ماالفرق بين النظر للزوج والزوجة بعين واحدة والنظر بكلا العينين؟






--------------------------------------------------------------------------------

يقول الشاعر:


وعين الرضى عن كل عيب كليلة : وعين السخط تبدي المساويا



والمقصود بهذا البيت هو أن الإنسان حينما ينظر لاي شخص نظرة فيها الرضى فإنه يتجاهل كامل عيوبه ويتناساها ، لكنه إن نظر إليه نظرة ساخطة فلن تبدو له سوى جميع العيوب والمساويء دون المحاسن.


وما أشار إليه البيت ينطبق تماما على الزوجين حين ينظر أحدهما نحو الآخر نظرة محددة نتجت عن موقف معين ،فإن كان ذلك الموقف إيجابيا كان راضيا عنه ذلك اليوم وتلك اللحظة فلن يتذكر سوى محاسنه وجوانبه الإيجابية والمشرقة ، إلا ان العكس سيحدث تماما فيما لوكانالموقف سلبيا فسوف يكون ساخطا عليه ذلك اليوم او تلك اللحظة ، والعيوب ستبدو ماثلة أمام عينه، بل وأكبر من حجمها الطبيعي.



ومن هنا كان لا بد لكل من الزوجين أن يكون عادلا مع الآخر ،فلا يظلمه بسبب خطأ واحد ، أو حتى أخطاء قليلة حدثت ، حيث لا ينظر إلا الى الجانب المظلم الاقل إشراقا ، فيقول: إن زوجي أو زوجتي به كل العيوب ولا أجد فيه جانبا واحدا مشرقا، و تلك النظرة المظلمة سوف تجر جميع المساويء والسلبيات التي تزيد الظلام ظلما، وحقدا، وكرها.



وعلى كل واحد منا ان ينظر دوما إلى الجوانب الأكثر إشراقا في الآخر، و يتغافل عن الزلات والهفوات ليبقى الحب ويدوم نتيجة العدل في النظرة إلى الآخر .




وهذا هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم يدعو إلى العدل والنظر إلى الجوانب المشرقة في الزوجة فيقول:"لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر".رواه مسلم.

وكثير من المشكلات التي تحدث بين الأزواج والزوجات ناتجة عن تلك النظرة الساخطة التي لم يتم العدل فيها، ولم يتم البحث فيها عن الإيجابيات، والحسنات، والمثاليات، أو المواقف النبيلة . بل تم طيها و نسيانها تماما ،أو تجاهلها، بقصد أو دون قصد، ثم تجتمع تلك الأمور السيئة يوما بعد يوم ككرة الجليد التي تتدحرج من أعلى الجبل صغيرة حتى تكون كبيرة جدا في نهايتة، ومن ثم يكون الطلاق .


فنصيحتي لكل من الزوجين عند حدوث مشكلة بينهما أو تجاوزات من أحد الطرفين بأن لا ينظر بعين واحدة فقط للطرف الآخر لا يرى فيها سوى السواد متجاهلا النظر بالعين الاخرى التي لو نظر من خلالها لوجد طرفه الآخر إنسانا أو إنسانة مليء با بالعطف والحنان والإنسانية النبيلة .

لو لم تكن نظرتنا سوداوية تجاه أزواجنا وزوجاتنا، وكانت نظرة بيضاء لاستبدلنا الحقد والسخط، بالحب والعجب وصار الزوجين مظربا للمثل في المثالية الزوجية.


ولنأخذ في الحسبان أننا يجب ان نكون عادلين مع أزواجنا حينما نكتب مشكلاتنا في المنتدى، فلا تكون نظرة السخط قد اجتمعت فصببنا جام غضبنا على طرفنا الآخر، ولم نذكر سوى المساويء غاضي الطرف عن ذكر أي من المحاسن ، فتكون الردود والاحكام غير عادلة من بقية الاعضاء نتيجة قرائتهم لجانب دون آخر لأنهم لم ينظروا إلا إلى الجوانب السلبية التي ذكرت بطريقة انتقائية كتبها صاحب المشكلة او صاحبتها دون قصد ، ولكن نظرته كانت نظرة سخط وليدة لتلك اللحظة التي حدث فيها موقف سلبي من الطرف الآخر



موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة