زوجتك الحامل كيف تتعامل معها

زوجتك الحامل كيف تتعامل معها


كريم: غدًا سنذهب لنزور والدتي كما اتفقنا في الأسبوع الماضي.
إسراء في حزن: لا أريد الذهاب غدًا لأي أحد فأنا متعبة جدًا.
كريم في غضب: ألسنا متفقين مع والدتي في الأسبوع الماضي أننا سنزورها، وهذا الميعاد مؤجل من أسبوع، وأنتِ التي حددتِ الميعاد.
إسراء: ألا تشعر بي أنني متعبة، والحمل يجهدني كثيرًا.
كريم: إنكِ امرأة غريبة.
تحليل المشهد:
كثير من الأزواج ما يجدون صعوبة في التعامل مع زوجتاهم الحوامل، فالرجل والمرأة يبدآن حياتهما الزوجية وهم في يعيشان أسعد اللحظات، وما إن تبدأ فترة حمل الزوجة، وتجد التعامل بينهما يختلف، وفي المشهد السابق يمكن أن نحلل تصرف إسراء يرجع إلى عدة أمور:
ـ قد يكون كريم لا يساندها عاطفيًا، ولذلك نجدها تتصرف عكس ما يريد.
ـ حاجتها إلى من يقف بجانبها ويشعرها أنه معها.
ـ آلام الحمل والتعب الذي تعانيه إسراء.
وهنا تأتي أسئلة الأزواج الشهيرة:
ـ كيف أتعامل مع زوجتي الحامل؟
ـ لقد بدأت أتضايق من زوجتي، فقد أصبحت عصبية وتغضب بسرعة شديدة، كيف أتعامل معها؟
ـ لقد بدأ الحب يقل بيني وبين زوجتك خاصة في فترة الحمل.
ما هو الحب الحقيقي أيها الزوج؟
إن الحب الحقيقي هو الحب الذي يولد بعد الزواج، وينمو ويترعرع ويضرب بجذوره الأرض، ويُسقى بماء العطاء والتسامح والتفاهم، والتعامل بمبدأ (المنفعة للجميع)، و(أفوز أنا وتفوز أنت).
فالحياة الزوجية ليست حلبة صراع بين الأزواج، من يفوز ومن يخسر؟! ولكن الزواج ميدان للبناء، ومشاعر الأزواج مشاعر بناء، ولذلك سُمي الزواج في الإسلام "بناء"، فيه يدخل الإنسان في بناء نفسه وبناء أسرته، ولذلك تجد أبعد الناس عن الأمراض النفسية والعصبية هم أهل الاستقامة من المتزوجين، وأقرب الناس إلى الأمراض النفسية والاضطرابات هم أهل الانحراف والفساد.
والحب بين الأزواج إخلاص وصفاء ونقاء، الحب عهد ورسالة ومبدأ، الحب ماء الحياة بل هو سر الحياة، وبالحب تصفو الحياة وتشرق النفس ويرقص القلب، وبالحب تُغفر الزلات وتُقال العثرات وتُشهر الحسنات، ... ويوم ينتهي الحب؛ تضيق النفوس ويكون البغض والمشاحنة والمشاكل.
مراعاة المرحلة:
حتى تستطيع أن تكسب قلب زوجتك، لابد أن تراعي عدة أمور تساعد في أن تكسب قلب زوجتك الحامل، وتساعدك على أن تمر هذه المرحلة بسلام.
1. قدر زوجتك:
إن الزوجة في مرحلة الحمل تحتاج أن ترى زوجها يهتم بها ويقدرها، فمن الفروق الواضحة بين الرجل والمرأة أن الرجل لا يعير اهتمامه إلا للأمور التي يعتقد هو أنها أمور كبيرة، بينما في الغالب تهتم المرأة أكثر بالأمور الصغيرة، ولذلك يعتقد كثير من الرجال بأنه قدَّم خدمة كبيرة لزوجته عندما يقوم بعمل كبير كأن يشتري لها شيئًا كبيرًا، بينما يعتقد نفس الرجل أنه لم يُقدِّم الكثير عندما يبذل لزوجته أمرًا صغيرًا؛ كأن يهديها وردة مثلًا أو يتصل بها هاتفيًّا.
(ومن ثَم؛ نجد أن الرجل يحاول تركيز جهده ووقته لتقديم أمور كبيرة للزوجة، ولا يحب أن يضيِّع وقته في الأمور البسيطة، والخطأ هنا في سلوك الرجل أنه يعتقد أن المرأة لا تحسب إلا الأمور الكبيرة أيضًا.
إن من عادة المرأة أن تُعطي لكل عمل مهم كَبُرَ أو صغر درجة واحدة، بينما يظن الرجل أنه سيحصل على عشرات الدرجات لشراء هدية كبيرة لزوجته، ودرجة واحدة للهدية الصغيرة.
ومن هنا؛ تختلف حسابات الرجل، فقد يُقصِّر في الأعمال الكثيرة البسيطة ظنًّا منه أنه قدَّم منذ قليل أمرًا كبيرًا يغني عن هذه الأعمال الصغيرة، ولكن يُفاجأ أن رصيده عند زوجته أقل بكثير مما كان يتوقع، ولا يدرك أن كل الأعمال، وبغض النظر عن حجمها، تأخذ نفس الدرجة من الأهمية عند الزوجة) [التفاهم في الحياة الزوجية، د.مأمون مبيض، ص(65)].
فما أجمل أن تدخل على زوجتك وقد أصابها التعب والنصب من الحمل، وأنت حامل في يدك علبة شيكولاتة صغيرة تقدمها إلى زوجتك، تنسي بها همومها الحزينة.



موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة