إخوتي أخواتي السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أردت أن أشارككم هاته المشاعر التي أحس بها و هي اشتياقي لحبيبي رسول الله صلى الله عليه و سلم
اشتياق مع خجل منه صلى الله عليه و سلم
و قد تتأجج هاته المشاعر كلما عدت لقراءة سيرته خاصة كتاب كامل "هذا الحبيب محمد صلى الله عليه و سلم يا محب" لأبو بكر جابر الجزائري و كلما اصل للصفحة 274 و بالضبط تحت عنوان "موجدة الأنصار" أي ما وجدو في أنفسهم من لوم على الحبيب صلى الله عليه و سلم
لا أتمالك نفسي من البكاء و من فيض حبه صلى الله عليه و سلم
لا أطيل عليكم فالموقف باختصار هو

موقف الأنصار بعد غزوة حنين و بالضبط وقت تقسيم الغنائم العظيمة على رؤساء القبائل و المؤلفة قلوبهم و المهاجرين و لا يخفى عليكم أن الغزوة كانت بعد فتح مكة يعني شارك فيها القريشيون حديثي العهد بالإسلام و هوزان و تميم فكان الحبيب صلى الله عليه و سلم يُؤلف قلوبهم للإسلام بالهبات و الغنائئم حتى أن أحدهم ليعطى واديا من النعم و آخر يعطى فيعود و يأخذ و يعود و يأخذ حتى يرضى

أما الأنصار فلم يعطوا من تلك الغنائم شيئا !!! .. و وجدوا في أنفسهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم و ظنوا أن هذا من قلة قدرهم عنده .. حتى قال قائل منهم : لقي رسول الله صلى الله عليه و سلم قومه ... و أخبر سعد ابن عبادة رسول الله بذلك فقال له :{فأين أنت يا سعد} قال : أنا من قومي، قال : {فاجمع قومك لي} فجمعهم فاتاهم رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : {ما حديث بلغني عنكم؟ ألم آتكم ضُلالا فهداكُم اللّه بي؟ و فقراء فأَغناكم اللَّه بي؟ و أعداء فألّف اللّه بين قلوبكم بي؟}
فقالوا: بلى يا رسول الله، و لله و لرسوله صلى الله عليه و سلم المنة و الفضل

فقال: {ألا تجيبوني؟} "إشارة منه إلى عظيم أدبهم" قالوا : بماذا نجيبك؟ فقال صلى الله عليه و سلم : {وَ اللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ فصَدَقْتُمْ : أتيتنا مُكَذبا فصدقناك و مخذولا فنصرناَك و جئتنا طرِيدا فأويناك وعائلا فواسيناك. أوجدتم يا معشر الأنصار في لعاعة"1" من الدنيا تألفت بها قوما حتى يسلموا و وكلتكم إلى إيمانكم، و الذي نفسي بيده لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار، و لو سلك الناس شِعبا و سلكت الأنصار شِعبا لسلكت شعب الأنصار، اللهم ارحم الأنصار و أبناء الأنصار و أبناء أبناء الأنصار}

و في كتاب كامل الرحيق المختوم أنه صلى الله عليه و سلم قال {يا معشر الأنصار أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة و البعير و تذهبون برسول الله إلى رحالكم ..}
فبكى الأنصار حتى أخضلت لحاهم بالدموع و قالوا .. رضينا بالله و رسوله قسما و حظا ..

يالله يالله ما أسعدهم بهذه الدعوة و بمحبة رسول الله الكبيرة لهم يا ليتني كنت معهم يا ليتني كنت منهم أو من أبنائهم

عليك الصلاة و السلام يا حبيب الله يا محمد اعترف بفضلهم و مكانتهم الكبيرة عنده و في الإسلام حيث كانوا من أوائل الناصرين له و لدعوته و الناشرين لها ثم قال في رقة و رحمة و رغبة في استخراج ما في النفوس من ألم قد حصل في وقت ضعف و رغبة في الدنيا

يا الله يالله

أسلوب عجيب في امتصاص الغضب و إخراجه من نفوس أصحابه حتى يستبدل بحب و وفاء عميق و رضا و سعادة
أخلاق عالية .. تعامل راقٍ .. ذكاء القائد .. لطف و رقة عجيبان من نبي الرحمة و الهدى

لقد حُرم الأنصار من الغنائم بعد مشوار طويل من الجهاد في سبيل الله و نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم في نفس الوقت الذي يرون فيه من كان حديث عهد بالإسلام يأخذ من الغنائم بلا حساب لكنهم كسبوا محبة باقية إلى يوم القيالمة و دعوة مباركة مجابة بإذن الله ليس لهم فقط بل لأبنائهم و أبناء أبنائهم ..

و مع كل هذا يخبرهم أنه لهم و معهم و أنهم لو سلكوا شعبا يختلف عن بقية البشر لتبعهم و سلك شعبهم محبة و تقديرا لهم ..
عليك الصلاة و السلام يا حبيب الله يا محمد

1-لعاعة : هي زهرة جميلة و مُخضرة تُشَبَه بها الدنيا و نعيمها بجامع المنظر، و سرعة الزوال




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©