الحمد لله والصلاة والسلام على خير أنبيائه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ... هذه قصة مشرفة من المادة التاريخ الإسلامي أسوقها إهداءً متواضعاً مني لأعضاء هذا المنتدى

يحكى أنه في عهد عمر بن عبد العزيز قد فتح الله على الجيش الإسلامي مدينة سمرقند (إحدى دول الاتحاد السوفيتي السابق)... ولم يمهل قائد الجيوش الإسلامية وكان اسمه (قتيبة ابن مسلم ) أهل المدينة ثلاثة أيام.. وكان من ضمن شروط الحروب الإسلامية إمهال أهل المدن التي يريد أن يفتحها المسلمون ثلاثة أيام يختار فيها أهل المدينة إما الإسلام وإما أن يدفعوا الجزية وإما أن يقاتلوا ...


فدخل الجيش الإسلامي مدينة سمرقند بدون أن يمهل أهلها ثلاثاً ...

فقام أهل سمرقند بإرسال رسول يحمل شكواهم إلى والي المسلمين وهو عمر بن عبد العزيز .. فقال هذا الرسول واسمعوا لما قال :

فذهبت أقطع الطرق والبلاد حتى وصلت إلى دمشق عاصمة الخلافة ودخلت أعظم بناء في المدينة فوجدت أناس يركعون ويقومون ويسجدون فسألت أحدهم أهذه دار الوالي ... فقال لي لا هذا المسجد أما صليت .. قلت له ما صليت قط إنني على دين أهل سمرقند .. فأخذ يحدثني عن الإسلام حتى اعتقنته


.. ثم قال لي أسلك ذلك الطريق في نهايته بيت تلك دار الوالي .. فذهبت فإذا بي أجد رجل قد ارتقى سلماً بأعلى الدار ووجدت امرأة على الأرض تناوله الطين ليسد فتحة في الدار .. فرجعت إلى الذي دلني وقلت له أسألك عن دار الوالي فتدلني على بيت رجل طيان..؟؟؟ فقال لي تلك دار الوالي ..


فرجعت فوجدت الرجل فقلت له إني رسول لك من أهل سمرقند وسلمته الرسالة فقرأها ثم قلبها وكتب عليها من الخلف ..


من عبد الله عمر بن عبد العزيز إلى عامله على سمرقند .. أن نصب قاضياً ينظر في شكوى كهنتها .. ثم ختمها ثم أعطاني الرسالة .. فانطلقت من عند وأنا أحدث نفسي بأن أرمي هذه الورقة .. فماذا ستفعل هذه الورقة في إخراج الجيوش العرمرم الجرارة التي دخلت مدينة سمرقند ...


ولولا أني قد خشيت ألا يصدقني كهنة سمرقند لكنت ألقيتها .. يقول - وما زال الحديث للرسول - فرجعت وكلما وجدت مسجداً نزلت فصليت به بين أخوتي حتى وصلت إلى سمرقند وسلمت كهنتها الرسالة وحينما قرأوها ضاقت عليهم الأرض بما رحبت .. وقالوا ماذا تفيد هذه الورقة .. ثم ذهبوا إلى الوالي المسلم عليهم وسلموه الرسالة .. فنصب الوالي قاضياً في الحال ...


وجاء القاضي بأطراف النزاع كهنة سمرقند فسألهم (ما دعواك يا سمرقندي؟) فقالوا اجتاحنا قتيبة بن مسلم ولم يمهلنا ثلاثة كعادة المسلمين ... فقال القاضي لنائب قتيبة وقد مات قتيبه عليه رحمة الله ما ردك فقال : لقد كانت أرضهم خصبة وقد خشي قتيبة عليه رحمة الله أن يتحصنوا ويتمنعوا داخل مدينتهم فباغتهم ودخل عليهم ... فقال القاضي .. واسمعوا لما قال :


لقد خرجنا ندعو إلى سبيل الله ولم نخرج لأخذ الأرض أشراً وبطراً ، وحكم بأن يخرج الجيش الإسلامي من المدينة.. ولم يصدق أهل مدينة سمرقند وظنوا أن الأمر مجرد كلام .. وما غربت شمس ذلك اليوم إلا وقد خرج جيش المسلمين جميعاً .. وبعثوا برسالة إلى أهل سمرقند يمهلونهم فيها ثلاثة أيام إما أن يدفعوا الجزية أو أن يعتنقوا الإسلام أو الحرب ....


ففطن أهل سمرقند بأن هذا الدين هو دين رحمة وعدل ففتحوا أسوار مدينتهم وأسلم من أسلم وهادن من هادن .... وانضمت أراضي سمرقند إلى الخلافة الإسلامية ...


هل رأينا في المادة التاريخ كله أن يحكم قاضياً من الدولة المنتصرة على جيوش الدولة المنتصرة بأن يخرج من مدينة قد دخلها بالحرب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


هل رأينا في المادة التاريخ عدلاً يضاهي عدل المسلمين بشريعتهم الغراء ؟؟؟؟؟؟؟

الجواب بالطبع لا ......

نسأل الله أن يعيد لنا أمجادنا ... وأن يعيد إلينا عافيتنا وقوتنا .. وقبل ذلك أن يعيد إلينا إسلامنا وديننا





....





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©