كيف نعلم أبناءنا حب رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم



بمرور الزمن وتتابع الفتن ضعف الإيمان عن البعض وأثر ذلك على مقدار حبهم للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وذلك نتيجة لتقصير الأهل والمربين في بث روح محبته عليه السلام وشرح أفعاله وخصاله للأبناء ليتخذوه مثلاً لهم يقتدون به وينتهجون أسلوبه، وبما أن طبيعة الإنسان لابد وأن تبحث عمن تقتدي به لجأ الكثير من أبنائنا إلى تقليد الشخصيات الهوليودية وشخصيات اللاعبين وغيرهم مما يؤدي بهم في بعض الأحيان إلى تصرفات لا طائل منها بل قد تعود عليهم بالضرر كتقليدهم في تدخين السيجار، أو التصرف بلا احترام ولا رحمة، كما أدى ذلك إلى ضعف حبهم للرسول الكريم حتى اقتصر في تكون بين المسلمين وبينه تلك الرابطة القوية التي أرداها الله سبحانه من خلال حبه صلى الله عليه وآله وسلم والتأسي به في أخلاقه وأفعاله.
ويدعي الكثيرون منا حبهم للنبي محمد عليه الصلاة والسلام إلا أن أفعال بعضهم تؤكد عكس ذلك، ربما لأنهم لا يعرفون كيف يحبونه!!!
ولذا لابد من أن نعيد إلى أذهاننا وأذهان أبنائنا من الأطفال والشباب الصورة الصحيحة للقدوة الصالحة وأن نبث فيهم محبته عليه السلام، وأنه الشخصية التي تستحق أن تتبع وأن يحتذي بها، وذلك بتأصيله من سن الطفولة لنبني أجيالاً من الشباب الصالحين ليصبحوا قدوة لغيرهم.
• حب الرسول وإتباع سنته طريقك للفوز في الدنيا والآخرة.
د. أماني زكريا الرمادي.
حب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
(( إن المقصود بحبه ليس فقط العاطفة المجردة وإنما موافقة أفعالنا لما يحبه صلى الله عليه وآله وسلم ، وكره ما يكرهه، عما ما يجعله يفرح بنا يوم القيامة، ثم التحرق شوقاً لاقياه مع احتساب أننا لا نحبه إلا الله، وفي الله وبا الله)).
وخلاصة حبنا له أن يكون - صلى الله عليه وآله وسلم- أحب إلينا من أنفسنا وأموالنا وأولادنا، فقد روى البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( لايؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده)) فلما قال له عمر (( لأنت يا رسول الله أحب إلى من كل شيء إلا نفسي، قال له صلى الله عليه وآله وسلم : لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال له عمر : (( فإنه الآن، والله لأنت أحب إلى من نفسي ، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم الآن يا عمر))!!
• في ثمان نقاط تعرف سبب حبك للرسول .
لماذا يجب أن نحب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟
1- لأن حبه صلى الله عليه وآله وسلم من أساسيات إسلامنا وإيماننا، وخلاصة حبنا له أن يكون – صلى الله عليه وآله وسلم- أحب إلينا من أنفسنا وأموالنا و أولادنا، فقد روى إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده)).
2- لأنه حبيب الله وحب الله لنا مقرون باتباعن للرسول الكريم ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)) صدق الله العلي العظيم.
والذي اقتران اسمه صلى الله عليه وآله وسلم باسمه تعالى مرات عديدة في القرآن الكريم وفي الشهادة التي لا نسلم إلا بها، وفي الأذن الذي يرفع خمس مرات في كل يوم وليلة كما فرض علينا تحيته صلى الله عليه وآله وسلم بعد تحيته سبحانه في التشهد في كل صلاة، كما خصه- صلى الله عليه وآله وسلم- بخصائص لم تكن لأحد سواه منها : الوسيلة والكوثر، و الحوض والمقام المحمود، فأي شرف بعد هذا الشرف؟!
3- لأن حب الرسول، وإتباع سنته، طاعة أوامره، واجتناب نواهيه.. نتيجتها هي الفوز في الدنيا والآخرة.
4- لأنه حبيب الرحمن الذي قربه إليه دون كل المخلوقات ليلة المعراج، وفضله حتى على جبريل عليه السلام، ومن الطبيعي أن يحب المرء حبيب حبيبه، فإذا كنا نحب الله عز وجل، فما أحرانا بأن نحب حبيبه!!!
5- لأن الله تبارك وتعالى قد اختاره من بين الناس لتأدية هذه الرسالة العظيمة، فيجب أن نعلم أنه اختار خير الأخيار، لأنه سبحانه أعلم بمن يعطيه أمانة الرسالة،و مادام اصطفاه من بين كل الناس لهذه المهمة العظيمة، فمن واجبنا نحن أن نصطفيه بالمحبة من بين الناس جميعاً.
6- لأنه بكي شوقاً إلينا حين كان يجلس مع أصحابه، فسألوه عن سبب بكائه، فقال لهم : (( اشتقت إلى إخواني)) ، قالوا: (( ألسنا بإخوانك يا رسول الله؟!)) قال لهم: (( لا )) إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني)) !!
7- لأنه النور الذي يخرجنا من ظلمات الكفر والضلال، ويرشدنا إلى ما يصلحنا في ديننا ودنيانا قال سبحانه : (( قل جاءكم من الله نور وكتاب مبين)) صدق الله العلي العظيم.
8- لأن حبه يجعله يسر بنا عندما نراه يوم القيامة عن الحوض فيسقينا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبداً.
9- لأنه هو اللبنة التي اكتمل بها بناء الأنبياء الذي أقامه الله جل وعلا، كما في الصحيحين أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلى كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية من زواياه فجعل الناس يطوفون به و يعجبون له ويقولون: ((هلا وضعت هذه اللبنة؟ فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين)).
• تعرف على خير قدوة في خمسة حقائق.
لماذا هو خير قدوة؟
1- لأن الله تعالى – وهو أعلم بنا وبه – قال في كتابه العزيز: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة بمن كان يرجو الله واليوم الآخر) صدق الله العلي العظيم . فقد علم الله سبحانه أن منهج الإسلام يحتاج إلى بشر يحمله و يترجمه بسلوكه وتصرفاته فيحوله إلى واقع عملي محسوس وملموس،ولذلك بعثه صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن وضع في شخصيته الصورة الكاملة للمنهج، ليترجم هذا المنهج ويكون خير قدوة للبشرية جمعاء.
2- لأنه إمام الأنبياء الذي صلى بهم في المسجد الأقصى ليلة الإسراء والمعراج وهو خير ولد آدم.. أنأ بي نحن عن أن نتخذه إمامنا وقدوة!!
3- لأنه فضل على الأنبياء – كما جاء في الصحيحين – أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( فضلت على الأنبياء بست: أعطيت جوامع الكلم(( فهو البليغ الفصيح)) ونصرت بالرعب – وفي لفظ البخاري (( مسيرة شهر))- وأحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهوراً ومسجداً، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون)).
4- لأنه صلى الله عليه وآله وسلم بشر مثلنا، يفرح ويحزن، يجوع ويعطش، يأكل الطعام ويمشي في الأسواق، يصوم ويفطر، يمرض، ويتألم ، ويصبح جسده، يتزوج وينجب، ويفقد أولاده، ويفقد زوجاته، و يقيم ويسافر.. القدوة العليا لنا التي نستطيع أن نقتدي بها في كل نواحي الحياة، فحياته كالكتاب المفتوح لنا المعاملات الاجتماعية مع الزوجة والأولاد والأرحام، ثم المجتمع الإسلامي، وهو مثلنا الأعلى في الأخلاق الفاضلة، ومثلنا الأعلى في الدعوة إلى الله تعالى والصبر عليها، فهو النور الذي نهتدي به في طريقنا.
5- لأنه صلى الله عليه وآله وسلم القدوة الصالحة في حسن رعايته لأصحابه، وتفقده لهم، وسؤاله عنهم، ومراقبة أحوالهم، ومحاسبة مقصرهم، وتشجيع محسنهم، والعطف على فقرائهم ومساكينهم، وتأديب الصغار منهم وتعليم الجهلة فيهم بألطف وأرق الوسائل وأحكمها.
• الطفولة المبكرة أنسب المراحل لزرع المعاني المهمة في الطفل.
• في 6 مراحل حبب الرسول إلى قلب طفلك .
لماذا يجب أن نحببه إلى أطفالنا؟
أ‌- مرحلة الطفولة المبكرة من أهم المراحل في بناء شخصية الإنسان، فإذا أردنا تربية نشء مسلم يجب الله ورسوله، فلنبدأ معه منذ البداية، لأنه يكون حريصاً على إرضاء والديه، مطيعا لهما، سهل الانقياد.
ب‌- يستأنس الطفل منذ الصغر بهذا الحب ، فيسهل عليه قبوله عند الكبر، فنشأة الصغير على شيء تجعله متطبقاً به ، والعكس صحيح ، فمن أغفل في الصغر كان تأديبه عسيراً في الكبر.
ج- إذ لم يحب أطفالنا الرسول- صلى الله عليه وآله وسلم- فلن يقتدوا به مهما بذلنا معهم من جهد.
د- حب أطفالنا له سوف يعود عليهم بالخير والبركة والتوفيق في شتى أمور حياتهم، وهو ما يرجوه كل أب و أم.
و- هل يتمنى الوالد لولده بعد حب الله والمغفرة إلا الجنة؟! فهي مستقر من أحبه وأطاعه، فقد روى البخاري أن الرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : (( كلكم يدخل الجنة إلا من أبى ، قالوا: (( من يأبى يا رسول الله ؟)) ، قال من أ طاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى)).
ز- أطفالنا هم الرعية التي استرعانا الله إياها: ومن ثم سيسأل الله سبحانه الوالد عن ولده يوم القيامة قبل أن يسأل الولد عن والد ، فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، وتركه سدى، فقد أساء غاية الإساءة، فأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم بسبب إهمال الآباء لهم وتركهم دون أن يعلموهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً، ولم ينتفعوا بهم كباراً.

تحيتي
أختكم نور الولاية



موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة