دخول الإسـلام إلى البرازيل ,,,

تتميز قصة وصول الإسلام إلى البرازيل ببعض الغموض ماقبل إكتشاف البرتقاليون البرازيل و هناك بعض الدراسات التي لم تتأكد بعد , فتشير إلى أن المسلمين وصلوا إلى البرازيل و أمريكا الشمالية قبل وصول البرتقاليون بوقت طويل .
لقد وصل الإسلام إلى البرازيل في شخص الملاحين المسلمين الذين صاحبا القائد بيدررو كابرال الذي قاد ثلاثة عشر سفينة أرست على سواحل مدينة بورطو سيكورو بولاية باهايا شمال شرق البرازيل وهما شهاب الدين و إبن ماجد.
أيضاً وصل الإسلام إلى البرازيل في موجة المسلمون الأفارقة الذين أختطفوا و سيقوا عبيداً إلى البرازيل , لقد حافطوا على دينهم و على مستوى عالٍ من الثقافة الإسلامية , و كانوا يقرأوون القرآن الكريم و اللغة مادة اللغة العربية .
لم يرضوا بحياة الذل و المهان فثأروا أكثر من مرّة ضد السادة أصحاب المزارع الكبرى للبن (القهوة )
و لعل أشهر هذه الثورات سنة أولى835م بولاية باهايا التي كان لها صدىً قوي على المستوى الداخلي .
و بعد ذلك وصول أفواج المسلمون العرب إلى البرازيل إنطلاقاً من أواسط القرن التاسع عشر و إكتملت الموجة بالهجرة الجماعية بعد تأيس الكيان الصهيوني و الحرب الأهلية في لبنان . لذلك أغلبية المسلمين حالياً هم أحفاد اللبنانيين و السوريين و باقي الجنسيات مادة اللغة العربية الأخرى و الأفارقة ( نيجيريا و السنغال الخ ..)
المساجد قائمة و لكن التدين ضعيف جداً لسبب الإندماج غير الواعي في المجتمع و غياب النظرة الإستراتيجية لإنقاذ المسلمين من الضياع الذي لا تخفى ملامحه عن أعين الأمة الإســــــــــلامية .....


المسلمون في غواروليوس
الشيخ /خالد رزق تقي الدين
إمام وخطيب مسجد غواروليوس
نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل
مدينة " غواروليوس " هي أهم بلدية تابعة لولاية ساو باولو وتأتي بعدها مباشرة ، يبلغ تعداد سكانها مليون ونصف المليون نسمة ، وتنبع أهميتها من وجود أهم وأكبر مطار دولي في أمريكا اللاتينية " مطار غواروليوس " ، هذا بخلاف أهميتها الاقتصادية حيث تعد المدينة السادسة على مستوي البرازيل من حيث القوة الاقتصادية ، ويوجد فيها الكثير من المصانع مما يستقطب إليها الكثير من رجال الأعمال ، وحديثنا عن الإسلام والمسلمين في غواروليوس يستلزم منا إلقاء نظرة مادة التاريخية على دخول الإسلام إلى البرازيل .
متى تواجد المسلمون في البرازيل :
توجد الكثير من الروايات حول وصول الإسلام إلى البرازيل ، تذكر بعضها أن المسلمين البرتغاليين صاحبوا الحملات التي اكتشفت البرازيل لعلمهم بفنون البحر ، ثم كان استقدام العبيد من أفريقيا من قبل المستعمرين البرتغاليين وأغلب هؤلاء كانوا مسلمين ، وقد مات منهم الكثير أثناء النقل ومن بقي منهم تعرض لحملات قاسية من التعميد ، والذي بقي حاول الثورة ضد البرتغاليون ولكنهم قمعوا هذه الثورات وأرغموا من بقي من المسلمين على التنصر وسأذكر لكم فقط كيف أسهم هؤلاء المسلمون القدماء في قيام دولة البرازيل ، يقول أوزمار فلاديمير شحفي الأمين العام لوزارة العلاقات الخارجية البرازيلية في مقدمة كتاب كامل " عالم جديد في الأوساط الاستوائية " لمؤلفه عالم الاجتماع البرازيلي جلبيرتو فريري : " أن دراسة الكتاب كامل السابق " ستقيم الدليل كذلك على أهمية إسهام العرب في تكوين الإنسان البرازيلي ، إن وجودهم في شبه جزيرة إيبريا منذ القرن التاسع على الأقل ، يثبت أن العرب ، والمغاربة ، والبربر ، والمسلمين شاركوا كذلك في اكتشاف هذا البلد الجديد منذ الإبحار على متن البوارج الشراعية البرتغالية ، وسرعان ما أصبحوا جزءا لا يتجزأ من القومية الجديدة " .
ويضيف في موضع آخر من الكتاب كامل " والمسلمون لم يكونوا بالنسبة للبرتغاليين عمالا زراعيين ماهرين ، خبراء بتحويل الأراضي القاحلة إلى حدائق حقيقية فحسب ، ولكنهم كانوا شعبا من اللون الغامق ، معروفين من النصارى والبيض لابأنهم مثل عبيد الأرض ولكن أحيانا مثل سادة مالكين لجزء واسع من شبه الجزيرة الأيبيرية " " عالم جديد في الأوساط الاستوائية " جلبيرتو فريري ص 74
ثم كانت الهجرة الحديثة أواخر القرن الثامن عشر ثم زيادتها في بداية القرن التاسع عشر وخصوصا بعد الحرب العالمية الأولى ، وقد وصل الكثير من السوريين واللبنانيين ثم الفلسطينيون وﻧلك بعد الحرب العالمية الثانية .
تعداد المسلمين :
لاتوجد إحصائيات دقيقة لأعداد المسلمين في البرازيل ويقدر عددهم بحوالي 200000 ألف مسلم هناك بعض الإحصائيات التي تقدر المسلمين بأكثر من ذلك ولكن معظم هذه هذه الإحصائيات تتكلم عن المنحدرين من أصول عربية ، وتوصلهم ل 10 ملايين ولكن الغالبية العظمى للمنحدرين هم من النصارى ، ويتركز معظم المسلمون في ولاية ساو باولو التي يتواجد فيها حوالي 100000 مسلم والباقي في ولاية بارانا وخصوصا على المنطقة الحدودية مع الأرجنتين والباراجواي حيث يتواجد حوالي 20000 ألف مسلم .
المسلمون المهاجرون الأوائل كانوا من أصحاب التجارة ولذلك كانت صلاتهم محدودة في المجتمع البرازيلي ، ولكننا نجد الآن أن الجيل الثاني والثالث من أبناء المسلمين قد انتشروا انتشارا طيبا داخل المجتمع البرازيلي ، فأصبح منهم الطبيب والمهندس والمعلم والمحامي والنائب في البرلمان ، أما عن المجتمع البرازيلي فهو خليط من أجناس مختلفة ، وهذا الشعب محب جدا للعرب وتوجد صلات قوية بين البرازيليين والمسلمين ، وطبيعة الشعب البرازيلي مختلف تماما عن الشعوب الأوروبية أو الأمريكية ، ونستطيع القول أنه لا توجد مشاكل قوية تعكر حياة المسلمين هنا ، فنحن بنعمة في هذه البلاد والدولة البرازيلية تعطي المسلمين الأرض مجانا لإقامة المؤسسات الإسلامية عليها ، وذلك عدا الدعاية الخارجية الموجهة ضد المسلمين عموما والتي تستجيب لها بعض المؤسسات المتأثرة بجهات خارجية تكره المسلمين .
الواقع الدعوي للمسلمين :
الواقع الدعوى الإسلامي في البرازيل مازال في المهد يخطو خطواته الأولى والحمد لله الآن يوجد في البرازيل أكثر من 100 مسجد ومصلى ، وتوجد أكثر من 60 مؤسسة إسلامية على إمتداد البرازيل ، وهذه المؤسسات تحاول تقديم الحد الأدنى من تعاليم الإسلام للمسلمين ، وكذلك هناك بعض المؤسسات تحاول عمل علاقات مع غير المسلمين ولكن نستطيع القول أن الدعوة وسط غير المسلمين مازالت ضعيفة نظرا لافتقادنا للمحاضن الدعوية والبرامج والكتب المترجمة للغة البرتغالية التي تساعد على اندماج المسلمين الجدد وسط الجالية المسلمة ، وبحمد الله يوجد لدينا بعض المدارس الإسلامية ، ودورات لتعليم اللغة مادة اللغة العربية لغير الناطقين بها من أبناء المسلمين وأهل هذه البلاد ممن لديهم اهتمام بدراسة اللغة مادة اللغة العربية ، وهي تحتاج إلى خطط ودعم مالي ...
المسلمون في غواروليوس :
يوجد في مدينة غواروليوس حوالي 250 عائلة مسلمة ، وغالبيتهم من لبنان ، وأهمية هذه المدينة لدى المسلمين تنبع من وجود المقبرة الإسلامية فيها وتتبع هذه المقبرة الجمعية الخيرية الإسلامية بساو باولو أقدم جمعية في البرازيل ، ويدير شؤون المسلمين في غواروليوس " الجمعية الإسلامية البرازيلية " والتي تم تسجيلها عام 1987م ، تحت رقم 3231 في المجلس البلدي لمدينة " غواروليوس " وبموجب ﻧلك حصلت الجمعية على أرض مجانية من البلدية تبلغ مساحتها " 8000 ثمانية آلاف مترا مربعا " ، أقامت علي هذه المساحة مشروعا يتكون من صالون كبير للمناسبات وموقفا للسيارات ومصلى يتسع لثلاثمائة مصل ، ومع بداية عام 2000م قامت الجمعية بتطوير عملها داخل الجالية ، فقامت بعمل مصلى كبير في الطابق الثاني ، وقاعات للتدريس ، وملاعب لكرة القدم والطائرة ، ومكان لالتقاء الأسر .
الجمعية تعمل على نشر الإسلام بجميع الوسائل المتاحة ، وتوجد نسبة طيبة من البرازيليين الذين اعتنقوا الإسلام في المنطقة ، ولذلك فالجمعية تضع في خطتها عمل بعض المشروعات التي تساعدها في نشر الإسلام والمحافظة على من أسلم من البرازيليين .
1- مشروع الكتاب كامل المترجم للغة البرتغالية :
يوجد بعض الكتب الصغيرة المترجمة للغة البرتغالية ، وتفتقر المكتبة الإسلامية باللغة البرتغالية لأمهات الكتب لذلك ، فقد حملت الجمعية على عاتقها ترجمة وطبع بعض الكتب الضرورية لكل مسلم ، ويوجد الآن ترجمة كتاب كامل رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله جاهزة للطبع ، وتكلفة طباعة 10 آلاف نسخة من هذا الكتاب كامل ، والذي سيكون باللغة مادة اللغة العربية والبرتغالية في 1200 صفحة حوالي 170000الف ريالا برازيليا حوالي 100 مائة ألف دولار أمريكي ، ويوجد أيضا كتاب كامل رجال حول الرسول وكتاب كامل صور من حياة الصحابة تمت الترجمة للغة البرتغالية وينتظر تفضل أهل الخير بوضع صدقتهم الجارية في هذا المشروع المبارك .
2- إقامة قاعة محاضرات حديثة :
وتكون هذه القاعة للدروس مفصلة والمحاضرات بحيث تكون مجهزة بأجهزة العرض والكراسي الخاصة ، و جهاز الترجمة الفورية وستكون التكلفة الإجمالية لهذا المشروع أربعون ألف دولارا أمريكيا .
3- إنشاء مدخل دعوي إسلامي للجمعية عبارة عن أشكال حجرية بنائية يكتب عليها كل الأمور العامة التي تتحدث عن الإسلام ، وسيكون هذا المكان مفتوحا للبرازيليين للتعرف على الإسلام .
4- مكتبة إسلامية متكاملة تحتوي على أمهات الكتب .
5- برامج حاسوب ووسائل تعليمية لتعليم اللغة مادة اللغة العربية لغير الناطقين بها .
6- موسوعات إسلامية وثقافية لأجهزة الحاسوب .
معلومات هامة :
الرئيس : نبيل فوزي عرابي
الإمام : الشيخ . خالد رزق تقي الدين " خريج كلية الدعوة وأصول الدين ، بالجامعة الإسلامية بالمدينة.






©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©