ابن بايس في سطور


1889- ولدعبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي بن باديس في أسرة قسنطينيةمشهورةبالعلم والثراء والجاه، وكان يفتخر بجده الأعلى المعز بن باديس، الذي حارب فرق الشيعة في افريقيا من اسماعيليين وفاطميين.
1894- التحق بالكتاب كامل (يسمى في الجزائر المسيد) لتعلم القرآن، وأتم حفظه في السنة الثالثة عشر من عمره، ثم تتلمذ على الشيخ حمد بن لونيسي وتلقى على يديه مبادئ العلوم مادة اللغة العربية والإسلامية.
1908- سافرإلى تونس لمتابعة تعليمه العالي في جامع الزيتونة فنال عام 1912 شهادة "التطويع" وكعادة الخريجين في ذلك الوقت كان عليه أن يدرس في جامع الزيتونةعاما واحدا.
1913- عادإلى قسنطينة وشرع لتوه في العمل التربوي. ثم عاد عشيةالحرب العالمية الأولى إلى تونس حيث تابع تحصيله العلمي لبعض الوقت، لكنه سرعان ماانتقل إلى الحجاز بغرض الحج، وهناك تعرف على الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، وبلورامع بعض الأسس الأولى للعمل الإصلاحي والدعوي في الجزائر وكما يقول الشيخ البشيرالإبراهيمي أن تلك الجلسات التي دامت ستة أشهر شهدت وضع لبنات جمعية العلماءالمسلمين الجزائريين.
ومن الحجاز زار عدة بلدان في المشرق الإسلامي مثل دمشق ولبنان ثم زار مصر وهناك اتصل بالشيخ "بخيت" زميل الشيخ محمد عبده وحامل أفكارهالإصلاحية،واستفاد منه كثيرا.
1917- عادابن باديس إلى قسنطينة للمرة الثانية، واستأنف فيها نشاطهالتربوي،فأسس مدرسة عصرية في مبنى مسجد سيدي بومعزة، ثم انتقلت بعد اشتداد الإقبال عليهاإلى مبنى الجمعية الخيرية الإسلامية. ثم توسع نشاطه التعليمي في عدة مساجد في قسنطينةقبل أن يستقر به المقام في الجامع الأخضر الذي شهد إقبال الطلبة من جميع نواحي الجزائر، ومن هناك كانت ولادة النهضة الإصلاحية في القطر الجزائري.
1925- أصدرأول جريدة له باسم "المنتقد" وكان شعارها "الحق فوق كل أحد،والوطن قبل كل شيء". وكما يدل عليها اسمها فقد كانت ثورة على كل المظاهر المنحرفةفي المجتمع الجزائري الذي كان يرزح تحت نير الاستعمار، بهدف تنبيه المجتمع إلى مواطن الخلل. وركزت على نقد الطرق الصوفية التي كانت تمثل الإسلام بصورة مشوهةوكانت توجه أتباعها من خلال المقولة الخطيرة "اعتقد ولا تنتقد" فكان ابن باديس رحمهالله يردد "انتقد ولا تعتقد".
1926- أصدرمجلة "الشهاب" بعد إيقاف "المنتقد"، وكان لها شعاران واحدإصلاح يتربوي يتضمن مقولة الإمام مالك رحمه الله "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بماصلحبه أولها" وثان سياسي عملي "جميع الحقوق لمن قاموا بجميع الواجبات".. وبمثل هذهالشعارات كان الشيخ ابن باديس يرسخ المفاهيم الإصلاحية في أذهان القراء، وكان كل شعاريعكس المرحلة والطور الذي تمر به الدعوة الإصلاحية. كماساهم الشيخ ابنباديسفي إصدار العديد من الجرائد والمجلات الأخرى منها: السنة، الصراط، الالشريعة الاسلاميةوالبصائر.
1927- زاول نشاطه الإصلاحي ضمن ناد الترقي الذي أسسه نخبة من المثقفين،وقدلعب هذا النادي بعد ذلك دورا مهما في ولادة الجمعية.
1931- أسس مع ما يزيد من مائة من علماء الجزائر جمعية العلماء المسلمينالجزائريين،وانتخب رئيسا لها غيابيا. وقد رسمت الجمعية أهدافها لتكون إصلاحيةووطنية. ففي المجال الديني كانت الجمعية تهدف إلى تطهير الدين الإسلامي مما علق به من شوائب البدع والخرافات والعودة به إلى أصوله الأولى. وفي المجال التربوي كانت غايتهاتنشئة جيل جزائري جديد، مسلح بثقافة وطنية وفكر إسلامي ليكون أهلا لإحرازالنصر.
1935- بلغ عدد المدارس التي أسستها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين 70 مدرسة تعليمية في أنحاء الوطن ويقدر عدد تلامذة هذه المدارس بحوالي 30 ألف تلميذبينصبي وفتاة.
1936- كانابن باديس أول من أطلق الدعوة إلى عقد المؤتمر الإسلامي الجزائريالذي برز فيه توجه جمعية العلماء نحو المشاركة السياسية، وفيه دعا إلىضرورةتحديد النظام السياسي للمسلمين في الجزائر. وفي السنة نفسها شارك ابن باديسمعالشيخ البشير الإبراهيمي والشيخ الطيب العقبي مع نخبة من السياسيين الجزائريينفيالوفد الجزائري الذي زار باريس للتفاوض باسم الشعب الجزائري مع الحكومةالمادة الفرنسية.
1939- استمرت "الشهاب" حتى هذا العام حيث أوقفها ابن باديس بنفسه عشيةإعلانالحرب العالمية الثانية لأنه رفض لها أن تكون أداة في يد الإدارة المادة الفرنسيةالتيوض عت الصحف تحت إشرافها المباشر بموجب قوانين الحرب.
16 أفريل 1940- توفيالشيخ عبد الحميد ابن باديس في مسقط رأسه بقسنطينةعنعمر يناهز 51 عاما. وقد اعتمد هذا المادة التاريخ رسميا بعد الاستقلال ليصبح مناسبةوطنيةرسمية سميت بـ "يوم العلم" احتفاء بابن باديس رائد النهضة العلمية والإصلاحيةفي الجزائر.

ملخص شامل سيرة الإمام عبد الحميد بن باديس
ولدالشيخ عبد الحميد بن باديس سنة أولى889 بقسنطينة عاصمةالشرق الجزائري، أو كما كانت تسمى في عهده العاصمة العلمية، فتربى بها وترعرع وتعلم بكتاتيبها،ثم انتقل إلى تونس حيث أكمل تعليمه بالزيتونة التي تخرج منها سنة أولى911،ومذذلك المادة التاريخ أخذ الشيخ على عاتقه العمل الدعوي والإصلاح الاجتماعي والنضالالوطني،كغاية له في هذه الذنيا، فسلمها كل وقته وإمكانياته، وقد عبر عن ذلك بعنوان لمحاضرةله ألقاها مفتتحا لها بقوله "لمن أعيش؟" وأجاب عن السؤال "أعيش للإسلام وللجزائر"، ثم ذهب يفصل في كيفية العيش للإسلام وللجزائر.
في سنة أولى913 سافر إلى البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج، ليلتقي هناك بصديقه ورفيق دربه الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، ويناقشا معا كيفية القيام بعمل جماعي للنهوض بالأمة التي أنهكها الظلم الإستعماري، وفتك بها الجهل والأميةوالطرق الصوفية المنحرفة... وبعد عودته من الحج، شرع في التدريس بالجمع الأخضر،لعلوم الوحي واللغة مادة اللغة العربية، وبث التي تعد لغة ضرة يمنع تدريسها، فهي في عرف الإستعمارلغة أجنبية.
وفي سنة أولى924 كان قد عاد جمع من الشيوخ من المشرق الإسلامي. فقد عاد الشيخ الطيب العقبيمن الحجاز وأقام بسيدي عقبة، وأسس جريدة الإصلاح، وعاد الشيخ البشير وأقام بسطيف،وعاد العربي التبسي من القاهرة حيث كان يدرس بالأزهر ليقيم بتبسة.. وفي هذه السنةعادت فكرة تنظيم العمل ولم شمل الجهود، فكانت التسمية المقترحة من طرف الشيخ باديس التي تقدم بها لأخيه البشير "جمعية الإخاء العلمي" وطلب منه وضع قانون أساسي لها،ولكن الأمور تعطلت لأسباب نجهلها.. وفي نفس الوقت، أسس جريدته الأولى "المنتقد" وهي جريدة ناقدة، حادة في أسلوب نقدها، شعارها "انتقد ولا تعتقد" ردا علىالصوفيةالمنحرفة التي كانت تلقن مريديها أن يكونوا بين أيدي الشيوخ كالميت بين يدي الغسال...، ثم تعطلت بسبب حدة طروحاتها، حيث لم تعمر ولم يصدر منها غير 18 عددا، ثماستبدلتبجريدة "الشهاب" التي كان شعارها الإصلاحي "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بماصلحبه أولها"، أما في الشق السياسي فقد كان الشعار "جميع الحقوق لمن قاموا بكل الواجبات".
فيسنة أولى931 تأسست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وانتخب رئيسا لها في غيابه،فقاد الجمعية برضا الجميع؛ بل يعود له الفضل الكبير في تنوير الرأي العام وإنضاجهإلى المستوى الذي آل إليه عشية تأسيس الجمعية، حيث كان جل شيوخ الجمعيةومؤسسيهامن تلاميذه بالجامع الأخضر، وإخوانه القادمين من الزيتونة والحجازوالأزهر.
ورغم أن رئاسته للجمعية قد استمرت إلى أن توفاه الله سنة أولى940، فإن مجلة الشهابلمتتوقف، وبقيت تصدر باسمه، إلى جانب منشورات الجمعية –الصراط، السنة، الالشريعة الاسلاميةوأخيراالبصائر-.
فيسنة أولى936 دعا الشيخ ابن باديس إلى عقد المؤتمر الإسلامي، الذي جمع كلالتياراتالسياسية والإصلاحية في البلاد، وشكل وفد ليحمل مطالب الجزائريين للسلطاتالمادة الفرنسية،ولكن العجرفة الإستعمارية ردته خائبا، فعاد ابن باديس من فرنسا، وغيرشعار "شهابه" الذي كان "جميع الحقوق لمن قاموا بكل الواجبات" ليصبح "فلنعتمد علىأنفسناونتكل على الله"؛ لأنه شعر بتهديد مبطن من طرف وزير الحرب الإستعماري الذيقالله "عندنا المدافع" فرد الشيخ عليه قائلا "ونحن عندنا مدافع الله".


في سنة أولى939 طلبت منه فرنسا أن يبعث برسالة تأييد لفرنسا في دخولها الحرب الأوروبية الثانية، و بهذه المناسبة قال قولته الشهيرة "لو قالت لي فرنسا قل لا إله إلا الله ما قلتها". فتعطلت نشاطات الجمعية، ولم تمض إلا سنة واحدة لتفقد الجمعية رئيسها أيضا ويعتقل الكثير من رجالها، ولن تعود إلى النشاط إلا بعد الحرب... ...وقد لفظ الشيخ عبد الحميد بن باديس أنفاسه الأخيرة رحمة الله عليه في ليلة الثلاثاء الثامن من ربيع الأول سنة أولى359 هـ الموافق لـ 16 أبريل 1940 م في مسقط رأسه بمدينة قسنطينة، التي اتخذها في حياته مركزا لنشاطه التربوي، والإصلاحي، والسياسي، والصحافي.


وقد قال الشيخ لفرنسا لما كانت تفكر في كيفية للحد من صوته قال لها بكل عزة نفس وثقة **ادا وضعتني في السجن سابلغ دعوتي للمساجين وان نفيتني سابلغ دعوتي للمغتربين وان قتلتني زادت سمعتي انتشارا فانظري ما دا ستفعلين بي **..بالتصرف..
رحم الله شيخنا وكبيرنا وجعلنا على نهجه يارب




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©