موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة
إذا كانت الموضة 2014 تعكس الحالة الاقتصادية، باعتبار أن طول الفساتين 2014 يزيد قصرا كلما انتعشت الأوضاع وطولا كلما عمت حالة من التقشف، فإن الحواجب أيضا يمكن أن تكون قراءة للاقتصاد.. فهي الأخرى تصبح رفيعة في أوقات العز وكثيفة في أوقات عدم الثقة. ففي العهد الإليزابيثي الأول، مثلا غابت الحواجب ومحيت تقريبا كذلك في العشرينات من القرن الماضي، حين أصبحت رفيعة جدا، فيما زادت كثافتها في الثمانينات والوقت الحالي. والملاحظ أنه منذ أن بدأ الإنسان الصيد وهو يصنع أدواته تارة من عظام الحيوانات وتارة أخرى من أخشاب الأغصان، ليس لحماية نفسه من عوامل الطبيعة القاسية والمخاطر التي تحيط به فحسب، بل أيضا بحثا عما يجمله ويزينه. وكان الشعر ولا يزال على رأس أولوياته على مر الأزمنة والحضارات. فمرة يتخلص منه نهائيا ومرة يطوله ويخاف عليه وكأنه شمشون يمكن أن يفقد قوته وسطوته في حال ما فقد خصلة من خصلاته. ولم يقتصر اهتمامه هنا على شعر الرأس، بل امتد إلى الحواجب. فالعديد من رسومات المصريين القدامى تشير إلى أنهم كانوا يحلقون شعر الرأس والحواجب تماما ليعيدوا رسمها من جديد بالأصباغ. نفس الأمر كان متبعا في اليابان، أما في العهد البيزنطي، فكان العكس صحيحا، حيث كان يتم رسم حاجب إضافي أسفل الحاجب، بينما كان الأصلي يشذب ليصبح رفيعا حتى لا يغطي على المرسوم أو يتضارب معه.

وظل الاهتمام مشتعلا في العهد الإليزابيثي الأول، ولم تخفت موضة 2014 حلق الشعر، بل انتقلت عدواها إلى نساء البلاط. فقد كن يقلدن إطلالة الملكة إليزابيث بحلقهن شعر رأسهن من الأمام للحصول على جبهة عالية، بينما كن يتخلصن من حواجبهن إما بحلقها وإما بصبغها بلون أشقر قريب من لون بشرتهن، وإما بإخفائها باستعمال بودرة بيضاء. فالجمال في تلك الحقبة كان يتطلب هذه الطقوس الجمالية، التي تبدو غريبة في حقب أخرى، منها العصر الباروكي، الذي جاء ليحتفل بكل ما هو لافت وكبير. وكان من الطبيعي و صحي و صحي للغاية أن يشجع على عودة موضة 2014 الحواجب الكثيفة، مما وضع العديد من النساء، اللواتي سبق أن تخلصن من حواجبهن بحماس كبير، في مأزق. فشعر الحواجب لا ينمو بسرعة في أحسن الحالات، ولا ينمو إطلاقا في أسوئها، ولم يجد هؤلاء حلا سوى اللجوء إلى جلد الفئران واستعماله كحواجب اصطناعية. لكن هل أوقف الأمر الأجيال الأخرى على الانتباه إلى نزوات الموضة 2014 وتغيراتها التي يمكن أن تجعلهن يلجأن إلى الفئران؟! أبدا. فموضة 2014 الحواجب لا تزال تتذبذب بين الرفيع والكثيف من فترة إلى أخرى، بغض النظر عما تسببه من مشاكل على المدى البعيد. ففي العشرينات من القرن الماضي، مثلا، كانت الحواجب الرفيعة هي المطلوبة، على غرار حواجب غريتا غاربو ومارلين ديتريش وغيرهما من نجمات السينما الصامتة، وتميزت في الثلاثينات بحواجب مرسومة بشكل مقوس مسحوب إلى أعلى من الجوانب.






وفي الأربعينات، وتحديدا بعد 1947، تاقت المرأة إلى استرجاع أنوثتها بعد سنوات الحرب العالمية وتقشفها. وتزامنت هذه الرغبة بإطلاق «كريستيان ديور» موضة 2014 «ذي نيو لوك» الأنثوي، الذي فتح الباب أمام شكل جديد للحواجب. فقد تميزت بكثافتها عند بداية العين لتعلو عند منتصفها وتصبح رفيعة في آخرها وهو المظهر الذي تبنته نجمات مثل إليزابيث تايلور، وأودري هيبورن، وغيرهما.

في السبعينات، انتشرت موضة 2014 الروك آند رول التي ترافقت مع ظهور موضة 2014 الأحذية 2014 «البلاتفورم» العالية وفساتين 2014 الجيرسيه الضيقة وألوان النيون. وتلتها موضة 2014 الثمانينات التي شهدت منافسة المرأة للرجل في مجالات العمل، وتمثلت في ظهور التايور العالي الأكتاف والشعر المنفوخ والحواجب الكثيفة. ولم تختف هذه الموضة 2014 في التسعينات، لكنها أخذت منحى جديدا على يد بعض العارضات مثل كريستين ماكمينامي، التي ارتأت أن تحلق النصف الخارجي من الحواجب للتميز عن العارضات الأخريات، وكان لها ما أرادت، إذ اشتهرت أكثر بعد ذلك. وفي بداية الألفية، وإثر نصيحة من كارين روتفيلد، رئيسة تحرير مجلة «فوغ» الفرنسية، صبغت العارضة لارا ستون حواجبها باللون الأصفر البلاتيني الباهت لتحقق ضربتها وتلفت الانتباه إليها. وهو نفس المظهر الذي تبنته خبيرة الماكياج العالمية بات ماغراث في عرض كل من «بالنسياجا» و«برادا» في عام 2014 و«جيفنشي» في عام 2014، لكن من الصعب القول إن ما يناسب خشبات المسرح يناسب أرض الواقع. فالمرأة العادية تريد أن تعزز جمالها لا أن تثير جدلا، والموضة 2014 الحالية التي تحتفل بالحواجب العريضة مرحب بها من قبل معظم النساء باستثناء اللواتي بالغن في نزع شعيراتها، لسبب واضح لا علاقة له بجمالها، بل فقط أنه أصبح شبه مستحيل بالنسبة إليهن تنميتها مرة أخرى. في هذه الحالة، فإن تقنية الماكياج الدائم «التاتو» هي الحل على أن تتم على يد خبيرة متمكنة يمكنها أن ترسمها بشكل جيد وبشرح طريقة طريقة عصرية خفيفة تبدو وكأنها شعيرات صغيرة وليس مجرد خط كثيف. الحل الآخر هو قلم التحديد، لكنه يحتاج إلى خبرة وصبر بشكل يومي.
* همسة:
* إذا كنت تستعملين قلم التحديد أو البودرة وغيرها لرسم الحواجب وملئها، فإن القاعدة هي اختياره بدرجة واحدة أقل من لون الشعر إذا كان هذا الأخير بنيا، وبدرجة أغمق إذا كان أشقر.



موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©