قدم أودي مانبر في مايو/أيار لمحة عن مجموعة جودة البحث الخاصة بنا، وهي مجموعة الفرق المسؤولة عن ترتيب نتائج محرك البحث Search Engine. وأوضح مانبر يومها الفرق التي تتألف منها "الجودة" (كما اعتدنا أن نسميها) ويشمل ذلك فريق الترتيب المحوري، وفريق البحث الدولي، وفريق واجهات المستخدم، وفريق التقييم، وفريق المحتوى المزعج في الويب "Web Spam"، وغيرها من الفرق. لكنني لن أكرر كل ذلك في هذه التدوينة، بل أريد أن أحدثكم عن فريق واحد من هذه الفرق وهو فريق الترتيب الأساسي.
وقبل أن أسترسل، يسرني أن أقدم نفسي لكم، اسمي آميت سنغال، وأنا الشخص المسؤول عن فريق ترتيب Google،و لدي 18 سنة خبرة في مجال محركات البحث، حيث تعرفت على مسائل البحث في العام 1990 عندما كنت طالباً على أبواب التخرج من قسم علوم الحاسوب.

أكتفي بهذا القدر من الحديث عن نفسي، لأعود إلى توضيح ما أود الحديث عنه وهو ترتيب Google. وبكلمات بسيطة يمكنني أن أعرف عن ترتيب Google بأنه مجموعة الخوارزميات المستخدمة لإيجاد الوثائق الأكثر صلة بطلب بحث معين للمستخدم. ونحن في Google نفعل ذلك لمئات ملايين طلبات البحث التي نتلقاها يومياً، لنبحث بين مجموعة من مليارات مليارات الصفحات. وهكذا تعمل تلك الخوارزميات لكل عملية بحث يتم إدخاله في معظم خدمات البحث التي توفرها شركة Google. وبينما تشكل خدمة البحث في ويب خدمة Google الأكثر استخدامًا وشهرة، فإن خوارزميات الترتيب ذاتها تستخدم أيضًا - مع بعض التعديلات – ضمن خدمات بحث أخرى توفرها Google، تشمل البحث في الصور، والأخبار، و YouTube ، والخرائط، والبحث عن المنتج pluginات، والبحث في الكتب وغير ذلك.
لكن السؤال الأكثر شيوعًا الذي أتلقاه باستمرار بشأن ترتيب Google هو "كيف نفعل ذلك؟" وجوابي ببساطة أن ذلك يعود إلى عملنا المستمر على بناء وتطوير أحدث نظم الترتيب كالذي نعتمد عليه. وأود اليوم، أن أطلعكم بإيجاز على بعض القواعد التي نلتزم بها في تطوير نظام تصنيف Google:
1) تقديم أفضل النتائج المحلّية ذات الصلة عالمياً.



2) يجب إبقاء النظام بسيطاً.
3) يجب أن لا نحتاج لتدخل يدوي في الترتيب.
القاعدة الأولى بديهية، فبسبب حماستنا للبحث، نريد أن نضمن تماماً أن يجلب كل طلب بحث يدخله مستخدم النتائج الأكثر صلة بذلك الطلب. بل إننا غالباً ما نطلق على هذا المبدأ "يجب أن لا نترك أي طلب بحث ورائنا". وكلما عدنا بنتائج غير مثالية لأي طلب بحث بأي لغة وفي أي بلد – ويحدث هذا معنا أحياناً (فالبحث لم يصبح بعد مشكلة ذات حل كامل) فإننا نجعل من ذلك حافزاً ومصدر إلهام لمزيد من التحسينات على خوارزميات البحث في المستقبل.
المبدأ الثاني يبدو بديهياً أيضاً، أليس ذلك هو مطلب جميع مصممي النظم (الحفاظ علي بساطة النظام)؟ ونحن نضع ذلك نصب أعيننا باستمرار، لأننا كلما تقدمنا في تطوير نظم البحث، وعندما تأخذ في الحسبان المجموعة الواسعة من طلبات البحث التي يدخلها المستخدمون بلغات متعددة وعلينا الاستجابة لها بشكل صحيح، فمن السهل أن ننزلق في طريق يضيف المزيد والمزيد من التعقيد للنظام لتلبية التطوير المقبل للاستجابة لطلبات البحث. لكننا نعمل بكل جهدنا للحفاظ على نظامنا بسيطاً من دون التخلي عن هدفنا في تحقيق أفضل جودة ممكنة للنتائج. وهذا دأبنا، لكن الأمر يستحق منّا بذل الجهد. ونحن نجري عشرة تغييرات على نظام الترتيب كل أسبوع تقريباً، والبساطة عنصر رئيسي نأخذه في الحسبان عند إطلاق كل تغيير. ويعمل مهندسونا على الفهم الدقيق لماذا تم ترتيب صفحة بطريقة معنية نتيجة لإدخال طلب بحث معين. ويسمح لنا التصميم البسيط سهل الفهم للنظام بالابتكار سريعاً، وهذا يساعدنا كثيراً. ولاريب أن فلسفة "أبقه بسيطا" خدمتنا جيدًا حتى الآن.
وأخيراً إن أي حديث عن ترتيب Google لن يكتمل بدون طرح السؤال التالي: "هل تحرر Google نتائجها يدويًا؟" دعوني أجب عن ذلك بقاعدتنا الثالثة: لا يوجد أي تدخّل يدوي. نحن ننظر إلى الويب أنها شبكة بناها المستخدمون. فأنتم من أنشأ الصفحات ووصلها ببعضها. ونحن نأخذ هذه المساهمات البشرية في الحسبان ضمن خوارزمياتنا. وهكذا تقرر خوارزمياتنا الترتيب النهائي لنتائج البحث معتمدة على مساهمات مجتمع إنترنت الكبير، وليس يدويا من جهتنا. ونعتقد أن أي حكم ذاتي للفرد، هو فعلاً... ذاتي، والمعلومات المستخلصة من الكمية الضخمة من المعارف البشرية المشفرة في صفحات ويب ووصلاتها أفضل من الأحكام الذاتية الفردية.
والسبب الثاني لدينا أننا من حيث المبدأ ضد تعديل نتائجنا يدويًا هو أن طلب البحث المكسور (الذي لا يعطي نتائج مناسبة) يعد باستمرار فرصة لنا لتحسين محتمل يمكن تحقيقه على خوارزمية الترتيب التي نعتمدها. وتحسين الخوارزمية لا يحسن نتائج طلب بحث واحد فحسب بل يحسن نتائج فئة كاملة من طلبات البحث، ولجميع اللغات الأخرى غالباً أيضاً. وهنا لا بد أن أضيف، أنه لدى Google سياسات مكتوبة واضحة خاصة بالمواقع توصي بها، ونحن نتخذ إجراءات ضد المواقع التي تنتهك سياساتنا أو لعدد من الأسباب الأخرى القليلة (مثل المتطلبات القانونية، والمحتويات الإباحية للأطفال، والفيروسات/والبرمجيات الخبيثة ، الخ).

اتمنا المقال ينال رضاكوم
معا تحيات عطر المغرب






©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©