موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة
أمي/ بسم الله الرحمن الرحيم,هل أنتي إبنتي (نجوى ) أم عفريتها؟بوجه مندهش خائف,ملامح كوميدية بعض الشئ
نجوى / صباح الخير يا أحلى وأغلى (أم) على هذه الكرة الأرضية, وقبلة على كل خد,وحضنا عميقا يشعرها بجمال أمومتها
كنت أرتدي ملابس 2014 الرياضة, على فكرة فأنا شخصية رياضية جدا,وأمارس الرياضة بشكل يومي تقريبا, لدي نادي صغير داخل بيتي ,أثثت غرفة خاصة مجهزة بأجهزة الرياضة كما نراها في التلفاز,يمكن أن أنقله إلى مشروع مربح J
أمي/ صباح الخير ياحبيبتي,بإندهاش,ماذا حصل,هل أنتي بخير ,وعيناها تتأرجح يمنة ويسرة علي
نجوى /الحمد لله أنا بخير جدا,وابتسم,لكني وجدت أنني كبرت وتبقت لي سنة واحدة وادخل الجامعة فقررت أن أقوم بمسؤولية إيقاظي من الفراش بمفردي واشكرك يا أمي على دعمك لي طوال هذه السنين الماضية وخاصة أن لك شرح طريقة طريقة في إيقاظي لن أنساها طوال عمري(ونضحك سوية)
أمي / لكنك متحمسة وملابس 2014 رياضية من أول يوم إجازة
نجوى /لإنني سأذهب غدا مع بشرى إلى البحر,ألم تخبرك الخالة صفية بذلك
أمي/ نعم أخبرتني واصرت بشدة على ذهابك معهم, برغم أنني لا أجد هذا ممتع, إذ أنني سأبقى وحيدة في المنزل
نجوى / إذن سوف اعتذر,فأنا لست متحمسة,لكن بشرى احرجتني بتكرار الطلب فقط هذا هو كل شي ,وعيناي تدعوا أن ترجع امي في كلامها وتسمح لي بالذهاب معهم,فقد تحمست للرحلة وشعرت أنها ستغير شيئا في مجرى حياتي
أمي/ لاعليك ياصغيرتي,على العكس أريدك أن تذهبي معهم الى الشاطئ فقد تعبتي طوال ايام الدراسة والان تحتاجي لبعض التنزه وتغيير الأجواء,أذهبي ياصغيرتي,وابتمست
نجوى / حسنا, شكرا لك أمي,بالفعل احتاج لبعض التغيير, خاصة أننا لن نسافر هذا العام,ألم تسمعي أبي وهو يقول: إن شركته في أوج نشاطها هذه الفترة ولايستطيع أن يتركها مثل كل عام إذ أن المسؤول الذي اعتاد أن يحمله المسؤولية عندما نسافر قد سافر هو ايضا إلى محافظته لإن والده مريض
أمي/ أجل سمعته يقول ذلك, ربما ليس لنا خير في سفرنا هذه المرة, فكل شئ يابنيتي هو تقديم وتأخير من المولى سبحانه
اركض الى صالة الألعاب الرياضية وابدأ يومي,افتح موجة الراديو وأبدأ في التمرين,1,2,3
في منزل هبة وهي مع والدتها تتناول إفطارها, هبة فتاة مشتعلة بالنشاط أكثر مني,تصحو باكرا بدون مساعدات من أحد,توجهت بنظره منكسرة إلى والدتها قائلة: مارأيك ياأمي أن أدعوا صديقاتي الاسبوع القادم لأحتفل بنجاحي مثل نجوى,فأنا نجحت مثلها ومعدلي يفوقها أيضا ,و ...
الخالة غيداء / توقفي عن هذا الهراء, نجوى فتاة مدللة صبيانية,متعبة جدا لوالدتها, تمرح وتزهو بنفسها, ولا أحد يعلم الأسباب
هبة / ولكن ياأمي
الخالة غيداء/ أصمتي واكملي طعامك أفضل,انظري الى اخواتك لم تطلب إحداهن شيئا وأنتي تكثرين من طلباتك
والحقيقة أن هبة فتاة قنوعة راضية بحياتها إلى ابعد الحدود وطموحها بسيط أراه أقل من قدراتها,لكنها تبرمجت على أوامر والدتها, التي ترى أن الحياة جادة أكثر من اللازم,قاسية أكثر من المعقول
هبة / لكن أنا فتاة قنوعة ولم اطلب منك شيئا منذ عام مضى,ومن حقي ان احتفل بيوم نجاحي وبدأ دموعها تغرغروطأطأت رأسها وهي على مائدة الطعام مع أختاها الأكبر سنا وأخيها باسم اكبرهم جميعا وتقريبا المعيل لهم بعد انتكاسة والدهم
الخالة غيداء/ ولكن الظروف يابنيتي لاتسمح لنا بمثل هذا التبذير في مصروفنا الشهري
باسم/ أمي دعي الأمر لي,أنا سأتولى إحتفال هبة ,ومد يده في جيبه واخرج 500 دولا,تفضلي ياهبة,وادعي صديقاتك من الأن وابتسم ثم قبل رأسها وخرج إلى عمله ,حيث كان يعمل في شركة أثاث ومفروشات, كان محاسبا ناجحا,طموحا لولا الضغوط التي عانى منها لأكمل دراسته الجامعية لكنه مع الأسف بعد تخرجه من الثانوية العامة ,فضل العمل وكسب لقمة العيش في وقت لايعرف ماذا يمكن أن يخبأ له
هبة/ أأأه كان حلما بالنسبة لي هذا المبلغ ودعوة صديقاتي والإحتفال,دموعها تغرورق فرحا بما تراه في يديها من مال, لم تمسك به منذ مدة طويلة
الخالة غيداء/ تبتسم نصف ابتسامة وكأنها تمكر لشئ,ثم فجأة تأخذ نصف المبلغ من يد هبة,دون إسئذان,هات هذه لي
هبة /ولكن يا أمي إنها لي,هذا مالي وأنا حرة التصرف فيه
الخالة غيداء/ من تظنين نفسك لترفعي صوتك علي, أنا أمك , انتبهي,هل تظنين أنني مثل خالتك سعاد تدلل ابنتها وتعطيها كل ماتشاء,طبعا تقصد أمي
هبة /لقد اعطاني باسم المبلغ لي,وهذه هديتي لا يحق لك أخذها ,لو تمهلتي كنت سأعطيك منه جزء,بدون أن تتصرفي هكذا,تنظر لوالدتها بشئ من النفور
الخالة غيداء/ حسنا ولكن لا اعرف كم ستعطيني,عموما ,انا قد قسمت المبلغ بالتساوي بيننا ,ما الضير في هذا؟
هبة / على العموم يا أمي كنت سأعطيك, اقل مما أخذت ,لكن لايهم, الأن ,اسمحي لي سأدعوا صديقاتي بعد يومين لنحتفل بنجاحنا,هل تسمحين لي بذلك, بنظرة مستهترة
الخالة غيداء/ نعم اسمح لك,تأكدي من مواعيدهم حتى يحضر الجميع
اخوات هبة / ينظران لبعضهما, يالك من طفلة مدللة, نحن لم نجرؤ حتى على القيام بمافعلتي, حفلة وهدايا,ومدعوات,وكأنك إبنة السلطان
هبة /أعتقد أنه لايصح لمجرد انتكاسة والدنا المادية أن نغلق ابواب الفرح على انفسنا وكأننا أموات, هذا ليس عدلا,(إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)
أختي تغريد/ تخابر أمي هاتفيا,أمي الحبيبة كيف حالكم اليوم بعد حفلة البارح,كانت حفلة رائعة, وقد سعدت كثيرا بها,حتى الأولاد الصغار كانوا مبتهجين بمظاهر الفرح,أسأل(الله) أن يديم علينا الأفراح والسعادة
أمي / إن شاء( الله) ياحبيبتي, كنا جميعا فرحين,ولكن غدا سأكون وحدي في المنزل ,لو استطعت فتعالي لزيارتي
تغريد/ ولماذا تكونين وحيدة؟ أين نجوى عنك؟
أمي /لقد دعتها بشرى وخالتك صفية لرحلة على شاطئ البحر الأحمر,وسيذهبون غدا صباحاً
تغريد /أتعرفين يا أمي , إنني اشعر ان خالتي صفية,معجبة جدا ب نجوى , وانها تتمنى أن ترتبط نوجا بإبنها أحمد
أمي/ تضحك ,حتى أنا اشعر نفس الشئ, لكن يا بنيتي ,أختك لازالت صغيرة,ولا أريد أن اشغل فكرها بهذه الأمور, فكل شئ في وقته جميل, والخيرة فيما أختاره (الله)
تغريد/ هل لديك ملاحظات على أحمد مثلا؟
أمي/ على العكس يابنيتي , فأناأعرفه تماما إنه في عمر أخاك ( تامر)وقد تربى على يدي, وفرحة كبيرة أن يكون من نصيب نجوى,لكني لا احب استعجال الأمور,فقط أريد كل شئ في وقته
تغريد/ بالمناسبة ياأمي, كيف حال اخي (تامر) افتقدته كثيرا فهو لم يهاتفني منذ مدة
أمي/ الحمد (لله) تامر بخير, يقول إنه سوف يعود خلال شهرين ويكون قد انهى دراساته العليا ,عسى التوفيق يكون حليفه
تغريد/ أوصلي سلامي إلى نجوى, جالا بدأت تبكي,تلتفت لإبنتها(حاضر حبيبتي أنا قادمه) إلى اللقاء يا أمي
أمي بالسلامة يابنيتي, آآآآه ,هكذا الحياة, أنا أخاف عليهن, واليوم تخاف على رضا ابنتها,كما إنني اسعى لرضاهن ...أين أنت يا أمي,كفاك غيابا, وعودي الينا
يرن جرس الهاتف /ترد أمي على الهاتف, أهلا هبة كيف حالك ياعزيزتي,وكيف حال والدتدك؟
هبة /الحمد(لله) ياخالتي, نحن بخير وعافية, كيف حالكم اليوم, هل استطيع ان احادث نجوى ؟
أمي / بالطبع بنيتي,انتظري دقيقة واحدة,,, نوجا نوجا هيا تعالي, هبة تنتظرك على الهاتف,اسرعي
نجوى / امسك بسماعة الهاتف مبتمسة,لإن هبة قليلة الإتصال على الهاتف مؤكد أنه حدث جلل, لإن الخالة غيداء,لاتحب ان تمسك ابنتها بسماعة الهاتف كل وقت إلا للضرورة,,, آآلو ,ألو هبة كيف حالك, ماهذه المفاجأة؟
هبة / آآآه أردت الاطمئنان عليكي بعد البارح,هل انتي بخير؟
نجوى / نعم ,نعم , انا بخير, هل انتي بخير؟ وملامحي متشوقة ان اعرف سبب الاتصال
هبة / انا بخير عزيزتي , اردت فقط أن أدعوك على حفلة نجاحي بعد غد , فما رأيك؟
نجوى / اووه حبيبتي, الأ يصح أن تأجليها ليوم واحد فقط, وأنا خجلة
هبة / نعم يصح هذا ,ولكن لماذا, هل من سبب؟
نجوى / نعم,فأنا سأسافرة غدا إلى البحر الأحمر مع بشرى واهلها, فقد دعوني الى هذه الرحلة,ولكن لا أحد يعلم بذلك, لإنهم يدعون أحدا, اسفة
هبة / لاعليك, إذا سأوجلها ليومين أخرين,مارايك؟
نجوى / مستبشرة,رائع, انت صديقتي الرائعة هبة , اتفقنا
في المساء:أعد حقيبة صغيرة, أضع فيها حاجياتي اليومية,ولن أنسى أن أخذ أحد الكتب لأتسلى هناك بالقراءة ,مؤكد أن الوقت سيكون طويلا
وعندما اغلقت الحقيبة, دخلت لميس:جميلة, كيف حالك؟ افتقدتك
نجوى / بحضن كبير, وانتي ايضا, اين كنتي طوال اليوم؟
لميس/ إن أبي وأمي يتناقشان مطولا في أمر انتقالنا الى بين جديد,لا اعرف ولكنهم يتجادلون مطولا حتى مللت
نجوى / لمعت عيناي, لميس لماذا لاتسكنون جوارنا
لميس/ أين؟
نجوى / في الشقة المجاورة, انها خالية منذ زمن,قبل ثلاث سنوات كان فيها طبيبا أمريكيا, وقد عاد إلى بلاده, وهاهي فارغة منذ ذلك الحين
لميس/ فرحة,اتمنى ذلك,وكلا منا ابحرت في التفكير ونظرنا الى بعضنا وكأننا فكرنا في نفس الخاطرة ثم ابتسمنا واشرنا بأيدينا إلى بعضنا البعض
نجوى / لقد فكرت فيما افكر به ,صحيح؟
لميس/ نعم, ستكون اياما جميلة,سنلعب ونمرح ونعبث,ونفعل كل شئ,ولن احتاج ان اخذ الإذن كل مرة اتي فيها اليك وانتظر السائق ليقودني الى هنا
نجوى / إنها فكرة رائعة,لقد احببتها
لميس/ ماهذه الحقيبة؟
نجوى / آه لم اقل لك, إن بشرى وخالة صفية, دعوني الى رحلة الى شاطئ البحر الاحمر,لم ارفض بصراحة أحتاج إلى تغيير
لميس /اووو, رحلة موفقة حبيبتي
قبل أن أنام كانت الساعة تشير إلى العاشرة مساء,سمعت جرس الهاتف:آلو: أهلا خالة صفية,كيف حالك
خالة صفية/ بخير كيف حالك يابنيتي؟
نجوى / انا بخير
خالة صفية / هل انت جاهزة لرحلة الغد؟
نجوى / نعم فقد جهزت حقيبة صغيرة
خالة صفية/ ممتاز عليك أن تنامي باكرا,لإننا سننطلق الى الرحلة في تمام الثامنة صباحا, هذه بشرى معك
نجوى /امتعض وجهي الثامنة صباحا متى سأصحو إذن في السابعة ام في السادسة(سرا لنفسي قلت هذا)
بشرى/ الونجوى كيف حالك عزيزتي؟
نجوى / اهلا بشرى, كيف حالك
بشرى/ ارجوك نوجا , كوني جاهزة في تمام الثامنة سنتوجه إلى البحر الأحمر,نامي باكرا
نجوى / حسنا, سأفعل,لازلت ممتعضة,فأنا لأحب العجلة ,لماذا كل هذا البكور, هل من شئ يجري خلفنا
اقفلت الخط وعند ما وضعت رأسي على الفراش, تذكرت, لم اسألهم هل عاد(أحمد) من السفر اليوم؟ عموما ليس من شأني سوال كهذا,ساظل اقرأ هذاالكتاب حتى يساورني النوم وكنت أمسك بكتاب( سوف تراه عندما تؤمن به) للكاتب(واين داير)كتاب ممتع شيق يعطيك مساحات للتفكير في المستقبل الجميل, يبهج لك الحياة ,بتفائل عميق وروحانية عالية, اعشق هذا الكاتب ,لإنه روحاني مثلي, لكني لم أصل بعد إلى ماوصل إليه من درجات التسامح والعفو والرضا,حتما سأجد طريقي بين هذه الكتب
أشرقت شمس يوم جديد,كان الجو غائما بحد معقول, أحب منظر الغيوم,بعض الناس يخافون عندما يشعرون ان السماء تغيرت لونها ,على العكس أفرح برؤية هذا المنظر لإنني ملولة واحب التغيير.نهضت من فراشي عند السادسة والنصف صباحا,بالرغم أنني لم أنم سوى خمس ساعات فقط,فقد اخذ وقتي قراءة الكتاب ولم انهيه بعد,توجهت الى مائدة الطعام حاملة حقيبتي معي
صباح الخير أمي , صباح الخير أبي,كعادتهم في أي وقت أنهض فيه أجدهم في إنتظاري وكأنهم يعرفون موعد نهوضي,لا, إنه قلب الأم, تصحو قبل أبنائها وتنام بعد التأكد من خلودهم إلى النوم
أبي وأمي: صباح الخير ,تناولنا الإفطار سويا
أمي/ كوني حذرة على نفسك,خاصة وقت السباحة فأنا أعرف أنك تحبين السباحة كثير, لكن انتبهي فهناك اسماك القرش الكبيرة
أبي/ ماهذا ياسعاد, كيف تقولين مثل هذا الكلام؟
أمي/ انا انبهها فقط
أبي/ كلامك فيه شئ من المبالغة وعدم التوكل على (الله),توكلي على (الله) يابنيتي ولاتخافي من أحد غير خالقك
نجوى / ابتسمت,وعيناي قالت لوالدي كل شئ,قالت له كم أحبه, وكم سأشتاق اليه خلال اليومين القادميين
أمي/ لابأس, اردت فقط تحذيرها
أبي/ انتي تعاملينها أنها طفلة صغيرة ,حاولي أن تدركي أن نجوى قد كبرت, ومعتمدة على نفسها, لاتجعلي الشائعات التي تقول أنها مدللة في محلها, نعم ندللها ولكن لا نفسد حياتها بخوفنا عليها
نجوى /اطمئن يا أبي, أنا فعلا متوكلة على (الله) في كل خطواتي ولا ابدأ عمل الا وقد دعوت (الله)وشعرت بقربه معي, لاتخافي يا أمي,انا بطلة ولن تأكلني اسماك القرش ,أنا من سأكلها
أبي وأمي/ يضحكان,سنفتقدك كثيرا يانوجا الأيام القادمة عسى أن تعودي بالسلامة ياحبيبتي
نجوى / سأعود إن شاء(الله) وانتم بأفضل حال,بل ربما تقولون في انفسكم سرا,ياليتها تبقى بعيدة لنستعيد شبابنا سويا, واضحك بخبث
أبي / نعم ،نعم أنا عن نفسي ربما اقول هذاويلتفت الى أمي ويبتسم
أمي/ وقد احمرت وجنتاها, من الأفضل لك أن تجهزي نفسك وتنسي امرنا
نجوى / حسنا سأكون جاهزة على الموعد
الساعة الثامنة إلا دقيقة, يرن جرس الهاتف:الخالة صفية/ صباح الخير ياسعاد
أمي /صباح الخيرات,صفية,كيف حالك
الخالة صفية/ بخير وانت؟
أمي/ نحن بخير جميعا, هل انتم جاهزون
خالة صفية/ أجل ارجوك عزيزتي ,شركة ابلغي نجوى أن تخرج الآن إلى الباب الرئسي,نحن بإنتظارها
ودعت أمي واحتضنتها, رأيت دموعها, لكني تجاهلتها لا لشئ, إلا لإنني لو بكيت في حضنها فربما يذهب النهار في حضن أمي, نعم أنا حساسة لهذا الحد, والأفضل هو التظاهر ااني كبرت ,ومسؤولة عن نفسي تماما
ابي/ يقبل رأسي, استوعك (الله) ياحبيبتي,هاتفيني عندما تصلين الى الشاطئ
نجوى / حاضر ,سأفعل, الى اللقاء جميعا, سأفتقدكم, واغلقت الباب سريعا,حتى لا أرى دموع أمي , مؤكد أنها تسقط الآن,فوالدتي برج السرطان, أي إنها إمرأة حساسة خاصة تجاه ابنائها فتلعق المرأة السرطان بأبنائها كبير وطفولي في احيان اخرى
خرجت من فوري مسرعة خوفا أن أكون قد تأخرت لحسن الحظ لم ينزلوا بعد,ربما تأخروا لسبب ما, المهم أنني لم اكن سببا في تـأخيرهم,, التفت عن يساري فإذا بشاب وسيم ,وسيم جدا,يرتدي قميضا أبيضا مادا يديه , نجوى ,كيف حالك؟
نجوى / آه,أحمد, كيف حالك يارجل, هل عدت من الولايات المتحدة اخيرا
أحمد/نعم لقد عدت, واتكأ على حرف التاء, وعيناه تنظران بشكل يخجلني,ولكن لايخيفني على العكس, شعرت بالأمان,ولأول مرة شعرت بقشعريرة,ربما تشعر بها الفتاة عندما تنظر لرجل يعجبها, قشعريرة سرت بين خلاياي
نجوى / حمدا (لله) على سلامتك,هل كانت رحلتك ممتعة؟
احمد:نعم الى حد ما
نجوى / كيف الى حد ما , لا افهم هل من مضايقات؟
احمد/ لا لاتوجد أي مضايقات, فقط اشتقت للجميع وابتسم
نجوى / عموما ها انت قد عدت وسوف تمل منهم ثانية وضحكت, بعفوية ثم خجلت من نفسي, إذ انني القيت بنكتة امام رجل غريب, أو على الاقل لم اره منذ مدة طويلة, لقد سافر أحمد وأنا في اخر سنة في المرحلة الابتدائية
احمد/ بابتسامة رزينة, لو كنت سأمل, لما كنت قد عدت
خرجت خالة صفية وعم يحي ومعهم بشرى وأمجد,صباح الخير نجوى, سامحينا لقد تاخرنا عن موعدنا,بشرى اضاعت بدلة السباحة ثم تذكرت مكانها
نجوى / لاعليكي, لم انتظر طويلا
العم يحي وهو رجل وقور مهذب,تشعر انه مطلع على كل شئ, وهو يعمل بالتجارة مثل والدي,لديه شركة اغذية للالبان والأجبان ,كيف حالك حبيبتي نجوى لم ارك منذ وقت طويل, وأمسك بشعري يداعبه
ثم توجه الى أحمد/ أنا سأقود والدتك وأمجد معي في السيارة, وانت تولى أمرهؤلاء الفتيات الجميلات وكأنه أشار له بطرف عينه
أحمد/ على الفور يا ابي
شعرت انهم اتفقوا مسبقا على هذه القسمة,عموما لاضير فانا مستمتعة الى الان
كنا في السيارة جلست بشرى بجانب احمد بالطبع, وأنا في الخلف,وكان احمد قد أدار شريط التسجيل,وكانت اغاني للعندليب, من الواضح أن أحمد رجل عاشق, أوصاحب روح مرهفة, وإلا ,هل يعقل انه يوجد شاب وسيم في العام 98 ميلادي يستمع لأغاني العندليب من الصباح الباكر,,,
أحمد: كيف كانت المدرس مفصلة يا نجوى, هل كنت تذاكرين جيدا؟
نجوى / ابتسمت, بالطبع كنت اذاكر ولكن ليس جيدا
أحمد/ لم أفهم
نجوى / أي كنت انجح قدر ما استطيع ولاارهق نفسي في مذاكرة مادة لا احبها حتى احصل على الامتيازمثلا, لايهمني المستوى مايهمني أن استوعب ما اقرأ
أحمد/ هههه إذن انت فيلسوفة.اليس كذلك؟
نجوى / لا اعرف يقال هذا واضحك,وتطير نسمة هواء على شعري فرفعت بيدي هذه الشعرة ,واخذ احمد يحدق بي,كأنه يرسمني في عقله,بالطبع تجاهلت نظرته,حتى لايعتقد شيئا,لكن حقيقة الأمر, أنني لأول مرة في حياتي,اشعر أن قلبي يدق,ليس بشدة بعد, لكن الصور 2014ة, بدأت تتضح,ومايهمني الأن أن قلبي يدق
وصلنا إلى شاطئ البحر الأحمر فطلبت من الخالة صفية أن أهاتف والدتي,فرحبت بالأمر
خالة صفية/ تفضلي حبيبتي هاتفي والدتك على هاتفها الخلوي
انهيت مكالمتي مع أمي,وذهبنا أنا وبشرى نضع أمتعتنا ونرتبها وتبادلنا الحديث,فقالت بشرى/ انا فرحة جدا يا جميلة انك معنا, لاتتصور 2014ين كم انا مسرورة بصداقتنا
نجوى / طبعا بشرى اتفهم, وانا ايضا مسرورة وانا معك اليوم
بشرى/ اليوم فقط,لا, اريد ان نكون صديقتين دائما وابدا, اتفهمين, دائما يانجوى
نجوى / بالطبع أتفهم,واحب ذلك ايضا, الاتذكرين, نحن مولدتين في نفس الاايام تقريبا وننتمي الى نفس البرج,ثم ضحكنا سويا
أمي / تهاتف والدتها(جدتي الغالية)كيف حالك ياأمي؟لقد افتقدك كثيرا متى ستعودين؟
جدتي/ آآآه يا ابنتي, امامي شهر واحدا وارجع اليكم إن شاء (المولى) لقد افتقدتكم كثيرا,كيف حالكم جميعا,تغريد وتامر ونجوى ؟
أمي/ كم تمنيت ان تحضري بالأمس حفل نجوى بعد نهاية عامها الدراسي,لقد كان يوما مميزا, ليتك معنا , والأن سافرت مع جيراننا الى شاطئ البحر الأحمر
جدتي/حسنا فعلت, دعيها تكبر قليلا,وتضحك,كم افتقدت الى شقاوتها وضحكاتها,حماها (الله)هي واخوتها جميعا, لاتقلقي يابنيتي,سأعود عما قريب , فليس في العمر كثيرا حتى أتنقل بين البلاد
امي/تبكي, لما هذا الحديث الآن,مالذي جعلك تذكرين الموت الأن
جدتي/ تضحك يابنيتي إذا لم تتذكر سيدة عجوز في الثمانين من عمرها الموت؟ فمن يتذكره إذن؟
أمي/ أطال(الله)في عمرك يا أمي فأنتي شمعتنا التي تنير حياتنا دائما
جدتي/ لماذا نهرب من الموت يا إبنتي؟
أمي/ لإننا لانريد أن نفارق من نحب
جدتي/صحيح,لكن الموت سيأتي حتما لكل منا, فهذه سنة الحياة حتى تفنى الأرض ومن عليها
أمي/ صدقت يا أمي,لكننا دائما نظل خائفين من المجهول
جدتي/ تضحك, الموت ليس مجهولا,على العكس, إنه رحلة روحانية طويلة ,ونسأل (الله ) أن تكون أسعد رحلة لنا
والآن نحن على شاطئ البحر,لونه جميل وإنعكاس الشمس على سطحه,كأننا في رقعة من الجنة
أحمد / ما أجمل هذه الألوان المتلالة على الشاطئ
بشرى/ نعم إنها ألوان جميلة (سبحان الخالق)
نجوى / أجل إنها ألوان جميلة تبعث على الراحة والإسترخاء
أحمد/ هل قرأت شيئا عن الإسترخاء ؟
نجوى / نعم: عندي كتب عن فن الإسترخاء وتقنيات حديثة تعلم طريقةنا كيف نسترخي بحيث نرخي جميع أعضائنا أولا مع أخذ نفس عميق مثل هذا,,, وأخذ ت نفسا عميقا واخرجته ببطء من فمي
أحمد/ ينظر بطرف عينه,أنت إذن طبية المستقبل ويضحك
بشرى/ تضحك,نجوى تقرأ في كل شئ حتى في السياسة حتى إنني لم أفهمها إلى اليوم, إلى أي تيار تنتمين؟
نجوى/ إنني أنتمي إلى كل التيارات وفي نفس الوقت إلى اللاشئ, هذا أنا إن أردت أن تعرفينني





بشرى/ حقيقة أنت مبدعة, اتنبأ لك بمستقبل واعد ياصديقتي
نجوى / اشكرك ياعزيزتي, وأنا ايضا اثق بذكائك وقدرتك على تخطيط حياتك
أحمد/وأنا أضيع بينكم, أنتم تتبادلون الإعجاب والمجاملات وأنا الغريب عنكم ويضحك
بشرى/ لم أكن أمزح ولا أجامل أنا محقة نجوى شخصية مبدعة في نظري
نجوى / لن اتكلم,لو قلت شيئا في حقك, سيغضب أحمد ونراضيه, ويضيع اليوم ونحن نرضي هذا ونغضب ذاك, ضحكنا جميعا
أحمد/ حسنا فلنغير الحديث إذن, مارأيكم نسال سؤالا موحدا والكل يجيب كما يحلو له
نجوى / مستعدة لذلك ,فكرة مقبولة
بشرى/ أأأه فكرة مقبولة, ونظرنا الى بعضنا وضحكنا, فبالرغم اننا لسنا صديقتين حميمتين انا وبشرى إلا أن كلماتنا تشبه بعضها كثير لدرجة أنها تقال في وقت واحد
أحمد/ ماهو آخر فيلم شاهدتموه؟
بشرى/ شاهدت فيلما اجنبيا وأكثر ما اعجبني فيه علاقة الصداقة التي تربط الصديقتين
أحمد/ لقد شاهدته في امريكا,نعم انه فيلما رائعا بالفعل
وماذا عنك يانجوى؟
نجوى /شاهدت فيلما هنديا بعنوان(kouch kouch hota hai )
أحمد/ ها, فاغرا فاه, ماذا يعني هذا؟
نجوى / مبتسمة, يعني ,شئ ما يحدث لي
أحمد/ وماقصته؟
نجوى / قصته هي قصة الوفاء,قصة الحب الأبدي, قصة التضحية والعطاء, كل شخصية تحاول جاهدة إسعاد غيرها على حساب نفسها
أحمد/ ولكن اليس هذا إجحافا بحق النفس؟
نجوى / لا ليس كما تتصور 2014, لم يضر أحد نفسه, لكن الإخلاص كان محور القصة ويكفي ان تعرف أن الزوجة الوفية قبل أن تموت,تركت مع والدة زوجها ثمانية رسائل لتسلمها لإبنتها المولودة حديثا في كل عيد ميلاد لها, وفي العيد الثامن لها, تخبرها بأن والدها لديه صديقة قديمة منذ أيام الدراسة الجامعية وعليها أن تبحث عنها وتزوجها لوالدها, وتدور القصة في أحداث درامية خطيرة, حتى إنك تجد دموعك تنزل مع اغلب المشاهد
أحمد/ وهل كانت النهاية مرضية؟
نجوى / كانت مرضية جدا, تخيل عادوا لبعضهم بعد تسع سنوات تقريبا
أحمد / يا (الله) من يصبر مثلهم؟
بشرى/ فعلا, من يحتمل كل هذا الألم؟
نجوى / ألم كبير , أتمنى أن لا يعيشه أحد
أحمد/ يارب لاتجعل أحد منا نحن الثلاثة ننتظر أمانينا لتسع سنوات قادمة, ضحكنا جميعا مما قاله أحمد, فقد أنهى الحديث بشرح طريقة طريقة كوميدية
خالة صفية/ ياشباب, هيا الغذاء جاهز, ألم تجوعوا بعد؟
أحمد/ أنا جائع جدا,بشرى: وأنا أيضا.
نجوى / الحقيقة كلنا جائعون
وعلى طاولة الطعام , كان الجميع يحتفي بي, منهم من يضع لي في طبقي بعض الأرز,وعمي يحي,يقدم لي العصير بنفسه,وبشرى ,تدللني ,لقد اخجلوني بكرم ضيافتهم
وفجأة يدق جرس الهاتف الخلوي لخالة صفية/ ألو أهلا أمينة, تومئ لنا, إنها خالتكم امينة
خالة أمينة, هذه قريبة الخالة صفية,اعتقد أنها إبنة خالتها أو ماشابه ذلك, وكانت تعرف بالثرثرة وكثرة الأسئلة ولكن لا علي, فأنا بعيدة عنها تماما
خالة صفية/ إننا جميعا في شاطئ البحر الأحمر,ومعنا نجوى
خالة أمينة/ نجوى, هل تقصدين إبنة جارتكم؟
خالة صفية/ نعم إنها هي
خالة أمينة/ آه لقد عرفتها, إنها إبنة سعاد, وهل احمد معكم؟
لن أنساك ياحبيب العمر


موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©