من المعروف في مادة التاريخنا الاسلامي فرقة المعتزلة التي اشاها واصل بن عطاء دعت بتقديم العقل على النقل اي في حال تعارض العقل مع ماجاء به النص الديني وجب تقديم العقل
وقد اشتهرت هذه الفرقة بجمله من اصولها وافكارها في الثقافة الاسلامية ومن اشهر مادعت اليه هو القول بخلق القران والقول بالمنزلة بين المنزلتين اذ يعتقدون بان الفاسق ليس مؤمنا وليس كافرا بل هو في منزلة بين هاتين المنزلتين فان تاب كان من المؤمنين وان مات فاسقا كان مخلدا في نار جهنم والعياذ بالله
بعد هذا التعريف البسيط بهاته الفرقة اردت ان اضع بينكم هذه المناظرة الشهيرة التي جمعت احد شيوخ السنة الاجلاء و شيخ من شيوخ المعتزلة "احمد بن ابي دؤاد"فانظروا لروعة هذه المناظرة ومادار فيها من قوة الافحام في الرد
جيء بشيخٍ سني كبير موثقا بحديده ، حتى أوقفوه في حضرة الخليفة الواثق، فطلب منه الخليفة مناظرة أحمد بن أبي دؤاد فوافق، بعد أن طعن في قدرة أحمد بن أبي دؤاد على المناظرة، وابتدأ السؤال قائلا : مقالتك هذه التي دعوت الناس إليها، من القول بخلق القرآن أداخلة في الدين، فلا يكون الدين تامًّا إَّلا بالقول بها ؟ قال أحمد بن أبي دؤاد : نعم .

فقال الشيخ : فرسول الله صلى الله عليه وسلم دعا الناس إليها أم تركهم ؟ قال أحمد : لا . قال له: يعلمها أم لم يعلمها ؟قال : عَلِمَهَا .قال: فلم دعوت إلى ما لم يدعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه ، وتركهم منه ؟ فأمسك.

فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين هذه واحدة. ثم قال له: أخبرني يا أحمد، قال الله في كتاب كامله العزيز:{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ ديِنَكُمْ }( المائدة :3)، فقلت أنت : الدين لا يكون تاماًّ إلا بمقالتك بخلق القرآن، فالله تعالى – عز وجل – صدق في تمامه وكماله ، أم أنت في نقصانك ؟! فأمسك .

فقال الشيخ يا أمير المؤمنين ، هذه ثانية .ثم قال بعد ساعة : أخبرني يا أحمد ، قال الله عز وجل:{ يَأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ }( المائدة :67) فمقالتك هذه التي دعوت الناس إليها، فيما بلَّغه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الأمة أم لا ؟ فأمسك.

فقال الشيخ: يا أمير المؤمنين، هذه الثالثة. ثم قال بعد ساعة: أخبرني يا أحمد، لمّا عَلِم رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالتك التي دعوت الناس إليها، أَتَّسع له أن أمسك عنها أم لا ؟ قال أحمد : بل اتَّسع له ذلك .فقال الشيخ : وكذلك لأبي بكر ، وكذلك لعمر ، وكذلك لعثمان ، وكذلك لعلي رحمة الله عليهم ؟ قال : نعم .فصرف وجهه إلى الواثق، وقال: يا أمير المؤمنين، إذا لم يسع لنا ما اتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه فلا وسع الله علينا.

فقال الواثق: نعم، لا وسع الله علينا، إذا لم يتسع لنا ما اتسع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأصحابه، فلا وسع الله علينا.


وبهذه المناظرة كسر الله شوكة المعتزلة فتحول وجه الخليفة عنهم
ولكن ماينبغي ان اقوله في الاخير هو ان هذا الفكر اصبح منتشرا اليوم بعد غياب طويل حيث ظهرت بعض الشخصيات الفكرية التي تحاول احياء هذا الفكر وتتباهى براية العقل ونورانيته
[/SIZE][/FONT][/COLOR][/SIZE][/CENTER]




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©