غلام الله: السلفيون في الجزائر يسعون للاستيلاء على الحكم

قال وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بوعبد الله غلام الله أمس، بأنه لا يتخوف أبدا ممن يدعون للسلفية، متسائلا عما يريد هؤلاء هل تصحيح نمذجي مفصل الدين الإسلامي أم الاستيلاء على الحكم، مرجحا بأن هدفهم هو الاستيلاء على الحكم، غير أن الطريق يجب أن يكون عقلانيا وليس بالعنف حسب الوزير.

وقلّل غلام الله، على هامش لقاء حول المرجعية الدينية الوطنية الذي احتضنته دار الإمام بالمحمدية، من شأن التيارات الدينية التي تهدد استقرار المساجد، لكنه أكد بأن خطورة هذه التيارات تكمن في الاستماع إلى الداعين إليها، لأن هناك من يخلط بين الدين والسياسة، في حين أن الدين هو الذي يوحد، وهو يري بأنه لا يمكن الحكم على أي شخص كان من منطلق انتماءاته السياسية، مؤكدا بأن وزارته تسعى لأن يكون كافة الجزائريين أوفياء للمرجعية الدينية الوطنية، التي تعني المنهج الذي سار عليه العلماء الأوائل، الذين يمكن مخالفة أحكامهم في تطبيق هذا المنهج.

وفي شرح مفصله لمفهوم المرجعية الدينية الوطنية، قال غلام الله بأنها تحقق اللحمة بين أفراد الشعب، وهي المنهاج الذي يعارض الأفكار الأجنبية الإباحية، وكذا الأشخاص الذين يريدون إدخال طريقة في التدين تخالف منهج العلماء الأوائل، وكذا من يحاولون تكفير الجزائريين، كما تطرق الوزير إلى التنظيم النقابي الجديد الذي ينوي الأمة إنشاءه، موضحا بأنه لا يعارض هذه الخطوة، لكنه دعا الأئمة إلى عدم الانشغال بملذّات الحياة، لأن مهمتهم تلزمهم بالتعفف، وهذا لا يعني -حسبه- بأنه ينكر عليهم تأسيس نقابة، بل هو يؤيدهم في ذلك. في حين قال الدكتور يوسف بلمهدي، الذي شارك في تنشيط اللقاء بأن المرجعية الدينية هي التي تحفظ البلاد من التشتت، فهي البوصلة التي تحدد وجهة الأمة، كما أنها تحمل خصوصية الوطن، وهي كل ما يهدف إلى جمع أفراد الوطن الواحد، قائلا بأن الخلاف يمكن أن يكون بشأن الجزئيات وليس الكليات، في حين يمكن للحاكم أن يفصل في الخلافات البسيطة، وهو تفسير اعتبره بعض الأئمة بالمبهم، متسائلين عن المعنى الحقيقي للمرجعية الدينية الوطنية التي لا يمكن أن تكون مفهوما عاما مطاطيا يستخدم حسب الأهواء، متسائلين عن سبب عدم صياغتها في شكل مدونة خدمة لوحدة المساجد.

وقال من جهته الدكتور محمد عيسى، بأن المرجعية الدينية قد تعني في بعض الأحيان مخالفة قول مالك لكن ليس المذهب المالكي، وذلك إذا كانت الفتوى مؤسسة أو أن الحكم يستند إلى مصلحة قد تغيرت، بحجة أن الأمة الإسلامية قوية بالتجديد والاجتهاد، كما أن المرجعية الدينية الوطنية هي الإحساس بالانتماء إلى عائلة واحدة، محذّرا ممن يسعون لتحطيم كل ما يجمع شمل الجزائريين، وهو ما فشل الاستعمار في تحقيقه بفضل رجال الدين الذين حافظوا على وحدة الوطن من خلال المنابر، وقد كانوا أصحاب طرق ومتصوفين لكنهم كانوا متجددين، وذلك رغم حرب الإبادة التي شنّها المستعمر للقضاء على كل ما يمت للإسلام بصلة، وختم المتحدث مداخلته بالتأكيد على أن المرجعية هي الميراث الذي يشترك فيه عامة الجزائريين، وهي التمسك بالأصول بحكم أنها هي من يجمعنا.

الباديسي

لا ادري غلامنا هذا ما شهادته وما مستواه ..وصار يسمعنا فتواه؟؟؟؟؟




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©