ومن أسس الحياة الزوجية

- الوفاء:
ومن أسس الحياة الزوجية في بيت النبوة خلق الوفاء، والاعتراف بالجميل، وذكر المعروف، يدل على ذلك وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لزوجته الأولى خديجة رضي الله عنها تلك المرأة التي وقفت بجانب الني صلى الله عليه وسلم في أحلك اللحظات، وواسته بنفسها ومالها، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتذكر تلك المواقف ويثني عليها . حتى أن عائشة رضي الله عنها قالت: "ماغرت على امرأة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ماغرت على خديجة لكثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم لها وثنائه عليها" رواه البخاري.
وكان صلى الله عليه وسلم اذا ذبح الشاة يقول: أرسلوا بها الى أصدقاء خديجة . قالت عائشة رضي الله عنها: فأغضبته يوما فقلت خديجة. فقال: " اني رزقت حبها" متفق عليه..
5- البهجة والسرور:
البيت النبوي بيت تملأ جنباته السعادة والبهجة والسرور، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على اسعاد من حوله وبخاصة أزواجه، فعن عائشة رضي الله عنها أن أبا بكر دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تدففان وتضربان، والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه، فأنتهرهما أبو بكر, فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه فقال: " دعهما يا أبا بكر، فأنها أيام عيد، وتلك الأيام أيام منى " متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بينا الحبشة يلعبون عند النبي صلى الله عليه وسلم بحرابهم دخل عمر، فأهوى الى الحصى، فحصبهم بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " دعهم ياعمر" متفق عليه.
وقالت عائشة رضي الله عنها: "دخل الحبشة المسجد يلعبون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ياحميراء أتحبين أن تنظري اليهم؟ قالت: نعم . فنظرت من فوق منكبه وهو يقول: "دونكم بني أرفدة" فقال رسول الله " حسبك" فقلت: لاتعجل يارسول الله. فقام لي ثم قال " حسبك" فقلت: يارسول الله لاتعجل .قالت ومالي الى حب النظر اليهم ولكني أحببت أن يبلغ النساء مقامه لي ومكاني منه " رواه النسائي
وحميراء أي بيضاء البياض الذي هو بحمرة تصغير حمراء..
6- العبادة والذكر:
قد أنار النبي صلى الله عليه وسلم جنبات البيت النبوي بالعبادة والذكر فكان صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحواله وكان يقوم من اللي حتى تتفطر قدماه فقالت له عائشة رضي الله عنها: لم تصنع هذا يارسول الله وقد غفر الله لك ماتقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أحب أن أكون عبدا شكورا" متفق عليه..
وعن عائشة ري الله عنها قالت: فقدت رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فظننت أنه ذهب الى بعض نسائه فتحسست فاذا هو راكع أوساجد يقول: " سبحانك وبحمدك لا اله الا أنت فقلت: بأبي وأمي! انك لفي شأن واني لفي شأن آخر .. رواه النسائي..
وكان صلى الله عليه وسلم متوازنا في جانب العبادة، يعطي أهله حقهم من الايناس والبشر والحديث، ويعطي بدنه حقه من النوم والراحة، ويؤدي حق الله تعاى من العبادة والتأله، وهذا معنى مارواه ابن عباس رضي الله عنه قال: "بت عند خالتي ميمونه فتحدث رسول الله مع أهله ساعة، ثم رقد، فلما كان ثلث الليل الآخير، قعد فنظر الى السماء فقال: ((ان في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب)) ال عمران
ثم قام فتوضأ واستن فصلى احدى عشرة ركعة ثم أذن بلال فصلى ركعتين ثم خرج فصلى الصبح" رواه البخاري..
7-الاقتصاد وعدم الغلو:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يكره أن يتشدد في العبادة وكان يقول: " أحب الدين الى الحنفية السمحة" رواه احمد
ودخل يوما فإذا حبل ممدود بين ساريتين فقال: "ماهذا الحبل؟"
هذا حبل لزينب بنت جحش احدى أمهات المؤمنين رضي الله عنها فإذا فترت تعلقت به.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا حلوه، ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد" متفق عليه..
وكان صلى الله عليه وسلم يعلم زوجاته الأفضل من العبادة والجوامع من الذكر والدعاء فعن جويرية زوج النبي صلى الله عليه وسلم حين صلى الصبح وهي في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال لها: " مازلت على الحال التي فارقتك عليها؟ "قالت: نعم. فقال: " لقد قلت بعدك أربع كلمات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته" رواه مسلم.
هذه كانت نبذة من حياته صلى الله عليه وسلم فهل اقتدينا به في حياته مع زوجاته صلى الله عليه وسلم بابي هو امي لو طبقنا واستنينا بالقليل من معاملته لزوجاته لعشنا في سرور وسعادة كيف لا هو افضل الخلق حبيب الله صلى الله عليه وسلم انشرها لعل فينا من يطبقها ونأخذ باجره
فقد قال صلى الله عليه وسلم (بلغو عني ولو آية)..





موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة