موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة
البُكاء..سلوك إنساني يخفف الحزن ويطيل العمر....

هاشم سلامة -
البكاء تعبير انساني ونفسي وفسيولوجي يقوم به الجهاز العصبي والدمعي فيخفف الاحتقان النفسي والحزن، كما ان هنالك دموعاً للفرح وهي تعبير انساني ايضا عن حالة النشوة خصوصاً لخبر او مفاجأة حسنة تأتي بعد توجس وخوف شديدين. وبالرغم من ان الانسان يبكي منذ عصور 2014 سحيقة فان كشف فوائد و منافع البكاء اتى متأخراً في العصور 2014 الحديثة.
وقد تنافست الدراسات النفسية في السنوات الاخيرة للتعرف على فوائد و منافع البكاء هذا السلوك الانساني الذي يعد وسيلة للتفريج عن النفس ومظهرا للتعبير عن الانفعالات فرحا وحزنا. وقد اوضحت الدراسات ان النساء اقل تعرضا للامراض من الرجال لانهن باكيات.. فالدموع تطيل العمر وتحسّن الصحة.
وتؤكد الدراسات ان البكاء سلوك سوي يعكس ما في النفس البشرية من خلجات حزينة كانت ام فرحة.
ويقول الاختصاصيون ان الحزن يسبب امراضا كثيرة لجهاز الدم ويسبب ارتفاع الضغط والسكري واحتقان حجرة العين، وان الاهم من ذلك ان النصف الايسر من المخ والمسؤول عن المناعة الفسيولوجية والنفسية للانسان هو الاكثر تأثرا بالحزن. وعليه فان المناعة تتردى لدى الانسان الحزين. اضافة الى ان الحزن يشكل عبئا نفسيا على الانسان فيقلل من رغبته في العمل، ويسبب له القلق والارق، ويقصر طريقه الى الشيخوخة، وهنا فان الدموع حسب الدراسات ما هي الا شحنة تفريغ سريعة لكل هذه الاحتقانات النفسية والفسيولوجية وهي ترجمة حقيقية لما يخفيه الصدر والوجدان الانساني من حزن او فرح. وبعد البكاء يشعر الباكي براحة واسترخاء، وتغتسل العين وتنشط غدد وقنوات الدمع في الجهاز البصري. وتقول الدراسات إن الباكين رجالا كانوا ام نساء هم الابعد عن الايذاء والتكسير حيث يفرغون طاقتهم المكبوتة مع الدموع، وليس في ضرب اطفالهم او تكسير حوائجهم المنزلية، او حتى ايذاء انفسهم وهم الابعد عن الانتحار.





اما حبس الدمع والمكابرة فانها تسبب الصداع وخصوصا الشقيقة والاضطراب النفسي والعصبي والهضمي كالقولون العصبي والامساك او الاسهال وغيرها من المشاكل الهضمية كالقرحة المعدية والدموع هي تماما كالحوار حينما يفضي المقهور والحزين لصديقه او جليسه فيفرّج عن نفسه بهذا الحوار وما البكاء والدموع الا حوار النفس مع الجسد ونتيجة هذا الحوار هو الدموع.
ويقول المختصون هنالك رجل او امرأة مدماع أي قريبة وغزيرة الدموع حيث يثيره او يثيرها مشهد انساني وعاطفي.. وهنالك مَنْ هم نادروا الدمع والبكاء، لا لقسوة في نفوسهم، بل بسبب عناد نفسي لرفض حالة الضعف التي يعتقدون ان البكاء هو عماد هذه الحالة.
وهنالك تفاوت بين البشر حسب اعراقهم واجناسهم فيما يتعلق بذرف الدموع، او التعبير عن حالة انسانية عاطفية، وتعتبر المرأة من ناحية فسيولوجية افراز الحليب لديها، ويزداد هذا الهرمون لدى المرأة كردة فعل للحزن والتوتر، مما يجعلها اكثر بكاء من الرجل.
ويبقى القول: بانه مهما كان سبب البكاء وانهمار الدموع، فان البكّائين حسب الدراسات النفسية هم الاقل عرضة لامراض القلب والسكري والجهاز العصبي والهضمي، وخصوصاً النساء، فالدموع تخرج كل المكنونات المتراكمة في النفس، وبهذا يخف الضغط والتوتر النفسي عن الاعضاء الحشوية الداخلية للانسان، ويخف عنها الاذى والاصابة بالامراض، فتعمل افضل وتعيش اطول، وبهذا يطول العمر باذن الله ||~



موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©