مشاهد من بيوت الصحابــــــــــــة ( رضي الله عنهم )
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مشاهد من بيوت الصحابة رضوان الله عليهم هكذا أردت للعنوان حتى نزور معا إخواني / أخواتي لهذه البيوت التي يفوح شذاها برا و صلاحا و رحمة و إيمان ....
1/ أبو بكر الصديق :
إنه الصدِّيق رضي الله عنه ، الصحابي الجليل الذي كان أول الرجال إسلاما ، و أول العشرة المبشرين بالجنة ، و أول الخلفاء الراشدين ، و أول من بادر إلى تصديق الرسول صلى الله عليه و سلم ليلة الإسراء حينما كذبه المشركون فقال لهم : ( و الله لئن قال ذلك لقد صدق ) .
إنه صاحب رسول الله  في الغار يوم الهجرة ، و صاحب المواقف الخالدة التي لا تنسى في الدعوة إلى الإسلام و الدفاع عنه ، و قد نال شرف ثناء الرسول  حين قال : ( إن أمنَّ الناس عليَّ في صحبته و ماله أبو بكر ، و لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، و لكن أخوة الإسلام و مودته .)
و لهذا الصحابي الجليل مشاهد خالدة كثيرة و لكن اخترت مشهدا أعجبني كثيرا و اخترت لكم هذه :
بعدما اشتد أذى المشركين و عذابهم للمؤمنين قرر أبو بكر الهجرة إلى الحبشة ، فلقيه ابن الدغنة فقال له: إن مثلك يا أبا بكر لا يَخرج و لا يُخرج ، أنا جــــار لك ، ارجع و اعبد ربك ببلدك .
و طاف ابن الدغنة على أشراف قريش و أبلغهم لأنه أجار أبا بكر ، فاشترطوا عليه أن يعبد الله في داره و يستعلن بصلاته و لا يقرأ القرآن في غير داره .
فمــــــــــــــــاذا فعل أبو بكر الصديق ؟؟؟؟؟؟؟؟...
بنى مسجدا بفناء منزله ، و كان يصلي و يقرآ القرآن فيه دائما فيجتمع عليه أبناء المشركين و زوجاتهم فيتعجبون لكثرة بكاءه فقد كان رضي الله عنه كثير البكاء إذا قرآ القرآن .
فخاف المشركون و أرسلوا إلى ابن الدغنة و قالو له : إنا كنا أجرنا أبا بكر بجوارك على أن يعبد ربه في داره ، و إنه ابتنى مسجدا بفناء داره ، فاطلب منه ألا يجهر بتلاوة القرآن ، فإن أبى فرُد عليه جواره .
فلما جاء على أبي بكر و أخبره بذلك ....
هل تعلمون ماذا قال أبو بكر ....
حسنا لقد قــــــــــــــال رضي الله عنه : إنى أرضى بجوار الله و رسوله و أردُ إليك جوارك .......
و استمر الصديق بتحديه للمشركين و صار بيته مسجدا يصدح فيه القرآن ، و يجتمع عنده الناس لسماع الآيات المباركة التي تتلى بخشوع و تدبـــــــــر ، و كان هذا سبب في إسلام الكثير من المشركين ..
فما أعظم الإيمان الذي تغلغل إلى شغاف القلوب و تذوقت النفوس حلاوته و اطمأنت إليه .
2) عمر بن الخطاب :
إنه الفاروق رضي الله عنه عمر بن الخطاب ثاني الخلفاء الراشدين وأول من نودي بلقب أمير المؤمنين ، كان من أصحاب الرسول . و أحد العشرة المبشرين بالجنة، ومن علماء الصحابة وزهادهم.
لقب بالفاروق لأنه كان يفرق بين الحق والباطل ولا يخاف في الله لومة لائم. وكان عمر من أشراف قريش و عقلائها و كان رسول الله  يقول : "اللَّهُمَّ أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بعمر بن الخطاب أو أبي جهل بن هشام"
و لهذا الصحابي الجليل مواقف عديدة أحب أن سأذكر منها :
كان عمر يخرج ليلا يتفقد أحوال المسلمين، ويلتمس حاجات رعيته التي استودعه الله أمانتها، و في أحد المرات و بينما كان يعس بالمدينة إذا بخيمة يصدر منها أنين امرأة، فلما اقترب رأى رجلا قاعدًا فاقترب منه وسلم عليه، وسأله عن خبره، فعلم أنه جاء من البادية، وأن امرأته جاءها المخاض وليس عندها أحد، فانطلق عمر إلى بيته فقال لامرأته "أم كلثوم" ـ هل لك في أجر ساقه الله إليك؟ فقالت: وما هو؟ قال: امرأة غريبة تمخض وليس عندها أحد ـ قالت نعم إن شئت فانطلقت معه، وحملت إليها ما تحتاجه من سمن وحبوب وطعام، فدخلت على المرأة، وراح عمر يوقد النار حتى انبعث الدخان من لحيته، والرجل ينظر إليه متعجبًا وهو لا يعرفه، فلما ولدت المرأة نادت أم كلثوم "عمر" يا أمير المؤمنين، بشر صاحبك بغلام، فلما سمع الرجل أخذ يتراجع وقد أخذته الهيبة والدهشة، فسكن عمر من روعه وحمل الطعام إلى زوجته لتطعم امرأة الرجل، ثم قام ووضع شيئًا من الطعام بين يدي الرجل وهو يقول له: كل ويحك فإنك قد سهرت الليل.
إنه النموذج الفريد من نوعه للحاكم الذي يستشعر مسئوليته أمام الله وأمام الأمة ........
المثال النادر للزهد والورع، والتواضع والإحساس بثقل التبعة وخطورة مسئولية الحكم .....


3) عثمــــــــان بن عفان :
إنه الصحابي الجليل عثمان بن عفان-رضي الله عنه-، بشره النبي ( بالجنة، ووعده بالشهادة، ومات وهو راض عنه، ، وتزوج من ابنتي رسول الله و لهذا لقب بذو النورين ، وكان ثالث الخلفاء الراشدين، واستشهد وهو يقرأ القرآن الكريم.
وتوفي النبي ( وهو راض عن عثمان؛ فقال: "لكل نبي رفيق ورفيقي (يعني في الجنة) عثمان" [الترمذي].
و مواقف هذا الصحابي الجليل لنصرة الاسلام و المسلمين كثيرة منها هذه :
في المدينة رأى عثمان -رضي الله عنه- معاناة المسلمين من أجل الحصول على الماء في المدينة؛ حيث كانوا يشترون الماء من رجل يهودي يملك بئرًا تسمى رومة، فقال النبي (: "من يشتري بئر رومة فيجعل دلاءه مع دلاء المسلمين بخير له منها في الجنة" [الترمذي].
فذهب عثمان-رضي الله عنه-إلى ذلك اليهودي وساومه على شرائها، فأبى أن يبيعها كلها، فاشترى نصفها باثني عشر ألف درهم، ثم خصص لنفسه يومًا ولليهودي يومًا آخر، فإذا كان يوم عثمان أخذ المسلمون من الماء ما يكفيهم يومين دون أن يدفعوا شيئًا، فلما رأى اليهود ذلك جاء إلى عثمان، وباع له النصف الآخر بثمانية آلاف درهم، وتبرع عثمان بالبئر كلها للمسلمين.
إنه الكرم و الجود ......
بل هو الإيمان الصادق و سباق نحو الفوز الأكبر سباق إلى طريق الجنة ...
4) علي بن أبي طالب :
أبو الحسنين علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين. المشهور بالعلم و الحلم والشجاعة والكرم. و هو من أول من آمن بالنبي محمد بن عبد الله  من الصبيان .
الذي تربى في بيت النبوءة فقد كفله النبي  مساعدة لعمه أبي طالب و زوجه ابنته فاطمة الزهراء.
و قد كان له منزلة خاصة عند الرسول ، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم خيبر : "لأعطين الراية غدا رجلا يفتح على يديه ، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله". فبات الناس ليلتهم: "أيهم يعطى ، فغدوا كلهم يرجونه"، فقال: "أين علي". فقيل: "يشتكي عينيه"، فبصق في عينيه ودعا له ، فبرأ كأن لم يكن به وجع ، فأعطاه ، فقال : "أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟" فقال : "انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم ، فوالله لأن يهدي الله رجلا بك ، خير لك من أن يكون لك حمر النعم" {رواه البُخاري في "صحيح البُخاري"}
و له مواقف لا تعد لتفانيه في خدمة الإسلام و المسلمين اخترت منها :
في ليلة الهجرة ، اجتمع رأي المشركين في دار الندوة على أن يقتلوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- في فراشه ، فأتى جبريل -عليه السلام- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال لا تبيت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه )فلما كانت عتمة من الليل اجتمع المشركون على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه ، فلما رأى رسول الله مكانهم قال لعلي نم على فراشي ، وتَسَجَّ ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه ، فإنه لن يَخْلُصَ إليك شيء تكرهه منهم )
ونام علي -رضي الله عنه- تلك الليلة بفراش رسول الله ، واستطاع الرسول -صلى الله عليه سلم- من الخروج من الدار ومن مكة ، وفي الصباح تفاجأ المشركون بعلي في فراش الرسول الكريم
هذه هي التضحية بأسمى معانيها .....
إنه الحب الكبير و الاستماتة لأجل خير البشر ....
رحم الله عليا كرم الله وجهه

5) مصعب بن عمير :
إنه الشاب الذي نور الله قلبه بالإسلام ، إنه أعطر شباب مكة و أجملهم و أكثرهم رفاهية قبل الإسلام ، بين يديه مال كثير ينثره كيفما يشاء ، يحضر نوادي مكة و ملاهيها ...
فلما تيقظت فطرته كــــــــــان العجب !!!
انه الإسلام الذي ينشر عبيره في مكة و شعابها انه الإدراك لقيمة الحياة الحقيقية ...
و ما أود ذكره هنا إخواني بعض ما نزل بالصحابي الجليل من العذاب من أقرب الناس إليه إنه : .........؟؟؟؟؟؟؟؟ظ
أمـــــــــــــــــه .........نعم أمه ...
فقد راحت تصب جام غضبها عليه ، و حبسته في أحد أركان البيت و أوثقته حتى يترك الإسلام ثم أخذه قومه فعذبوه أشد العذاب حتى هاجر إلى الحبشة و كان رضي الله عنه حامل الراية يوم بدر و يوم احد ، و استشهد رضي الله عنه في غزوة أحد ، و لما رآه الرسول  بين الشهداء دمعت عيناه ، و دعا له ، و قرأ قوله تعالى : {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً }الأحزاب23
رحم الله مصعبا و رضي عنه و عن الصحابة أجمعين
6) أبو أيوب الأنصاري :
الأنصاري اليثربي ، صاحب أشهر بيت في المدينة ذلك الوقت لاستقباله خير الخلق محمد بن عبد الله .
و يبدأ مشهدنا إخواني في بيت هذا الرجل المتواضع ، المنزل مكون من طابقين .آثر النبي  الطابق الأول ليكون أيسر على من يزوره ، و هنا يبدأ المشهد ...
فذات ليلة انكسرت جرة ماء في الدور الأعلى الذي يسكنه أبو أيوب مع زوجته فقاما إلى لحاف ينشفان به الماء خشية أن يقطر على الرسول  فيؤذيه ........
و كانا يصنعان الطعام لرسول الله و ينتظران حتى يفرغ منه ثم يأكلان رضي الله عنهما .
فما أعظم محبتهما للرسول الأكرم  ........
7)أبو هريرة :
الصحابي الذي أحب الرسول  حبا عظيما ، و عاش إلى جواره يتعلم منه و يخدمه و لزم صحبته حتى روى عنه أكثر من خمسة آلاف حديث ، فكان أكثر الصحابة حفظا لأحاديث الرسول  .
كان أبو هريرة رضي الله غنه إذا أراد أن يخرج من بيته وقف عند باب أمه فيقول : السلام عليكم يا أمتاه و رحمة الله و بركاته .
فتقول : و عليك السلام يا بني و رحمة الله و بركاته .
فيقول : رحمك الله كما ربيتني صغيرا .
فتقول : رحمك الله كما بررتني كبيرا .
و إذا أراد أن يدخل يصنع مثله ...........
هذه هي آداب الصحابة التي تربو عليها في مدرسة النبوءة ......
انه أروع أنواع بــــــــــــــر الوالدين من صحابي جليل ...
سبحــــــــــــــــــان الله

8) سعد بن أبي وقاص :
انه الصحابي الجليل السباق للإسلام و أحد العشرة المبشرين بالجنة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه .
فعندما علمت أمه بأمر إسلامه أقسمت ألا تكلمه أبدا حتى يرجع عن دينه ، و أن لا تــــــــــأكل و لا تشرب و بقيت كذلك حتى غشي عليها و كانوا إذا أرادوا إطعامها فتحوا لها فمها كرها ، و لكن سعدا ثبت و صبر عند هذا الموقف رغم حبه الشديد لأمه
و هنا نزلت الآية الكريمة :
{وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }العنكبوت8
إنه الإيمان الذي يشحن النفوس بحلاوته و شريعته ...
و عندها يحيا الناس حياة طيبة و ينالون رضا الله سبحانه فيفوزون بالجنة




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©