بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي يستحق الحمد كله ثم الصلاة و السلام على من لا نبي بعده , الحمد لله الذي وفقنــــي على اتمام هذا النص الذي يشبه الشعر , و فيه اختصرت ما عاشه الرسول صلى الله عليه و سلم و ما عايشه من أحداث لأجلنا , و قد وفقني لإتمامها ليلة الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم و ذلك يوم : السبت 11 ربيع الأول 1433هـ الموافق لـ : 04 فيفري 2014 م و قد عنونتها تحت عنوان مختصر سيرة الحبيب صلى الله عليه و سلم .


مختصر سيرة الحبيب
صلــــى اللــــه عليـــــــه و سلـــــم

باسـم الإله الذي لا يقصـــد غيـــره من كان و يظـل للخلق رحمانا
أبدأ مختصرا في سيرة رسولــــــــه من حيا يمشي بين الناس قرآنا
صلــى عليه الله و ثنــى بملائكــــــه ثم من نبضت قلوبهم به إيمانا
إن كان حتما للقول مرجع يمتنــــــه كان لي الرحيق المختوم بيانا
اجتهدت في نقل بعض الكلام بلفظه فلا تعتبر ما لم تجده نقصـــانا
من ود أن يبسط في السيرة علمــه فما ترك من أرخوا لها عنوانا
من ربيـع الأول أطـل إثنا عشـــــره أفاق الكــون مبتهجا فرحــــانا
فيض من الخالق للناس ورحمتـــه غيث سقى عقلا للحق ضمـــآنا
ولـد الهــدى فعــم الأرض ضيــاءه أشاع فأخمد للمجـوس نيــرانا
و كنائس قد انهدمت إيذانا بهديـــه و سقط مما شيد كسرى إيوانا
بشـر به ابن مريــم قبــل مجيئـــــه يعلمه من كانوا حينها رهبـانا
محمـــد بن عبـد الله بمكـــة مولـده خيــر بني آدم كائنــا من كــان
آمنــة ذات النســـب قــدرت أمــــه بمكة كان لعبد الله بها بنيــــانا
جـــــده عبد المطلب شيبــة اسمـه حفر زمـزم و قد غارت أزمانا
به ولـــج الكعبة يشكـــر الله ربـــه سابع يوم أقام للحفيـــد ختـانا
يتيم أبت كل المرضعــــات حملـــه و قد طفن مكة يلتمسن صبيانا
شــاء الإله فكانت حليمـة نصيبــه سخا ثديها لبنا و قد جف زمانا
ارتــوى شــربا ثم ارتــوى أخ لـه ظـل قبل إرضاع محمد جوعانا
مواش جفت ضروعها قبل قدومه أمست تروح عشاء تبض ألبانا
خير من وطئ الثرى بدت بركتــه فصار من أعياه العطش ريانــا
بلـغ الفطــام حان للأهــل رحيلــه أعدت حليمة لمكوثــه أحضانــا
أربعة ببني سعـــد عـــد عمــــره جاءه الروح و قد رأوه إنسـانا
أحضر ماء زمزم ثم غسل قلبــه ما ترك فيه حظا يخص شيطانا
أرجع إلى الأم خوفا مما مســـــه سقته في حضنها حبـا و حنـــانا
وفاء للزوج الحبيب زارت قبــره قضت فكان الجد للعطــف خزانا
مع العم إلى الشام كان ارتحالـه رآه بحيرا ممن اختلوا لله رهبانا
هذا النبي المنتظر نطق لسانــــه بشر به المسيح من الله مــولانا
خوفـــا عليه سأل أبا طالـب رده سمع النصح وأوكل لرده غلمانا
عند حرب الفجار كان حضوره حضـر متخـذا بين الأعمام مـكانا
حلف الفضول تبعا كان وقوعه للظلم رافعــا ليعـش الناس أمـانا
خمس و ثلاثـون مضت لمولـده صدع السيــل من الكعبة جــدرانا
بيت شريف كان إبراهيم مشيده تبـوأ عنـد قاطني الكــون مـكـانا
مذ أسس و أفواج الناس تحجه يرجون من خالـق الخلق غفـرانا
طيب المال لها بقريش تم جمعه اتفقـوا على أن يجددوا لها بنيـانا
الحجر الأسود تناحروا لوضعـه يزداد فيهم بانيه شـرفا و ميــزانا
أنهى أبو أمية الخـلاف بقولـــه أن حكمـوا أول من رأيتم إنســانا
أطــل فهتفوا هذا الأمين نحكمه بما قضى يسمع من الكل رضوانا
وضع رداء و الحجـر يتوسطــه حملوا ثم بنى ليس منهم غضبـانا
أراد البعض خديجة زوجة لـــه ردت العرض وكانوا شيبا و شبانا
تزوجها محمد فأنعمهــا وفــاءه نعم الزوجة كانت له حبا وإحسانا
خمس و عشرون حينها عمـره أربعون سنها رأت في النبي أمانه
ستة من الولد منها الله وهبـــه حكمة منه زوجهم إناثا و ذكرانا
القاسم عبد الله و فاطمة حبـــه زوج علي تبوأت بالعالمين مكانا
زينب لأبي العاص بنت خالتــه أم كلثوم و رقية بهما بنى عثمان
إبراهيم من ماريـة أبكاه موتــه هدية من القبط حفظت فيهم مكانا
بحراء عن القوم كان اعتزالـــه يتأمل وجودا أسما فيــه وجــــدانا
ما هم بجاهلية إلا والله يحفظــه لا سوء حضر و لا إن عيدت أوثانا
لحمل الأمانة الكبرى الله يهيئـه فصار له الصمت و الفكــر إدمـانا
رأس الكمــال الأربعيــن بلغــــه نزل الأمين جبريل بالوحـي قـرآنا
زملونــي دثرونــي كان مطلبــه ورقة بن نوفل بــث فيه اطمئنـانا
هذا ناموس قد زار الأنبياء قبله لو أدركته أسبق الناس به إيمانا
رحمــة لكل الكـون الله أرسلـــه لما لا وقــد كان الشهـــر رمضان
منذرا من كفــر بعـذاب ينتظــره مبشــرا من أخلــص بالله إيمـــانا
داع الخلـق لعبــادة الله وحـــده مطهـرا من كساهم الشــرك أدرانا
بدءا بآل البيت فمن عرف خيره فأذعـن من آمن لأمــر الله إذعــانا
خديجة سابقة فزيد وعلي كفيله ابن قحافـــة أسلــم وكان فرحـــانا
نشط أبو بكـــر للديـــن دعوتــه فدعـا الثقــاة ثم دعا عثمـــــــــان
للإسـلام ثمانيـة هم أهل سبقه ثبتوا في الحـــق و كانوا شجعــانا
ثلاث سنوات ما ظهــر ســــره ثم وحـي أوجب الدعــوة إعــــلانا
أنذر ذوي القربى في أول أمره أن لا تعبــدوا من دون الله أوثـانا
صعد الصفا و قد نادى أهلــــه و أنزل الله في أبي لهـــب قــرآنا
صدعا و إعراضا من الله أمره بعد ســر صار الإســـلام إعـــلانا
اجتمعت قريش للرأي في دينه فلا ألفوه شاعرا و لا يشبه كهانا
مجنون و يفرق بيننـا بسحره كذبـوا و جحـدوا و جاءوا بهتـانا
ما صدق من جاء يؤدي حجه فقريش لا تملك لما قالت سلطـانا
من أسلم قريش قررت تعذيبــه فأوكلت لكل من آمن بالدين فتانا
وضع أمية حبلا لبلال في جيده لطواف الجبـال كلـف به صبيـانا
عثمان لفه العم وسط حصيـره ثم أثــار تحت الحصيــر دخــــانا
عمار ينظر قتــل أبويــه أمامه أمروا صبرا فالبشرى كانت جنانا
نكل الكافرون بمن أسلم لربـه عبيدا إماء كانوا رجالا و نسوانا
ما كان النبي في منأى يمنعــه همــــزا و لمــزا سـرا و إعــلانا
دار ابن أبي الأرقم مركزا لـــه زكــى فيها أنفسـا و بدل أذهـــانا
بأول هجــرة أمر النبي صحبه للحبشـة نجاشيها أعطاهـم أمــانا
إثنا عشرة رجلا كل أعد نفسه وأربع نسوة أمـر عليهم عثمـــان
من عاد إلى مكة قرر رحيلـــه لما وجدوا في النجاشـي إحســانا
بعثت قريش إلى الملك صاحبه ظنا أنهم حتى في الشرك خـــلانا
الكثيــر ما كانت العيـر تحملــه لرشــوة الملك و من كانوا كهـانا
طرح النجاشـي للقـوم سؤالــه ما دينكم و قد اتبـع أهلكم أديـــانا
تحدث جعفر للنجاشـي و أجابه كنا أهـــل جاهليـة نعبـــد أوثــــانا
رحمنا الله بنبي نعرف صدقــه نهانا عن الكفر و للحـق دعــــانا
عدد جعفر من الاسلام أمــوره و تلا على كل الحاضرين قــــرآنا
بكى النجاشي فرد الهدايا رده و اتخذ له من المسلمين جيـــرانا
أخفق الصاحب في ما كاد لــه استشاط غيضا فثارغضبه بركانا
قالوا نقتل محمدا نطفئ فتنتــه و وثبوا لقتلـه ظلمــا و عــــدوانا
أذاه أبو جهل أسلم حمزة عمه عــزه أن يرى ابن أخيـه مهــــانا
بعد ثلاث أعلـن عمــر إسلامه سلفـــا آذى المسلميــن ألــــوانا
دعا النبي ربه فاستجــاب لــه لين قلـب عمــر حين تلا قــــــرآنا
و قد كان ذا شكيمة بين قومه أسلم فنال الشــرك ذلا و هـــــوانا
به صار كل مسلم يعيش عـزه و صار الديــن بعد ســـر إعـــلانا
أتى عتبـة للرســول يفاوضــه فرجع إلى القوم متغيــرا حيــرانا
حمل أبوجهل للنبي حجرا لقتله رأى فحـلا يريده و الناس عميانا
رأت قريش مشاركة النبي ربه يعبدون الله حينا ويعبد هو أوثانـا
فأنزلت الكافرون نعبدالله وحده فلكل دينه نحن لا نخلــــط أديـــانا
استنصرالنضر يهودا فقالوا له هناك طواف و فتية غابـوا زمــانا
اسألواعن الروح انظروا رده فجاء الجــــواب من الله قـــــــرآنا
أنزلت الكهف و الإسراء بصدقه فما ازداد الجاحدون إلا كفــــــرانا
بنو هاشم و المطلب اجتمعوا له لحفظه من الكافرين فكانوا إخوانا
ما علم الشرك من حيل تم نفاده فتحالفـوا لـذوي القربـــى نكــرانا
ميثاق بالظلم حشيـت أسطــره في جوف الكعبــة علــــق عــدوانا
حصار وقع على النبي و أهله سعـى من كرهوا الصحيفة نقضانا
ثلاثة أعوام في الشعب زمانه أكلوا الأوراق و الجلود و لا خذلانا
أرضــة من الله أكلـت ميثاقــه عـدا باسمــك اللهـم تركتهــا بيـــانا
آيــة عظيمة بها وضح صدقه قالوا استمر سحر فزادوا كفــــرانا
هلك أبوطالب و كان حصنا له اطلقت قريش للنيل من النبي عنانا
ماتت خديجة فبلغ الأذى أشده ثم تحـول العام على النبــي أحــزانا
أحيط برجال آمنوا بالله وحـده صبرهم يفـوق ما في الجبال أوزانا
وهبوه حبا ما وهبـوه لغيـــره فكانت النفـــوس دونـــه تتفــــانــى
للطائف و ابن حارثة خروجـه أغـروا به سفهاء كبــارا و صبيـانا
ملك الجبال من الله أرســل لـه ليطبق عليهم أبا قيــس و قعيقعان
نصر من الله أمـد به عبـــــده طمأن القلـب و أقشـع عنه أحـزانا
لهداية القوم كان بالله رجـاؤه و أن لا يكون الخالق عنه غضبانا
زرافات ناس كل للحج مجيئه يأتـون من كـل فـج عميـق إتيـــانا
اعترضهم النبي يدعـو لدينــه قبائل و أفــرادا فمــا وجـــــد آذانا
ستة خزرج بمنى لبوا دعوته له أنصتــوا بقلـب طيــب فــــــلان
أجابوا للإسـلام و قبلـوا أمـــره كان ما علمـوه من اليهود برهـانا
إلى الأقصى و الروح أسري به و قد ركبـا براقـا يشبــه حصــــانــا
بعث الأنبياء بهم أدى صـلا تـه اصطفــوا جميعـا أرواحا و أبــدانا
إلى سماء الدنيا ليلا تم معراجه بها التقـى أبا البشـريـة رآه عيــانا
رد السلام و رحب مقرا بنبوته يعلــم ذاك مــذ أن خلــق زمــــــانا
للسموات تم للمعــراج تتابعـــه فاتبع الأنبيـــاء في الإقــرار أبــــانا
للسدرة فالبيت المعمور رفعــه ثم تــم المعـــراج إلى الله مـولانا
قاب قوسين أوأدنى كان دنــوه حذار أن يحــدد العقـــل لله مكــــانا
خمسون صلاة في اليوم واجبه سأل التخفيف منتصحا ابن عمـران
خفف الله و قد أمضى فريضته واحدة بعشر من الرحيــم إحســـانا
خمرا كذا اللبن تم عليه عرضه فما اختارإلا الفطـرة و كانت ألبانا
رأى الجنة والفرات فالنيل معه مالك لا يضحـك كان للنار خــــزانا
من أكلوا أموال اليتيم بظلمــــه تخـرج أدبارهم بعــد أكــل نيـــرانا
رأى المرابي يحمل بطنا يكبـره فما يبــدل بعجـزه من ثقــل مكــانا
الزاني يأكل لحما نتنت ريحــه كذا نساء كـن يأتين سلفا بهتــانا
بما رأى من آي أخبــر قومـــه فما ازدادوا إلا كفـــرا و عصيــانا
من أسلم من يثرب جاء ضعفه بمكة بايعوا كما أمر الله نســـوانا
مصعب بن عمير رافقهم سفيره كان ممن سبقوا للإســلام شبــانا
بضع و سبعون حضرو امكة له حجيجا و الكـل بالإســـلام مزدانا
للبيعة الكبرى أسمعهم شروطـه قبلوا بها فكان جــزاء الله جنــانا
خرج من أسلم إلى يثرب بأمـره خطر يزعزع لأهـل الشـرك كيـانا
للهجرة أوحى الله للرسول إذنه فما افتـرش ما اتخـذ سلفــا مكانا
أعد أكابر الشــرك خطة لقتلـــه لأجلها عقدوا بدار الندوة برلمانا
ألقى أبو جهل في المجلس رأيه أيده الشيخ النجدي كان شيطــانا
ليتفرق بين كـل القبائـل دمــه نجمع له من كل القبائــل شبـــانا
خرج النبي بينهم وعلي مكانه يذر التراب عليهم والقوم عميانا
يمر رجل أحاط بالخيبة علمــه يوقظهـم خائبيـن نالـوا خســرانا
غار ثور صحبة الصديق مبلغه قال لو حني بعضهم رأســه رآنا
طلبا للأثـر جد الكل في بحثـــه صعـدوا جبــالا و نزلوا وديــانا
سلك الليثي إثر الخروج طريقه أمعن جنوبا تجـاه اليمن إمعـــانا
استظل النبي شجرة حان نومه على فروة سوى الصديق مكـانا
يسأل رجل أبا بكرعن مصاحبه يرد هذا من للطريــق هـــــدانا
عرف السبيل سراقة كتم يضلله قائلا لمخبره رأيت فلانا و فلانا
تعثر الفرس في الثرى مرارا به فنادى الصاحبيــن يرجو أمـــانا
لأم معبد شاة مسح ضرعها بكفه كانت مجهدة فصارت تدر ألبانا
بنو سهم أسلمــوا عند مــروره لقيهم رحــلا على الخيل ركبـانا
بقباء أسس مسجدا عند نزولـه أول بناء أسس بالتقوى عمرانا
دخل المدينة فاهتزت طـــربا له استبشرت خيرا عبيدا و أعيـانا
الكل يريد دخول الحبيـب لبيتــه اختارت قصواؤه بالأرض مكانا
بكــرم من الله و فطنــة عبـــده تصالح أعداء و صاروا إخـوانا
قلوب تآلفـت فضلا من الله ربه أرواح انسجمت فصاروا خـلانا
في المدينة أظهر اليهود كرهـه كانوا بيثرب و الضواحي سكـانا
يرتزقون من الربا دائما ضغفه فقد كان اليهودي في الربا فنانا
يقرضون العربي ليكتسب مدحه يمتلكون أرضا قـد كانت رهــانا
أقام النبي أول خطـوة مسجــده بأرض دفع ما طلب أهلها أثمانا
عمده جذوع نخل وجريد سقفه بلبن وطين أقامــوا له حيطـــانا
للصلاة و علوم الدين أسســـه كذا لعقد المجالـس كان برلماــنا
نغمـــة في الأفــق دوت فوقـــه الله أكبر في أنحاء الوجود أذانـا
أنصار ومهاجرون كل بدا حبـه تآخوا مواساة و إيثارا لا امتنانا
أرسى النبي للمجتمع قواعـــده بعقــد معاهــدة لا تقبــل نقضـانا
بنصح و خير لليهود تم عهـده لكنهم شعـب هناؤه إلا إذا خــان
غزوة بدر أعلت للرسول شأنه حرب بين الباطل و الحق فرقانا
ما أبدى النبي لأحد تخلف نكره ما حسبوا لصدام الكفـر حسبانا
ثلاثمئة و أزيد من خرجوا معه ما أكثروا رمــاة و لا فرسانـــا
قصد مال للشرك و عير تحمله عوضـا لما سلب بمكة عـــدوانا
علم أبو سفيان بما هو ناظــره يتحسس كلما لقي ناسا ركبـــانا
أرسل مستصرخا قريشا نصرته ضمضم فصاح و الصدر عريانا
أدركوا مالكم عارض قد جــاءه محمد وصحبه خرجوا شجعانــا
بقى في مكة إلا من له مخلفــه كأبي لهب أخــرج من له مــدانا
ألف و ثلاثمئة جيشهم قوامـــه أبو جهل قائدهم يتكبـر طغيــانـا
حول أبو سفيان لينجو وجهتـه تراجع الأخنس فأجابوه عصيانا
بدأ القتال فدعا الرســــول ربـه أنزل ملائكة جبريل يأخـذ عنانــا
رمى النبي حفنة و الرامي ربه أصابت الشرك راجلين و فرسانا
نكص إبليس هاربا معلنا رعبه مما يرى تاركا للمشركين ميـدانا
لقي أبو جهل القائـد مصــرعه من بطلين يراهم بتكبـــره فتيـانا
و قتل ابن رباح أميـة معذبــــه و قدعرض لفداه إبلا تبض ألبانا
قتل سبعون و أسر العدد نفسه حصد الزعماء و القـادة خسـرانا
فر جيش الكفر يجــر هزيمتــه بـــدر كانت لإدارة الحرب ميدانا
أربع عشرة أكرم باستشهـاده وهبوا أرواحــهـم لله كذا أبـــدانا
تهتز المدينة للنصر و بشارته أصيب من نافــق فاليهود خذلانا
بالأسرى خيرا من النبي وصيته هم في النسب و العشيرة إخوانا
بأخذ الفديــة أنـــزل الله عتابـه لما ذاك و أنتم لم تثخنـوا إثخانا
حسم النبـي بغزوة بـدر نصـره أغاظ الشرك زلزل لليهـود كيانا
تآمروا و دسـوا له و لصحبــه بدا حقــدهم يتجلى للناس عيـانا
كادوا للنبي و نكثـــوا عهــوده أوقدوا فتنا بمن صاروا إخــوانا
حصارثم تسليم فالجلاء بعــــده أمر الله إن أراد بقــوم خــــذلانا
تجمع جيش الشرك ليأخذ ثأره يحترق غيظـا بل يغلـي غليــــانا
ثلاثة آلاف عـد و فيهم قـادتـه كان ابن الوليــد يقــود فرســانا
تحرك الجيش فعلم النبي أمره و طالــب أبي بن كعــب كتمــانا
أعد النبي عدة مشاورا صحبه ألف توكلوا على القوي تكـــلانا
أحد دنت أعلن ابن أبي تمـرده فكان لثلــث من خرجــوا فتـانــا
أتم من بقى صوب العدو زحفه و كان الرسول للمسلمين ربـانا
عين للجبل رماة حماية لظهره في وجه العــدو رجـالا شجعـانا
جرد السيف لمن يأخذه بحقه تنافس الكل فأمسكه أبو دجانــه
جيش الإيمان أراد الكفارتفريقه أحضروا لتحفيز رجالهم نسوانا
قتل حمزة أسد الله و رسولـــه ليعتــق الحبشي حـدد له أثمــانا
انهزم جيش شرك فولى أدباره نسوا الثأر و قد أغلظــوا أيمـانا
ما التزم جل الرماة للنبي أمره بعد فر رجع المشركون شجعانا
بدد المسلمون فالنبي أشيع قتله فأبطل صائح ما أشيع بطـــلانا
كسرت رباعيته و شــج رأســـه فراح يسلت عن الوجه نعمــانا
تباهى أبو سفيان حينها بأوثانه سمع لا مولى لكم و الله مولانا
الحرب سجال قالها فالرد جـاءه النار لقتلاكــم و الجنـة لقتــلانا
درس لكل مسلم واجب يفقهـــه لمن ترك أمر الرسول عصيانا
بلاء من الله للرسول و صحبــه تمييز لمن دس بالقلـب أدرانـا
في المضجـع كان للشهيــد دفنه بلا غســـل ما ألبســوا أكفانــا
متضرعا أثنى النبـي على ربــه رجال خلفه قلوبهم ملئت إيمانا
بعث الرجيع نفــر لقــي حتفــه ارتحلوا ليقرئـوا قوما قــــرآنا
وفد ببئر معونة وقعت مأساتــه بغـدر عصية و رعل و ذكوان
دعا النبي على الغادريــن ربــه اشتد ألمه و وجد قلقا و أحزانا
أبدى اليهود فمن معهم عـداءه فهذا مبدأ كل من كان خـــــوانا
بنو النضير ببني قينقاع اقتدوا فجنا الجمع من الذلــة ألـــوانا
لبدر ثانية حضر النبي لموعده أخذ جيش الكفر رعب فاستكان
حشدت دومة الجندل بغيةغزوه باغتهـــم فهربوا و نشر أمـــانا
حزبت قريش جيشــا كثر عـده أخرجت من كل القبائــل قطعانا
للدفاع استشار النبي مجلســه من حضر النقاش وافق سلمان
حفر الكل خندقا بعيـدا عمقـــه أنهكوا نصبا فالكل كان جوعـانا
ثرى المدينة استحالت وطأتـه فحصار ما حسبــوا لـه حسبــانا
استجاب الله للرسول دعـــاءه فأسرى بين المشركيـن خــذلانـا
أرسل الريح والملائكة جنـــده زلزلتهم فصار شجاعهـــم جبانا
هزم الله الأحزاب و نصرعبده حصد جمع الكفر ذلا و هــــوانا
بنو قريظة جمع بدا غــــــدره قتل الرجال هذا جزاء من خان
لا سرايا ولا غزو حان توقفه تأديبا و إرهابا للذي ما استكان
أشاع ابن أبي عن عائشة إفكه وجد لإفكه بين الضعاف أحضانا
برأها الله و فضح للمنافق أمره ســر النبي بعد أن كان حيرانــا
ما نفعت شعب خيبر حصـونـــه تآمروا فما نفع من كانوا خلانــا
تعددت حصونهم الكل تم فتحتـه أغلقوا أبوابا أوأعلوا لها حيطانا
فتح من الله بشارة أتت لنبيـــه قســم غنائمــه عــدلا و إحسـانا
أسلمت صفية كانت للنبي زوجه رأت في حجرها للقمـــــر مكــانا
فدك و وادي القرى رام صلحه استسلموا جميعا فعاشـوا أمــانا
كذا تيمـاء استسلمــت برعبـــه تدفع الجزية و لن تجد عـدوانا
شرك ويهـود كل أفلــت نــــاره بعثت السرايا لمن كانوا عربـانا
أراه الله نائما يؤدي عمرتـــــه أخبر الصحب فصارالكل فرحانا
على القصواء إلى مكة موعده جمعت لقتاله جموع تكن أضغانا
لقتال النبي عن المسجد صـده عقـــدوا مجلسـا و هيأوا فرسانا
بعثوا رســـلا ليتفاوضــوا معه فأرسل النبـي لدعوتـهم عثمــان
تحت الشجـــرة نادى لبيعـتـــه لب الجميع نالوا من الله رضوانا
حلا للعمرة تأس الكل بفعلــه فدعا الله لمـن تأسـى غفـــــــرانا
رأوا ظلما عند إبرام صلحــه لكنه فتـح للنبي أنزله الله قـــرآنا
عشرة أعوام سلما للنبي كفته ليحيا من يقطن المدينة اطمئنـانا
أرسل للملوك و الأمراء كتبـه أسلم بعض و رد البعـض نكــرانا
ركب القصواء لقضاء عمرته صاحب لها رجالا نساء و صبيانا
مؤتة حرب سببها قتل سفيره أرعب فيهـا سيـف الله رومـــــانا
قتال تداول رجال لحمل رايتـه قلة في العدد لكنهم كانوا شجعانا
أرعبوا جيشا مائتي ألف عـده توطئة ليفتح المسلمــون بلدانــا
ثلاثة آلاف أرسل النبي جيشه عجب في قلة أحبت الجهاد إيمانا
كل لدود للإسلام عرض جنحه أذكر سليمــا و فزارة و ذبيــــان
أسرع خزاعي للنبي يستنصره أنقضت قريش الميثـاق نقضـــانا
فأحست غدرها و خافت عقابه أرسلت لشــد العقـــد أبا سفيـــان
فما وجد عند الرسول شافعا له و قد قـــدر الله لفتــــح مكـة أوانا
تهيأ النبي للفتح و ما أعلنـــه فكتب حاطب إلى قريــش بيـــــانا
من السماء جاء خبــر صنعـــه طلب عمر قطع العنق لمن خان
نبي الله أرسل للناس و رحمته لعل الله منح لشاهدي بدرغفرانا
عشر من رمضان بـدأ تحركــه عشرة آلاف يمشـون و ركبانــــا
بمر الظهران أمر بعــد نزولــه فأوقد الجيش على عده نيــــرانا
ركب العباس البغلة مكة قصده أن اخرجوا و اطلبــوا استئمــانا
أتى أبو سفيان و الرعب يملكه معلنا إيمانه ما استطـاع نكــرانا
نجا من دخل الحــرم كــذا داره أو غالق بابه أعطاه النبي أمــانا
بذي طوى تواضعا طأطأ رأسه لرب أكرمـه فكان الشكـر عنـوانا
استلم الحجر طائف فور دخوله محطمـا ما وضعــوا فيه أوثـانا
صلى بالبيت ثم وحـــد الله ربـه وقفت قريش تظنه كـن أضغـــانا
ما ترون أنني بكم فاعل نــداءه رد الجميع أنت كريــم له عرفانا
لا تثريب عليكم اليوم كان قوله مقتديا بالنبي يوسف استنــانـا
أرجع مفتاح الكعبة وفاء لأهله صعد بلال نادى في الناس أذانا
اغتسل وصلى ثمان يشكر ربه أهدر دماء تسعـة تمادوا طغيـانا
يوم إثرالفتح حمد الله و مجــده منذرا بحرمة مكة لا تشبه بلدانا
تبين الحق بمكة فأعلنوا بيعتــه و أذعنوا لدين الإســلام إذعــانا
خشي الأنصار لزوم النبي بلــده فما أحب على حب مكة أوطــانا
سألهم عن قولهـم فأخبـروه بــه استعاذ بالله ترك من كانوا خلانا
تسعة عشر يوما بمكة يعلم دينه والسرايا تدعو له و تهدم أوثانا
لمالك بن عوف قبائل انقادت له فساقهــم مالا و نساء و ولــدانا
بأوطاس قرب حنيـن كان نزوله لحرب المسلمين فتبـوأ خسـرانا
من حنين امتدت للطائف غزوته حوصر فيها من قطنوا هـوزان
غنائمهم جمة فبدأ النبي قسمته شملت أموالهم أبناء و نسـوانا
تمت القسمة فأهل النبي عمرتـه فالرجوع إلى المدينـة قد حــان
بفتح مكة اعتنقت أفواج ديـنـــه و قصدت بعوث و سرايا بلـدانا
بدا شر المنافقين و ما يخفونــه فأسسوا مسجد الضرار عمرانا
لمحارب الله ورسوله تم بنـاؤه إرصادا كــذا تفريقا و كفــــرانا
ما أقام به النبي صلاة و هدمــه وأهل النفاق عن الحق عميـانا
أعلن النبي في المدينة جهـــاده تسابق الناس ليلقـوا رومـــانا
جيش العسرة إلى تبوك صوبـه تخلف ذوعذورأو رام استئذانا
كفــى الله أهــل الإيمــان قتالــه تفرق العدو و من كانوا أعوانا
بعث أبو بكر للحـــج و أمـــــره لا حج لمشرك و طاف عريانـا
استعد الرسول لحجـــة وداعــه و أهل بالحـج و العمــرة قرانا
آلاف من الناس سمعوا خطبتـه أحسوا بأن الفــراق قــد حـان
نزلت آية تكمل الدين و ترضاه بكى عمر فما كمل يبدأ نقصانا
حول البيت طواف الوداع طافه قصدوا المدينة ماشين و ركبانا
إحدى عشرة زوجة كن تحتـــه بهن ظل بيت الرســول مـــزدانا
خديجة بنت خويلد أول زواجـه فاضت على النبـي حبا وحنـــانا
سودة كانت قد أسلمـت ثانيتــه ترملت عقد عليها الحبيب قـرانا
عائشة لا بكر غيرها لهـا حبـه لا يضاهيها في حبه لها نسـوانا
حفصة مات بعلها كانت رابعته بنت خزيمــة للمساكين إحســانا
بنت جحش بزواجها أمر ربـه زيجة بها شـرع للتبني بطــلانا
أم سلمة في شوال بها زواجـه ثم بنت الحــارث أعقبتــها أوانـا
أم حبيبة أعلــن زوجها ردتـــه تمسكت بالدين مات يعبد صلبانا
صفية فميمونة هما آخر زواجه كان النبي شجرة و كن له أفنانا
في صفر بالبقيع تصدع رأسـه شهد جنازة فأوقد الجسم نيــرانا
سبع قرب أهريقت لتطفئ حره فكم ابرد الماء من الحــر أبــدانا
صعد مخاطبا لما أحس بخفتــه لعن متخذي قبورأنبيائهم أوثانا
صدق ما ملك يوما قبل وفاتــه وهـب الأسلحــة و أعتـق غلمانا
سبعة دنانير ذاك ما كان عنده كان قادرا أن يملك الذهب أطنانا
بكت فاطمة حين حدثها بسـره بآخـر بدا الوجه مبتهجـا فرحـانا
ثاني سر أنها أول أهلـه يتبعـه و الأول أن وجع الفراق قد حـان
قبل الحسنين خيرا بهما وصيته سيدا الجنة في من كانوا شبــانـا
دعا الأزواج و كن تسعا بعـده توفي عنهن عشـن بعـده أزمانــا
نفعن الأمة من فعله كذا كلامه نطقا أو عملا أو صمتـــا أحيــانا
إلى عائشة مسند عند احتضاره لحق رفيقه الأعلى يدعو غفرانا
ثلاثة و ستون عاما كان عمره عاش الأيام كـذا الليالـي يقظــــانا
ذهل عمر و ما صدق سمعـه لقطع أياد و أرجل أغلــظ أيمـانا
بكى الصديــق موقــن بموتــه ما فارقت عبر للسامعيـن أجفانا
خاطب الناس فانسكبت دموعه أ خضل شعر كان يكســـو أذقانا
مات محمد وما مات خالقـــه هدأ الناس لما سمعوا منه قرآنا
يوم الاثنين ولد و مات فيـــه غسل بلا تجريد ما رأوه عريانا
بلا إمام كل صلى عليه جنازته نسـاء أعقبـن رجالا ثم صبيـانا
دفن النبي حيث قبضت روحه جعل القبر لحدا ثلثوا له أكفــانا
لا تنسوا النبي المرتضى دينه فتجنـون عند الحسيب نسيـانــا
هذا نبينا الهادي الذي كنا بـه خير الأمم جاء في الوحي بيـانا
وسطا في كل شيء شرعــــه ما حمل على غير قـدرة إنسـانا
أطيب من طيب و مسـك ريحه لؤلؤ عرقه يعطر ما زار مكـانا
كأن الشمس تجري في وجهـه يستنير كالقمـر إذا كان فرحانا
ببدائع الحكمـة الحكيم خصــــه ما حرك يوما عن الهوى لسانا
أتاه الله من الكـلام جوامعـــــه كلمة منه تكون لكتـب عنــوانا
إذا ما تحدث رأيت عند تكلمــه نور يخــرج بين الثنايا لمعـــانا
حليم صابرو يعفو عند قدرتـــه إذا انتهكت حرمة تراه غضبـانا
هو من البشر كان يخدم نفسـه لم يكن فاحشا متفحشا و لا لعـانا
يقبح ما رأى في الناس قبحـه و يصوب ما رأى فيهم إحســــانا
مهما وصفت فلن أبلغ كنهـــه إنسان هو و كأنه ليس إنســـــانا
فلا تغلوا تطرفا في ما أمر به و لا تتفرقوا بعده شيعا و أديـانا
ما ثناه الظلم و الجوع و يتمه ألا ترون لأجل نجاتكـم كم عانى
كونوا له خير خلف و لصحبه تنجون مما أعد للعصاة نيـــرانا
ما قمت به لا يوفي النبي حقه أملي أن يكون عند ربي قربــانـا
لا أدعي شعرا و لم أكن أنظمه و لست أرجو من الخلـق عرفـانا
كما تعددت في الشعر بحــوره اختلفت قصيدتي عروضا وأوزانا
لكن حبي لله ومحمـد رسولـه أبدى القوافي و ما رام استئـــذانا
هاء قافية صدره نون عجزه لعــل القـــارئ يجد للنـص ألحــانا
ما طمأن قلبي أناملي ترسمه و أعجـز عن تذكـر لفــظ أحيــــانا
حينها أفتح مصدري أتصفحه كي يتماشى النص عقــلا و لسانا
أتوسل الله في عملـي قبولـــه كذا الإخلاص و أرجو منه غفرانا
أصلي على من به ختم رسله به أتم الله النعــم و أكمــل أديـــانا
و أسلم عليه كذا الآل و صحبه جزاهم الله عن كل الأمة رضــوانا
و حمدا للذي يستحق الثناء كله من بعــث محمــدا وللحــق هـــدانا
سلام على المصطفين من خلقه على قــدر ما تـلا القارئون قـــرآنا




الفقير إلى ربه : خالد محمد الصالح
نقريـــــــن ولايــــــة تبســــــــــــــــة





©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©