لكل أمة من الأمم هوية تميزها عن غيرها، وربما افتخرت بها، حتى صارت النسبة لها، كمثل الهوية الإسلامية، أو الهوية مادة اللغة العربية، أو الهوية النصرانية،...الخ. ولعل من مظاهر الهوية الإسلامية: التقويم الهجري.

يقصد بالتقويم:تنظيم لقياس الزمن يعتمد على ظواهر طبيعية متكررة مثل دورتي الشمس أو الأرض والقمر.
والتقويم بحسب الظاهرة الطبيعية التي يقوم عليها لها أنواع كثيرة، منها التقويم الفارسي، والقبطي، والميلادي، والهجري.
فالميلادي: نسبة إلى السنة التي ولد فيها النبي عيسى ابن مريم عليه السلام.
والهجري: نسبة إلى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، أي السنة التي وصل فيها إلى المدينة المنورة.


ومن يطلع على كتب العقيدة يجد صفحات كثيرة تحدثت عن التقويم الإسلامي، وعلاقته بعقيدة المسلم. وهنا تساؤل ملح!
-أيهم أصح منهجياً: استخدام التقويم الهجري أم الميلادي أو بهما معا؟
- هل هناك ضوابط لاستخدام التقويم الهجري أو الميلادي؟
من يقرأ في الدراسات والكتب المادة التاريخية المعاصرة يجد كثيراً منها تعتمد التقويم الميلادي في التأريخ للأحداث، بل ربما أرخت لعصر الخلافة الراشدة بالتقويم الميلادي!، ولا أبالغ إن قلت حتى عصر النبي صلى الله عليه وسلم.
**( انظر مثلاً كتاب كامل: سيرة محمد البيئة والنشأة لصهيب الرومي). مع أن الأحرى به أن يستخدم التقويم الهجري؛ لأن الفترة الزمنية تتعلق بعصر النبي صلى الله عليه وسلم.


كل هذا وغيره تتطلب من الباحثين وضع ضوابط لاستخدام التقويم الهجري والميلادي.
ومن تلك الضوابط:
- من الأدب عند التأريخ لأحدات المادة التاريخ الإسلامي استخدام التقويم الهجري، إذ أنه ملمح من هويتها الإسلامية.
- عند التأريخ لأحداث وقعت بين المسلمين وغير المسلمين (كالنصارى مثلاً)، يقرن التقويم الهجري بالميلادي، مثال: معركة حطين بين الأيوبيين والصليبين(583هـ/1187م).
- عند التأريخ للأحداث التي وقعت في بعض دول العالم، يرى كثير منهم استخدام التقويم الميلادي. مثال: بداية الحرب العالمية الأولى (1914م).

وأرى هنا مقارنة التقويم الهجري بالميلادي؛ إذ أن بعض هذه الأحداث تأثر بها العالم الإسلامي، كمثل الحرب العالمية الثانية.




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©