ساعات ومعلومات
حاجة المسلمين في العصور الاسلاميه الأولى إلى معرفة مواقيت الصلاة ومواعيد الإفطار في شهر رمضان المبارك كانت وراء اختراع آلة من الآلات التي تطورت صناعتها وأشكالها وأنواعها عبر العصور
حتى وصلت إلى أن تكون من أدق الصناعات وأكثرها تقدما في العصر الحديث وهي الساعات وتطورت في الحاضرة الاسلاميه لأهميتها في حياة المسلمين اليوميه وأهتم المسلمون بصناعتها فظهرت الساعات الرمليه والساعات الشمسيه والساعات الميكانيكية وسمي هذا العلم علم آلات الساعات أو علم الآلات الروحانية
وإذ رجعنا إلى عصور المادة التاريخ الأولى نجد أن الوقت لم يكن له أهميه تذكر عند الإنسان البدائي فقد كان يؤت نشاطاته اليوميه اعتماداً على شروق الشمس وغروبها وعلى ساعته البيولوجيه أي تبعا لحالة الجوع في معدته ولو تيسر لأحد سكان ذلك الزمن الغابر أن يحصل على أدق اتواع الساعات لما كان به حاجه أليها ولقد كانت حياته بسيطة خاليه من القيود والالتزامات فهو لايستيقظ من نومه إلا عند شروق الشمس ولا ياوى إلى كهفه إلا عندا يخيم الظلام يأكل عندا يجوع دون تحديد لأوقات وجباته اليوميه ولم يكن يعنيه في قليل أو كثير أن يعرف الوقت أو في أي ساعة هو من ساعات النهار أو الليل
ومع تطور الحياة بدا الإنسان يشعر بسريان الوقت وبدا يلاحظ تبدل أوقات النهار والليل وتبدل مواقع الشمس والقمر وتغير أماكن النجوم فأصبحت هذه المعرفة شيئاً جوهريا في حياته وبدا يضع إشارات معينه لرصد هذه الأوقات وكيفية التعامل والسلوك تجاهها
ولقد كان عرب الجاهلية يتعرفون على الأوقات بضلال الجدران و التلال والجبال وقامة لإنسان وتلون السماء وعندما جاء الإسلام كان المسلمون بأمس الحاجة إلى تحديد مواقيت الصلاة بصوره دقيقه ومن هنا استطاع العرب تطوير المزولة الكلدانيه والاغريقيه وقسموها إلى اثني عشر قسما فقاموا بعمل نماذج عديدة مستخدمين مبادئ علم المثلثات وأصبح طول الفترة الزمنية في المزولة التي صنعها المسلمون لا يختلف في الشتاء عنها في الصيف على الرغم من اختلاف طول النهار تبعا لفصول ألسنه
عني العرب بالمزاول من أفقيه وراسية واعتداليه فنصبوها في المساجد والمدارس والمعاهد فهي بمثابة ساعة التوقيت المحلي وأناطوا العناية بها إلى المهندسين والمؤقتين
وكان العرب المسلمون يعرفون نوعين من الساعات فقد سموا الساعة التي هي 1على 24من اليوم ساعة معتدلة أو مستوية وسموا الساعة التي هي 1على 12من الليل أو النهار ساعة زمانيه أو معوجه لاختلاف مدتها بالنسبة إلى الفصول
ومن أروع الساعات المائية التي صنعها العرب تلك التي أهداها الخليفة هارون الرشيد إلى الإمبراطور شارلمان ملك فرنسا وكانت بسبب دقتها وحسن زخرفتها إحدى عجائب الصناعه وكانت مصنوعة من البرونز المطعم بالذهب وكان بمينائها اثنا عشر بابا صغيرا يمثل كل منها ساعة من الساعات بحيث ينفتح كل باب إذا حلت الساعة ويصحب كل ذلك مره سقوط كرات من النحاس الأصفر على قرص من النحاس الرقيق بحيث يدل عدد الكرات على الساعة التي حلت بها من النهار أو الليل ولقد تملكت الدهشة والعجب والإمبراطور وحاشيته من تلك الإله الغريبة التي تقيس الزمن وهكذا لم تعرف أوربا الساعة إلا عن طريق العرب في نهاية القرن الثامن الميلادي
كذلك اشتهرت الساعةالتي أهداها صلاح الدين الأيوبي لفردريك الثاني إمبراطور ألمانيا والتي كانت على شكل كره تتحرك عليها أشكال الشمس والقمر وسائر الكواكب فتبين في أثناء حركتها ساعات الليل والنهار
تحياتى لكم
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©