بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسوا الله وآله وصحبه ومن ولاه أما بعد:اذا سأل سائل فقال :نحن نؤمن بالقدر خيره وشره من الله ,فهل تصح نسبة الشر الى الله تعالى ؟وهل يقع في أفعاله الشر؟
فالجواب:أن يقال ان الله سبحانه وتعالى منزه عن الشر ,ولا يفعل الا الخير ,والقدر من حيث نسبته الى الله لا شر فيه بوجه من الوجوه فانه علم الله ,وكتاب كاملته ومشيئته ,وخلقه ,وذلك خير محض و كمال من كل وجه. فالشر ليس الى الرب بوجه من الوجوه ,لا في ذاته ,ولا في ولا في أسمائه وصفات جزائريةه ,ولا في أفعاله.
ولو فعل الشر -سبحانه-لاشتق له منه اسم ,ولم تكن أسماؤه كلها حسنى ولعاد اليه من الشر حكم -تعالى وتقدس-
وانما الشر يدخل في مخلوقاته ,ومفعولاته ,فالشر في المقضي لا في القضاء ,ويكون شرا بالنسبة الى المحل القائم به من وجه ,كما هو خير من وجه آخر ,بل هو الغالب وهذا كالقصاص ,واقامة الحدود وقتل الكفار فانه شر بالنسبة اليهم لا من وجه بل من وجه دون وجه ,وخيربالنسبة الى غيرهم لما فيه من مصلحة الزجر ,والنكال ودفع الناس بعضهم ببعض .
والحاصل أن الشر لا ينسب الى الله تعالى ولهذا ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يثني على ربه بتنزيهه عن الشر بدعاء الاستفتاح في قوله :لبيك وسعديك , والخيير كله في يديك ,والشر ليس اليك أنا بك واليك تباركت وتعاليت.
قال ابن القيم تعليقا على هذا الحديث :فتبارك وتعالى عن نسبة الشر اليه بل كل ما نسب اليه فهو خير والشر انما صار شرا لانقطاع نسبته واضافته اليه فلو اضيف اليه لم يكن شرا وهو -سبحانه-وتعالى خالق الخير والشر , فالشر في بعض مخلوقاته لا في خلقه وفعله .
وخلقه وفعله وقضاؤه وقدره خير كله ولهذا تنزه سبحانه وتعالى عن الظلم الذي حقيقته وضع الشيء في غير موضعه ,فلا يضع الاشياء الا في مواضعها اللائقة بها وذلك خير كله ,والشر وضع الشيء في غير محله ,فاذا وضع في محله لم يكن شرا ,فاعلم أن الشر ليس اليه وأسماؤه الحسنى تشهد بذلك .انتهى كلامه رحمه الله
وصلى الله على نبينا محمد واله وصحبه وسلم





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©