موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة
خالة صفية/ بالطبع فكيف نتركه في يوم كهذا, نحن نحتفل بعودته وإنهائه دراساته العليا, الحمد (لله) أنه عاد بالسلامة
خالة أمينة/ أه حمد(لله) على سلامته,للمرة الثانية ,ولكن انتبهي من هذه الفتاة, فهي ليست كما تتصور 2014ين
خالة صفية/ اخذت هاتفها وابتعدت عنا ببضعة أمتار,ماذا تقصدين لقد أخفتني؟
خالة أمينة /إنها فتاة مائعة لا يعرف لها حال,وإن شعرت إنك تريدينها لإبنك كما حدثتني بالأمس,فسوف ترين منها مايذهلك, إنني أسمع عنها الكثير, أنت طيبة ولا تشكين في نوايا الأخرين
خالة صفية/ آه دعك من هذا الكلام,لقد افزعتني, اعتقد انك تبالغين, هيا اتركك الآن, سأراك عندما أعود, إلى اللقاء لن أنساك ياحبيب العمر
خالة امينة / أنت بلهاء, بل خرقاء, بل مغفلة, أنت لاتجيدين شيئا غير الإنتظار(تحدث إبنتها الكبرى جمانة)
جمانة / وماذا تريدين مني أن أفعل؟
خالة أمينة/ انظري إلى جارتهم نجوى ,لقد كسبت ودهم, وسنة بعد أخرى سيطلبونها للزواج من أحمد
جمانة / ماذا قلت يا أمي؟
خالة أمينة/ نعم ياحبيبتي,بإستهزاء,سيتقدمون لها وأنت هنا في مكانك
جمانة / ولكن ماعساي أن افعل؟ لقد فعلت كل شئ بوسعي, كنت اراسل أحمد وهو في بلد الغربة,كل شهرين تقريبا أبعث له بخطاب ,حتى خجلت من كثرة خطاباتي وكان يتجاهلني يا أمي لقد ارسل لي , فقط, ثلاث خطابات متحجج فيها ويعتذر بكثرة انشغاله
خالة امينة /صحيح,لكن لاعليك,لابد أن هناك شرح طريقة طريقة نستطيع بها الإمساك بأحمد, إنه شاب غني ووسيم,ومتعلم طريقة,وذو أخلاق عالية, فهو فرصة لكل فتاة, ولايجب ان يخرج من بين أيدينا, فعمك يحي رجل مقتدر ماديا, وبعد عمر طويل, سيذهب كل هذا الخير لأحمد بالطبع,خاصة أنه أكبر إخوته, مؤكد أنه سيدير هذه الشركة,إنه مستقبل مضمون,يابنيتي
جمانة/ نعم ياأمي, فأنا أحب أحمد كثيرا منذ الصغر, واعتقدت يوما ما أنه يبادلني نفس الشعور
خالة امينة/ لاعليك, سيحصل هذا قريبا إن شاء (الله)
بعد الغذاء, قررت أن اخذ قيلولة ,وجلست وحدي على الشاطئ أكمل قراءة كتابي(سوف تراه عندما تؤمن به) وغالبني النوم والكتاب يغطي نصف وجهي,وشعري يتمايل مع هبوب هذا النسيم الجميل والهواء الطلق
مرت بشرى وتركتني اكمل نومي, أما عن أحمد, فظل يشبر الأرض من تحتي وكأنه يريد أن يحميني من هذا الهواء والنسيم,ظل يحاوطني ولم يغفل عن النظر إلي,كلما تأخذه غفوة,يعود فينظر ويبتسم, حتى أخذه النعاس وغفونا جميعا
بيت أختي تغريد/ بلال ذو الخمس سنوات وجالا ذات السنتين, يلعبان حتى يغالبهما النوم,
تغريد/إمرأة جميلة برج الميزان,أجمل النساء عادة هن من برج الميزان,كما يقول علم الفلك,عموما لايهم إن كان هذا صحيحا أو, لا,فربما برج الميزان في افريقيا ليس كبرج الميزان في إستراليا مثلا,لكن ما أنا متأكدة منه,أن أختي تغريد جميلة ذات ملامح ساحرة, جذابة,لذلك أجد أن زوجها يعشقها بصدق ,وقد عانت المسكينة قبل زواجها,إذ كن بعض المقربات منها,يعرفن بالعلاقة التي بينها وبين سعيد,زوجها حاليا,فكن يدبرن المكائد حتى لاتتم هذه الزيجة,لدرجة أن والدي كان قد بدأ يشك في الأمر,لكن دائما (الله) قريبا من قلوبنا وقد أعاد إليهم نواياهم وأعاد إلى أختي, حبيب عمرها,وهاهما عاشقان,محبان,لم تلوثهم الأيام,على العكس كان الحب يكبر معهما,وهذا دائما يحصل تبعا لنية الشخص, فنحن عائلة نياتية, أي نؤمن بأن النية تصل قبل الشخص إلى المكان الذي يريد,بخصوص (بلال) فهو طفل شقي جدا, يتحرك بسرعة ويلعب بحرارة الأطفال,لدرجة أن تغريد تنهار من الفوضى التي يسببها عندما يلعب ,لكنه في نفس الوقت,يحمل بداخله sms رسالة إلى العالم,فهو يقف منصتا بإهتمام عندما يرى أخباراً مزعجة في التلفازو خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال,لذلك كنت دائما أحكي له قصة أطفال فلسطين,ومدى شجاعتهم,واستبسالهم,بالإضافة إلى الsms رسالة التي يحملونها بين أضلعهم,ليسترجعوا حقهم الطبيعي و صحي و صحي للغاية في بلادهم,وكان يستمع بجدية لم تعهد عند الأطفال في مثل عمره,لدرجة أنه قال لي,مرة: أتعرفين ياخالتي اليوم في المدرس مفصلة أخذنا قصيدة رائعة عن فلسطين,وقد أثارتني ,فسألت المعلم: معلمي: هل يمكن لنا نحن الأطفال الصغار أن نحررفلسطين عندما نكبر؟
المعلم/ يابني مالك ولهذه الأسئلة,إنها أكبر منك, وإذا أردت الأجابة (لا) لن تستطيعوا فعل ذلك
بلال/ ولكن لماذا؟ بعينان ملاءهما الحزن والإستنكار
المعلم/ لإنه لو كان يستطيع أحد فعل ذلك,لما انتظرنا أن تكبروا, قد حاول من هم أكبر منكم سنا وخبرة ودراية, ولم يفلحوا,هذه من المستحيلات على الأقل في الوقت الحالي
بلال/ عندما أخبرني بهذا معلمي هذا الصباح,قررت أن أنسى الموضوع تماما,مارأيك ياخالتي؟
نجوى /بالطبع لا أؤيد ماتقوله ابدا.لإنك إن تركت في كل مرة نية من نواياك وحلم من أحلامك,فماذا بقي لك إذن؟ ستلغى شخصيتك,ويلغى وجودك, بلال هل تفهم ماأقوله لك؟
بلال/ نعم لقد فهمت ,وعيناه تشع فرحا, كأنني أعطيته الأمل من جديد في تحقيق أحلامه ,إذن ينبغي لي أن أذهب على المعلم وأخبره بذلك
نجوى / نعم يجب أن تذهب وأنا سأذهب معك, مارأيك؟
تغريد/ ارجوك لاتحرضيه على مثل هذا التمرد يا نجوى أرجوك
نجوى / هذا ليس تمردا, ولكن إن شئت لن اذهب معه,شعرت بالإستياء منها,لإنها فضلت السكوت عن أي كلمة حق يمكن ان تكون سببا قويا في تغيير حال إبنها مستقبلا,فربما لو أن كل الأمهات شجعن أبنائهن على معرفة حقوق الطفل وابتكرت معه الطرق والسبل ليعود لكل طفل حقه,لما رأينا ظاهرة أطفال الشوارع,أو الطفل النشال,أو ظواهر العنف الأسري في البيوت,فبعد أن يكبر هؤلاء الأطفال,تكون قلوبهم قد تجمدت وأصبحت مثل الحديد الصلب,لذلك تجده يدمر أفراد اسرته بعنفه,وفظاظته.
تغريد / بلال توقف عن اللعب الأن,هيا ابدأ في تحضير نفسك للخود إلى النوم
بلال/ أمي نحن في إلإجازة الصيفية, وأريد أن أتابع تحميل برنامجي المفضل(المصارعة الحرة)
تغريد/ بلال,لاتطيل الحديث بيننا,هيا أذهب الى النوم, وتشير بيدها إلى غرفة نومه
بلال/ في حزن وضيق,حاضر أمي, لو كانت خالتي نجوى,لوافقت على الفور
تغريد / هيا اذهب من غير تعليقاتك السخيفة,,آآه يانوجا, تتسببين لي في مشاكل مع إبني,تعلم طريقةينه التمرد على كل شئ,(سامحك الله) وتبتسم لنفسها (أريد أن ارى ابنائك يا نجوى,كيف سيكونون وكيف ستعاملينهم؟ لن أنساك ياحبيب العمر
يدخل زوجها سعيد إلى المنزل: يقبل راسها,تحتضنه بعمق,وتقول:لقد افتقدك ياحبيبي
سعيد/وانا ايضا وابتسم,اين الأولاد؟
تغريد/ خلدوا للنوم,إلا أنا, وعيناها تفصلان جسد سعيد
سعيد/ اوووه لقد افتقدتهم,كنت اريد أن اراهم,لكن اتعلم طريقةين,حسنا فعلت, فاليوم يومك,لماذا أنت جميلة هكذا اليوم؟
تغريد/ ربما لإنني أحببتك أزددت جمالا ,,وتضحك بخبث وكأنها إمرأة لعوب
يجري خلفها مسرعا ,ويغلق باب الغرفة
لميس في بيتها مع والدتها ووالدها وأخوها (خلدون)أبي لقد تناقشنا مطولا في موضوع الشقة الحديثة ولم تصلوا إلى حل موفق,مارأيكم بإقتراحي الجديد,أن نسكن في الشقة المجاورة لشقة نجوى, إنها شقة كبيرة أشبه بفيلا مصغرة, وكل شئ متوفر بجانب البناية,الأسواق والمراكز والمكتبات العامة,وحتى الطريق الى السينما قريبا منهم,فما رايك؟
العم رشيد والخالة نورهان ينظران لبعضهما البعض: مارايكم؟
خلدون/ لامانع لدي لأنني اريد ان انتقل الى منزل جديد فحسب,خلدون مراهق في مثل عمري ستة عشر عاما, أما بالنسبة للميس,فهي تصغرني بسنتين
لميس/ هيا يا أمي وافقي أرجوك
خالة نورهان/ يابنيتي انا في حيرة من أمري, صحيح أن البناية جميلة, والشقة كبيرة ولكن قديمة الى حد ما,كنت ابحث عن بيت جديد, لم يسكنه أحد قبلي
العم رشيد/ ما الفرق بين بيت نسكنه لأول مرة أو لثاني مرة,هل ستغلق البيوت ابوابها بعد سكانها, لو كان هذا, لما وجد أحدهم بيتا يسكنه, هذه الحياة, القديم نستطيع أن نعيد تجديده بعدة طرق والجديد سيصبح قديما يوما ما
خالة نورهان/ اذن نذهب غدا ونلقي نظره على البيت,ونرى إن كان بإمكاننا تجديده والسكنى فيه؟
لميس/ اوووه يا أمي لو حصل هذا لن أنسى جميلكم طوال العمر,سأكون بالقرب من صديقتي العزيزة, أنتم تعرفون أنه ليس لدي اخوات, وكم سأسعد بوجود صديقتي بجانبي,وحتى نجوى اختها قد تزوجت وانتلقت لبيت ثان وتامر مغترب منذ زمن فإذن ماذا يا ابي.... الأفضل لنا أن نكون قريبتين من بعضنا, فما يدريك, لعله يأتي يوم وندرك الحكمة من معيشتنا في بناية واحدة
أبي/ حسنا نذهب ف يالغد إن شاء الله
الساعة التاسعة مساء ونحن على شاطئ البحر الأحمر,استيقظنا وقررنا المكوث في البيت للراحة





بشرى/هل انت مستمتعة معنا يا نجوى ؟
نجوى / بالطبع,انا مستمتعة ولو لم أكن كذلك,لرأيتني قد أقلت قطارا ورجعت إلى البيت
بشرى/ تضحك بصوت عال,آآآه نعم,نعم, أنت فعلا قد تفعلين هذا
يدخل أحمد/ برأسه فقط من طرف الباب:هل يمكن أن أشارككم الضحك؟
بشرى/ نعم تفضل أحمد,لعلك سمعتنا نضحك وقالت له ماكنا نتحدث به قبل قليل أي قبل مجيئه
أحمد/ نعم و هذه نجوى, ويضحك, وكأنه يعرفني أكثر من نفسي
نجوى / الحقيقة انني ضحكت, ليس لإنني أريد أن أضحك, لكن لإن قلبي يدق بشدة كلما تقع عيناي في عين أحمد,لا أعرف قد يكون هذا عشقا,من أول نظرة كما يقولون؟ ربما
أحمد/ حسنا مارأيكم نذهب للتسوق ,مؤكد أنه توجد هنا معارض للتسوق فيها
نجوى / نعم توجد عدة معارض ,انت لم تأت هنا منذ مدة وربما نسيت شكل البلدة
أحمد/ لقد أتيت قبل ثلاث سنوات, عندما كنت في إجازة رمضان ,وكانت بالطبع أقل كثافة في عدد السياح
بشرى/ آه لقد تذكرت ,كنت في المرحلة الإعدادية,اتذكرين يانجوى؟
نجوى / أجل اتذكر جيدا,كانت بالنسبة لي مرحلة هادئة جدا, لا أتذكر فيها شيئا هاما في حياتي,غير الدراسة,وأفلام الكرتون المدبلجة وبعض الأمور البسيطة, لم تكن مرحلة قوية في حياتنا أليس كذلك؟
بشرى/ نعم لقد هادئين,كنا نشعر أننا صغارا, أو أن لا أحدا يفهمنا, لأ أعرف لكن كنا صغارا, وليس لنا صوت مسموع
أحمد/ أجل أجل أي أنكم انتم الأطفال الصغار وأنا العم العجوز الذي عفا عنه الزمن, استيقظا أنتما الأثنتين, أنا أيضا مثلكم,لازلت صغيرا, بيني وبينكم ست سنوات فقط, أي أنكم ولدتما وأنا طفل صغير,,, ويضحك
بشرى/ آآآه ,نعم , نعم, أي انك الآن لم تكبر منذ ذلك الوقت
نجوى / مبتسمة: مايهمك في العمر يا أحمد, فهذا شئ يخص المرء وحده,ولايعني لأحد آخر, الأهم أنت بماذا تشعر؟ هل تشعر انك صغير؟ ناضج؟ عجوز.أم ماذا؟
أحمد/ أنت فيلسوفة وأنا لأ أستطيع مواجهتك,هيا بنا نتسوق ,وقد كان جالسا على الكرسي وراسه مائل قليلا الى الوراء
خرجنا ونحن نضحك فسمعتنا الخالة صفية: زادكم (الله) سعادة وبهجة, ما الذي يضحككم هكذا؟
أحمد/ تخيلي يا أمي يريدون أن يجعلوني هاتين القتاتين أكبر منهما بجيل كامل؟ هل أنا فعلا هكذا؟
الخالة صفية/ تضحك, أنت رجل ولا يعيبك عمرك ولا غير ذلك,هن الفتيات واللاتي عليهن أن يظهرن دائما بشكل أصغر من العمر الطبيعي و صحي و صحي للغاية لهن, حتى يستطعن أن ينلن اعجاب الأخرين
بشرى/ ماهذا الهراء يا أمي؟
أحمد كان ينظر الى في صمت,
نجوى / عيناي واجماتان, نعم إنه هراء,وابتسمت
خالة صفية/ انتن لازلتن فتيات صغيرات ولكن عندما تصبحن سيدات مثلي,ستدركن أن أكثر شئ يزعج المرأة هو معرفة الآخرين بعمرها الحقيقي .....
خرجنا إلى السوق المجاور كانت الأضواء الليلية مبهجة والناس من حولنا يصخبون ويمرحون,وفي طريقنا, شاهدنا عدة حالات في وقت واحد,شاهدنا مجموعة من الشابات والشباب يرقصن ويغنين وكأنهن في سكر ومجون,ومررنا على شاب وسيم وفتاة جذابة,وهما يجلسان تحت الأشجار وهو يقبل جبينها ويهمس في أذنها, أعتقد أنه يقول لها: أحبك ,,,فالتفتنا أنا وأحمد لبعضنا البعض وابتسمنا, وبشرى غضت طرفها كأنها لم ترانا,إنها حقا فتاة طيبة وتعرف حدودها, دخلنا إلى متجر كبير,ومن بعيد,أتى شابا ظريفا لكنه عادي في نفس الوقت ,لا يلفت الأنظار بسهولة,واحتضن أحمد مسرعا: أحمد أين أنت يارجل؟
صافحه أحمد قائلا/ لقد افققدتك أنور,أين أنت وماهي أخر مستجداتك؟
أنور/أنا بخير, وأعمل في شركة سياحية كمرشد سياحي,لذلك اتيت إلى هنا,في رحلة مع المجموعة
أحمد/ أنت بطل, أنا لم افعلها حتى الأن ,لقد مضت أيامي في البحث والدراسات العليا, وها أنا ذا لم أخذ منها إلا أن جعلوني رجل مسن msn هاتين الفتاتين,واشار بيده إلينا
التفت صاحبه أنور ومد يده إلينا,سلم على بشرى,كيف حالك يابشرى
بشرى/ أهلا كيف حالك أنور,منذ زمن لم أرك
نجوى / سلمت عليه, وشعرت بيده تقبض علي بقوة وكأنه لايريد أن يترك يدي, اهلا وسهلا
أحمد التفت إلى تصرف صديقه أنور,,هيا بنا نحن في عجلة من أمرنا يا أنور وكم أتمنى أن أراك لاحقا
أنور/ ولما العجلة, أنا اعرف كل شبر في هذه المنطقة,اترك لي امر متعتكم هنا وأنا سأرتب لكم جدولا رائعا
أحمد/ في عجالة من امره,كلا ياصديقي لا نحب أن نثقل عليك,أنت في رحلة عمل, والأفضل لنا أن نكتشف المنطقة بأنفسنا
أنور/ ولكن, أحمد لم ارك منذ مدة,هيا وافق على عرضي ولن تندم
أحمد/ كلا اشكرك,وبدى أنه يتحدث بلهجة باردة, فهم منها صديقه أنه لايريد مرافقته ابدا
اكملنا طريقنا: ويقيت اسأل نفسي لماذا تغير وجه أحمد فجأة إن كان صديقه وقح وعيناه زائغتين ما ذنبي أنا؟
تبادلنا النظرات أنا وبشرى وكأننا بدأنا نتضايق من أحمد,وبادرت بشرى: إذا كنت ستظل صامتا هكذا ارجوك اخبرنا فقد سئمنا,نحن هنا لنمرح وليس لنحلل وجهة نظر الأخرين على كل موقف
أحمد/ بنظرة حادة,ماذا تقولين, ولما كل هذا؟
بشرى / اعتقد انك تفهمني تماما, وعلى العموم,سنكمل طريقنا انا ونجوى فنحن ليس لنا ذنب أن مزاجك تعكر فجأة
أحمد/ يالك من وقحة,اهكذا تكلمين اخاك الأكبر منك سنا والذي قبل كنت تقولين إنه عجوز,وهو يبتسم وقد ظهرت بعض اسنانه
نظر الي أحمد/ نجوى,هل سئمت الرحلة؟
نجوى / ابدا فما ازال مشتاقة لما سأراه ,فنحن لم نبدأها بعد, نظرتي كانت مليئة بالتعجب وبعضا من الخوف
أحمد/عموما,سنكمل مشوارنا الأن,وتوقف عند معرض للأحجار الكريمة, والحقيقة أنني اعشق مثل هذه الأحجار لكن لم اتحدث بهذا, ظل أحمد يراقب نظراتي وأنا أمسك بكل حجر وأسال البائع, ماهده, مافائدتها؟ بكم سعرها؟
أحمد/ أمسك بحجرة عقيق كنت أمسك بها, وهي عبارة عن حجر ثقيل في وسطها محفور برج الدلو.وقد كانت تملأ المعرض جميع الأبراج, وبألوان تجعلك تريد اقتنائها جميعا
أحمد/حسنا هذه هدية لك,ساشتريها الأن وأخذها من يدي وطلب من البائع تغليفها
نجوى / أووه لا شكرا لك, فقد كنت سابتاعها,معي ثمنها
أحمد/ أعرف أن ثمنها معك, لكن اريد أن اقدم لك هدية بمناسبة نجاحك, هل سترفضين؟
نجوى/ بالطبع لا , لن ارفض, شكرا لك, احمرت وجنتاي, ولا اخفيكم سرا, شعرت أنني اريد أن أقبل أحمد, ياله من رجل بحق, لقد اعجبني,هذا الرجل
بشرى/ أووه مبروك يا نجوى, وأنا اين هديتي, أحمد انا ايضا من برج الدلو,ابتاع لي واحدة اخرى
أحمد/ ابتاعي لنفسك, ماذا تريدين مني؟
بشرى/ حسنا ,ولكن ارجوك اطلب مني المرة القادمة مساعدات انت تعرفها جيدا,ولن ألبي لك طلبك
أحمد مسرعا نحوها/ ارجوك استري علي,لم يبقى في جيبي غير مبلغ زهيد,الهدية غالية,انت تعرفين ثمن الأحجار,وأعدك سابتاعها لك غد اصباحا قبل أن تنهضي من فراشك ستجدينها بجانبك ( بصوت منخفض طبعا)
بشرى/ زمت شفتيها, حسنا سأرى لاحقا
رن جرس الخلوي لأحمد/ أمي أهلا بك, كيف حالك؟
الخالة صفية/ هيا اعددت كل شئ للإحتفال, وقد فجأتني إبنة خالتي خالتك أمينة,اتت هي وابنتها جمانة ليحتفلوا معنا, أرأيت كيف هم حريصين على فرحتنا
أحمد/ تجهم وجهه للمرة الثانية هذا اليوم
بشرى/ ماذا تقول, جمانة والخالة أمينة, لماذا اتوا ؟ أقصد لما اليوم بالذات؟ ماهذه المفاجات السخيفة اليوم
أحمد / هيا بنا نعود الى البيت,وهو متجهم قليلا لكنه يعود فينظر لي ويبتسم
أول دقيقة عدنا فيها, شعرت بإنقباض نظرت لي خالة أمينة,بشرح طريقة طريقة سيئة, أو فلنقل بنظرة حقد مغلقة أو ممزوجة بإبتسامة, لم اصدقها أبدا, سلمت عليها وعلى ابنتها,لم أرهم منذ زمن
خالة أمينة/ أحمد ولدي الصغير, حمد (لله) على سلامتك, لقد فرحت كثيرا بعودتك وحتى ابنتي جمانة تسأل عنك دائما وتعانقه
جمانه/ أوه أحمد :كيف حالك, لم ارك منذ سنتين,اخر مرة زرتنا فيها
نظرت لي جمانة بحقد واضح ليس فيه شك, جلسنا سويا تبادلنا أطراف الحديث,شعرت أنني غريبة ولم يكن يخفف من شعوري هذا إلا فرحتي بنظرات أحمد, والهدية التي أمسك بها
التفتت خالة صفية / ماهذا الذي تمسكين به يا نجوى ؟
نجوى / إنها هدية , اقصد,حجر عقيق انظري,وفتحت المغلف حتى اريها للخالة صفية,فسقطت ورقة بإتجاه جمانة حيث كانت تجلس عن يميني
جمانة/ إه إنها بطاقة إهداء,تفضلي اعطتني البطاقة بهدوء بعد أن اطلعت على المكتوب فيها قبلي, تشائمت وتضايقت جدا, اخذته بسرعة منها
وامسكت بالحجر وشاهده الجميع
خالة أمينة/ ماهو المكتوب على البطاقة يانجوى؟ أم انه سر؟ بنظرة ماكرة, كفاكم (الله) شر مكر الماكرين أمثالها
نجوى / لا اعرف لم اقرأها بعد, ونهضت من مكاني قائلة: سأرتب بعض حاجياتي وشعرت أنني مشتاقة لحضن أمي, افتقدتها بالفعل (حفظك الله يأ أمي الحبيبة) قلتها لنفسي سرا
فتحت البطاقة ( ابارك لك نجاحك يا أحلى واغلى نجوى في هذا الكون) تبسمت بملء شفتي ,فرحت كثيرا بهذه الكلمات, فهذه أول مرة يداعب إحساسي رجل,فكيف لا افرح وأنا لأول مرة اكتشف أنوثتي ومشاعري الدفينة
عدت لمكاني فقالت خالة صفية / هيا بنا نخرج جميعا إلى الخارج فقد اعددت للحفل بالخارج أما البحر الأحمر
بالخارج كانت تنتظرنا طاولة كبيرة وجميلة معدة بتنسيق منمق ,كل شئ الأزهار, العشاء ,الشموع,تورتة الحفل وقد كتب عليها بالتساوي,مبروك, أحمد,مبروك بشرى,كل شئ كان جميلا ويبعث البهجة في النفس
نظرت الخالة امينة/ اهكذا يا صفية كنت سوف تنهين الحفل من غير أن تدعيننا اليه, يالك من مجرمة, وتضحك , الست قريبتك
خالة صفية/ لا ياحبيبتي لم اكن اقصد ولكن لإننا لم نخبر احدا فقط, هذا مافي الأمر
خالة امينة / لم تخبري احدا وهذه نجوى أمامي,وضحكت
بدأنا الحفل,غنينا وزغردنا وتبادلنا القبلات,حتى جاء دوري, الكل قبل أحمد على خديه حتى جمانة ,خجلت من فعل هذا, واكتفيت بمصافحته, لكن أحمد: شدني بيده عندما صافحته,واقترب حتى سمعت انفاسه ,وقبلني على خدي, ولم يخجل, وابتسم هذه المرة ابتسامة عريضة (ياله من رجل )
نجوى/ خجلت كثيرا خاصة وانا ارى الجميع ينظر لي,وجمانة تتمنى لو قتلتني وقتها,لكني في الحقيقة كنت مستمتعة بل في غاية المتعة,شاب وسيم يقبلني بلهفة وحرارة,هل بعد هذا ماهو أجمل ............
رقصت بشرى مع أحمد, وقامت الخالة صفية/ أنا سأرقص معك يا أحمد احتفالا بعودتك بعد هذه الرحلة,فقد افتقدتك يابني,,, ثم امسكت بي وسلمت يدي إلى أحمد ليراقصني
أحمد: هل تذكرين؟
نجوى / ماذا تقصد؟
أحمد/عندما كنت طفلة وتعلبين مع بشرى في بيتنا..... ويضحك كأنه تذكر شيئا
نجوى / أجل اذكر أننا كنا نلعب دائما ,ولكن ما الذي يضحكك؟
أحمد/ لاشئ... ولازال يقهقه
نجوى / هيا بربك,اخبرني مال الذي تذكرته واضحكك بهذه الشرح طريقة طريقة
أحمد/ تذكرت عندما كنت العب معكم,وكنت أحيانا تختبئين ورائي وكان معنا صديقي أنور, هل تذكرين؟
نجوى / آآه تذكرت هذا,وضحكت,كنت بلهاء
أحمد/ لم تكوني بلهاء ,بل كنت طفلة جميلة, بريئة
نجوى / هل تعجبك البراءة حتى عندما نكبر
أحمد/ تعجبني المرأة العفوية,,وصمت
خالة أمينة/ قومي ايتها الطيبة, ها هم يستغفلون وجودك,
جمانة/ ماذا تريدين مني الآن؟
خالة امينة/ تحركي وافرضي نفسك عليهم. لاتنسي خطتنا ,سنصمد حتى النهاية
جمانة, قامت بالفعل وطلبت من أحمد ان تراقصه, لكن احمد اعتذر وقال هذه رقصة نجوى
أحمد/ نجوى , هل شعرتي أنك كبرت أم أنك لازلت تشعرين بشعور الطفلة, أمام رجل مثلي؟
نجوى / لا اعرف ماذا اقول, لكن اليوم مشاعري مختلفة عن أي يوم عشته في حياتي,واحمرت وجنتاي, خاصة بعدما قرأت مابداخل البطاقة
أحمد/ أكتفي بهذا اليوم, لا اريد أن اسمع اكثر من هذا,لاتستعجلي على أي شئ,فكل شئ في وقته جميل وجميل جدا , يانجوى.
نجوى / نفس الكلام تقوله أمي دائما وحتى أبي
أحمد/ قبل جبيني (في صمت)
في صباح اليوم التالي,دق جرس بيتنا, لميس وعائلتها,صباح الخير خالة سعاد
أمي/ صباح الخيرات والمسرات ماهذه المفاجأة الطيبة,تفضلوا ادخلو
خالة نورهان/ الحقيقة لقد اتينا اليوم لنلقي نظرة على الشقة المجاورة هذهإذا راقت لنا فربما نسكن بجواركم
أمي/ اوووه عزيزتي كم اتمنى هذا,انها مغلقة منذ زمن,وكم تمنيت أن اجد أحد يسكنها ويملئ الأجواء , بالقرب منا
عم رشيد/ ارجوك اطلبي من حارس البناية أن يفتح لنا المنزل حتى نتفقده جيدا
أمي / حسنا سأهاتفه الآن تفضلوا اولا
لميس / كيف حالك ياخالة وكيف حال نجوى لم استطع مخابرتها لإنها سافرت
امي / هل تريدين مخابرتها الآن؟
لميس/ نعم بالطبع
أمي / حسنا سأهاتف صفية واطلب منها نجوى
خالة صفية/ نجوى نجوى, تعالي والدتك على الهاتف تنتظرك
اسرعت نحوها ممكسة بالهاتف:أمي لقد افتقدتك كثيرا,كيف حالك وحال ابي؟
أمي/ لدي اخبار سارة وسوف تعجبك
نجوى /الو ألو, أمي اين أنت؟
لميس/ الو, نجوى لقد افتقدتك, كيف حالك
نجوى / اوووه بخير ياعزيزتي ,ماهذه المفاجأة الجميلة ولكن كيف تخونينني, وتأتين الى البيت وانا لست بداخله
لميس/ حتى اكون بجانبك طوال العمر ياصديقتي وتضحك
نجوى / آآه لقد فهمت, هل وافق والداك على السكن بجوارنا [
URL="http://lnansak.blogspot.com/"]http://lnansak.blogspot.com/[/URL]


موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©