الشيخ عمر العرباوي رحمه الله ولد سنة أولى912 بمدينة سيدي عيسى ولاية المسيلة، من أسرة متواضعة وهو ابن الشيخ صالح بن عبد الكريم الذي كان معلما في الكتاتيب القرآنية، بدأ الشيخ تعليمه على يد والده وبعض المشايخ، ثمّ توجّه بعد ذلك إلى زاوية سيدي ساعد اليوطويلي ( ولاية المدية ) فحفظ القرآن وعمره 15 سنة، ثم انتقل بعد ذلك إلى زاوية سيدي المهدي ( ولاية البليدة ) درس هناك القرآن وأحكامه وأصول الفقه، ولمّا تمّ تعليمه شرع في إعطاء الدروس مفصلة لطلبة مدينة البليدة، انتقل بعدها إلى بئر خادم حيث أسّس هناك مدرسة لتعليم مبادئ الإسلام واللغة مادة اللغة العربية، وقد اتصل بالشيخ الطيب العقبي رحمه الله وتأثّر بحركته الإصلاحية، ثم اتصل فيما بعد بأعضاء جمعية العلماء المسلمين، فأصبح عضوا نشيطا فيها، قام بتربية مجموعة من الطلبة بمدينة السحاولة حيث كانت إقامته مدّة من الزمن، انتقل بعدها إلى باب الواد وبلكور، فعلّم في مدارسها وأعطى دروس مفصلةا في الوعظ والإرشاد في مساجدها إلى سنة أولى955، وفي شهر رمضان بالضبط ألقت السلطات الاستعمارية عليه القبض وهو يصلي بالناس صلاة الجمعة في المسجد العتيق ببلكور بحجّة أنّّه كان يحثّ الناس ويدعوهم إلى الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني والجهاد في سبيل الله، فاستنطق وعذّب عذابا شديدا ونقل إلى سجن البرواقية ففتح مدرسة يعلّم المسجونين اللغة مادة اللغة العربية والعلوم الشرعية، وبقي هناك مدّة 3 سنوات حيث نقل بعدها إلى معتقل "بوسوّي " أين التقى بالشيخ أحمد سحنون والشيخ مصباح، اقتيد بعدها إلى معتقل " أركول " فبقي هناك حتّى أواخر سنة أولى961 حيث أفرج عنه، وبقي تحت الإقامة الجبرية حتّى عهد الاستقلال، انخرط في صفوف المعلمين وواصل مهمة الوعظ والإرشاد بمساجد العاصمة وضواحيها إلى غاية 1967، انتقل بعدها إلى الحراش فاستقرّ بها وركّز إصلاحه في هذه الفترة على تكوين الشباب وغرس العقيدة الإسلامية السليمة، وتوجيههم توجيها صالحا إلى سنة أولى975 حيث أخذ التقاعد وواصل مهمته الشريفة في الإصلاح وقضى هذه الفترة الأخيرة من حياته في التأليف والوعظ والإرشاد والعبادة وتلاوة القرآن والتمعن في أحكامه ومطالعة الكتب كما كان له موقف مشهود سنة أولى977 إذ منع عرض مسرحية " محمد خذ حقيبتك " التي قيل عنها أنّها كانت تشتم الإسلام والمسلمين، وكرّر هذا الموقف سنة أولى980 بالجزائر " المسرح الوطني الجزائري ". أدّى الشيخ العرباوي رحمه الله فريضة الحج واعتمر مرات عديدة ولم يتوقف نشاطه حتى وافته المنية، بل كان يتألم كثيرا لأوضاع المسلمين حتى وهو طريح الفراش يعاني من مرض السكر أشد المعاناة، وتوفي رحمه الله صبيحة يوم الأحد 2 ديسمبر 1984 وقد شيعت جنازته يوم الإثنين بمقبرة سيدي رزين " طريق براقي " حيث حضرها عشرات الألاف من المسلمين قدموا من كلّ حدب وصوب، بما فيهم بعض رموز الدعوة الإسلامية في الجزائر كالشيخ احمد سحنون والشيخ عباسي مدني والشيخ محفوظ نحناح رحمهم الله جميعا.




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©