زوجة صبورة صدقها الله وعده

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه قصة لاحدى صديقاتي وجارتي العزيزة في البناية التي اسكن بها، احببت ان ارويها لكم وخاصة الزوجات. عسى ان تستفيدوا منها ولو بالشئ القليل.. باذنه تعالى..

في احدى الايام وكان يوم عطلة اعتدت الذهاب الى جارتي وصديقتي العزيزة. لتناول فنجان من القهوة معها عند المساء.. طرقت الباب، وانتظرت ان تفتح لي الباب بابتسامتها المشرقة وبوجهها البشوش الذي لا تفارقه الضحكة ابدا..
الا اني فوجئت بها هذه المرة على غير المعتاد .. بوجه حزين حاولت اخفاءه بابتسامة صغيرة متعبة، وانا ادقق النظر في عينيها الدامعتين ووجهها الشاحب المصفر. فاحسست بشعور خفي ان الامور ليست على ما يرام.
سلمت عليها وسرنا الى مكان جلوسنا في المجلس وبالاخص قرب النافذة التي تطل على منظر الشارع العام ومدخل العمارة..
لاحظت توترها .. وهي تهب مسرعة لعمل القهوة، تركتها على راحتها منتظرة الوقت المناسب للكلام.. وعندما تكون هي مستعدة لتبوح لي بما يضايقها.. فلم اعتد التطرف على احد او البدء بمناقشة اي موضوع اذا لم يكن صاحب الموضوع لديه المبادرة بالكلام..
وما هي الا دقائق وقد اقبلت مبتسمة وهي تحمل القهوة. وتسالني عن حالي وعن الاهل.. فاجبتها باننا بخير والحمد لله.. لاحظت ترددها وحزنها البادي امامي وقد تساقطت دموعها بصمت لم تستطع الكتمان.. فسرعان ما اخبرتني بان زوجها على علاقة مع وحدة ثانية..
صمتت لبرهة من وقع الصدمة.. فزوجها طيب .. وكريم النفس.. ويعمل بالتجارة.
آه اذا عمله هو مدخل لهذه الشيطانه التي تحاول ان تخرب بيت صديقتي الطيبة..
لقد كنت في موقف لا احسد عليه.. فكل كلمة ساقولها لها الاثر الكبير على صديقتي وانا اراها تبكي امامي من الحزن على حالها وعلى زوجها التي سوف تسرقه هذه الدخيلة على حياتها وحياة اولادها..
فقلت لها: يا ام محمد هل انتي متاكدة من هذه الشكوك ام انها وساوس من الشيطان؟؟
فاجابتني: لقد رايت في الفاتورة التفصيلية رقمها في اليوم الواحد يتصل بها اكثر من ثلاث او اربع اتصالات، عدا اني سمعته يتحدث معها ويغازلها.. ولكني لم اشعره بشئ او اخبره باني قد سمعت محادثته لها..
- اهذا كل شئ؟
- ام محمد: لا لقد رائهم بعض المعارف وهو خارج معها في الاسواق وفي بعض الاماكن العامة.
اطرقت راسي وانا افكر بهذه المصيبة وكيف التوصل الى حلها.. فما اخبرتني الا لتفضفض لي وتبوح لي بسرها.. لكنه سر كبير اثقل صدري.. الله يكون في عونها..
- طيب يا ام محمد هدي نفسك شوي، وتعاملي مع الموضوع بحكمة اكثر..
- ام محمد والدموع بعينيها: اشيري علي ماذا اعمل ، فوالله لقد توقف عقلي عن التفكير بعد معرفتي والتاكد من موضوع خيانة زوجي لي..كما انه يصرف عليها من اموالنا .. اليس البيت والاولاد اولى بهذه المصاريف؟؟
- معك حق يا ام محمد.. لكن الغضب والعصبية لن يحل من الموضوع شئ.. فانتي تحبين زوجك.. وتريدين المحافظة عليه .. وعودته اليك..
- ام محمد: تخيلي بانه بدأ ينفر مني.. ويراني، بل يقول لي انتي كالقردة.. قبحك الله من امرأة.. صحيح اني لا املك من مقاييس الجمال الا طيبة قلبي.. لكنه الان يجرحني بكلامه هذا..
- اسمعي عزيزتي انتي مثل اختي.. وما ساقوله لكي تنفيذه بالحرف الواحد لاجل استعادة زوجك..
- ام محمد هل اذهب الى السحارين والمشعوذين؟
- لا اتركي عنكي كل هذه الخزعبلات.. فمن يذهب اليهم فلا تقبل لهم صلاة لاربعين يوما.. كما انه من آمن بهم فقد كفر.. والعياذ بالله. وانتي انسانة مؤمنة والحمد للحمد... عدا عن نصبهم عليكي لاجل استنزاف اموالك.. ابعدي هذا الشئ عنكي..
- ام محمد وهي تتطلع الي بعينين كلها الامل والرجاء بان تجد لدي الحل لمشكلتها ولمعاناتها : اذا اخبريني ما هو الحل.
- الحل ياعزيزتي هو.. ان تستمري على طيبك معه.. واكثري من الصلاة والتقرب الى الله والدعاء له بظهر الغيب في كل صلاة بان يهديه الله ويرجعه لكي سالما.. ويبعد شر هذه الدخيلة عنكي..
انا اعرف ان الامر صعب ويحتاج الى الكثير من الوقت والصبر.. واستمري على علاقتك الطيبة بزوجك بالمعاملة الحسنة، واتركيه على راحته ولا تعملي معه المشاكل . ولا تخبريه ابدا بما علمتي او تجعليه يشك بمعرفتك بالامر وتجاهلي الامر كله.. واصبري وسوف ترين نتيجة صبرك الا كل خير باذنه تعالى..
وما هي الا لحظات حتى رأت ام محمد اضواء سيارة زوجها قادمة في مدخل العمارة ليركن السيارة في الكراج ..فسارعت لتغير ملابسها لتلبس احلى ما لديها ولتتزين لزوجها وتركض الى الباب لتفتح له الباب بابتسامة عريضة مشرقة وفي عينيها كل الحب لهذا الزوج العائد لبيته.. وهي تمزح معه وتستقبله باحلى استقبال..
جلست مندهشة في مكاني لهذه المرأة العظيمة في نظري بحسن تبعلها لزوجها .. فمن يراها الان.. وينظر اليها بابتسامتها وضحكتها التي استقبلت بها زوجها.. لا يدرك انها نفس المراة التي كانت مكسورة الخاطر وهي تشكي سؤ معاملة زوجها لها وخيانته لها..
ابتسمت ابتسامة رضا وتقدير واحترام لهذه المرأة المعطأة .. التي تسعى للحفاظ على زوجها وبيتها بكل الطرق.. وباللين والاحترام لزوجها..
سلمت على زوجها.. واستاذنت اهم بالخروج من المنزل لاترك لهما فرصة اصلاح الامور بينهما .. وانا ادعوا ربي بان يوفق بينهما.. ويبعد عنهما كل من يحاول ان يخرب بينهما..
اتدرون ما هي نتيجة صبر هذه المرأة المجاهدة؟؟
لقد من الله عليها بجميل كرمه واحسانه بعودة زوجها اليها جزاء لها على صبرها، ودعاؤها لله، وحسن تبعلها لزوجها، وصبرها على اذيته.. فلم يرى زوجها خيرا منها،، وادرك خطأه.. فلديه زوجة وفية وطيبة وحنونة وتحترمه وتعرف قيمته.. اما الاخرى التي تعرف عليها فلقد دبت المشكل بينهم، ولم تكن تحترمه، وكانت تستغله لاجل ماله.. فالرجل وان طالت نزوته لابد من يرجع في الاخير الى زوجته التي صبرت معاه على الحلوة والمرة..وادرك حجم خطأه الكبير بحق نفسه وزوجته وبيته واطفاله والاهم بحق ربه.. فعاد الى طريق الصواب بفضل رب العباد.. والتزم بالصلاة بعد ان كان تاركا لها.. ويشرب الخمر..
هل تتصورون ان تكتمل سعادة هذه الزوجة الطيبة ام محمد ليس بعودته فقط بل بالتزامه الديني ايضا.. فهل كان يحدث هذا لو لم تصبر وتستمر على حسن طاعتها لزوجها وحسن عشرتها له..
فيا ايتها الزوجة .. يامن تشكين همك الى الله.. اصبري على زوجك.. فان الله عالم مطلع على الحال.. وربنا الرحيم لايترك عبده المحتاج اليه فما بالك بالحفاظ على بيت مسلم وهداية زوج ضال بعيد عن الحق.. فلقد صدق الله وعده ان الله مع الصابرين والذين احسنوا عملا.. ادعوا الله بالهداية والتوفيق لكل المتزوجين.. والحمد لله رب العالمين

منقوول



موضوع حصري لمنتديات شباب باتنة