قدر عالي من المسؤولية حينها سو

قدر عالي من المسؤولية حينها سوف تتحمل أعباء هذه المسؤولية الثقيلة , لذا ينبغي للرجل أن تكون له مهنه أو حرفه أو أي عمل شريف يرتزق منه وإلا فأي رجولة تبقى للفاشل الكسول ,وأمامك المجتمع الغاص بالمشاكل بسبب تخلي الزوج عن مسؤولياته مما يؤدي إلى نشوء الكثير من الأسر المنحرفة عن خط الفضيلة والتي تنخر في جسد المجتمع المسلم .
ثالثا:ـ بيان بعض منافع الزواج في المنظومة الإسلامية :ـ
نستطيع بيان بعض منافع الزواج بعدة نقاط منها :ـ
(1):ـ فيه كسب لرضا لله تعالى , لان نية وعمل تكوين الأسرة الصالحة , إن كان خاليا من شوائب الرياء والعجب وخالصا لوجه الله تعالى , فيه السعي السليم لنيل مرضات الله تعالى , سيما وان السعي الجدي لتكوين الأسرة الصالحة ليس بالأمر الهين بل هو أمر يحتاج الى التوفيق والتسديد الإلهي من جهة , والى العمل الدؤوب , ليل ,نهار ولعدة سنوات مبتدئا من الاختيار الصحيح للزوجة الصالحة والى نهاية عمر المؤمن من جهة أخرى , والمهم في هذا الشأن أن يؤدي المؤمن رسالته الإنسانية هذه بما يرضي الله تعالى ,وان لاتعيقه بعض النتائج الابتلائيه البارزة له أثناء مسيرته في تأدية هذه الرسالة , كأن يكتشف انه عقيم وغير قابل على الإنجاب , أو انه يرزق بالبنات فقط , أو انه يرزق ببنات أصحاء وأبناء مرضى خلقيا ......, أو انه يؤدي ما عليه من تكليف شرعي ولكن يكون احد أبنائه خارجا عن جادة الشرع المقدس , فكل هذه الأمور وغيرها في قبضة الباري جل جلاله يقلبها وفق حكمته اللامتناهية وما على المؤمن الى أن يسعى سعيه وليس عليه أن يكون موفقا, فلكل فرد منا دائرة بلاء خاصة به وحسب درجة التكامل التي يطلبها , ودائرة بلاء عامة مشترك فيها مع اخوانه المؤمنين ولكي ينجح فيهما يجب أن يفوض أمره الى الله تعالى ويتوكل عليه , ويرضى بقضائه , فهو جل جلاله ارحم بنا من الوالدة الحنون بابنها البار بها.
(2):ـ فيه إحياء لسنة المصطفى الخاتم(ص) , وإحراز لنصف الدين, وهذا سبب كبير لنيل مرضاة الله جل جلاله , فشكرا لله الذي خلق لنا من أنفسنا أزواجا لنسكن إليها وجعل بيننا مودة ورحمه , وكم لهذا السكينة الروحية والهدوء النفسي من فوائد جمة , فالكثير من الأدلة العلمية والنقلية أكدت بأن كلا الزوجين مكمل بعضهم للآخر [هن لباس لكم وانتم لباس لهن](سورة البقرة (187)) والتقارير العلمية والبحوث الاجتماعية تؤكد على كثرة الأمراض التي تصيب العزاب , وكذلك كثرة إصابتهم بحالات الاضطراب النفسي حتى إن معدل الانتحار وارتكاب الجريمة عند العزاب أكثر منه عند المتزوجين .
(3):ـ في الزواج اعانه كبيرة على النجاح بالآخرة , قال المصطفى الخاتم (ص):ـ [ليتخذ أحدكم لسانا ذاكرا وقلبا شاكرا وزوجة مؤمنه صالحة تعينه على آخرته ] كما فيه بقاء للنسل الإنساني , وطلب الولد الصالح (ذكرا كان أم أنثى) وطلب الشفاعة بموت الولد الصغير إذا مات قبله , وقطع لكثير من حبائل إبليس , فالزواج يساعد على غض البصر وحفظ الفرج , وقطع الوساوس وخطرات الشهوة من القلب , وكذلك فأن الزوجة تكفي الزوج أمور تدبير المنزل من تنظيف وطبخ وتهيئه باقي أسباب المعيشة المنزلية , وكذلك في الزواج تكامل عالي للنفس من خلال السعي في حوائج الأهل والاجتهاد في إصلاحهم وتحصيل المال الحلال من المكسب الطيب والصبر على أخلاق النساء , فقد ورد عن المصطفى الخاتم(ص)[من حسنت صلاته وكثر عياله وقل ماله ولم يغتب المسلمين :ـ كان معي في الجنة كهاتين] وذلك لأن المسؤوليات الملقاة على عاتق المتزوجين أضعاف مضاعفة عما في عاتق العزاب , حتى إن شخصية الإنسان , ترتقي في الأعم الأغلب عند الانتقال من حالة العزوبة الى حالة الزواج .
أما ذكر (وجعل بينكم مودة ورحمة (الروم (21)) في الآية الشريفة فقد ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي لها الجهات التالية :ـ
(ا):ـ المودة هي الباعث على الارتباط في بداية الأمر بين الزوجين , ولكن في النهاية وحين يضعف احد الزوجين فلا يكون قادرا على الخدمة , تأخذ الرحمة مكان المودة وتحل محلها
(ب):ـ المودة تكون بين الكبار الذين يمكن تقديم الخدمة لهم , أما الأطفال والصبيان الصغار فإنهم يتربون في ظل الرحمة
(ج):ـ المودة غالبا ما يكون فيها (تقابل بين الطرفين) فهي بمثابة الفعل ورد الفعل غير إن الرحمة من جانب واحد لديه إيثار وعطف , لأنه قد لا يحتاج الى الخدمات المتقابلة أحيانا , فأساس بقاء المجتمع هو المودة ولكن قد يحتاج الى الخدمات بلا عوض فهو الإيثار والرحمة. وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين



موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة