الآيات من 11-14: [لماذا يا رب يحمى غضبك على شعبك الذى أخرجته من أرض مصر بقوة عظيمة ويد شديدة؟، لماذا يتكلم المصريون قائلين: أخرجهم بخبث ليقتلهم فى الجبال ويفنيهم عن وجه الأرض؟، ارجع عن حمو غضبك واندم على الشر بشعبك، اذكر إبراهيم وإسحق وإسرائيل عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك وقلت لهم: أكثر نسلكم كنجوم السماء وأعطى نسلكم كل هذه الأرض التى تكلمت عنها فيملكونها إلى الأبد، فندم الرب على الشر الذى قال إنه يفعله بشعبه .
جاء فى سفر التكوين الإصحاح 18 الآيات من 1-8: [وظهر الرب عند بلوطات ممرا وهو جالس فى باب الخيمة وقت حر النهار، فرفع عينيه ونظر وإذا ثلاثة رجال واقفون لديه فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الأرض، وقال: يا سيد إن كنت قد وجدت نعمة فى عينيك فلا تتجاوز عبدك، ليؤخذ قليل ماء واغسلوا أرجلكم، واتكئوا تحت الشجرة، فآخذ كسرة خبز فتسندون قلوبكم ثم تجتازون لأنكم مررتم على عبدكم فقالوا: هكذا تفعل كما تكلمت، فأسرع إبراهيم إلى الخيمة إلى سارة، وقال: أسرعى بثلاث كيلات دقيقاً سميذا اعجنى واصنعى خبز ملة، ثم ركض إبراهيم إلى البقر وأخذ عجلاً رخصاً وجيداً وأعطاه للغلام فأسرع ليعمله، ثم أخذ زبداً ولبناً والعجل الذى عمله ووضعها قدامهم وإذ كان هو واقفاً لديهم تحت الشجرة أكلوا].
ثم يبشر الرب إبراهيم بأن عند عودته مرة أخرى إليه بعد فترة من الزمن سوف يكون لسارة زوجته ابناً.
جاء فى سفر التكوين الإصحاح 18 الآيات 9-15: [وقالوا له- الله والملائكة- أين سارة امرأتك؟ فقال: ها هى فى الخيمة، فقال إنى أرجع إليك نحو زمان الحياة ويكون لسارة امرأتك ابن، وكانت سارة سامعة من باب الخيمة وهو وراءه، فضحكت سارة فى باطنها أبعد فنائى يكون لى تنعم وسيدى قد شاخ؟ فقال الرب لإبراهيم: لماذا ضحكت سارة قائلة: أفبالحقيقة ألد وأنا قد شخت؟ فأنكرت سارة قائلة: لم أضحك لأنها قد خافت، فقال: بل ضحكت].
ونلاحظ هنا أن الإله يسأل إبراهيم لماذا ضحكت سارة لأنه لا يعلم لماذا ضحكت، ثم تكذبه سارة بقولها: لم أضحك. فيرد عليها الإله مؤكداً أنها كاذبة بقوله: لا بل ضحكت.. وهكذا يدور الحوار المقدس.
ثم نجد الإله يتشاور مع إبراهيم- بعد أن نزل على الأرض- حول الانتقام من أهل سادوم وذلك بعد تردد، وإبراهيم يقنع الإله بالعدل وعن ذلك وألا يفعل مثل آلهة الأديان الأخرى، وهو إقناع يحمل فى طياته مفهوم الشرك بالله!!.






©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©