إنه الإمام الشهيد حسن البنا، ذلك الفتى الذي نشأ في أسرة متدينة تحرص على تربية أبنائها تربية إسلامية صحيحة. ولد حسن البنا في بداية القرن العشرين بمصر. وكان صوفي النشأة على الطريقة الحصافية. حيث كان من زوار القبور "الأولياء" اصحاب الطرق الصوفية وبخاصة الحصافية ولقد كانت الصوفية تجري في عروقه مجرى الدم.كان الشهيد مرتبا وقته ومواظبا عليه ولا يتخلف عنه إلا لظروف قاهرة. حمل الشيخ هم الاسلام فسعى منذ نعومة أظافره إلى نصرته،نشره وحمايته من الغزو الفكري الهدام آنذاك الذي جاء خصيصا لمحي تعاليم الدين الحنيف فظل يسعى جاهدا بين اقطار مصر بين علمائها وفقائها راجيا منهم التحرك السريع لنصرة الدين ، وما دفعه إلى ذلك إلا غيرته على دينه وأمته التي أصابها الوباء (التحضر)وكان دائما يقول،كن كالشمعة تحترق لتنير للناس.وكان يعجبه البيتين الياليين كثيرا: حب الأوطان من الإيمان وروح الله تنـــــادينا إن لم يجمعنا الإستقلال ففي الفردوس تلاقينا كان الشيخ منذ صباه مولعا بإنشاء المنظمات والجمعيات الدعوية وكان يحبذ العمل السري.كتبه التي حفظفها الشيخ خلال مراحل حياته:ملحة الإعراب للحريري ،الألفية للإمام إبن مالك . والياقوتيةفي المصطلح ،الجوهرة في التوحيد والرحبية في الميراث ومتن السلم في المنطق. موقفه من الصوفية:وللحسن البنا رأي في الصوفية فكان يعجبه ما كان يسميه هو "علوم التربية والسلوك"; وهو"مراحل الذكر،والعبادة ومعرفة الله ونهاية الوصول إلىالجنة ومرضاة الله" ويقول في هذا أيضا:"ولا شك أن الصوفية قد بلغوا من علاج النفوس ودوائها ،والطب لها و الرقي بها ما لم يبلغ إليها غيرهم من المربين" لكنه قد نقد طريقتهم في الزهد التي تحمل الكثير من المبالغة ويقول في هذا"إن كان ذلك لم يخل من المبالغة في كثير من الأحيان تأثروا بروح العصر التي عاشت فيه هذه الدعوات كالمبالغة في الصمت،الجوع،السهروالعزلة.........." ثم انتقد بعد ذلك الصوفية بعدما اختلطت مفاهيمها بمفاهيم فلسفية وحصالة حضارات غربية أكل الدهر عليها وشرب. وبذلك أصبحت كل كلمات أو مقولات صوفية يجب أن تمحص من قبل الناظرين في دين الله والحريصين على صفائه.من أقوال الشيخ:يقول حسن البنا :"ولعلي أدركت منذ تلك اللحظةوإن لم أشعر بهذا الإدراك أثر التجاوب الروحي والمشاركة العاطفية بين التلميذ والأستاذ، فلقد كنا نحب أستاذنا حبا جما رغم ما كان يكلفنا من مرهقات الأعمال. ويروي عن أستاذه أو شيخه:وأذكر من أساليبه الحكيمة في التربية أنه لم يكن يسمع للإخوان المتعلمين أن يكثروا الجدل في الخلافات أو المشتبهات من الأمور أو ان يرددوا كلام الملاحدة ،الزنادقةأو المبشرين أمام العامة من الإخوان ويقول اجعلوا هذا في مجالسكم الخاصةتتدارسونه ،أما هؤلاء فتحدثوا أمامهم بالمعاني المؤثرة العملية التي توجههم إلى طاعة الله. ويكمل فيقول:"أنني أتوسم أن الله سيجمع عليكم القلوب ويضم إليكم الكثير من الناس فاعلموا أن الله سيسألكم عن أوقات هؤلاء الذين سيجتمعون عليكم أفدتموهم فيها،فيكون لهم ثواب ولكم مثلهم، أم انصرفت هباءا فيؤاخذون وتؤاخذون. وهكذا كانت توجيهاته كلها إلى الخير وما علمنا عليه إلا خيرا "وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين" وكان يقول أيضا :"ولو أراد الله والتقت قوة الأزهر العلمية بقوة الطرق الروحية بقوة الجماعات الإسلامية العملية لكانت أمة لا نظير لها :تجه ولا تتوجه. تقود ولا تنقاد . وتؤثر في غيرها ولا يؤثر شيئ فيها،وترشد هذا المجتمع الضال إلى سواء السبيل." واختم بحثي هذا بشهادة الأستاذ السيد:أبي الحسن علي حسني الندوي الذي قال في الشهيد حسن البنا:......عرف فضل هذه الشخصيةالتي قفزت إلى الوجود، وفاجأت مصر ثم العالم العربي والإسلامي كله بدعوتها وتربيتها وجهادها وقوتها الفذة التي جمع الله فيها مواهب وطاقات قد تبدو متناقضة في عين كثير من علماء النفس والأخلاق، ومن المؤرخين والناقدين:هي العقلالهائل النير، والفهمالمشرقالواسع،والعاطفة القوية الجياشة،والقلب المبارك الفياض ، والروح المشبوبة النضرة ، واللسان الذرب البليغ والزهد والقناعة-دون عنت-في الحياة الفردية ، والحرص وبعد الهمة-دونما كلل-في سبيل نشر الدعوة والمبدأ والنفس الولوعة الطموح، والهمة السامقة الوثابه ، والنظر النافذ البعيد ، والإباءوالغيرة على الدعوة ،والتواضع في كل ما يخص النفس.........تواضعا يكاد يجمع على الشهادة عارفوه، حتى لكأنه-كما حدثنا كثير منهم-مثل رفيف الضياء:لا ثقل ولا غشاوة"والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات.




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©