استعمل مربع البحث في الاسفل لمزيد من المواضيع
سريع للبحث عن مواضيع في المنتدى
-
10-19-2013, بتوقيت غرينيتش 01:26 AM
#1
رواية رائعة و مشوقة زنزانة الألم / بقلمي .. حنان الروح (سيمو )
روايتي الثانية ..
زنزانة الألم / بقلمي حنان الروح .. سيمو
في ليلة من ليالي الشتاء القارسة , و حبات الثلج
تضرب النوافذ .. تتدحرج كبلورات لؤلؤ لتغور في أحياء القدس ؛
فترسم لوحةَ الهيبة و صمود أبنائها إلى أن يظهرهم الباري
و ينكَّس رأس العدو , و يتردد صدى النصر الأكيد .
في تلك الليلة كان الدفء و الفرح يعمان أرجاء ذاك المنزل
المتواضع في نهاية حي من أحياء
القدس.
نور طفيف ينبعث من بين زوايا منزلهم و الصغار
يحومون حول جدتهم الرؤوف , و وجوههم تصطبغ حمرة من
توهج نار الحطب المشتعل ، فتهد أ نفوسهم عن رجفة البرد
وتسكن قلوبهم بعذب حكايا الجدة المتيَّمة بأحفادها ,
و انسابت الجدة بعمق في ثنايا حكايتها ترويها بكل حب
لصغارها : صالح ، و غدير ، و ندى . بينما كان الوالدان يلاعبان صغيرهما محمود ،
و البسمة تتطاير من بين شفاهه ,
وهما يأملان في كل لحظة لو يدوم هذا الأمن
و تظل أجنحة السعادة ترفرف على كوخهم المتواضع .
مرت ساعات و لازال الجو مفعم بالحب ,
و الهدوء يلف المكان .
ندى : جدتي كم أحبك ، و أهوى قصصك الرائعة .
تأملتها الجدة بعينين تنبعان مودة ، و تهيم في نظرات الطفلة البريئة ، ثم قبلتها .
هبَّت عاصفة مفاجئة أفزعت الأطفال فالتصقوا ببعضهم مرتعبين ،
وانتفض محمود كطير جريح و بدأ في العويل !
الوالدة : اهد أ يابني . الوالد : لاتقلقوا .. إنها مجرد عاصفة !
ستهدأ بعد قليل ، و ارتسمت ابتسامته المعهودة مطمئنة للجميع .
ما إن هدأ الصغير حتى سمعوا صوتا أقوى هز أركان منزلهم .
فجأة إذ بباب المنزل يكسر ! من كسره ؟!
إنهم جنود الاحتلال . دخلو ا بجبروت و كبرياء و عيونهم كعيون الموتى لا تتغير !
حين دخلوا طارت الحياة من النوافذ , و ركض الصغار باتجاه والدهم يحتمون به ,
و الجدة و الأم تلفان الحجاب حوليهما ، و الوالد يواجه بكل شجاعة رجالاً
لايعرفون معنى الرحمة ! تقدم أحد الجنود للجدة حتى يخلع عنها حجابها
و يذيقها مرارة الإهانة و الذل , و هي تصرخ و تستغيث
فنهض الوالد مسرعا ليدافع عن أسرته , عن عرضه ، وعن بقايا كرامته المهدرة !
ليواجه العدو اللدو د بصدر مكشوف ،
فما كان من الجندي البغيض إلا أن بادره بإطلاق رصاصة تضج و تعلن الموت قبل
الوصول و أتبعها ذلك المتوحش برصاصة على الجدة المسكينة
التي لا حول لها و لاقوة , فسقطا غارقين في بحر دمائهم بكل ما تحمله المعاني
من ألم و شجون . لم يستطع الصغار رؤية المنظر الفظيع
فهرعوا يتشبثون بو الدتهم و هي ترجو
إبعاد فلذات أكبادها عن الخطر المترقب . تلفتت تنظر لزوجها الراقد في سيل من
الدماء، و تلفتت ثانية لتجد أبناءها في و جه العدو ثم تأملت حالها
و رأت كم هي ضعيفة و عاجزة عن فعل شيء , تبكي أولادها
أَم ْ ترثي زوجها و أمه ، أَم ْ تظل كأصنام منحوتة تترقب مصيرها باستسلام !!
لكنها أبت الرضوخ لليأس فهي ستدافع عن روحها مادامت تنبض و تتنفس الحياة !
أبناؤها عشقها , وشمس دنياها .. فكيف تحيا بدونهم ؟!
كان حالها يرثى له كظن من يراها لكنها في ذات الوقت تُجسِّد لوحة فنان مؤثرة ,
فيها صور 2014ة الأم الرائعة المدافعة عن شرفها بكل ما تستطيع
و المستظلة بعفافها ؛ فمهما كان لن يرى هؤلاء الحثالة حتى ظفر قدمها .
مرت دقائق بل لحيظات حين تقدم أحد أولئك الحمقى
و هي تبتعد و مازال يتقدم بظله الكريه و نظرته الخبيثه ..
صرخت بأجمع صوتها حتى شعرت بأنه نفد لكن لامجيب !
اقترب أكثر و نزع الحجاب عن رأسها .. في تلك اللحظات تمنت الموت ألف مرة
على أن تتعرض لهذا الموقف . فُجعت لحالها , جثت على ركبتيها وبكت ..
نزفت شهيقا بصوتها المبحوح , رثت نفسها مع أن روحها لاتزال بين جنبيها
و تأبى المغادرة ! وجّه بندقيته صوب رأسها , فزع الصغار و صاحوا
لكن ركلات الذئاب اللاهثة ألجمتهم ! اقترب منها ورفع ذقنها إليه ,
تأملها بمكر وهو يحدق في المخلوقة اللطيفة وقد أسَرته عيناها البراقة ,
نظر إليها و قال بخبث : أتحبين الحياة ؟ لم ينتظر منها جوابا
بل صمم على تنفيذ مايدور في رأسه لكن فجأة و دون مقدمات تفجر الدم من رأسه
و سقط يتشظى تحت حلمه القذر ! فتحت الأم عينيها على وسعها مندهشة
لترى بطلها المنقذ الذي فلق رأس عدوها بتحفة ضخمة وحين رأته خانتها دمعاتها !
©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©
المواضيع المتشابهه
-
بواسطة romaissa في المنتدى ديوان الروايات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-19-2013, بتوقيت غرينيتش 01:26 AM
-
بواسطة said في المنتدى ديوان الروايات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-19-2013, بتوقيت غرينيتش 01:23 AM
-
بواسطة loulou ange في المنتدى ديوان الروايات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-19-2013, بتوقيت غرينيتش 01:12 AM
-
بواسطة loulou ange في المنتدى ديوان الروايات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-19-2013, بتوقيت غرينيتش 01:10 AM
-
بواسطة Chakira في المنتدى ديوان الروايات
مشاركات: 0
آخر مشاركة: 10-19-2013, بتوقيت غرينيتش 01:05 AM
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى