بدايات السفور في العالم الإسلامي

سليمان بن صالح الخراشي


لم يبدأ السفور وتوابعه في العالم الإسلامي إلا زمن استعمار ديارهم من قبل النصارى الصليبيين الذين شجعوا هذا الأمر ؛ وخططوا له ، طلبًا لإفساد المسلمين ، وإشغالهم بالشهوات . وهذه حقيقة لا ينكرها إلا مكابر .

وقد وجدوا بغيتهم في بعض أبناء المسلمين المفتونين الذين أثاروا هذه القضية وغلفوها بالغلاف الإسلامي مبدئيًا ليتقبلها الناس ! رغم إجماع المسلمين العملي المتوارث على خلاف ذلك . - كما بينت ُهذا في مقال سابق - .

وقد كان التركيز في البداية على مسألة كشف الوجه ؛ لأنهم يعلمون أنها متى تحققت سيسهل مابعدها ! كما حدث فيما بعد على أرض الواقع في دول عديدة .

ومن يُبسط القضية ويجعلها مجرد خلاف فقهي فهو واهم !

نعم : لو كان الحوار مع أمثال الألباني - رحمه الله - لعددناها كذلك ؛ لأننا نعلم أن الشيخ عندما اختار هذا القول وضع له شروطًا لا تكاد تجدها معمولا بها عند من يتبجح بأنه يتابعه !

ونعلم كذلك أن الشيخ قد اختار أفضلية ستر الوجه ، وكانت نساؤه على هذا ..

ونعلم كذلك أن الشيخ عالم رباني يغار على أعراض المسلمين ، ويدعوهم للعفاف والبعد عن التساهل .. الخ ، وكتبه ومؤلفاته شاهدة بهذا .

لكن الحوار مع مرضى القلوب وأذناب الغرب خلاف هذا كله ؛ لأنهم كما قال تعالى ( ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما ) ؛ ولأننا نعلم أن طرقهم لمسألة كشف الوجه وأنها مسألة خلافية ! هو بوابة لما وراءه ؛ كما حدث مثل ذلك في بلاد أخرى .

وما قاسم أمين عنا ببعيد !

فعندما كان يطالب بكشف الوجه في كتاب كامله الأول " تحرير المرأة " .. إذا به يكشف عن خبثه في كتاب كامله الثاني " المرأة الجديدة " فيشن الحملة التشويهية على الحجاب كله !

والمؤمن لا يُلدغ من جحر مرتين .

وفي هذا المقال سأذكر كيف حدث السفور في أحد البلدان الإسلامية ، وكيف كان المستعمر يرعى هذا الأمر ويصنعه على عينه كما فعل في بلاد أخرى ؛ ليتبين لنا مقدار الكيد والمكر الذي يبذله اليهود والنصارى في سبيل تدمير بلاد المسلمين أخلاقيًا ، بعد أن دمروها سياسيًا ونهبوا ثرواتها .

والله المستعان .

نقلا عن "صيد الفوائد"

يُتبع باذن الله ....






©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©