ككل الدول الاسلامية التي فتحها المسلمون تتميز الجزائر بفترة ما بعد الاسلام و ما بعده

و لقد حفظ المادة التاريخ للجزائريين اسماءا كثيرة استطاعت ان تنقش في الذاكرة الجماعية للبلاد

اسماء ما قبل الاسلام من الوثنيين كماسينيسا و يوغرطا او المسيحيين كالاب دونا المولود بتبسة او الاب اوغستين المولود بسوق اهراس

و اسماء ما بعده من العلماء و القادة المسلمين كطارق بن زياد او ابن خلدون

سجل لنا كذلك اسماء الفاتحين الذين اوصلوا للجزائر الاسلام كعقبة بن نافع و ابو المهاجر دينار و اسماءا كذلك قاومت هذا الاسلام و حاربت المسلمين ككسيلة القائد الامازغي الذي استطاع قتل عقبة بن نافع و عدد من خيرة التابعين او ديهيا التي سماها العرب بالكاهنة القائدة الامازيغية التي قاومت المسلمين بكل ضراوة كما يقول المؤرخين و فضلت صنمها من الخشب الذي كانت تحمله معها على جمل و تعبده في طقوس وثنية

اسماء كلها مرت بالجزائر ....

كل هاته الاسماء اضحت محل جدل كبير و صراع ايضا على الهوية المتنازع عليها في الجزائر المعاصرة

-هناك اصوات جعلت من الاسلام فيصلا لرفض او قبول هؤلاء المشاهير الجزائريين اصوات ترفض اطلاقا ان يتساوى كسيلة و عقبة بن نافع كما ترفض كذلك ان تفتخر الجزائر بالكاهنة كما رفض الاسلام ابو لهب رغم انه عم رسول الله و جعله عدوا لكل المسلمين

- اصوات اخرى على النقيض تماما تقدم القومية وترى ضرورة تذكر و الاعتزاز بكل جزائري حارب قاوم او ضحى من اجل الجزائر حتى و لو ضد المسلمين و الاسلام... و ترفض رفضا مطلقا ان نتنكر لكسيلة ابن الجزائر او الكاهنة الذان ماتا من اجل الجزائريين او يكونان اقل شانا من عقبة بن نافع الغازي و الذي لا يمت الى الجزائر بادنى صلة

و اصوات اخرى بين النقيضين لا ترى مانعا في احترام الرموز الجزائرية غير الاسلامية دون ان نجاوزها حجمها المادة التاريخي وان تستغل كبديل او منافس للمادة التاريخ الاسلامي الجزائري
---------
و لايزال الصراع قائما بين الجزائريين حول هاته الرموز ...

فهناك الكثيرون ممن يرون المادة التاريخ الاسلامي للجزائر غنيا و ثريا بكثير من الزعماء و القادة التي تغنينه عن هاته الاسماء التي تجاوزها الزمن و لا طائل من العودة اليها

و بالمقابل هناك من يطالبون بضرورة تدريس المادة التاريخ الجزائري كاملا و تعريف الاجيال بكل تلك الاسماء بل ذهب بعضهم الى العودة الى تسمية الابناء الجزائريين بها تخليدا لها دون خجل او اقصاء ككسيلة او كاهنة او غيرهما ...

و لقد اثار نصب تمثال الكاهنة فتنة بمدينة خنشلة بين جمعية انصار الكاهنة الذين وقفوا ندا لند لكل المتنكرين لقائدتهم المادة التاريخية و بين الرافضين الذين نددوا بالنصب التذكاري للمراة التي حاربت المسلمين ...
و كان لدفاع المطرب الراحل معطوب الوناس و الذي يحضى بشعبية و احترام كبيرين عند القبائليين عن كسيلة ..وقعا و تاثيرا بليغا على الشباب القبائلي و الامازيغي عموما و جعلهم في مفترق طريق صعب بين تاييده او مخالفته
------------
موضوع حساس لكنه كثيرا ما اسال الكثير من الحبر و من المواجهات بين المغاربة عموما و ليس فقط الجزائريين من مناضلي القضية الامازيغية و غيرهم ....بين المعربين و المفرنسين .....بين الاسلاميين و العلمانيين .....بين المشرقيين و المغاربة و كثيرا ما جعل الشباب المغاربي في اختيار صعب و مازق خطير ما بين العاطفة الدينية و العاطفة القومية




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©