موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة
بشرى/ نعم وانا ايضا,تعرفين أن معزتك كبيرة في قلبي , واعدك أنك ستريني دائما عند نجوى وابتسمت بنظرة سرور
لميس/ آآه , جميل جدا, وأنا سأنتظرك هنا دائما , وغمزتني, ليتها لم تفعل هذا, فربما تأول بشرى هذه الغمزة أننا متفقتين مسبقا على هذا الحديث, لا أعرف لكني بدأت أقلق وهذا, إن عنى لي شيئا فيعني أنني بدأت اهتم لأمر بشرى وأهلها وماذا سيقولون عني,والحقيقة أن هذا القلق ليس من طبعي أبدا
نجوى / تفضلوا نحتسي كوبا من الشاي الأخضر ثم نذهب إلى المكتبة
بشرى/ لا أفضل أن نؤجل كوب الشاي إلى وقت عودتنا
لميس/ يبدو انك مستعجلة بشرى, اليس كذلك
بشرى/ ليس بالضبط لكن افضل أن نخرج باكرا
نجوى / لابأس , كما ترون , وخرجنا سوية إلى المكتبة الكبيرة المجاورة لبنايتنا, وهي مكتبة محببة إلى قلبي منذ الصغر وربما تواجدها بالقرب من بيتي جعلني أنمي ملكة القراءة التي كانت ولازالت من اهم ما اعشق,والقراءة التي أقصدها هي قراءة الكتب في جميع المجالات فقد قرأت في سن مبكرة كتبا للمنفلوطي,ونجيب محفوظ وعبدالله الجفري, وكليوباترا لشكسبير, وبائعة الخبز,والبيت المائل لأجاثا كريستي,وحتى روايات عبير لم أتركها بالطبع,فقد كنت دائما ارى أن على الإنسان أن ينمي جانبا من شخصيته بعيدا عن برمجة الأهل والمقربين والمدرس مفصلة ووسائل الإعلام, لذلك أتمنى كثيرا أن أرى نساء العالم يدمن على القراءة والإطلاع,فهذا سيغير من مجرى التاريخ, آآآآه ياليت قومي يعلمون........
في المكتبة, كل واحدة منا ذهبت لقسم الكتب المفضلة لديها, في حين ذهبت أنا إلى قسم مختلف قليلا,ذهبت إلى ركن الأطفال واخذت اقلب بين حكايات هايدي وسندريلا وبياض الثلج وليلى الحمراء والذئب,وإذا بيد تمسك بي وصوت أعرفه: هل لازلت طفلة ؟
التفت ورائي فإذا بي أرى أحمد وعيناه تشع بالحب,وقلبه ينبض بالحنان, أجل لقد سمعت نبض قلبه, اقسم أنني سمعته
نجوى / أهلا أحمد لقد اخفتني, اعتقدت أن أحدهم يمازحني
أحمد/ هل تنتظرين أحدا ؟
نجوى / لا على العكس,لم آتي مرة هنا ومعي أحد إلا هذه المرة أتت معي بشرى ولميس , إنهم هناك بالقسم المجاور
أحمد/ لا عليك الأن, هل يناسبك أن اجد لك قصة مناسبة لتقرأيها
نجوى / بالتأكيد, شعرت أنني منقادة وبمحض إرادتي تركت كل ماكان بيدي وذهبت معه إلى قسم الروايات
أحمد/ لماذا أمسكت بقصص الأطفال هل لازال حنين الطفولة يداعبك؟
نجوى / لا ليس بالضبط,ولكني اردت أن أغير, فقط
أحمد/ سأعينك في الأختيار ثم بعد ذلك, أنت من ستقررين ماذا يناسبك في هذه المرحلة ,ونظر بلطف الي
نجوى / حسنا وأنا اوافق ,هيا أرني ماذا اخترت لي
أحمد,هاك هذه الرواية رائعة و مشوقة الأجنبية The Road to Forever by Jeneth Murrey ,امسكت بها وشكرته,ثم اشار بيده الى رواية رائعة و مشوقة أخرى Forsaking All Other ,واخذتها ثم قال: اريدك بعد قراءة الروايات أن تبدأي بقراءة كتب التنمية البشرية ,فهي تحمل حكما رائعة وقد تجدين ضالتك,وتعثرين على الكنز الذي بداخلك
نجوى /لكني لاأشعر بأني ضالة في طريقي بل أراه أمامي واضحا جليا
أحمد/ إذن أنت تعرفين خطة حياتك وكيف ستديرينها؟ورمقني بنظرة إستفهام وإعجاب في آن واحد
نجوى / أجل إنني اعرف تماما خطة حياتي ,,وأريد أن أصبح معلمة للغة الإنجليزية أو مترجمة لدور النشر,كما أفكر جديا بأن أحترف الكتابة لأنقل للعالم الغربي مانحن عليه من ثقافة وحضارة
أحمد/ مدهش ,إبتسامته عريضة هذه المرة, لقد ادهشتني, حقا تفكرين بهذه الشرح طريقة طريقة؟
نجوى / نعم يا أحمد وما الغريب في الأمر؟
أحمد/ الغريب انني كنت متخوف أن افاتحك في موضوع خاص,لأنني كنت لازلت أراك صغيرة, وقلت لنفسي , سأفاتحها بعد عام من اليوم,تكون قد نضجت أكثر لكنك فاجأتني بنظرتك العميقة للحياة,أنا فخور بك يا نجوى
بشرى/ أنت هنا يانجوى ونحن نبحث عنك؟
نجوى / آه لقد نسيت أن شركة ابلغك, لقد قشركة ابلت احمد صدفة هنا وأهداني هذه الروايات,واشرت بيدي وانا ممسكة بالروايتين
لميس/ دعيني انظر, إنهما روايات رومانسية, امممممم, وتضحك
أحمد/أمسك بالروايتين,هات هذه سأبتاعها لك
نجوى / لا ارجوك,دعني ابتاعها انا لنفسي, فهذا له معنى لدي
أحمد/ فقط هذه المرة والمرة القادمة سأتركك تبتاعين لنفسك ,حتى لو كانت الكتب من اختياري, مارأيك؟
لميس/ أنا موافقة. ولكن أحدا لم يوجه لي دعوة كهذه, وتضحك بسخرية على نفسها
بشرى/ آآه, ولا انا, إذن فلنذهب إلى الجحيم,نحن الإثنتان,وتنظر لأخيها
أحمد/ متجاهلا نظراتهما, هاتيها الأن سأغلفها لك وأوصلها إلى منزلك ,ابتسم
نجوى / (يا الله) أي رجل هذا, وسيم,بشوش,ضحكته جميلة, طويل ,جميل, مأذا اقول بعد, آآآه لقد أتعبتني أيها الأحمد ( طبعا كان هذا حديث نفس)
في منزل هبة يوم إحتفالها بنجاحها,, كل شئ أنيق , منسق, مرتب ,الأضواء الخافتة, وكأننا في حفلة عرس,أجواء رومانسية إلى حد كبير, ولن استغرب هذا, فصديقتي هبة,منذ الطفولة رومانسية وحساسة, أيضا هي من برج السرطان, يا آلهي اثنتين من أعز الصديقات ينتمين لنفس البرج,هل هذه صدفة؟ لا أعرف, المهم أنني اتفق مع فتيات هذا البرج
هبة/ أهلا وسهلا لقد تشرفت بحضوركم على منزلي,وشكرا لتلبيتكن هذه الدعوة, انا سعيدة بوجودكن
نجوى / نحن صديقتين منذ الطفولة,ومن الطبيعي و صحي و صحي للغاية جدا أن تريني هنا, وابتسمت
لميس/ ابارك لك يا هبة نجاحك ,أنتم سبقتموني ,أنا اصغر منكن بسنتين دراسيتين,لذلك سأتخرج بعد ثلاث سنوات ,باقي كثير من الأيام, وتعد بأصابع يديها,سنة وأثنان وثلاث
نجوى / ضحكت من تصرف لميس فهي تضحكني دائما,ربما لإنها عفوية,وبالمناسبة هي تقول عني نفس الشئ أنني اضحكها بردود أفعالي خاصة عندما أكون جادة
اخت هبة الكبرى,جميلة لكنها بدينة بعض الشئ,من يرى ملامحها يعرف أنها تعشق,ولكن من؟هذا سرها,ومؤكد انها ترانا أقزاما ولن تفشي لنا سرها,هيا يافتيات سوف نفتتح الرقص
ضحكنا جميعا ورقصنا حتى تعبنا, ومن يدقق في ملامح وجهي يشعر أنني فرحة أكثر من يوم إحتفالي بنجاحي,ومعهم حق, فأنا فرحة مستبشرة,فأول موعد وأول رجل لهما شعور عميق لاينساه المرء في أغلب الأحيان, قرأت لبعض علماء النفس عندما درس مفصلت هذه المادة ,أن أكثر مايحرك مشاعر الإنسان هي غريزة الحب,أعتقد انهم صادقون فيما قالوا,لاتستغربوا حديثي,فأنا ابدو أحيانا اكبر من عمري بقليل ,قليل جدا
ونحن في طريق عودتنا,لمحنا طفلٌ صغير بالكاد يبلغ 9 سنوات,جالسا على باب البناية
لميس/ لماذا ياحبيبي أنت هنا,ما اسمك؟
الطفل/اسمي صلاح ودموعه قد اغرقت عيناه الجميلتين
نجوى / ولماذا تبكي ياصلاح؟ هل والدك معك هنا؟اين بيتكم؟
الطفل/ بيتنا في البناية المجاورة,لكني حزين اليوم واريد أن ابتعد عن البيت
نجوى ولميس/ لماذا ياحبيبي؟ هل من مكروه؟
الطفل/ نعم لقد توفي والدي وعمي اليوم صباحا واستشهدا ,لقد قتلهما العدو
نجوى / ومن هو العدو ياصلاح,وامسكت برأسه بلطف
الطفل/إنهم اليهود ,إنهم الصهاينة,لقد سرقوا ارضنا,وقتلوا أهلنا,أنا لاأحبهم أبدا ويبكي بحرقة
لميس/لعنهم ( الله )لاتبكي ياصلاح,إن (الله) يحب أباك وعمك لذلك استشهدا وهما الأن فرحين مستبشرين, وعيناها تغرورقان بالدموع لكنها تماسكت
الطفل/اعرف هذا ابي كان يقول دائما, إنه يتمنى لو يموت فداء للوطن,وأن الشهادة هي أغلى مايتمنى
نجوى / ومادمت تعرف ا ن اباك الآن فرح ومستبشر لماذا تبكي هكذا؟ حاولت أن اجد كلمات , الحقيقة ليس لدي ما أقول لأواسيه ,فهو محق حتى لو بكى طوال عمره
الطفل/ إن مايؤلمني أن هذا يتكررمعنا نحن فقط,كل يوم يقتل أحد من فلسطين, كل يوم تغتصب أراضينا, كل يوم نزداد فقرا وهما,بينما لايتحرك ساكن لينقذنا,نحن فقط نساعد انفسنا ببعض الحجارة
لميس/ ولكن هذا ليس عيبا ياصلاح,على العكس,هذا فخرلكم
نجوى / أجل ياصلاح,وربما يأتي يوم وتكون أنت قائدا تحرر أرضك ووطنك من الأعداء,امسكت بيده وقلت: هل تصدقني؟
صلاح /نعم اصدقك لن أنساك ياحبيب العمر
نجوى / إذن اعطني عنوانك أو أي رقم لك حتى نرى بعضنا دائما, السنا اصدقاء,وبدأت ابتسم
صلاح/ نعم نحن اصدقاء
لميس/ إذن وأنا ايضا اريد ان أكون صديقتك,فما رأيك هل أعجبك؟
صلاح/ نعم ,وبدأ يبتسم وتوقفت دموعه
,وضعت رأسي على الوسادة بعد يوم ملئ بالمفاجأت والعبر ايضا و قصة صلاح أثرت في ,وشعرت أننا لم نكمل بعد خطة حياتنا, فنحن نعد لأنفسنا ومستقبلنا فقط,ونسينا صلاح وأمثاله ,بل أسقطنا قضيتهم من حياتنا,فهل هذا صحيح؟ أم أنه يجب علينا جميعا أن نفكر في إخوتنا البشر في كل مكان,ولكن , ماذا عساي أن أفعل,لازلت صغيرة, اعترف الآن بهذا,ماذا تفعل فتاة في مثل عمري لليهود المغتصبين,هل افجر نفسي كما يفعل الضعفاء؟ هل أنهي حياتي بيدي؟ أم اهتف بشعارات زائفة,وأجد نفسي في غياهب السجون؟ الحقيقة إنه موضوع شائك,وتخيلت رأي أحمد في موضوع كهذا, ياترى ماذا سيفعل عندما احكي له هذه الحادثة,سأنام الأن ومايبعث الدفء بين أضلعي أنني رأيت الروايتين التي ابتاعهما لي احمد فوق طاولة مكتبي ,وكانتا في صندوق زهري مزخرف بالورد الأبيض وورق الشجر الأخضر
خالة صفية/ صباح الخير احمد ,هيا انهض ياولدي,فقد اصبحت السابعة صباحا,ألا تريد أن تبحث عن وظيفة حديثة
أحمد/ نعم أمي ,شكرا لك,نمت متأخرا جدا, ولم اكتف بعد,نهض من فراشه وقبل يد والدته,هكذا هو, ولد رحيم القلب بوالديه
خالة صفية / ولماذا لم تنم,هل كنت تفكر بشئ ؟
أحمد/ عدة اشياء يا أمي, لا عليك, ستستقر الأمور,وأعدك انني سأنام بعدها من أول الليل
كانوا على مائدة الطعام يتناولون الأفطار,بشرى,العم يحي,الخالة صفية,أمجد وأحمد
بشرى/ أرايت يا امي,إن ابنك أحمد للمرة الثانية يبتاع لنجوى بعض الروايات ويتركني كأنني لأ أعرفه
خالة صفية / لماذا يا أحمد إن بشرى بدأت تغار من زوجة المستقبل,وتضحك
أحمد/ دعك منها,لقد ابتعت لها حجرا كريما قبل يومين,وانا لم التحق بوظيفة بعد,لازلت عاطلا ,ويضحك
بشرى/ لم تبتعه لي من تلقاء نفسك,ابتعته لي لإنك ابتعته قبلها ل نجوى
أحمد/ هل انت جادة؟ ويرمقها بنظرة
بشرى/ بعض الشئ
أحمد/ ولكن انا جاد ايضا ابتعت لك حجرا كريما,بالإضافة لاتنسي فقد اهديتك هدية ثمنية بمجرد وصولي من الولايات المتحدة, تهنئة بنجاحك, ماذا تريدين بعد؟
بشرى/ لا اريد شيئا, لكنني بدأت أغار من نجوى ,بالرغم انني احبها, أنت تهتم بها كثير,وتنسى أنني لم نرتبط بعد ولايوجد رجل في حياتي
العم يحي/ مابك يابشرى ,هل فتحت شهيتك للزواج في وقت مبكر ؟ يبتسم لكنه يقصد أن يحرج بشرى
خالة صفية/ ماهذا يابشرى ,لازلت صغيرة على هذا الحديث, بل لازلت صغيرة جدا, سيأتي وقتك لما العجلة, ونظرت الى زوجها ,غدا ستتمنين أن تعودي يوما لحياة العزوبية, اسأليني
العم يحي/ نعم اسألي والدتك,فهي صاحبة خبرة في هذا المجال,غدا ستندمين, ورمق زوجته بنظرة
بشرى /ولماذا نجوى لم تعد صغيرة في نظركم؟هل هو حق لها فقط
أحمد / نجوى لاتعرف شيئا عن مشاعري ياصغيرتي, أنما فقط أريد ان اتأكد أنها تناسبني, وعندما تلتحق بالجامعة وتنضج أكثر سوف افاتحها, هل فهمت أم تريدين شيئا آخر
بشرى/ لقد فهمت, أنت الذي لم تفهم حتى الآن..وترمقه بنظره مختلفة المشاعر,حب وحنان ونصح وكأنها أخته الكبرى
أحمد/ ماذا تقصدين؟
بشرى/ أقصد إن هذا هو الوقت المناسب الذي يجب ان تفاتح فيه نجوى لاتنتظر أكثر
أحمد/ ولكنها لازالت صغيرة, ولاتستطيع تحمل أخذ قرار كهذا
بشرى/ انتم مساكين أيها الرجال,تعتقدون أن الفتاة الصغيرة ليس لديها مشاعر,لاتخف فمشاعرها لن تختلف ولو بعد سنين, المرأة هي المرأة,.تبقى طفلة مدى الحياة إذا أحبت
أحمد/ لا افهم ابدا,ماذا تريدين ان تقولي؟
بشرى /اقصد إن شخصية نجوى بعقليتها, تجعلها متروية وليست كما تعتقد أنها ستهرب أو تخاف أو تنسحب, قراراها أيا يكن,سوف يكون قرارها مدى الحياة,هل فهمت؟
أحمد/ بعض الشئ
بشري/ اسمع ياأخي الأكبر, الفتاة لايهمها العمر ولا الظروف ,تهتم فقط بمشاعرها هكذا هي ,خلقت لتحب وتَعشق وتُعشق,,بمعنى أخر صارحها حتى لاتندم انت إذا عرفت مثلا أنها ترفض الارتباط بك,هل فهمتني؟
أحمد/ نعم فهمت, وعيناه ملئت خوفا لو أن ما تقوله بشرى صحيح, فربما ينتظر نجوى سنة بعد اخرى اعتقادا منه أنها ستقبل حبه في يوم ما, ويتفاجأ أنها قد عشقت غيره لإن قلبها قد نبض,فربما كل الفتيات هكذا يهتمون لأمر الرجل الذي يصارحهن بالحب ويفي بوعده معهن,ربما ,احتاج لأن أهدأ الأن (سرا في نفسه)
والآن مضت اربعة اشهر واقتربت نهاية العام الميلادي وها أنا اراجع جدول الإمتحانات النصفية لأخر سنة لي في الثانوية العامة,أنا متخصصة في القسم الأدبي كوني اميل لدراسة اللغات الأوربية,وهذا القسم سوف يساعدني بالتأكيد وقد رجعت جدتي قبل شهرين لذلك أجد أمي دائما سعيدة ,معها حق فهذه أغلى البشر على قلبها,كما هو شعوري بها.
سمعت صوت جدتي تسعل بشدة فتوجهت اليها
نجوى / جدتي بماذا تشعرين؟
جدتي/ كلا ياصغيرتي انا بخير,كانت إمرأة صلبة ولاتحب أن تكون محطا لشفقة الأخرين
أمي/ ماذا حصل معك يا أمي؟هل انت بخيرو هذا اليوم الرابع وانت تسعلين,يجب أن انادي الطبيب
جدتي /كلا ارجوك,لاتفعلي هذا يا ابنتي,اريد ان اموت بسلام,بعيدا عن الأطباء , دعيني في ايدي الملائكة
أمي/ لاتقولي مثل هذا الكلام ,تبكي
نجوى/ لم أكن أصدق ان جدتي قد كبرت لهذا الحد والأن تبلغ من العمر خمسة وثمانين عاما ,لم يخطر ببالي أنها ستموت,ربما لإنني أحبها ,الحقيقة لا اريد أن أعيش هذه المشاعر كيف افقد جزءا من كياني هكذا ,استغفر(الله)ستكونين بخير ياجدتي,دعيني ارى وأمسكت بجبينها, فوجدت حرارتها قد ارتفعت,تناولت مقياس الحرارة وادخلته بداخل فمها وعيناي ترتجفان
أمي/مازالت تبكي,اخبريني كم درجة حراراتها؟
نجوى/40 درجة يا امي وكان صوتي منخفضا
أمي/ كيف هذا؟ كانت قبل قليل جيدة, كيف ارتفعت حرارتها؟ ولازالت تبكي
جدتي/ ابتسمت,هذا طبيعي و صحي و صحي للغاية يا إبنتي فهذه حرارة الموت, ألم تسمعي بحمى الموت؟
ذهبت أمي تهاتف أبي / ارجوك تعال ومعك الطبيب حالا وتبكي
أبي/ مابك ياسعاد هل من مكروه؟
أمي/أجل أن امي مريضة,متعبة
ابي/ حسنا , حسنا, إهدئي ,سآتي حالا...
تأخر اخي تامر في عودته بسبب تأخر دوره في مناقشة الsms رسالة وكانت أخر مرة سمعت صوته قبل عشرة ايام وقال حينها,سأفاجئكم بعودتي ولن اخبركم بيوم رجوعي ....
دق جرس الباب,فتحت (جيني) المستخدمة لدينا,منذ زمن
جيني/ اوووه تامر,لقد عدت اخيرا,فهي تتحدث اللغى العربية بطلاقة مثلنا مع بعض التكسير في بعض ا لجمل
نجوى/ احقا يااخي لقد عدت,احتضنته بقوة اوربما القيت بنفسي في احضانه,حمدا(لله) على سلامتك لقد افقتدناك ,سنة ونصف لم نرك,
تامر/ ها انا عدت الآن ,افتقدتك كثيرا ياشقية,اين امي؟ويمسك بأرنبة انفي
دخل غرفة جدتي مسرعا اثر صرخة امي / لقد ماتت,لقد ماتت وتبكي بشدة وعندما رأت تامر,صمتت والقت بثقلها على اكتافه
تامر/ يمسح رأس امي وتدمع عيناه,وهو صامت من هول المفاجأة
أما انا فقد هويت على حضن جدتي ,ظللت ابكي وأمسكت بيدها ,ارجوكي لاتتركينا،فحن نحبك,ولانستطيع أن نعيش بدونك,لكن جدتي لم تجبني.
وهذا هو اليوم الثالث في عزاء جدتي الغالية وها نحن نستقبل الوفود
لميس/نجوى ارجوك حاولي أن تخرجي من دائرة الصمت
نجوى/ صدقيني انا في حالة جيدة ,فقط لحظة تأمل
لميس/ تتأملين؟ في ماذا؟
نجوى/ اتأمل مسارات الحياة يالميس سوف نكبر مثل جدتي ونموت
لميس/ بالطبع ,فسنن الحياة لن تتغير من اجل احد
نجوى/ صدقت ,اتعرفين احتاج الآن ان ارى أحمد
لميس/ الم يعزيك بعد؟
نجوى/ لم اره منذ مدة
لميس/لقد سمعت من بشرى انه مكتئب لإنه لم يجد الوظيفة المناسبة وكل ماعرض عليه كان اقل من طموحه بكثير.
نجوى/ آخر مرة قبل شهر تقريبا فتحت الباب فوجدت صندوقا وازهارا بيضاء وقد كتب عليها,اشتقت لعينيك,سامحيني فأنا متعب
لميس/ وماذا بداخل الصندوق؟
نجىوى/ علية شوكولا فاخرة ,واخيرا تبسمت عندما تذكرت هذه الذكرى
تغريد/ الم تلحظي شيئا؟
نجوى/ماذا تقصدين؟
تغريد/ إن خالة أمينة ترمقك بنظرات لم ترق لي
نجوى/ لم الأحظ شيئا.دعك منها ,هناك ماهوالأهم,لكن شيئا بداخلي اخبرني أن كلام تغريد صحيح وملاحظتها كانت في مكانها
بشرى/ اقتربت مني لقد تضايقنا بوفاة جدتك,حقا كنا نجبها
نجوى/ اشكرك بشرى على صدق مشاعرك انت وخالة صفية لم تتركونا ابدا
بشرى/ ماهذا الذي تقولين,نحن أكثر من اصدقاء ,هذه عشرة العمر,وابتسمت,بالمناسبة يانجوى لقد شركة ابلغني احمد أنه يريد أن يقدم العزاء لكم عندما يخرج الجميع
نجوى/ في أي وقت يريد
خرج الجميع ودخل تامر ومعه أحمد :صافح الجميع وقدم التعازي
أحمد/ البقاء(لله)يانجوى, اعرف انك كنت متعلقة بجدتك ولكن هذه الحياة
نجوى/شكرا لك,وفي عيني اسئلة كثيرة
في آخر الليل بعد أن اغلق الجميع بابه,صليت ودعوت (الله) في سجودي بعدان بكيت مطولا واخرجت كل مابقلبي من دعاء ونوايا وشعرت براحة أكبر من ذي قبل,شعرت أنني اقوى,وأنني سأعود لطبيعتي وكيف لا وقد استعنت بمالك الملك,سبحانه من ملك عظيم في علاه.

مرت سبعة ليالي على وفاة جدتي,وكأننا بدأنا نتأقلم على الفراق, لكن مايبدو واضحا جليا ,هو عدم تقبلي أنا وأمي هذ الحياة الحديثة,شعرنا أننا أغراب عن بيتنا, كل واحدة منا,تتسائل,هل سمعتي صوتها,والأخرى تجيب نعم
أمي/نجوى,هل سمعتي صوت جدتك تناديني لطلب فنجان الشاي المعتاد
نجوى/ أجل يا أمي سمعت صوتها,وننظر لبعضنا ,هل جنت إحدانا,ماذا حدث لنا؟ فكيف للموتى أن يعودون للحياة مرة أخرى؟؟؟؟
امي/ استغفر (الله)العظيم,وتبكي
نجوى/ بكينا يا امي حتى جفت دموعنا,دعينا نخرج من البيت قليلا,لنشعر ببعض التغيير





أمي/ أي مكان أرجوك,لم أعد احتمل البيت من غير أمي الغالية
أول مرة أخرج أنا وأمي وحدنا,تنزهنا وتبادلنا اطراف الحديث,اصطحبت أمي الى سوق الأواني المنزلية والتحف,أعرف انها تميل الى مثل هذه الأمور,وقلت لنفسي,هكذا الأيام نكبر فنحتاج أبنائنا بعد أن كانوا يحتاجون كل شئ منا,سبحانك ياإلهي ماأعظمك,يبقى لجؤنا إليك هو اللجوء الأعظم.
وعندما عدنا وجدنا أحمد يمسك باب المصعد وعندما سمع أصواتنا توقف
أحمد/ كيف حالك ياخالة,هل انت بخير,ويبتسم
أمي/ أهلا يابني,الحمد(لله)انا بخير,,انت اخبرني عنك
أحمد/ الحمد(لله)وجدت الأن للتو,شركة مناسبة لتخصصي ,حيث فيها إنشاء الجسور والمؤانئ,بالطرق الحديثة وهم قد اعلنوا عن طلب مهندس مدني
أمي: الحمد(لله) انك حصلت على ماكنت تريد,ولكن لماذا لا تعمل لدى والدك في شركته؟
أحمد/ والدي يعمل في مجال الأغذية,ويحتاج إلى صيادلة وفني معامل ومختبرات,وهو لايحتاجني بالطبع, فلن أجد نفسي بين الألبان والأجبان,,ويضحك

نجوى/ أبارك لك حصولك على هذه الوظيفة,وابتسمت بهدوء
http://lnansak.blogspot.com/http://


موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©