علو الهمة هذه المرة مع أنموذج مقترح آخر من الثبات على الحق والصدع به والثقة فيما عند الله واليقين بقضاء الله وقدره
وهي قصة محنة الإمام أبو بكر النابلسي

نبذة عن الإمام النابلسي رحمه الله

هو محمد بن أحمد بن سهل بن نصر، أبو بكر الرملي الشهيد المعروف بابن النابلسي. كان عابدا صالحا زاهدا، قوالا بالحق، وكان إماماً في الحديث والفقه، صائم الدهر، كبير الصولة عند الخاصة والعامة.
كان رحمه الله من المحدثين الكبار، فقد حدّث عن: سعيد بن هاشم الطبراني، ومحمد بن الحسن بن قتيبة، ومحمد بن أحمد بن شيبان الرملي. كما حدّث عنه: تمام الرازي، والدارقطني، وعبد الوهاب الميداني، وعلي بن عمر الحلبي، وغيرهم
محنته
لم تكن محنة الإمام هي محنة له وحده بل كانت محنة الأمة بأسرها التي تسلط عليها هؤلاء الشيعة الفاطميين فخربوا عقائدها وعاثوا فيها فساداً
وقد أتى الإمام النابلسي من الشام إلى مصر أسيراً من قبل الشيعة الفاطميين
وكان الفاطميون يجبرون علماء المسلمين على لعن أعيان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنابر (أي لعنهم بالاسم)
وكان الإمام النابلسي رحمه الله ممن يأبى ذلك بل ويرى بوجوب قتال هؤلاء الشيعة العبيديون
- فلما وصل إلى مصر، جاء جوهر الصقلي قائد الجند للمعز لدين الله الخليفة الفاطمي بالزاهد أبا بكر النابلسي، فمثل بين يديه.
فسأله: - بلغنا أنك قلت: إذا كان مع الرجل عشرة أسهم وجب أن يرمي في الروم سهماً وفيناً تسعة !
فقال الإمام النابلسي:
- ما قلت هكذا !!
ففرح القائد الفاطمي، وظن أن الإمام سيرجع عن قوله. ثم سأله بعد برهة - فكيف قلت؟
قال الإمام النابلسي بقوة وحزم:
- قلت: إذا كان معه عشرة وجب أن يرميكم بتسعة، ويرمي العاشر فيكم أيضاً !!!
فسأله المعز بدهشة: - ولم ذلك؟!!
فرد الإمام النابلسي بنفس القوة:
- لأنكم غيرتم دين الأمة، وقتلتم الصالحين، وأطفأتم نور الإلهية، وادعيتم ما ليس لكم.
فأمر بإشهاره في أول يوم (أي عرضه على الناس)،
ثم ضُرب في اليوم الثاني بالسياط ضربا شديدا مبرحا.
وفي اليوم الثالث، أمر جزارا يهودياً – بعد رفض الجزارين المسلمين – بسلخه ، فسُلخ من مفرق رأسه حتى بلغ الوجه ، فكان يذكر الله ويصبر، حتى بلغ العضد، فرحمه السلاخ وأخذته رقة عليه ، فوكز السكين في موضع القلب، فقضى عليه ، وحشي جلده تبناً، وصُلب.
وقتل النابلسي في سنة ثلاث وستين وثلاثمائة من الهجرة.
ولم يكن يردد وهو يُسلخ إلا الآية الكريمة: ﴿ كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً ﴾
فرحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن الإسلام خيراً


الهـــــــــــــــــــــــــــدف من الــقصـــــــــــــــــــــــــــــــة

يقول الشيخ محمد إسماعيل في التعليق على هذه القصة
الداعية الكبير الهمة (ينظر إلى غالبه من عل مادام مؤمناً ويستيقن أنها فترة وتمضي وأن للإيمان كرة لا مفر منها, وهبها كانت القاضية فأنه لا يحني لها رأساً ,إن الناس كلهم يموتون ,أما هو فيستشهد )

وأضيف على كلام الشيخ حفظه الله
إن قول الإمام النابلسي وهو يسلخ (كان ذلك في الكتاب كامل مسطورا) يدل على يقينه في قضاء الله وقدره وأنه لا يحتج بالقدر ليتراجع عن موقفه فلا تجده يقول إن هؤلاء الشيعة قدرنا فلنتنازل عن ديننا ونتراجع عن قول الحق والله يعلم ما في الصدور
بل هو يعلم أن قتله كان قدراً مقدوراً ويعلم أنه من أعظم الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر
فكأنه يقول إن كان قدرنا أن نتعرض للظلم ولمن يحاول تغيير عقيدتنا فليكن قدرنا أن نصبر وليكن قدرنا ألا نتوقف عن قول الحق والصدح به
وكان ذلك في الكتاب كامل مسطورا

منقول عن أخ كريم جزاه الله خيرا وغفر الله له ولوالديه وللمسلمين





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©