موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة
[RIGHT]هالقصه قرأتها في كتاب واعجبتني

واظفت لها كلمات من تعبيري

حبيت اظيفها!RIGHT]




الليل في دروب السماء غامض وجبار.
البرق يلتمع وحشياً في شبكات عنكبوتية
تنسجها العاصفه, في وجه طيارتنا...
المطر ينبت من الزجاج الامامي
لغرفة القيادة ويغسله...العرق البارد يتصبب من جبين كابتن الطائرة.
عامل اللاسلكي يقذف بالجهاز جانباً بعد ساعات من المحاولة اليائسة.

نحن كجرذان في علبة يتلهى الاعصار بها. علومنا وكتبنا وتقاليدنا
تتمزق امام العاصفة لنبدو على حقيقتنا. الركاب جميعاً يعيشون في
لحظات الخطر بدائيتهم الشرسة...

حتى انت يازياد.. من كان يصدق ذالك يااله القمر؟
أفضل البقاء هنا مع الكابتن..انه وحده يبدو لي انساناً متحظراً يكافح من
أجل الاخرين, يخاطبني دون ان يلتفت: لقد تعطل جهاز قياس الارتفاع
...سيكون هبوطنا عسيراً إذا نجونا!, إخرجي الى الركاب وحاولي تهدئتهم.

صوته محموم.كلماته لاتخيفني. تبغث في نفسي احساساً دافئاً بنشوةٍ همجية حاقدة.
سيموتون...سيموتون جميعاً..
وعيناك يازياد..لهيب معبدي المقدس سيطفئ نورهما الى الابد.
أفتح الباب وأخرج الى الركاب...مازالوا كما خلفتهم منذ دقائق.طفلة تنوح
عجوز تبكي مصلية.

الطائرة تميل فجأة..جبيني يصدم بشيْ..تؤلمني عيناي
وانت في مقعدك.وعيناك لاترحمان,وعروسك الى جانبك شقراء شفافة
لم تعهد غضبات العاصفة في أزقةِ السماء.

لاتنظر الي وتنتظر دمعة..علمتني امي كيف لا ابكي .يوم مات ابي
اطلقت نساء الحي السنتهن في الحديث عنها لانها لم تبكي..
ورغم انفهن لن تبكِ..لكني لم اراها تبتسم قط بعده
الا في يوم انهيت دراستي..ووجدت عملاً هادئاً نعتاش منه. كنت سعيدة
في عملي انعم بفضيلة الصمت وقضيلة الرتابه,
.حتى اطلّت عيناك شريرتين رائعتين وثنيّـتين...فتمزق الصمت ونفقت السكينه

...هل تذكر.؟

لا...لا تنظر الى جمودي مستجدياً دمعه...انا المضيفة وعليِّ الا ابكي
...يخيفك المطر الوحشي الذي تسكبة العاصفة على الزجاج الذي بجانبك؟
كم احب وجهك في المطر...
كيوم رأيتك للمرة الاولى...لو ان المطر لم يهطل تلك الليلة منذ اعوام
...لو ان رائحة الحياة لم تفح من ضمات المطر للأرض..
من تقبيل قطراتة لجوع الشوارع الجافة..لو ان وجهك لم يطل من خلف الواجهة جاهزة
الزجاجية للمكتبة ندياً جذاباً كأسطورة...
لو لم تلتق نظراتنا ..لو لم تكن عيناك لهبتي معبدي المقدس...لو لم احبك


هل تذكر؟..
كان شتائاً مدهشاً...وكان ربيع العهود..وكان صيف استعداد لشراكة
لايفصمها الا الموت..وتمت سعادتي يوم علمت بفوزك النهائي بشهادة الطب
...وفي الخريف فاجأتني بأنك سترحل الى باريس للتخصص.
ومضيت .وبقيت وحدي هنا..أعود كل أمسية الى امي كالبومة المبللة
وانت بعيد....بعيد
وبعدما كنت انتظرك كالحمقاء..ارسلت لي sms رسالة من جحيم
تدعوا لي بحياة سعيدة..في احظان شخصٍ ما
شخص لن يكون انت!


عامان..ولا صديق لي سوى الليل في دروب السماء..
عامان والصقيع ينبت مع اهدابي في ليالي الشتاء...
وقوس قزح يولد شلالات ضياء
ملونه ...اتبعه بكل جوارحي ثم ينطفئ!
عامان وانا احتظر كلما اراك تأتي من بعيد..
تجلس هاهنا في آخر الطائرة كوحشٍ من حديد
عامان وانا استعيد شريط الذكريات..فقط كي اواسي نفسي


هل تذكر؟

كم من المرات بكيت لك..اتذكر؟
وكم من المرات قلت لك فيها بإني ..احبك
...لماذا لم تقل لي يومئذ انك لم تحبني؟
ولماذا بعد عامين من الضياع والبؤس والشقاء
اتجرع فيها الم الفراق...وحدي
تفاجئني بزواجك من زميلتك الشقراء..


انها ترتعد الآن الى جانبك...لم لا تحنو عليها؟
ام قد اخذت منك العاصفه آخر ماتبقى فيك من رجولة؟
الم اضايقك برسائلي..وشكواي بأن لاصديق لي بعدك سوى
الليل في دروب السماء
اذاً...لماذا تدهشك غضبة الليل من اجلي؟


هنا..كانت مملكة بؤسي وحدتي واحزاني..وانت ياإله القمر





لم تعد تجذبني الى غموض كهوفك..لم تعد تثير في نفسي حنيناً
الى سجودي ورجائي تحت اقدامك..لا لانك تركتني.
ولكن لانك خنتني...لو قلت لي بانك لم تعد تحبني..لو لم تفاجئني بزواجكما
لماذا تدهشك غضبة الليل من اجلي...ستموت! كما ماتت امي ذات ليله
تبكي ابنتها التائهه في دروب السماء..الباحثة عن نجمٍ...
كان نجم صبيحة زيفاً وخداعاً

هل تسمع؟....في الهواء...في غيمة تتمدد عجوز تنوح في صوتٍ
جباري...تبكي من اجل طفلتها الضالة في سماء...ما!
هل تسمع صوتها الحاد. صافياً يهيج لوعة الغيوم وشهوة الصواعق
الى الدم؟...لماذا يخيفك ان تنتفض الطائرة كنعجة صرعها الجزار؟
لا...لا تشح بوجهك عن عروستك...الآن افهم انك مااحببتني قط ومااحببتها
مااحببت الا نفسك..بعد قليل..يتمزق زجاج النوافذ وتتسلل ريح دامعة
جنائزية العويل...بعد قليل..تحمل كلا منا وحيداً
وتلتهمك سحابة كثيفة كجبل جليد.. تدفنك في احشائها لتبقى ابداً ضالاً في السماء


الطائرة في فم وحش خرافي يلوكها..طفل في الركن يبكي..رجل بدين
يدفن وجهه بين يدية..كاهن يبكي..مازال رأسي يؤلمني
.الليل والمطر يلعقان النافذة الى جانبك..ووجهك يشحب امامهما
لاتنظر الي بعينيك الشريرتين المحببتين..
انهما تستثيران حقدي...الا تسمع؟ في الهواء!
عجوز تنوح طول الازل من اجل طفلتها الضالة في سماء ما...

دميتك الباريسية تبكي..الا تسمعها؟
لماذا تهملها الان؟ أما احببتها على حد زعمك؟.
.اما تركتني ضالة في السماء لاجلها
انظر اليها وودعا بعضيكما..الوحش مازال يلوك الطائرة
لن نهبط في المدينه...لن يكون لكما موقد وطفل...العاصفة تقرع النوافذ

متى يحين وقت انسحاق الطائرة؟...لتتدفق قطرات المطر سخية عادلة
...عويل وبكاء..وامتعه تهوي..واسقط انا في حظن تلك المرأه التي
كانت في الهواء...من كانت تنوح من اجلي...
ولن ابقى ضالة في هذه السماء
عيناك فارغتان مشققتان..ووجهها طفولي متعب...اكرهها
انها واهمه كما كنت واهمه ..لاتدري قط ان آلهة القمر لم تعشق قط الا نفسها

هزة عنيفة تقذفني عنها. اتماسك.ضجيج وفوضى.هزة عنيفة ترميني ارضاً
ألم حاد.أستسلم.أستسلم لزحف النمل في جسدي
الاشياء تهدأ في امكنتها فجأه, كانما بصق الوحش طائرتنا بعدما سئم من مضغها


..هل انا واهمه؟..ضحكات وهتاف...يقولون اننا نجونا؟
يد القائد دافئة على جبيني...يساعدني على الهبوط
لم يحدث شي؟؟..الركاب يتزاحمون حول الباب..وضحكاتهم هستيريه
وانت يازياد..ياإله القمر..تضمها اليك لتهبطا...بعد ان كنتما غريبين
طيلة ساعات الخطر...لم اعد احسدها ...لا
ولا ارغب في موتك...حسبكما بؤساً ان تعيشا معاً


موضوع مقدم من منتديات ديزاد
منتديات ديزاد باتنة




©المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى©