موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة
اهلا بكم , فأنا من كاتبي القصص الرومانسة و الحزينة . هذه الرواية رائعة و مشوقة من تأليفي , و كل شخصيات القصة من الخيال ,
الفتاة اسمها ماريا متوسطة الطول , متوسطة الجمال و لكن لونها و ملامحها العربية و شعرها الأسود يجعلها مختلفة في بلد الغرب التي تعيش مع اخوها .
أما الفتى اسمه يوري فهو سمراء اللون من أصل المكسيكو في جنوب أمريكا , وسيم جدا بعمر 25 غني فهو يملك اكبر مؤسسة طبية في بلاده , رياضي و رغم أنه مسلم إلا أنه لا يعرف عن الدين الا قليل ,
أتمنى أن تنال إعجابكم , لقد كتبت بلغة عربية فصيحة قدر الإمكان رغم أني لم أعش في وظن العرب كثيرا ,

(الحلقة الأولى )

كنت أهرب من الظلام الذي تعيق طريقي الى الحياة و لكني أجد في نفسي أنغمس في هاويتها مرة أخرى , و يختنق أنفاسي , فيصيح عالمي غدراء كثيف , و يتحول نظراتي الكئيبة الى حزن يتفاقم في صدري , و همُ يستغل و حدتي .

كنت أصرخ من أعماق قلبي لعل هناك من ينقدني ..!! لعل هناك من يسمعني ..!! ألتفت يمينا ثم شمالا و لا شيء سوى ظلام تحجبني و حقد تتسرب في دماغي , و كم مرة طرأني بأفكار مجنونة وهي تنصحني بمغادرة الدنيا بل بمغادرة هذه العناء والعذاب وأنا انتحب من ألم و حسرة أحسه في صدري .

تبدأ معاناتي عندما مات والدي ومات معه ثرواته أو عندما أتيت إلى هده الغربة جنوب أميركا مع أخي وأمي أو لحظات فراغ أمي

أو تلك الليالي التي كنت عائرة بين الطرقات المهدمة الزّري وبين الأكواخ القديمة وقد هلس المرض كاهلي و كزم البرد أصابعي , و انا ابحث دواء لأخي .
في تلك الليلة كنت أتقدم بمشيتي أتساقط في الظلام و قد صحبني الهم في البحث عن بيتي , أمضي في الطرقات تائهة كئيبة ,لا أفكر سوى الدواء الذي لم أجذه لأخي الفاني الذي كان يكدح مند الصغر لقوتي , كان يبقيني بعيدا عن هدا العالم البارد يتحمل الأعمال الشاقة من اجلي , يتحملها برغم ما تسبب له من اعتلال صحته , وضعف بصره , وعندما ينتهي الدوام يعود إلي لا يصرف عنه برد الشتاء القارس وتساقط الجليد او الظلام الحالك .

إن العمل بالليل يكاد يذهب بنور عينيه .. لم أفعل شيئا لأخفف عنه الحمل الذي أثقل كاهله , حتى تلاشى جسده من المرض

لهذا خرجت أبحث عن شيئ يعيد له حيويته ,

جلست في حجر كبير وكأن الجوع والمرض يهدمان في كل دقيقة خلية من خلايا جسدي , وبينما أنا كذلك صرت أتخيل وقع أقدام تقترب , فأنصت لها و ألتفت يمينا وشمالا ويمضي الوقت ولا أرى شيئا , تملكني رعب شديد






إذ ارتفع سواد مقبل , فتبينت فإذا هو شاب مفتول العضلات يظهر بين الظلام كأنه يحاول أن يختطفني من بعيد , سحبت نفسي الى الوراء و أنا ارتجف من خوف و رعب يمتلك قلبي , لقد اوشكت نهاية وجودي في هذا العالم .
و لكنه و لكنه رغم الخوف البارد يرجف جسدي الهيار إلا أن إبتسامته الساحرة هدءت قلبي . ثم قال بلكنته الأجنبية : هل أنتي خائفة يا صغيرتي , لا تقلقي لن ألتهمك ههههه .
( dont be like this baby , i wont eat you )
أخرج منديل يمسح الغبرة من وجهي الكئيب , نظرت إليه بعينين ساهرتين , دموع يتلألأ في خدودي , أحبس أنفاسي و أحاول أن أكون هادئة , اااه كم كنت خائفة و كاد قلبي أن يخرج من مكانه , و لكني اشعر الان بأمان مفتقدة بين عينيه .
تحرك جسمي دون وعي مني , و أمسكت طرف قميصه و كأني أمنعه من الرحيل , لست أدري و لكن جزء ما في نفسي تمنى البقاء معه .
فابتسم بارتيح ثم قال و في نظرته تعبيرا دقيقا من الحزن : اوه يا صغيرتي , لن اتركك , اخبرني أين أهلك و بيتك ساخدك إليهم ..
( oh baby , i wont leave you , so tell me where is your home or your parents so that i can take you to them )

قلت و أنا اتعثر في كلامي : في .. نهاية .. شارع جورج سي .
طلب مني أن أتمسك بذارعه , و لكني كنت طفلة غبية لأرتمي في أحضانه , و أجهش بالبكاء بين دراعي رجل لا اعرفه , و لكنه ضمني الى صدره الدافئ : لا عليك يا صغيرتي , لا عليك .
حملني فوق ظهره و كأني رضيعة , و هذا غريب بالنسبة لفتاة عمرها 15 , و لكن هل كان بإمكاني السير و أنا لا أقوي سوى بكاء مزعج في وسط تلك الظلام المخيف ..
قال : ما اسمك
قلت : ماريا
قال : أنتي جميلة يا ماريا , انا إسمي يوري ’اه لقد وصلنا , اراك مرة أخرى , باي

و صلت أخيرا الى منزلي , و تركني ذلك الشاب , ولكني تفاجأت بجثة أخي ملقات على الأرض , مات أخي , وحيد عمري , مات دون أن يودعني , تركني وحدي , لماذا .. الم تقل بأنك لن تتركني ابدا , لماذا كدبت على , أين ستتركني , من ستتركني ..

مرت أيام و الشعور بالألم و الوحدة و الفقدان تراودني , لم أكن ابكي و كنت أتمنى البكاء ربما أخفف عن نفسي , و لكني قررت أن أبكي بصمت من داخلي رغم الألم الذي يحتل قلبي , رغم الأرق الذي لم أمر به في حياتي من قبل , أصبحت أخشى النوم بسبب الكوابيس , فأخاف من العتمة و الأموات التي تطاردني طوال الليل في حلمي , فانهض من النومي عدة مرات و انا في حالة من الدهول و التشتت و الصداع نتيجة حلم مزعج يتكرر و لا ينفك عني .. أحلم بأخي هيكل عظمي يطلبني أن أغطيه ( يا اختنا إخجلي و غطي موتانا ) أحلم بأمي عارية و أبي عار يطلبان مني تغطيتهم و لكني أهرب .

أصبحت حباتي في حالة يرثى لها لا أكل و لا اشرب و لا أنام , و كنت مجنونة كفاية بأن أقف ذلك الكرسي الهزيل بعد أن كتبت تلك القصة و الجروح التي لا يصغي إليه أحد , و أضع رقبتي ذلك الحبل الذي أعددته يوم ممات أخي و لكني كنت مترددة ليس خوفا على الموت بل الخوف أن أعود وحيدة مرة أخرى في قبر مظلم لا يختلف عن حياتي المظلمة ..

مرت لحطات من الخوف و الدعر و الحيرة و انا لازلت اقف فوق الكرسي و لازال الحبل في رقبتي , و أنا في وسط حرقة من الألم و بين اتهيار الدموع , وسط لحطات العداب و بين انطفاء الشموع , وقبل أن أقفز من مكاني .....سمعت صوت يناديني ...يا مجنونة !! يا مجنونة !ّ
( you crazy ... you crazy girl , what the hell are you doing)

إنه ذلك الشاب مرة أخرى , لكنه ماذا يفعل في ؟ و في هذا الضباب الكثيف الذي يملئ غرفتي أيمكن أن يظهر مرة أخري في الظلام التي تغمسن msnي بهاويتها , إنه حلم , و لكن كيف يكون حلما و أنا أشعر شريان دمه التي تتدفق في جسمه تدفأني , لم أعد أفهم بين الحقيقة و الخيال و لكني كنت سعيدة و أنا بين دراعيه متمسكة به حتى لا يظهر لي انه حلم و يتلاشى أمامي .
2))
كنت أسكن بين جوانح ذلك الفارس الأبيض , و كنت أستمتع بهمسات صوته , أهدا حلم ؟! إن كان حلما فهو حلم جمبل لا أريد أن أفيق و أحس بقلبي يحترق طلوعي مرة أخرى .

أفقت من نومي لأجد نفسي في المستشفى وفي سرير بين الحياة و الموت و قد تخمر جسدي و أثار الحبل في عنقي و تمزيق الداخلي تفوح مني , و فجأة و بالقرب مني رأيت ذلك الشاب الوسيم مستلقيا على بطنه و كأنه نام هناك من الإرهاق و الإنتظار ,

مع أني كنت أشعر أن عضلاتي يتمزق من الداخل إلا أني كنت سعيدة لوجوده معي , لم أرد أن أوقطه عندما وقعت يدي بذراعه الثقيل الذي كان ممدودا فوقي , نظر إلي على وجه ترتسمه علامة إستعجاب مصحوب بالتسائل , و كأنه يريد أن يسألني عن سبب فعلتي هذه .. و لكن غير وجهته بسؤال الأخر , فقال لي كيف أشعر ,( how you feeling ) ثم بدأنا نتبادل أحاديث تجري كالماء , و جاء الليل و كان علي مازن أن يدهب الى بيته .

كانت ليلة شتاء طويلة و موجعة في المستشفي , تصيبني رجفة برد أعجزعن إخمادها الا بتفكيري عنه , و تارة أطرد هاجسي الذي تتملك مخيلتي , فقلت لها بأنني لن أفارق الذنيا ماذام هناك يوري في هذا الحياة .

اصبح يأتي كل يوم الى مشفى لزيارتي و يحكيني قصص مغامراته و حياته , و اراى إبتسامته العدبة تشرق حياتي أمام عيني فتنسيني عالم الأحزان و الألم فأذمنت في حبه من دون قصد , و عشقته بجنون دون أسباب , لقد إحتل قلبي ووجداني دون سابق إنذار , و بعث بداخلى أمل من جديد .

فجاء يوم الذي أخرج من المشفى و لم أتوقع أن يوري سيطلب مني أن أعيش في منزله , فترددت قليلا لكنه قال لي وهو يرجوني : رجعت زوجتي من لندن و هي مريضة ولن يكون معها أحد لأني سأدهب الى العمل , أرجوك أن تقبلي .
زوجته , هو متزوج , لا أصدق
شعرت بوخزة في قلبي , كأنه شد عضلي من مكانه , و لكني مثلت فرحتي بابتسامة مزيفة و أنا أخفي عذابي و حسرتي ولكن عيوني فضحتني بدمعتها الحزينة ...

سأكمل الباقي مرة أخرى يا أصدقاء ....بااااااااااااااااااااي

موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©